أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!














المزيد.....

بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل يحتاج الفلسطينيون إلى مزيدٍ من التجارب السياسية الفاشلة، ولكن الناجحة إسرائيلياً فحسب، ولجهة ما تلحقه من ضرر كبير بالشعب الفلسطيني وقضيته القومية، ليتأكَّدوا أنَّ بديل منظمة التحرير الفلسطينية، على ما هي عليه من حال تسر العدى وتغيظ الصديق، هو المنظمة ذاتها؟!

إذا كانت "ميتة"، أو في النَّزع الأخير، أو كظلٍّ فَقَدَ جسمه، فإنَّّ خَلْق "البديل" مِمَّا يشبه "العدم السياسي" أصعب وأشقُّ بكثير من إحيائها، أو من أيِّ عمل من قبيل جعلها في الأهمية التي يريدها لها الفلسطينيون، اليوم أكثر من الأمس، وغداً أكثر من اليوم، فالعمى السياسي (إذا ما أحسنَّا الظنَّ، وفهمناه، بالتالي، على أنَّه السبب) هو وحده ما يري صاحبه جناناً من الوهم؛ وقد يحمله على أن "يتوقَّع"، أي أن يوهم نفسه وغيره وهو يستظلُّ بـ "دوحة الأوهام"، أنَّ "المفاجأة الموعودة" ما أن تتحوَّل إلى فعل وعمل، وإلى "حقيقة واقعة"، حتى نرى العالم (أي نحو 120 دولة اعترفت بالمنظمة) يسرع في نقل اعترافه من منظمة التحرير الفلسطينية إلى "بديلها"، أي إلى ما يشبه "النقد المزوَّر"، والذي لا يمكنني أن أفهم وجوده في بعضٍ من الأسواق (العربية وغير العربية) إلاَّ على أنَّه خير وأقوى دليل على وجود، ووجوب وجود، "النقد الحقيقي".

إنَّني لستُ مع أولئك "المقصِّرين" في (وعن) بعث روح الحياة في منظمة التحرير الفلسطينية؛ لأنَّهم يستمدون حياةً من موتها؛ ولكنني أقف ضد هؤلاء "القاصرين" سياسياً، والذين لو قُيِّض لهم أن يستثمروا "فتح مكَّة" سياسياً لحوَّلوه من نصر مبين إلى هزيمة منكرة، فَهُم نجحوا، غير مرَّة، في أن يقيموا الدليل على أنَّهم يفهمون "السياسة" على أنَّها كل قول ينفصل مع قائله عن العالم الواقعي للسياسة.

إنَّهم الآن آذانٌ صاغية لـ "ناصحين"، ظاهِر "نصحهم" هو الحرص على الشعب الفلسطيني وقضيته القومية ومقاومته الباسلة والبطولية؛ أمَّا باطنه فهو إهداء النصر الفلسطيني العظيم في قطاع غزة إلى إسرائيل على هيئة "انفصال في التمثيل"، متمِّم لـ "الانفصال الحزيراني" بين القطاع والضفة، فرحم الله ياسر عرفات، فقد كان أعْلَم من كل هؤلاء وأولئك في عِلْم وفنِّ "تحويل الهزيمة إلى نصر"!

كنتُ أتمنى أن يُشْعِل مشعل، وفي مقامٍ غير ذلك المقام، فتيل "مفاجأة أخرى"، فيُعْلِن قطاع غزة أرضاً للمقاومة، وللوحدة القومية والديمقراطية لكل المقاومين الفلسطينيين، الذين يؤسِّسون لهيئة قيادية واحدة للمقاومة الفلسطينية، يقتصر عملها، من الوجهة العسكرية، على الدفاع عن القطاع، أرضاً وشعباً، وتحلُّ محل "الحكومة المقالة" هناك، والتي يرأسها هنية الذي عرف كيف يكون ابناً باراً للشعب الفلسطيني وقضيته القومية، فالشعب الفلسطيني يحتاج الآن، وفي المقام الأوَّل، إلى كل ما يذلِّل العقبات من طريق استعادته لوحدته القومية، وإلى الاستمساك أكثر بخيار المقاومة، وإلى معارضَة قوية ومنظَّمة، لا تغريها أبداً (أي إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة) الكراسي والمناصب الحكومية.

الانتصار الفلسطيني العظيم في قطاع غزة يمكن ويجب توظيفه واستثماره بما يؤدِّي إلى تلبية تلك الحاجات الفلسطينية الأساسية الثلاث، وإلى بعث الحياة في منظمة التحرير الفلسطينية، فالفلسطينيون لم يفشلوا في كثيرٍ من تجاربهم السياسية بسبب وجود المنظَّمة، وإنَّما بسبب عدم وجودها.

وأحسب أنَّ مهمة "بعث الحياة" في منظمة التحرير الفلسطينية لن تتكلَّل بالنجاح ما لم تُبْعَث الحياة في حركة "فتح"، التي حان لها الآن، وأكثر من ذي قبل، أن تستعيد نفسها، وأن تعرف كيف تكون، ولجهة علاقتها بماضيها، "الامتداد والتجاوز" معاً، فالشعب الفلسطيني يحتاج أيضاً، وكثيراً، إلى منظَّمة تملك من الخواص السياسية والفكرية والتنظيمية ما يجعلها و"حماس" في علاقة قوامها "وحدة وصراع الضدَّين"، على ألاَّ يُفْهم الصراع على انَّه صراع بالحديد والنار.

مشعل أراد لها أن تكون "المفاجأة"، فإذا به يُفاجأ بأبصار وبصائر فلسطينية يقظة، لا يغشاها وهم؛ وبعضها من داخل حركة "حماس"، فبديل منظمة التحرير الفلسطينية إنَّما هو المنظمة ذاتها، التي على الشعب الفلسطيني أن يبعث فيها الحياة حتى تبعث هي الحياة في قضيته وحقوقه القومية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرَّجُل!
- -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!
- إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
- هكذا تحدَّث هيكل!
- كيف نقف من جرائم الحرب الإسرائيلية؟
- إنَّها الحرب الأولى بين إسرائيل وفلسطين!
- غزة.. هي وحدها -القمَّة العربية-!
- وأعدُّوا لهم ما استطعتم من -قِمَم-!
- -أفران الغاز- و-أفران غزة-!
- -القرار- و-المبادرة-.. أسئلة وتساؤلات -موضوعية-!
- السلام الأسوأ والأخطر من الحرب!
- منطق -الحرب- على ما شرحه بيريز!
- أردوغان -المُهان-.. أهاننا!
- إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!
- جلالة القول!
- في إجابة سؤال -ما العمل؟-
- مجرمون آخرون في خلفية الصورة!
- حروفٌ حان تنقيطها!
- هي حرب ضد الشعب الفلسطيني كله!
- العالم إذ اخْتُصِرَ زماناً ومكاناً!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!