|
المذهب الظاهرى والمنطق (3 )
عابدالقادر الفيثو
الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 06:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المذهب الظاهرى (3) الخلفية السياسية والاجتماعية - ب . دالت الدولة العامرية المتخفية تحت الراية الأموية ، وسعدت قرطبة بالنصر الأموي .كانت العامة أكثر سعادة على حين تحفظت الطبقة الوسطي ولم تظهر مناصرتها للمهدي ، إذ أنها أحست بخطر هذه الثورة على مستقبلها منذ البداية . ذلك انه عندما دخل المهدي برجاله مدينة الزاهرة أمر بنقل الأشياء الثمينة فيها ، ولم يمانع في النهب والتدمير . وما أن ارتقي سدة الحكم لم تتبين فيه الفضائل المطلوبة في الحاكم ، بل كان قاسيا ، أحمقا غارقا في ملذاته “اعتمد على قوته التي تتألف من أراذل العامة واسافلهم ، وعارض بهم أجناد الدولة . أهل الدربة والحنكة ، واستوزر رجالا من الطبقة الدنيا ، وعلى هذا النحو اعتبر العامة من أهل قرطبة تولية المهدي انتصارا لهم “(1). خشي المهدي أن يصبح اسم هشام المؤيد راية تلتقي عندها كل الجماعات التي أساء إليها . فأشاع بين الناس موت هشام وكان قد زج به في السجن ، واظهر للناس جثة ادعي أنها هشام ودفن بشهادة العامة والخاصة . تغير مجري الحياة في قرطبة – موطن صاحبنا ابن حزم – وبدأت حياة ابن حزم تتغير فعلي اثر ثورة المهدي لقي المحنة الأولي حيث دمرت دورهم بمدينة الزاهرة ، وأقصي والده من منصبه السياسي الذي وزر فيه للمنصور ولابنه المظفر بل ولعبد الرحمن “شنجوال”على ما يبدو الذي حكم لمدة لا تزيد عن ثلاثة اشهر . يحدثنا ابن حزم عن محنته هذه في “طوق الحمامة” فيقول : “انتقل أبي رحمه الله من دورنا المحدثة بالجانب الشرقي من قرطبة في ربض الزاهرة إلى دورنا القديمة في الجانب الغربي من قرطبة ببلاط مغيث في اليوم الثالث من قيام أمير المؤمنين محمد المهدي بالخلافة . وانتقلت أنا بانتقاله وذلك في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة “(1) اصطلي صاحبنا ابن حزم بنيران الفتنة التي أحدثها المهدي والتي لم تقف عند حد القضاء على دولة بني عامر، بل عصفت بالنظام والأمن ومزقت وحدة الأمة ، ودفعت أبناء قرطبة إلى معترك مروع من الفتن . رغم هذا يبدو أن “أبا عمر”احمد بن سعيد والد صاحبنا نال الأمان أثناء هجوم المهدي ورجاله على الزاهرة ، إذ ما نلبث قليلا حتى نجده انضم إلى جانب المهدي وظفر بتقديره ، وبلغت ثقته به أن أرسله مفاوضا عنه إلى سليمان بن هشام الناصر الذي حاصر قصر الخلافة مع بعض الجماعات الثائرة على أيام المهدي . وقد منحه ذلك شيئا من الهدوء والطمأنينة . لكن أهالي قرطبة كان لهم موقفهم من المهدي بعد أن عرفوا نواياه الاستبدادية واعتبروا انه السبب في كل ما حل بقرطبة من فساد ودمار منذ قيامه على هشام المؤيد وقتله له . لذا فقد نفروا منه ، وشغبوا عليه ، وتمكنوا من قتله . كانت تلك كارثة أخري لأسرة ابن حزم ، حيث ظهر هشام المؤيد حيا ، وبايعه أهالي قرطبة بالخلافة ، فدفعت الأسرة ثمن انقلابها في الولاء غالياً ، وذلك بالاعتقال والتعذيب . يحدثنا ابن حزم عن هذه الفترة “ثم شغلنا بعد قيام أمير المؤمنين هشام المؤيد بالنكبات وباعتداء