أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(2)















المزيد.....

هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(2)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيكون من الضروري تذكير كل الذين يطمعون في الحوار مع جماعة العدل والإحسان أو التحالف معها ، بمبادئ الجماعة وإستراتيجيتها القائمة على عقائد راسخة إذا انهارت لبنة منها انهار كيان الجماعة بالضرورة والمحصلة . وإذا كان السيد لشكر متحمسا للحوار مع الجماعة حول مستقبل المغرب ، فعليه أن يدرك أن الجماعة ليست كيانا نكرة ، وأن لها إستراتيجية محددة المنطلقات ومضبوطة الأهداف . وتتأسس هذه الإستراتيجية على قناعات/مبادئ ثابتة لم يصدر حتى الآن ما يدل على استعداد الجماعة لمراجعتها أو تعديلها ، مما يعني ثبات الجماعة على مبادئها التي منها :
1 ـ رفض المشاركة السياسية من داخل مؤسسات النظام بحجة أن كل مشاركة هي "ترميم" لصدع النظام وإطالة في أمده كما هو واضح من قول الشيخ ياسين ( ليكن واضحا أننا لسنا نرمي لترميم صدع الأنظمة المنهارة معنويا ، المنتظرة ساعتها ليجرفها الطوفان .. يندك ما كان يظنه الغافلون عن الله الجاهلون بسنته في القرى الظالم أهلها حصونا منيعة وقلاعا حصينة ، وتندثر وتغرق )(ص576 العدل). ومن ثمة فإن خيار المشاركة في المؤسسات الدستورية الذي اتخذته مثلا بعض الأحزاب الإسلامية ، مرفوض بشدة من قِبل المرشد الذي يرى فيه "توددا" للنظام و"مصالحة" معه ( ليكن واضحا جليا أننا لا نخطب ود الأنظمة الفاسدة الكاذبة الخاطئة . وليكن واضحا أن خطة بعض المترددين من فلول الحركة الإسلامية المتكسرين إلى مصالحة مع المزورين ليست خطتنا )(ص 571 العدل ) . لذا لا يمكن توقع النجاح في تليين موقف الجماعة من المشاركة في المؤسسات الدستورية أو ثنيها عن خيار "القومة" ضد النظام الذي تتهمه الجماعة صراحة وعلنا بالآتي (إن النظام المخزني بصيغته الحالية وبمنهجيته السياسية أصبح يمثل عائقا أمام الديمقراطية والتنمية في هذا الوطن، كما أصبح مهددا لهوية الأمة في الصميم ومهددا لمصالحها المختلفة، بل أصبح مهددا للاستقرار الإقليمي والمتوسطي بعشرات الآلاف من هكتارات المخدرات، وبهجرة يغذيها بسياسته التفقيرية القاتلة ) . وعلى هذا الأساس تضع الجماعة إستراتيجية واضحة الأساليب والأهداف في سبيل تحقيق المشروع الذي تحمله ( نبرز بمشروعنا ، ونعلنه ، ونحارب دونه بأساليب السياسة ما انفتح لنا فجوة ، وبكل الأساليب إن اضطهدنا )(ص 27 المنهاج ) . وإذا اختارت الجماعة خطة "الحوار الوطني" ، فلا يعني هذا اقتناعها بأهمية الحوار في حد ذاته ، بقدر ما يعنيها هدف تشكيل تكتل سياسي وشعبي قصد ابتزاز النظام والضغط عليه كمقدمة لهدم أركانه . فالشيخ ياسين يتوقع سقوط النظام ، بل يستعجل هذا السقوط ، الأمر الذي سيجعل كل جهود الاتحاد الاشتراكي من أجل إدماج الجماعة في العملية السياسية تصطدم بعقائد راسخة لن تتخلى عنها الجماعة ، ومنها هوس القضاء على نظام الحكم القائم ( لا تفن عمرك في التأسف على الثمار السامة ، بل اقطع شجرتها يفن معها السم . لا يمكن أن ننتظر من الأفراد ، ولا الجمعيات ، أن تقوم بواجبها في الأمر والنهي ، ولا أن يكون لذلك معنى ، ما دام روح المنكر وجسده ، وينبوعه ، ولحمته وسداه بيننا ، ألا وهو الحكم الفاجر الكافر )(ص 394 المنهاج النبوي) . من هذا المنطلق الذي هو عقيدة راسخة لدى الجماعة ومرشدها ، لن تقبل الجماعة بأي حوار أو تحالف مع الأحزاب الأخرى إلا في إطار شرطين مركزيين :
