أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ضريف - نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون















المزيد.....

نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون


محمد ضريف

الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر المفكر محمد أركون، صاحب أحد المشاريع الفكرية و المعرفية التي حاولت استنطاق الجذور
التاريخية «للعقل الإسلامي».وقبل الخوض في مشروعه ،سنحاول إعطاء نبذة عن حياته.
محمد أركون باحث ومؤرخ ومفكر جزائري، ولد عام 1928 في بلدة تاوريرت ن ميمون(آث يني) بمنطقة القبائل الكبرى الأمازيغية بالجزائر، ;و انتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء(ولاية عين تموشنت) حيث درس دراسته الإبتدائية بها. وأكمل دراسته الثانوية في وهران، إبتدأ دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر ثم أتم دراسته في السوربون في باريس.عُين محمد أركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في جامعة السور بون عام 1968 بعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة منها، وعمل كباحث مرافق في برلين عام 1986 و 1987. يشغل ومنذ العام 1993 منصب عضو في مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية في لندن.
وقام بترجمة مشروعه الكاتب والمترجم السوري هاشم الصالح.
كما تطرقنا أنفا،أن مشروع محمد أركون يندرج ضمن المشاريع التي تسعى إلى سبر أغوار العقل الإسلامي في بعده التاريخي والانتروبولوجي.
يقول محمد أركون في كتابه قضايا في نقد العقل الديني« إن مشروعي في نقد العقل الإسلامي يتمايز عن كل معداه في ما يخص هذه النقطة الأخيرة.فأنا أهدف إلى نقده بطريقة تاريخية ،وليس بطريقة تأملية،تجريدية سكولاستيكية،إن مشروعي هنا ينخرط ابستمولوجيا في العمق، بل وفي عمق العمق،ويختلف بالتالي عن كل مشاريع تاريخ الفكر التي لا تشمل هذه النقطة الأخيرة».
يقصد محمد أركون ان العقل الإسلامي ليس إلا صيغة ما من صيغ العقل لزماني المحسوس، انه ليس عقلا أبديا أو أزليا وإنما عقل تاريخي له نقطة تشكل وبداية ونهاية، مثله مثل أي عقل يتشكل في التاريخ.
ويعتمد أركون في مشروعه هذا على ما يسمى« بالإسلاميات التطبيقية» وهي منهجية علمية معرفية متعددة المناهج تتوسل ترسانة من العلوم الاجتماعية والإنسانية مثل علم الاجتماع،علم النفس التاريخي،الانتروبولوجيا،علم اللغة الالسنيات ،ويتحدث محمد أركون حول منهجيته «الإسلاميات التطبيقية» يقول.....«إن الإسلاميات التطبيقية هي ممارسة علمية متعددة الاختصاصات.وهذا ناتج عن اهتماماتها المعاصرة،ومن جهة نظر ابستمولوجية،فان الإسلاميات التطبيقية تعلم بأنه ليس هناك من خطاب أو منهج بريء إنها في كل مساراتها تعددية المناهج الفاحصة من اجل تجنب أي اختزال للمادة المدروسة».
ومن خلال هذا التعريف الذي قدمه محمد أركون حول منهجيته،يتبين أنها منهجية صارمة تسعى إلى استنطاق تاريخية العقل الإسلامي بكل موضوعية علمية، متوسلا أحداث البحوث العلمية المعاصرة،وهذا ما دفع المفكر لبناني علي حرب في« كتابه الممنوع والممتنع» إلى القول « فلا نتاج جديد إلا ويكون أركون السباق إلى عرضه واستخدامه».
إن « الإسلاميات التطبيقية» تسعى إلى نقد العقل الإسلامي باعتباره عقلا« دوغمائيا»، وهذا العقل هو عقل الإنسان المسلم اليوم الذي ليزال منغلق داخل« السياج الدوغمائي المغلق»،وهو مصطلح من اختراع محمد أركون ويقصد به السياج المشكل من العقائد الإيمانية الخاصة بكل دين والتي أبقيت بمنأى عن كل تفحص نقدي أو علمي،بسبب الرفض من قبل المؤمنين التقليديين ،وهذا الرفض يأتي من اعتقاد المؤمن التقليدي بأن تراثه مقدس ويعلوا على التاريخية،وفي هذا يقول أركون« يعلم الباحثون في العلوم الإنسانية أن الفاعلين الاجتماعيين𪱆( البشر) يلجأ ون باستمرار إلى عمليات نزع الصبغة التاريخية عن تراثهم من اجل أن يتماشى ماضيهم الديني،الثقافي،والسياسي،مع همومهم ومشاكلهم في الوقت الحاضر».