أرباب دولته ، وامتحّنا بالاعتقال والترقيب والاغرام الفادح والاستئثار وارزمت الفتنة وألقت باعها وعمت الناس وخصتنا(2) “. في هذه الأثناء أطبقت على ابن حزم سلسلة من النكبات . إذ عانت قرطبة موطنه من حصار البربر ، مما أدي إلى نقص مواردها وتفشي الأمراض فيها . فكان من ضحاياها “أبو بكر بن حزم “شقيق صاحبنا . وعنه يقول : “توفي أخي رحمه الله في الطاعون الواقع بقرطبة في شهر ذي القعدة سنة احدي وأربعمائة وهو ابن اثنين وعشرين سنة “(3) . ثم دهته فاجعة موت أبيه وهو يقاسى أصعب الظروف نتيجة الاضطهاد الداخلي والحصار الخارجي .قال أبو محمد “توفي أبي الوزير رحمه الله ونحن في هذه الأحوال بعد صلاة العصر يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة عام اثنين وأربعمائة” (1) ثم كانت محنته الكبرى عام 404 هـ وهو عام دخول الخليفة المستعين سليمان ابن الحكم وجنود البربر قرطبة . قال أبو محمد في وصفه للمستعين ودخوله قرطبة:”كان شؤم الأندلس وشؤم قومه وهو الذي سلط جندا من البربر ، فأخلو مدينة الزاهرة وجمهور قرطبة ،…، واخلوا ما حول قرطبة من القرى والمنازل والمدن وافنوا أهلها بالقتل والسبي “(2) . ضاقت بابن حزم الحياة في قرطبة (3) بعد قيام الفتنة واجتياح جنود البربر منازل أسرته . فهاجر إلى المرية ومكث بها ثلاث سنوات . كانت المرية آن ذاك تابعة لنفوذ العامريين إذ كان يحكمها خيران العامري الصقلبي . قال أبو محمد في ذكر انتقاله من قرطبة إلى المرية : “ضرب الدهر ضرباته واجلينا عن منازلنا وتغلب علينا جند البربر ، فخرجت عن قرطبة أول محرم سنة أربع وأربعمائة (4) وفي خبر آخر يقول :”ألقت الفتنة جرأنها ووقع انتهاك جند البربر منازلنا في الجانب الغربي بقرطبة ونزولهم فيها،…،(5) وتقلبت بي الأمور إلي الخروج من قرطبة وسكني مدينة المرية “(6) أي حياة هذه التي تفتحت عليها عينه بغثة ؟ نكبات تتوالى وهو دون سن العشرين ، غادر مسقط رأسه بعد أن ذاق فيه طعم طفولة سعيدة بين القصور والجواري ومجالس أهل العلم والساسة . فارق الأهل والأصدقاء ، ووجد نفسه في مواجهة ظروف حياتية صعبة ، شردت أسرته عن دورها وسلبت أموالها ، كذلك رأى استفحال أمر النصارى وضعف أمر المسلمين واستعانتهم بعضهم على بعض بأعدائهم . كل ذلك بلا شك ترك جراحا عميقة في نفسه . يبدو انه بدأ يشعر بوجوب العمل لبلاده وقومه ودينه وأن عليه أن يحمل العبء ويخوض لجة السياسة بكل ما تستلزمه من ألوان النضال والتدبير. بدأ ابن حزم في المرية حياة جديدة . شعر بنوع من الاستقرار والهدوء مكنه من مواصلة تعليمه . لكن باله لم يهدأ فرغم تحسره على ماض جميل ضاع إلا انه انس في نفسه القوة والقدرة على الاستمرار في الحياة . يصف لنا ابن حزم دورهم في قرطبة متحسرا “ولقد اخبرني بعض الواردين من قرطبة وقد استخبرته عنها ، انه رأي دورنا ببلاط مغيث في الجانب الغربي منها وقد أمحت رسومها ، وطمست أعلامها، وخفيت معاهدها ، وغيرها البلى فصارت صحاري مجدبة بعد العمران وفيافي موحشة بعد الإنس ، وخرائب منقطعة بعد الحسن، وشعاب مفزعة بعد الأمن ، ومأوي للذئاب ، ومعازف للغيلان ، وملاعب للجان ، ومكامن للوحوش بعد رجال كالليوث “.