الشرط الأول : أن يقود هذا الحوار إلى تحالف قوي وضاغط يفرض على النظام إلغاء العمل بالدستور الحالي وتشكيل هيئة تضم الأطراف المتحالفة تتولى صياغة دستور جديد يسمح للقوى السياسية الفائزة في الانتخابات بتغيير النظام جذريا . وباعتبار جماعة العدل والإحسان تعتبر نفسها القوة السياسية المرشحة للفوز في أي انتخابات نزيهة ، فإنها تصر على أن تجعل من العملية السياسية مدخلا لتأسيس نظام حكم بديل يقوم على أنقاض النظام الملكي وفق ما أعلنه الشيخ ياسين ( نبرز بمشروعنا ، ونعلنه ، ونحارب دونه بأساليب السياسة ما انفتح لنا فجوة ) . إلى الآن لا يرى الشيخ أن فجوة السياسية متاحة ومفتوحة له لتطبيق مشروعه . وما يعتقده غيره من الإسلاميين فرصة للتناوب ليس سوى مجرد سراب بالنسبة للشيخ حيث يقول : ( تنسل الحركة الإسلامية في هذا القطر أو ذاك إلى الحكم انسلالا تدريجيا عن طريق انتخابات لم تجد الديمقراطيات المُولَّدةُ بدا من شق بعض فجاجها للإسلاميين ، فتلك فرصة للتناوب على الحكم . وينبري الإسلاميون حاملو شعار " البديل السياسي" ليدخلوا مع الناس في دوامة التناوب على الحكم صعودا وهبوطا ، تناديهم أصوات انتخابية ملت من عديلهم اللاييكي الدنيوي ، لتلفظهم وتستبدل بهم قوما آخرين بعد تجربة لن يألُوَ الناصبون والنصابون جهدا في إفشالها . وتلك فرصة سرابية ما كان لمتعطش فاضل أن ينتظر منها حسْواً لظمأته أو غرفة لريِّ الشعوب المالَّةِ القاحِلِ ساحُها من عدل ونماء وخير تعد به الديمقراطيات المُوَلَّدَة ولا تفي)(ص 567 العدل).
الشرط الثاني : أن ينشأ تكتل من القوى السياسية تقوده الجماعة وتتحكم في أهدافه وخططه التي في مقدمتها محاصرة النظام وعزله عن الشعب بكل السبل بما فيها تلك التي حددها مرشد الجماعة كالتالي ( مقاومة الظلم حتى الموت ولو نشرا بالمناشير .. ثم مقاطعة الظالمين : لا نواكلهم ولا نشاربهم ولا نجالسهم . وهذه هي الصيغة المثلى للقومة . فلو قدرنا أن نتجنب استعمال السلاح ضد الأنظمة الفاسدة ، ونقاطعها حتى تشل حركتها ، ويسقط سلطانها ، وترذل كلمتها )(ص 36 رجال القومة والإصلاح). فالجماعة لا تهمها الديمقراطية أبدا كحل للمشاكل السياسية والاجتماعية وخلق تنمية شاملة ومستدامة ، يهمها أساسا الالتفاف على مطالب القوى المنادية بالديمقراطية ونضالاتها لإسقاط النظام ، ومن ثمة إقامة نظام ديني لا مثيل له في البشاعة والاستبداد . لذا فما تسعى إليه الجماعة نقيض لما يهدف إليه الاتحاد الاشتراكي ، كما هو بيّن في قول الشيخ ياسن ( ومعنا نحن الإسلاميين اهتمام بالقضايا المصيرية لاذع. هُمْ يرَوْنها من زاوية الديمقراطية، لا حَلَّ عندهم إلا الديمقراطيةُ، ولا مفتاح ولا مدخل. ونحن نراها من زاوية الإسلام، لا حل لها ولا مفتاح ولا مدخل إلا شورى الإسلام..)(591ط3 العدل) . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحكومة تستعجل الانفجار الاجتماعي .
- ثقافة تبضيع المرأة ونخاستها .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الثورة الهادئة وجرأة التغيير السلس .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- المرأة أولى ضحايا ثقافة الأزمة والبدونة(2) .
- المرأة أولى ضحايا ثقافة الأزمة والبدونة (1).
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحوار مع شيوخ السلفية الجهادية والرهانات الممكنة .
- هل بتنا بحاجة إلى حكومة أجنبية لتدبير شأننا العام ؟
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- هل تتقاطع رهانات الأحزاب مع إستراتيجية الملك ؟
- إستراتيجية الملك ورهانات الأحزاب .


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(2)