أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالمنعم الاعسم - الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟














المزيد.....

الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 09:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الذين جلسوا طوال يوم امس الاول، العشرين من آذار، أمام الشاشات الملونة، الناطقة بالعربية خاصة، وقفوا على قدر طيب من التحريف والتخريف معا في الخامة الاخبارية والتحليلية التي قدمت لمناسبة مرور عام على حرب العراق، واكتشفوا، للتو، ان الانظمة والنخب السياسية وجماعات الضغط(الارهاب الفكري) العربية لم تكذب، ولم تزاول خطايا النصب على شعوبها وعلى العالم، وأن وجناتها تلهث بحمرة الخجل وترتعد فرائصها، وتبتهل الى الله تعالى غفرانا ولجوءا وشكوى حين تطالها شبهة التزوير ولي الحقائق وتجهيل المواطنين وتسويق انصاف المعلومات الى الشارع.
فمنذ فجر يوم السبت الماضي- يتذكر الذين جلسوا الى الشاشات الملونة آنذاك- هبت الفضائيات العربية من نومها مبكرا وارتدت بدلات القتال وواقيات الرصاص، وصلت ركعتين لله، واثنتين اخريين للمناسبة التي استمدت منها حمية الهجوم الصاعق بكل الاسلحة على وباء الكذب الذي تسبب، في مثل هذا اليوم قبل عام، باشعال حرب ضروس، حيث قالت امريكا ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل وقد تبين ان لا وجود لها..وكأنها الكذبة الوحيدة المسجلة في عنق اسباب الحرب التي زخرت باكاذيب لا حصر لها، كانت الاقنية الاعلامية نفسها قد اطلقتها علينا، وسممت فيها حياة الاحياء من البشر والشجر والدواب على حد سواء.
أو كأن حرب العشرين من آذار هي الحرب الوحيدة التي شنت على اساس تقديرات لم تثبت صحتها من حروب العالم التي زادت على المليون حرب منذ ما تسمى حروب الملائكة والشياطين قبل نصف مليون سنة، وكأننا نحن العرب-أحياء وامواتا- لم نخض حروبنا مع اسرائيل على خلفية أكاذيب وتصورات نكتشف بعدها، وفي كل مرة، اننا كنا مخطئين..نقول مثلا اننا سنلقيها في البحر، ثم نجد انفسنا في لجة البحر.
وحتى تقدم لنا تلك الشاشات الملونة وجبة تخريف طازجة عما حدث، بتغييب وقائع عن عمد واستحضار غيرها عن قصد، فقد لجأت الى إحياء جثث إعلامية كانت ترقص حول جداريات صدام حتى سقوطها لتتحدث، مجددا، عن جذام الكذب في السياسة وعن فداحة الخسارة التي لحقت بالعراق جراء سوء تقدير اسلحته وليس بسبب سوء سياسة قيادته الكارثية، ليبدو صدام حسين، وحتى وزيره الصحاف كرغوتين للبراءة التي تجهل مفردة الكذب، وتعف نفسها عن مزاولته.
أما أكاذيب الحروب الاخرى..واما مصير العراق والعراقيين..وأما مسؤولية النظام السابق عما حدث..وأما مواقف المجموعة العربية التي شجعت صدام على المضي قدما في الحرب..وأما ملف الأكاذيب التي رافقت حروب فلسطين وحروب اليمن وحروب لبنان والصومال والتشاد والجزائر والسودان..وأما جرائم ضواري القاعدة وفدائيي صدام .. أما كل ذلك، فقد تساقط عن عمد من أجندة الشاشات العربية الملونة وهي تتوقف عند مناسبة مرور عام على حرب العراق، على قاعدة: العيب في الاخرين، وكل شئ لدينا على ما يرام.
لقد تلقينا في ذلك اليوم وجبة جيدة من ساندويج التحريف، أو التخريف، لا يهم..على الرغم من ان التحريف محرم بمعاهدات جنيف حول حرية التعبير والصحافة التي تقيد الاعلام باحترام الحقيقة، وان التخريف، ابطلته العرب لانه(انما يجري في السمر، وينتظم في الاعاجيب، وقولهم: خرف فلان، إذا تغير عقله لانه يتكلم بما يضحك) على حد مؤلف (شفاء الغليل) شهاب الدين بن عمر الخفاجي.. رحمه، ورحمكم، الله.
ومضة:
"سيداتي، سادتي
خطبتي كانت قصيرة
وانا اكره ان يستغرق اللفظ زماني
ولساني
ليس سيفا من خشب
كلماتي، سيداتي، من ذهب"
عبدالوهاب البياتي



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدث الاسباني.. بهدوء
- أسئلة الحرب..في ذكرى الحرب
- عن مشروع السيستاني.. السياسي
- هل كان صدام مغامرا شريفا؟
- آيات قرانية على صواعق
- الاعتراض على فقرات في الدستور: موقف ديمقراطي..لكن انتقائي
- اسرائيل وجيرونوفسكي.. وتفجيرات كربلاء
- وا جاراه.. واجاراه
- رسالة صدام: كوميديا أخرى
- جملة مفيدة - خلافات في مجلس الحكم
- الجمعة - جملة مفيدة - كيف حل (السيد رالف) الخلافات بين العرا ...
- جدوع
- أحرضكم ضد هذه الممارسات
- جملة مفيدة - هل كان نظام صدام علمانيا حقا؟
- لنسد الطريق علي جحافل الظلام
- شارون.. بركة دم أخري


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالمنعم الاعسم - الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