أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أشرف عبد القادر - آن لحماس أن تستقيل














المزيد.....

آن لحماس أن تستقيل


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 08:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


خطأ حماس التاريخي -ككل المتأسلمين- هو خلطها بين الدين والسياسة،حماس قدمت نفسها للشعب الفلسطيني والعربي كحركة إسلامية للمقاومة،فأحبها الجمهور غير الواعي بمخاطر الجمع بين السياسة والدين،والحقيقة هي كما قال الرئيس السادات"لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة"،وكما قال عالم الإجتماع د.سعد الدين إبراهيم:"الخلط بين الدين والسياسة هو خلط بين المقدس والمدنس"فالدين "مقدس" لأنه مجموعة من القيم الروحية التي تسمو بروح الإنسان،والسياسة "مدنس"لأن فيها "الغاية تبرر الوسيلة"،والخلط بينهما هو أس بلاء العرب والمسلمين،فأوربا لم تتقدم،ولم تخترع ثورتها التكنولوجية الغير مسبوقة،إلا بعد أن فصلت بين الدين والدولة.
حماس بدأت تفقد رصيدها في الشارع العربي يوم أن قامت بإنقلابها في غزة،ففقدت مصداقيتها إقليمياً ودولياً،فحاولت تحسين وضعها بلفت الإنتباه إليها عن طريق إستفزاز جيش الإحتلال المجرم والدموي،فكان لها ما أرادت،ودفع الشعب الفلسطيني من دمه وروحه ثمن هذا التصرف الأحمق،فمات أكثر من ألف قتيل،زيادة على آلاف الجرحى،وتدمير للبنى التحتية الباقية.
حماس تكابر،وتعتبر ما فعلته "نصراً" فإذا كان هذا هو النصر،فكيف تكون الهزيمة؟! إهلاك البلاد والعباد جريمة يجب أن تحاسب عليه حماس،فماذا ربحت من هذه المغامرة المجنونة؟؟!! لا شيء سوى مزيد من القتل والدمار. ذكرت في مقال سابق إنني وفي حديث شخصي مع أحد الإخوان المسلمين في مصر سألته:هل تعتقد أن صواريخ حماس "العبثية الفلكلوريه" قادرة على تحرير فلسطين؟ قال لي:لا. وخلال أحداث غزة الأخيرة إلتقيت بطبيب فلسطيني يعمل في الحي الذي أسكن فيه،سألته عن جدوى إطلاق صواريخ القسام،وهل تخدم القضية الفلسطينية؟ أجاب:لا، بل تضر بها. وبدلاً من أن يتحلى قادة حماس بالشجاعة الأدبية والسياسية،ويعترفون بخطئهم ،كما سبق وإعتذر طفل طهران المدلل حسن نصر الله عن تسببه في تدمير جنوب لبنان،أخذتهم العزة بالإثم،وراحوا يحولون الهزيمة إلى نصر،والتغني بأمجاد ما فعلوا وبصمودهم أمام جيش الإحتلال،ونسوا الحديث الشريف القائل:"كل بني آدم خطاء،وخير الخطائين التوابون"،فعليهم أن يتوبوا وينيبوا إلى الله،ويعتذرون للشعب الفلسطيني عما سببوه له من قتل ودمار،ويسلموا السلطة للرئيس المنتخب ،عل الله والشعب الفلسطيني أن يقبلا توبتهم.
على حماس أن تعرف أن فترة "الكفاح المسلح" قد إنتهت بلا رجعة،وأنها أصبحت كعملة أهل الكهف،لا يعرفها العالم ولا يعترف بها،أذكر أن نيلسون مانديلا كان قد نصح المغفور له أبو عمار عندما قام بإنتفاضته الأولى"إنتفاضة الحجارة" نصيحة يجب أن تكتب بماء الذهب،حيث قال له: "إجعلها إنتفاضة بيضاء لا حمراء". أي طالب بحقوقك وإنتفض دون إرقة دماء. فتمخضت هذه الإنتفاضة "البيضاء" عن إتفاق "أوسلو"،أما الإنتفاضة الثانية فظلت لمدة أربعة أشهر"بيضاء" وعندما إنضمت إليها حماس حولتها إلى "حمراء" بدأ العالم ينصرف عنا وعن قضيتنا العادلة، أما الإنتفاضة الثاثة،التي يدعو إليها خالد مشعل فهي "حمراء... حمراء ... حمراء..." لذلك لم تلق أي تأييد دولي أو حتى إقليمي،والنتيجة أننا نري العالم كله يري شعباً أعزل يقتل على مرأى ومسمع من الجميع ولا يفعل أي شيء،لماذا؟ لأن حماس،الحليف الموضوعي لجيش الإحتلال،تقدم له الذريعة لمزيد من القتل والتشريد ،والرد معروف سلفاً:"أن من حق إسرائيل الدفاع عن أمنها".