وهذا ما نلامسه عند الحركات الأصولية الاسلاموية، التي تخلط بين السياسي والديني ،باعتبار أن الإسلام صالح لكل مكان وزمان،وتنزع عنه بعده التاريخي وسياقه التاريخي الذي ساهم في بلوراته،وهذه الوثوقية نتاج تراكم قرون من« المستحيل التفكير فيه واللا مفكر فيه »في« العقل الإسلامي» وهذان المفهومان اعتمد عليهم أركون لتبيان حجم التراكم الهائل الذي أحدثته القرون ،بدون وضع هذا العقل أمام مشرحة النقد «لتفكيكي والاركيولوجي »وهذا التراكم ما هي إلى تلك التفسيرات اللاهوتية التي كانت تقدم باعتبارها الحقيقة المطلقة للجمهور،من طرف رجال الدين ،الذين يحرسون على احترامها من طرف المسلمين،ويوجه أركون نقده إلى الطريقة التي يشتغل بها «العقل الإسلامي» يقول«إن الطريقة التي يشتغل بها العقل الإسلامي تكمن في كونه يخلط بين الأسطوري والتاريخي،ثم يقوم بعملية دوغمائية للقيم الأخلاقية والدينية،وتأكيد تيولوجي لتفوقية المؤمن على غير المؤمن،والمسلم على غير المسلم ،وتقديس اللغة،ثم التركيز على قدسية المعنى المرسل من قبل الله ووحدانيته معنويا،هذا المعنى الواضح والمنقول عن طريق الفقهاء،بالإضافة إلى عقل ابدي فوق تاريخي لأنه مغروس في كلام الله» .
ويقول الكاتب الجزائري فارح مسرحي في هذه النقطة في كتابه الموسوم «الحداثة في فكر محمد أركون» «....ولما كان أركون يعتمد بشكل خاص على المنهجية الحفرية الاركيولوجية التي تبحث عن آليات الخطاب في تشكيل المعنى وتتجاوز منطوق الخطاب للبحث عن مضمراته والكشف عن آليات اشتغاله،بأننا نستطيع العودة إلى الوراء شيئا فشيئا انطلاقا من لحظة الخميني ،والإخوان المسلمين ثم الإصلاحيين السلفيين في القرن التاسع عشر ثم الحركة الوهابية ثم كبار المفكرين الإصلاحيين كابن تيمية والغزالي والشافعي وجعفر الصادق والحسن البصري.والهدف من هذه العودة هو الوصول إلى البنية العميقة المشكلة والموجهة للفكر الإسلامي،ومعرفة المبادئ التي تأسس عليها العقل الإسلامي في السابق،والتي لا يزال يرتكز عليها الخطاب الإسلامي المعاصر».
من خلال هذا يتبين أن العقل الإسلامي المعاصر، مازال يجتر ويكرر نفس العقل القروسطوي،الذي تم اغلاقه من طرف علماء اللاهوت،ابتدأ من القرن العاشر الميلادي ،وهذا العقل القروسطوي ماهي إلى تلك التفسيرات والتأويلات التي قدمت إلى العامة باعتبارها التعبير الأسمى عن كلام الله ،وتعتبر رسالة الشافعي المحاولة الأولى لتأسيس مايسمى بأصول الفقه،فهذه الرسالة تعتبر بداية تشكل العقل الإسلامي التي أسست آليات اشتغاله،والتي تتضمن النظام الذي يحكم الفكر الإسلامي،عن ذلك يقول محمد أركون،«...إن الخطاب القرآني وسيرة النبي وسيرة علي والأئمة عند الشيعة،قد استنبط منها نسق تفكير متسم بفكرة الأصول ومازال هذا النسق موجها للفكر الإسلامي إلى يومنا هذا ،ورغم احتكاكه بنسقات أخرى(الفلسفة اليونانية ،الفكر الحديث)إلا آن النسق الأصولي يبقى اشد نفوذا وأوسع انتشارا».
واخيرا يمكن اعتبار مشروع محمد اركون الفكري ،نموذجا للمشاريع الفكرية والمعرفية العميقة،التي تحاول فك الصعوبات والعقبات الابستمولوجية التي تحايث "العقل الاسلامي"والتي لابد من زحزحتها او ازالتها لكي يتم هذا التواصل.فالمعرفة الصحيحة لا يمكن ان تنهض الا على انقاض المعرفة الخاطئة،كما كان يقول الابستيمولوجي الفرنسي غاستون باشلار.





#محمد_ضريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب و سياسة التمييع


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ضريف - نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون