حامد الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 09:11
المحور:
القضية الكردية
ها قد اطل علينا عيد النوروز المبارك هذا اليوم ولأول مرة بعد انهيار النظام الصدامي القمعي ،فكان العيد عيدين ليس لأشقائنا الكورد فحسب وإنما لسائر أبناء شعبنا العراقي بكافة أطيافه ، فهو عيد المحبة و السلام وعيد التآخي العربي الكردي التركماني الآشوري ، هذا التآخي المكين الذي على صخرته تتحطم كل أحلام أعداء شعبنا من بقايا فلول العصابة البعثية المجرمة التي أذاقت أبناء شعبنا بسائر قومياته وطوائفه وأديانه من الويلات والمصائب ما يعجز القلم عن وصفها ،فهم يحلمون بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، وعودة نظام القتلة إلى السلطة من جديد لينتقم من شعبنا شرّ انتقام بحيث تفوق جرائمه إبان قمع انتفاضة الأول من آذار 1991 ، وعمليات الأنفال السيئة الصيت ،وجريمة حلبجة الشهيدة أضعافاً مضاعفة .
لكن أحلامهم هذه لن تتحقق بعد أن انطلق شعبنا من ققم الفاشية ،وتنسم نسيم الحرية ،وهو عازم اليوم على التصدي للعصابات العفلقية ،وقوى الظلام المتلبسة بلباس الدين الإسلامي الحنيف ،وتمارس الجرائم البشعة في سائر مدننا لتوقع المزيد والمزيد من الضحايا بين المواطنين الأبرياء ، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة باسم ما يسمونه المقاومة للاحتلال !!!وهو في واقع الأمر حرب على أبناء شعبنا ،ومنعهم من التمتع بالأمن والسلام ، والانصراف إلى إعادة تعمير العراق ، وتحقيق حياة كريمة مرفهة للجميع.
أننا اليوم مدعوون أكثر من أي يوم مضى لتشديد التعاون والتضامن بين سائر القوى الوطنية ، والحرص على دفع التآخي العربي الكردي التركماني الكلدوآشوري إلى الأمام ،فهو الركيزة التي لا غنى عنها في صراعنا مع قوى الظلام والفاشية السوداء .
إن الأخوة العربية الكردية ستبقى حجر الزاوية التي لا غنى عنها لتحقيق الأمن والسلام في عراقنا الحبيب والحيلولة دون قيام أي صراع قومي أو طائفي ،وأن شعبنا العراقي يدرك تماماً ،من خلال تجاربه الماضية عبر عدة عقود ،منذ تأسيس ما سمي بالحكم الوطني عام 1921 وإلى يومنا هذا أن الصراعات والحروب الداخلية التي جرت لم يكن للشعب رأي ولا رغبة فيها ،وهي لم تكن تمثل سوى إرادة الحاكمين .
أننا نطمح بعراق ديمقراطي فدرالي تعددي يتسع لكل القوى الخيرة الحريصة على وحدة واستقلال العراق ،وتحقيق الأمن والسلام في ربوع البلاد ،وإنهاء أي مبرر لبقاء قوات الاحتلال في الوطن العزيز حيث لن ينعم الوطن بالاستقلال الحقيقي قبل أن تغادره قوات الاحتلال .
إن قوى الظلام والفاشية تعطي المبرر بكل تأكيد لقوات الاحتلال للبقاء في البلاد ، وعندما يسود الأمن والسلام ، وتنتهي جرائم القتلة فلن يبقَ مبرراً لوجودها ، ولا يمكن لأحد أن يقبل بها .
مبارك لنا جميعاً عيد نوروز المجيد، عيد المحبة والتآخي ،وكل عام وشعبنا العراقي بعربه وكورده وسائر أقلياته ينعم بالحرية والأمن والسلام .
#حامد_الحمداني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