(1) لم يطل الهدوء بابن حزم في المرية ، فقد قامت الاضطرابات من جديد بنشوب النزاع بين الأمويين في قرطبة ويمثلهم “المستعين”وبني حمود ( وهم علويين كان لهم سلطان بمدينة سبتة بالمغرب ) حيث انتهي أمر الخلافة لعلي بن حمود عام 407 هـ بعد تحالفه مع خيران صاحب المرية الذي كان يزعم الولاء للأمويين . لقد أصبح ابن حزم محاطا بالشبه من قبل خيران باعتباره أموي الولاء وقد ورث ذلك عن جده ، قال أبو محمد : “…. انقطعت دولة بني مروان وقتل سليمان الظافر أمير المؤمنين ، وظهرت دولة الطالبية وبويع علي بن حمود الحسني، المسمي بالناصر بالخلافة ، وتغلب علي قرطبة وتملكها واستمر في قتاله إياها بجيوش المتغلبين بأقطار الأندلس”.(2) ما هي إلا فترة الاستقرار لبني حمود وحليفهم خيران في الحكم حتى امتدت يد خيران إلى ابن حزم وزج به في السجن، وبذلك ذاق من جديد المحنة ، وبعد اشهر أطلق سراحه ونفي خارج المرية .يقول أبو محمد : “وفي اثر ذلك نكبني خيران صاحب المرية ، إذ نقل إليه من لم يتق الله عز وجل من الباغين – وقد انتقم الله منهم - عني وعن محمد بن إسحاق صاحبي إنا نسعى في القيام بدعوة الدولة الأموية ، فاعتقلنا عند نفسه اشهر ثم أخرجنا على وجه التغريب فصرنا إلى حصن القصر”.(3) بدأ ابن حزم بعد ذلك مرحلة جديدة من حياته إذ ما أن سمع بظهور الخليفة المرتضي ( عبد الحمن بن محمد الأموي)(4) في بلنسيه داعيا للحزب الأموي ، حتى سارع إلى مناصرته . قال أبو محمد : “ركبنا البحر قاصدين بلنسيه عند ظهور أمير المؤمنين المرتضي عبد الرحمن بن محمد ” . وقد فوجئ ابن حزم عندما وجد أمامه في بلنسيه خيران الصقلبي إلى جانب الخليفة المرتضي يجند له الجند ويحشد له الأتباع . سار صاحبنا في الجيش الذي أعده المرتضي متجها إلى قرطبة . غير انه أثناء مرور الجيش بغرناطة نشبت الحرب مع واليها الصنهاجي ( زاوي بن زيزي البربري) أدت إلى هزيمة جيش المرتضي ووقوع ابن حزم في الأسر . لقد اخفق ابن حزم في تحقيق آماله حتى بعد دخوله للتجربة الحربية فعليا . لكنه أطلق سراحه بعد فترة وجيزة . في ذلك الوقت انتهي عهد على بن حمود في قرطبة وبدأ عهد أخوه القاسم . ترامت الأخبار بعدها بشيوع الطمأنينة والدعة في قرطبة ، فاتخذ صاحبنا طريقه إلي قرطبة عام 409 هـ ، دخل قرطبة بعد أن انهارت أعز الصور الوجدانية التي كانت تشوقه إليها . فقد نعي أثناء وجوده “ببلنسيه” في وفاة اعز أصدقاء صباه “ابن الطبني”. ولنترك له الحديث “دخلت أنا قرطبة في خلافة القاسم بن حمود فلم أقدم شيئا على قصد أبي عمر القاسم بن يحي التميمي اخو عبد الله رحمه الله . فسألته عن حاله وعزيته عن أخيه وما كان أولي بالتعزية عنه مني”.(1) لم تطل خلافة بني حمود في قرطبة ، فقد ضعف أمر القاسم وتسلط عليه البربر حتى احتقروه . أراد أن يعزز موقفه فاختار جنده وحُرّاسه من السودان (2). وبدأ التضارب بين الفئتين ، وتمكن البربر من إسقاط عرشه بعد التآمر عليه بمعاونة يحي وإدريس أبناء أخيه فترك قرطبة ، وتولي الخلافة بعده يحي المذكور . غير أن عهده كسالفه لم يكن عهد استقرار خصوصا بعد أن تخلي البربر عن مناصرته . سئم أهالي قرطبة تسلط البربر وتدهور أحوال الخلافة ، واجمعوا على رد