|
الهلع سيسقط كيان اسرائيل
نضال حمد
الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 09:08
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لا تخلو الأخبار التي ترد من الكيان الاسرائيلي من الطرائف السوداء والعجائب العجاب والوقائع الصحيحة والحية، حيث تقاتل الصهيونية العمياء بسلاحها المتطور والحديث على كل الجبهات وتستعمل ايضا اسلحتها البيضاء والسوداء ضد كل من يقف في طريقها ، و حتى كل من يجرؤ على قول الحقيقية او يقول كلمة حق في تقييمها وتقييم اداء اداتها وصنيعتها الاستعمارية المتمثلة في محمية اسرائيل المقامة على ارض فلسطين.
بعد تبدل الأمور في فلسطين عقب مقتل الجنرال رابين ، والذي اعتبر حينها رسالة واضحة من المتطرفين اليهود بأنه لا مجال للسلام ، فاما ان تكون اسرائيل كبرى وان لا يكون هناك شيء اسمه شعب فلسطين وإما أن تكون فلسطين ويكون شعبها في قلب ما يعتبروه كيانهم الكبير.
ثم عقب السقوط المدوي لاتفاقية اوسلو وأخواتها اصبح من الواضح ان المنطقة متجهة نحو التصعيد ، فكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية ، التي بدأت سلمية ومن ثم تطورت فاصبحت مقاومة بعدما قام الجانب الصهيوني باستعمال جميع انواع الاسلحة ضدها من الطيران والمروحيات والسفن حتى الدبابات والجنود والاغتيالات والتصفيات والاجتياحات واعادة الاحتلال، كل هذا وذاك حدث ولازال يحدث بوقاية و حماية الفيتو الأمريكي.
في حرب الانتفاضة المستمرة تكبد الشعب الفلسطيني خسائر هائلة لكنه استطاع الصمود والمواجهة والمثابرة ومن ثم نقل المعركة لقلب المدن والشوارع والأماكن اليومية للاسرائيليين حيث اصبح المواطن الصهيوني يعيش في رعب يومي وهلع لا يستطيع الطب النفسي التغلب عليه بسهولة.
مع الأيام الدموية التي حلت بالجانبين وأن كان بتفاوت واضح في اعداد القتلى والجرحى في كل جانب، ازداد التطرف الصهيوني حيث اتجه المجتمع المتطرف اصلا ليصبح اكثر تطرفا وعداء وكراهية للفلسطينيين. كأنهم لسان حالهم يقول ان الفلسطينيين هاجمونا واعتدوا علينا وفجروا القنابل فينا.
أليست القيادة الاسرائيلية هي المسئولة عن شلالات الدم التي تسيل منذ الثامن والعشرين من سبتمبر - ايلول الحزين ؟ أليست هي المسئولة عن تعطيل عملية السلام التي هي بالاصل عملية مجحفة وظالمة لا تعطي الفلسطينيين سوى القليل من حقوقهم المعترف بها عالميا وقانونيا ودوليا ؟
بعد تصاعد الانتفاضة واشتداد المعركة بين الجانبين شدد الجانب الاسرائيلي من اجراءاته القمعية والتعسفة والعنصرية ضد الفلسطينيين من ابناء فلسطين التاريخية والطبيعية الذين يطلق عليهم وصف عرب ال48. فكانت عمليات اطلاق النار عليهم في بداية الانتفاضة وقتل العشرات منهم ومن ثم جرح المئات. ثم تحولت العمليات الاسرائيلية لاعتداءات عنصرية على العرب وكل ما يبث لهم بصلة. ايضا حملة التشهير ومحاكمة قادتهم ، عزمي بشارة ، قضية الطيبي ، قضية الحركة الاسلامية ، قضية ابناء البلد ، اعتقال الشيخ رائد وصلاح واخوانه واتهامهم بمساعدة الارهابيين وتشكيل خطر على دولة اسرائيل، كذلك القيام باعتقال منير منصور رئيس جمعية انصار السجين والمناضل الفلسطيني الذي قضى سنوات طويلة في السجون الاسرائيلية. لم يتوقف الامر عند تلك الاعمال والاجراءات الشنيعة ، فقد بدات الحكومة التضييق على حياة العربي في كل المجالات وبرزت التفرقة العنصرية التي هي بالاصل متأصلة ومتجذرة في المجتمع الصهيوني بشكل علني واضح، حيث تتم عملية التمييز بين العربي واليهودي بشكل لا يدع مجالا للشك.
