|
الحركة الديمقراطية الآشورية لم تعد اللاعب الأوحد على الساحة السياسية لشعبنا
حبيب تومي
الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 08:22
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا اريد ان اثير التكهنات او إطلاق احكام استباقية في مسألة من سيفوز من ابناء شعبنا في الأنتخابات التي جرت يوم 31 / 01 / 2009 وفي الحقيقة ليس مهماً من سيفوز ، إنهم ابناء شعبنا ولا فرق بينهم ، إن كان من حزب كلداني او حزب آشوري ، فقط نقول لمن يفوز مهما كانت وجهته السياسية او مستقلاً ، اولاً ، مبروك الفوز ، وثانياً ، فإن واجبه ان يفي بما وعد به شعبنا في برنامجه الأنتخابي . في الأنتخابات السابقة استحوذت الحركة الديمقرالطية الآشورية على حصة الأسد من اصوات شعبنا ، وكانت الحركة تتماهى بتاريخها النضالي اولاً ، وثانياً خلو الساحة من منافس ندّي لها ، بحيث يملك ما تملكه الحركة من إمكانيات مادية وإعلامية . وهكذا احتفظت الحركة عبر السنين المنصرمة وبالضبط من 2003 حيث تاريخ سقوط النظام ، ولحد اليوم تكاد تكون اللاعب الوحيد كممثل قوي لشعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين على الساحة السياسية العراقية عموماً ، إن المنافس الوحيد كان حزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني الذي كان يفتقر كثيراً الى مقومات مالية لتمشية أموره ، لكن من جانب آخر رغم اواصر الصداقة التي تربطني مع الأستاذ ابلحد افرام وكوادر آخرين من الحزب ، مع عدم اخفاء تعاطفي مع الحزب باعتباره اول حزب كلداني ينهض في الساحة السياسية العراقية ، مع ذلك ارى من باب النقد البناء ان الحزب عموماً لم يبذل مساع جدية للتوسع بين الجماهير الكلدانيـــة ، وهذا تقديري ربما اكون مخطئاً في حساباتي او في تصوري . إن الأحزاب السياسية الكلدانيــــة لم تستطع مجاراة الحركة الديمقراطية الآشورية ولم تقدر على التنافس الندي معها ، حيث كانوا والى اليوم يفتقرون الى الدعم المادي المتوفر للاحزاب الآشورية وفي مقدمتهم الحركة الديمقراطية الآشورية بالذات . أجل كانت الحركة تستأثر بموقع الصدارة كلاعب سياسي رئيسي على ساحة شعبنا السياسية ، إن موقعها قد تعزز حينما منحها بول بريمر المقعد الوحيد المخصص للمسيحيين في مجلس الحكم الذي انبثق بعد سقوط النظام ، إن موقف بريمر هذا قد مهد للحركة ان تشق طريقها بسهولة ، لتستحوذ على الساحة السياسية لشعبنا ولتشغل المقعد الوحيد لشعبنا في البرلمان العراقي ، وطيلة تلك الفترة لم يكن ثمة تنظيماً ندياً يصارع الحركة ، ومن هذا الأعتداد بالنفس كانت الحركة تنأى بنفسها عن اية تحالفات مع قوى ناهضة لشعبنا ، وكان التعويل على مجدها التاريخي وهو محور خطابها ، والدعامة التي تستند اليها في خوضها مختلف الأنشطة السياسية بما فيها الأنتخابات . الذي حدث هو انبثاق قوى آشورية أخرى بمساندة ودعم من رابي سركيس آغا جان ، وهو المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، ورغم ان المجلس لا يختلف عن الأحزاب الآشورية الأخرى في القضاء على الأسم الكلداني والقومية الكلدانية العراقية الأصيلة ، وتجلى ذلك حينما ساهم رابي سركيس على إلغاء اسم القومية الكلدانية من مسودة الدستور الكردستاني ، وليس ذلك موضوع هذه المقالة ، فأعود وأقول : إن المجلس الكلداني السرياني الآشوري كان يحمل مقومات البقاء والأستمرارية فمن ناحية له سند مالي قوي ، ورغم خطابه الآشوري الواضح المتمثل في فضائية عشتار الآشورية 99 بالمئة ، فإنه اكثر انفتاحاً وتساهلاً من الحركة الديمقراطية الآشورية مع بقية مكوناة شعبنا من الكلدان والسريان . من جانب آخر يقف على رأس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري رجل كلــداني ليبرالي هو الأستاذ جميل زيتو الذي يمتاز بأفقه السياسي والقومي المنفتح ، وبفضل مثابرة هذا الرجل وتفانيه شق المجلس طريقه نحو ايجاد تنظيمات فاعلة على الساحة