الأمر لبني أمية . ومع تصدع بناء دولة الحموديين مقابل اشتداد قوة الحزب الأموي ، نجد انه في 414 هـ انتهي عهد الحموديين وآلت الخلافة للخليفة الأموي المستظهر( عبد الرحمن بن هشام الناصري). كان المستظهر رجل علم وأدب . فأراد أن يصبغ دولته بذلك الطابع . احد مظاهر ذلك اتخاذه وزرائه من رجال العلم والأدب ، وكان من بين هؤلاء صاحبنا أبو محمد بن حزم وابن عمه عبد الوهاب بن حزم ، قال ابن حيان في شأنهما “من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ، ونفاذاً في العلوم الرفيعة ، فقدمهم على سائر رجاله ، وأولاهم منتهي النفوذ والثقة”(3) غير أن الفساد الذي عم قرطبة وقف حائلا دون تحقيق المثل الرفيعة التي نادي بها المستظهر.نتج عن ذلك إثارة المشايخ الذين حقدوا على المستظهر وشهروا به . وما هي إلا فترة حتى وقعت الكارثة وقتل المستظهر سنة 414 هـ ، وتولي الخلافة بعده أموي آخر لقب نفسه بالمستكفي( محمد بن عبد الرحمن الناصري) . وقد عرف المستكفي بالبطالة والجهالة والرذالة . بذلك خابت آمال ابن حزم المتطلع إلى أمجاد الدولة الأموية الأولي . قال الإمام أبي عبد الله الحميدي “كان المستكفي في غاية التخلف وله في ذلك أخبار يقبح ذكرها وكان متغلبا عليه طوال مدته ، لا ينفذ له أمر ، ولا عقب له “(1) . عندما شعر المستكفي باهتزاز عرشه ، سلك مسلك العنف والإرهاب والسجن خاصة مع أولئك الذين كان لهم شأن في الحكومة السابقة . وقد نال أبن حزم حظه من ذلك والقي في السجن . لكن لم يطل عهد المستكفي حيث ثار عليه أهالي قرطبة وأتيح لابن حزم أن يخرج من السجن . ويحدثنا ابن حزم عن محنته هذه المرة . قال : “إني كنت معتقلا في يد الملقب بالمسكتفي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الناصر في مطبق وكنت لا أؤمن قتله لأنه كان سلطانا جائرا ظالما عاديا قليل الدين كثير الجهل غير مأمون ولا متثبت ، وكان ذنبنا عنده صحبتنا للمستظهر رضي الله عنه وكان العيارين قد انتزوا بهذا الخاسر على المستظهر فقتله واستولي على الأمر ….”(2) انقضت أيام الخليفة المستكفي سنة 416 هـ ، وانتابت قرطبة موجة من الفوضى والاضطرابات ، لاحاكم فيها ولا ضابط . تنبه بعض أعيان قرطبة إلى ضرورة وضع حد لإيقاف تلك الموجة “فاتفقوا بعد مدة طويلة على تقديم أبي بكر هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر ، وهو اخو المرتضي ……فبايعوه في شهر ربيع الأول سنة 418 هـ ، وتلقب بالمعتد بالله “(3) وكان آخر خلفاء بني أمية . وقد ذكر ياقوت عن صاعد (معاصر ابن حزم)(4) أن ابن حزم تقلد منصب الوزارة في عهد المعتد بالله غير أن هذا العهد كسالفه لم يمتد كثيرا .إذ عمت الفوضى وخابت آمال ابن حزم من جديد . فانصرف عن السياسة . تذكر بعض الروايات أن انصرافه هذا جاء اختيارا . ربما بعد تيقنه من أن هذه الطريقة لن تؤدي به إلى ما يطمح إليه – اعني رجوع الدولة الأموية الأولي – حتى نجده يواسي نفسه على زوال دولة بني أمية ، مؤملا بعثها من جديد : فلا تيأسي يا نفسُ علَّ زماننا يعود بوجــهٍ مُقبلٍ غير مُدبر كما صَرَفَ الرَّحمنُ مُلكَ أُميَّة *** إليهم ولُوذي بالتَجَمُلِ والصَبّر(1) غادر ابن حزم قرطبة وحط رحاله