متى نخاطب عالم القرن الحداي والعشرين باللغة التي يفهمها وهي لغة الحوار،فللشعب الفلسطيني حقوق مشروعة يعرفها القاصي والداني،ولن يأخذها بالعمليات الإنتحارية ولا بصواريخ القسام،التي أثبت الواقع عقمها، بل سيأخذها بالمفاوضات كما فعلت مصر،وإستردت باقي سيناء بالسلام، لا تفرطوا في ميراث أبو عمار وتهدموا كل ما فعله طوال حياته،فالرئيس عباس هو وريثه الشرعي والرئيس المنتخب رسمياً،وهو مقبول دولياً وإقليمياً،فاعطوا له الفرصة ولا تقفوا عقبة كأداء في طريقه ليرحم شعب معذب مشرد،رئيس يعرف مصالح شعبه ويجلب لهم السلام والأمن بدلاً من القتل والدمار،رئيس لايردد شعارات ما قتلت إلا أطفال فلسطين ... ولا حررت شبراً من الأراضي المحتلة،رئيس يعرف كيف يخاطب صناع القرار في أوربا وأمريكا "بالحوار"بضرورة ميلاد دولة فلسطينية قابلة للحياة.
ليس أمام حماس اليوم،سوى أن تمارس نقدها الذاتي ،وتتحلى بالواقعية السياسية،وتسلم سلاحها للسلطة الفلسطينية المنتخبة شرعياً،وأن تتحول إلى حزب سياسي معارض،ويكفيها ما أراقته من دماء الشعب الفلسطيني،وآخرها جريمة إعدام عشرات من مقاتلي "فتح" إنضموا إليها لقتال جيش الإحتلال،فاعتقتلهم وأعدمتهم ،كما أعلن ذلك ابن فلسطين المخلص الأستاذ ياسر عبد ربه في "الجزيرة" . إنها جريمة حرب بالتمام والكمال نفذتها قيادة حماس المجرمة، كيف ستلقون الله بدماء إخوانكم في الدين والوطن؟؟!!
يكفي حماس ما جلبته من دمار وخراب ليس لفلسطين فقط بل للعالم العربي أيضاً،فالكفاح المسلح الذي مازالت تؤمن به، لم نجن منه إلا مزيد من الدمار والخراب ،ومزيد من العزلة الدولية ،فالدولة الفلسطينية كانت قاب قوسين أو أدنى من الميلاد،لو كان أبو عمار قد تحلى بالشجاعة السياسية ووافق على مقترحات باراك-كلينتون،التي رفضها ثم عاد وقبلها ،لكن بعد فوات الأوان.
الفرصة الآن مواتية بوجود رئيس جديد عاقل وإنساني،وصديق إدوارد سعيد ووليد الخالدي،في البيت الأبيض،وكذلك بوجود رئيس عاقل كمحمود عباس،فعلى حماس والجهاد وكل الجماعات الإسلامية الأخرى،أن ترحم الشعب الفلسطيني من العذاب الذي يعيش فيه منذ 60 عاماً ،بترك الرئيس عباس يخاطب العالم بلغة "الحوار" التي يفهمها، لا بلغة "الدمار" التي تفهمها الجماعات المتأسلمة التي جنت على الإسلام والمسلمين شر جناية عرفها منذ 14 قرناً من القاتل الإسلامبولي إلى المنافق الدموي راشد الغنوشي.
[email protected]





#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرفعوا أيديكم عن مصر
- هل مشعل وعاكف متحالفون ضد مصر؟
- كفى عبثا يا حماس
- مازال الغنوشي يطاردني
- رسالة إلى كادر -النهضة-:تخلصوا من كابوس الغنوشي
- رسالة مفتوحة لجوردن براون:الغنوشي يحرض على قتلي !
- قبطي يفوز بجائزة الإخوان المسلمين !
- زعيم -النهضة- يخوّن حماس !
- إقتربت ساعة سقوط الملالي
- ضرورة وقف الإعتداء على الأقباط
- الفار دا مسيحي !
- مصر دولة إسلاموية
- نحو فقه عقلاني جديد
- أهل الكهف في القرن 21
- شرع الله
- وفاء سلطان ... والقرآن
- الغنوشي يكفر أوردغان
- غلق المساجد
- رسالة مفتوحة إلى صيام والجعبري: لا تحولوا الجنة إلى ماخور
- دور مساجد الضّرار: في تجنيد الإرهابيين


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أشرف عبد القادر - آن لحماس أن تستقيل