باسم السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 03:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رقص طرباً عبدالباري عطوان على قناة الجزيرة وهو يهلل لأردوغان وقفته "الإنسانية" في منتدى دافوس والتي لاسن فيها بيريز مناصراً غزّة ناقماً ناقداً الجريمة الإسرائيلية في غزة.
وذهب أحد الكتّاب المهووسين بدولة الخلافة الى توزيع مقالة على الإنترنت الى كل الكتّاب العرب مبايعاً أردوغان خليفة على المسلمين "لو أحب" .
وراح ثالث يقيم الدنيا ولايقعدها على عمرو موسى لأنه لم يتابع أردوغان في مقاطعته الجلسة محاسباً إياه على (عروبة" أردوغان أكثر من العربي عمرو موسى.
يا للغرابة !!!!
بالأمس كانت طائرات أردوغان "رضي الله تعالى عنه وأرضاه" تقصف بوحشية "إسرائيلية" قرى ومدن وقصبات شمال العراق بحجة وجود الـ PKK فيه، قرى هدمت على رؤوس ساكنيها (شهدت بذلك كاميرات قناة الجزيرة نفسها) وهرب الآلاف من سكنة المناطق الجبلية المحاذية للحدود العراقية التركية من قنابل أردوغان الغبية التي لاتفرق بين الـ بككا وغير البككا.
عشرات الأطفال والنساء والشيوخ قُتلوا وهم لمّا يعلموا بأنها صواريخ الخليفة تلك هي التي تغتال إنسانيتهم، ولو علموا لإعتذروا للخليفة أنهم كلّفوا ميزانية الخليفة ثمن القنابل والصواريخ بأجسادهم التي لاقيمة لها.
عالم غريب وعجيب !!!
يصبح أردوغان مجرماً ويمسي مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين!! وكأني به وهو يقرِّع رأس بيريز كأني به يقرِّع رأس نفسه على فعاله في كردستان العراق!!
ألم يعبر أردوغان حدود دولة مستقلة معترف بها في الأمم المتحدة؟
ألم تقتل صواريخه وقنابله الغبية مواطني دولة أخرى؟
أما إغتالت جحافله ودباباته ومدرعاته طفولة عراقية غضة لاجريرة لها سوى أنها تتكلم اللغة الكردية؟
ليس من عاداتي أن أعتب على الزعماء .. فلديهم من مسوغات القتل أكثر مما لدي لأمتنع عن شرب الدواء، لكنني أجد نفسي أتأرم غيضاً وأنا أشاهد وأقرأ إطراءات الساذجين لبطولات الزعماء .. فهل يختلف أردوغان عن بيريز؟
أم يختلف أطفال العراق وأطفال كردستان عن أطفال فلسطين؟
حبذا لو يرد علي أحدهم فيشرح السبب وراء رخص الدم العراقي؟؟؟
بغداد
باسم السعيدي
#باسم_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