في الشاطبة احدي مدن إمارة بلنسية . غير انه لم يستقر بها بل انه ظل متنقلا بين إمارات شرق الأندلس وجنوبه الغربي . في الشاطبة نجده مشغولا بكتابه رسالة “طوق الحمامة” ردا على صديق له بالمرية . يقول في الصفحة الأولي منها “كتابك وردني من مدينة المرية إلى مسكني بحضرة شاطبة “(2) . وفي الصفحة الأخيرة من الرسالة يلخص لنا ما انتهي إليه حاله . إذ يقول : “فأنت تعلم أن ذهني متقلب وبالي مضطرب بما نحن فيه من نيؤ الديار ، والجلاء عن الأوطان ، وتغير الزمان ، ونكبات السلطان ، وتغير الإخوان ، وفساد الأحوال ، وتبدل الأيام ، وذهاب الوفر ، والخروج عن الطارف والتالد ، واقتطاع مكاسب الآباء والأجداد ، والغربة في البلاد ، وذهاب المال والجاه ، والفكر في صيانة الأهل والولد ، واليأس عن الرجوع إلى موضع الأهل “(3) للأسف لا تسعفنا المصادر التي بين أيدينا بما يسمح لنا أن نتابع بشكل دقيق رحلاته في مراحل حياته الأخيرة . هناك فقط بعض العبارات المتناثرة التي قد نتبين منها الأماكن التي نزل بها . قال أبو محمد : “ولقد سألني عبد الله بن كليب من أهل القيروان أيام كوني بالمدينة”(4) هذا الخبر يدل على انتقاله إلى القيروان بافريقية وإقامته بها ، وعقد مجالس المناظرة مع علمائها . إضافة إلى أننا نجد له مناظرات مع أبو الوليد الباجي في “جزيرة ميورقة”. كذلك نعلم أن ابن حزم كان على صداقة مع واليها احمد بن رشيق . نلتقي به أيضا في اشبيلية التي أقام بها فترة في ظل أميرها المعتضد بن عباد . لم يطل به المقام بها حيث واجهته نقمة الفقهاء وسخط السلطان ، فانتقل إلى منقطع أصله في بادية “لبله” وأقام هناك بقية حياته يطلّع ويؤلف ويبث مذهبه بين الناس . كانت لبله تابعة للمعتضد بن عباد الذي لم يجد شيئا ينال به من شخص ابن حزم فاحرق كتبه علانية في اشبيلية ، وقد وصل الخبر لابن حزم قبل وفاته فاستقبله بصدر واسع وانشد قوله :
فان تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي *** تضمنه القرطاس بل هو في صـــدري يسير معــي حيث استقلت ركائبي *** وينزل إن انزل ويدفــــــن في قبري دعوني من إحــــراق رقٍ وكاغد*** وقولوا بعـــلم كي يري الناس من يدري وإلاّ فعــــودوا في المكاتب بدأة*** فكم دون ما تبغـــــــون لله من ستر
#عابدالقادر_الفيثو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسرائيل توجه إنذارا لسكان جنوب لبنان بعد دخول وقف إطلاق النا
...
-
3 رؤساء فرنسيين لم يوقفوا أحداث نوفمبر الساخنة في باريس
-
وقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيز التنفيذ
-
اتفاق وقف إطلاق النار بين -حزب الله- اللبناني وإسرائيل يدخل
...
-
مباشر: بدء سريان هدنة لمدة 60 يوما بين إسرائيل ولبنان بعد أش
...
-
اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله يدخل حي
...
-
بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
-
ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
-
بيان أمريكي عن قصف -منشأة لتخزين الأسلحة- تابعة لجماعة موالي
...
-
مسؤول أمريكي: لم نهدد إسرائيل بوقف تزويدها بالأسلحة
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|