تبرز كذلك بين الفينة والأخرى اصوات عنصرية من داخل الحكومة الحالية ومجلس الوزراء ومن اعضاء الكنيست تنادي بترحيل الفلسطينيين اي عرب 48 من اراضيهم الى الاردن او غزة أو الضفة او البلاد العربية ترانسفير على الطريقة الصهيونية. كل هذه الأمور تجري بشكل علني وهناك امور ادهى واسوأ تجري بشكل خفي وسري، كل هذا والدول العربية تتسابق على تطبيع علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي حتى في ظل وجود حكومة عنصرية همجية كحكومة شارون الحالية، ومنها من يدعو دعاة وعتاة الصهيونية والعنصرية والترانسفير لقلب عواصمهم ، ومنهم من يذهب للقاء شارون في الليل والنهار.
قناعتنا ان حكومة اسرائيل التي بدأت تعي خطورة موقفها وصعوبة الانتصار على الشعب الفلسطيني المسلح بارادة الشهادة وحب الاستشهاد لأجل الحرية والاستقلال وطرد الاحتلال والحياة الحرة الكريمة. هذه الحكومة بدأت تستنفذ طاقاتها وتعد خطواتها التراجعية ، حيث انها لا بد آيلة للسقوط، فالاتجاه المعاكس بدأ على الخط و اكبر دليل على نهاية وعقم تفكير الصهاينة وفي مقدمتهم الجماعات المتشددة العنصرية التي يقودها شارون واتباعه، هو قيام تلك السلطات باعتقال ومحاكمة الصحافيين الفلسطينين واتهامهم بالارهاب كما حصل مع مراسل تلفاز المنار في جنين ذيب حوراني، وقبله اعتقال ومحاكمة صحافيين فلسطينيين آخرين بتهمة التحريض على الارهاب. كذلك اعتقال ومحاكمة صحفيين قلسطيين على خلفية كتابتهم لقصائد اعتبرت معادية وارهابية.
أما لائحة الاتهام التي وجهتها السلطان الصهيونية ضد رئيس تحرير صوت الحق والحرية توفيق محمد وضد الكاتب في الصحيفة عبد الرحمن بكيرات. فقد جاءت فاقعة العنصرية وواضحة التمييز والدلالات حيث اتهم الأخير بأنه نشر مقالة قبل اسبوعين في الصحيفة المذكورة "حول تفسير آية من القرآن الكريم للشهادة في سبيل الله" بالتحريض على العنف وممارسة الارهاب. وكانت الشرطة حققت مع رئيس التحرير قبل عام ونصف العام حول تفسير الآية : " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون". كما جاء في موقع عرب48 .
أليست هذه الاعمال الصهيونية جزء من المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد ؟
هي كذلك بكل تأكيد فلا يوجد كبير خلاف بين المشروع الصهيوني والآخر الأمريكي للمنطقة، لأن كلاهما من نفس النبع العدواني العنصري الاستعلائي القادم من الخارج.
نعتقد ان الهلع الذي يحيط باسرائيل وكيانها المصطنع سوف يسرع بسقوط النهج العنصري الاستعلائي الدخيل ، خاصة ان القنابل البشرية الاستشهادية الفلسطينية تستطيع ويمكنها تغيير معادلة السلام المصطنع والكيان المخترع، وليس على الفلسطينيين سوى استغلال تلك العمليات واستثمارها سياسيا من أجل تحقيق إنجازات تساعد في كسب المعركة.
#نضال_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رشحوا راشيل كوري لجائزة نوبل للسلام
-
للجميع ..
-
بانتظار أوروبا الجديدة
-
هل مات أبو العباس ميتة طبيعية أم انه قتل لسبب أو لآخر ؟
-
بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني
-
المخيمات قلاع المقاومة الفلسطينية
-
اغتيالات وتصفيات في غزة
-
مجلس ثوري أم سلمي؟
-
آلام السيد المسيح وجدار المبكى ..
-
فوضى في غزة
-
معاداة السامية قميص الصهيونية
-
الانسحاب من غزة وامنيات شارون
-
شحم الخنزير لن يحميكم
-
عواصف ثلجية وعواصف سياسية
-
برلماني آخر زمن ..
-
مجزرة جديدة !ما الجديد في ذلك؟
-
اتفاقية تبادل الاسرى، ماذا بعد ؟!
-
القدومي والكويت و ابو مكر ..
-
العالم من حولنا يلف ويدور
-
ابو عريضة
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|