السياسية لشعبنا المسيحي عموماً ، واستطاع المجلس من استقطاب قوى آشورية وكلدانية وسريانية لخطابه وتجلى ذلك في قائمة عشتار ، والتي تزعّم حملتها الأنتخابية سكرتير المجلس القومي الكلداني وهو الرجل الكلداني المثابر ضياء بطرس . وهكذا اتيح لهذه القائمة ان يتوفر فيها كثير من عناصر القوة ، ونالت كثيراً من الأضواء بفعل الأمكانات المادية المتاحة لها والعوامل المساعدة الأخرى التي مر ذكرها . إن قائمة الحركة الديمقراطية الآشورية قد تفوز بهذه الأنتخابات وقد يفوز غيرها من قوائم شعبنا او من المستقلين ومهما كانت النتائج ، فإن الحركة لم تعد ذلك اللاعب الوحيد والرئيسي في ساحتنا السياسية ، وينبغي على الحركة كحزب سياسي ان تأخد هذه الحقيقة على محمل من الجدية ، وإلا ستتزايد خسائرها مع مرور الزمن وعلى ضوء ما يجري من تحولات على الساحة السياسية لشعبنا . من باب الصراحة اقول : من خلال المناقشات النقدية التي كنت اثيرها حول خطاب الحركة ، استنتجت ان الحركة تريد حصري في دائرة الأعداء ، ولكي يكون في خطابها شئ من الأثارة كانت تقول ان حبيب تومي يعمل على تمزيق الأمة ، على اعتبار ان الحركة هي ممثلة الأمة ونقد الحركة هو نقد موجه للامة وبالتالي هو يعمل على تمزيق وحدة الأمة وهذا إثم يصل الى تخوم الخيانة ، ولا اريد ان أذهب بعيداً في هذا الموضوع لانني سأتطرق الى موضوع نقد خطاب الحركة الديكقراطية الآشورية وردود الفعل الأنفعالية التي لا مبرر لها من قبل منافحي خطاب الحركة ، وذلك في مقال خاص وأرجو ان يتسع صدرهم لقبول الخطاب النقدي . بالرغم إن الأنتخابات التي جرت يوم امس لم تكن انتخابات سياسية عامة تقرر مصير القوى السياسية ، لكنها كانت بمثابة جس نبض الشارع العائد لشعبنا إن صح القول ، لما سيؤول اليه الحال في انتخابات البرلمان المقبلة ، وارجو ان تقتنع احزابنا السياسية بما فيها الأحزاب الكبيرة ، بأن البساط سيجر من تحت أقدامها ، إن لم تراجع نفسها وتنظر الى مرآة صافية وتمارس النقد الذاتي البناء ، وأمام هذه القوى فكرة : طيبة مريحة مباركة حكيمة وهي الأنخراط في قائمة مسيحية واحدة وتكون تحت اسم عراقي اصيل ، وعندها سنقول ان احزابنا القومية ترجح مصلحة شعبنا على مصلحتها الحزبية الضيقة ، وستعزز مكانة هذه الأحزاب في قلوبنا . وعندما اقول احزابنا الكبيرة اقصد في المقدمة الحركة الديمقراطية الآشورية التي جعلتها عنواناً لمقالي اليوم . حبيب تومي / اوسلو في 01 / 02 / 2009
#حبيب_تومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القوى العلمانية هل تفجر مفاجأة في الأنتخابات العراقية ؟
-
هل يعيد الحزب الشيوعي أمجاده على الساحة السياسية العراقية ؟
-
اسرائيل وحماس وما بينهما من مأساة غزة
-
القوش انتعاش السياسة وخمول السياحة
-
خطاب مفتوح الى الرئيس مسعود البارزاني الموقر
-
نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي
-
واقعة منتظر الزيدي أيقظت امة العرب الغارقة في السبات
-
دعوة الاستاذ جواد بولاني للمسيحيين اليست متأخرة ؟
-
مرقد النبي ناحوم في القوش من ينقذه من الأنهيار ؟ الحلقة الثا
...
-
قوائمنا الأنتخابية في مجالس المحافظات الى اين ؟
-
مرقد النبي ناحوم في القوش من ينقذه من الأنهيار ؟ الحلقة الأو
...
-
مسيحيون عرب وأكراد والإشكال القومي الذي اوجدناه
-
مبادرة العاهل السعودي وحوار الأديان ومسيحيو العراق
-
لا لمقاطعة الأنتخابات ولا لاستجداء الكوتا ونعم للوقوف وقفة ر
...
-
هل نقول وداعاً لشعار هَر بجي كورد وعرب رمز النضال ؟
-
هل هذا برلمان عراقي حقاً ؟
-
كلمة رثاء للصديق المرحوم سالم اسطيفانا من القوش
-
مقابلة مع الأب الراهب دنخا عيسى رئيس دير السيدة في القوش
-
بأي حق تلغى قوميتنا الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني ؟
-
تأسيس حزب الأتحاد الديقراطي الكلداني كان ضرورة تاريخية
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|