مشعل يستثمر ألانتصار

علاء نايف الجبارين

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:17
المحور: القضية الفلسطينية
    

بعد وقف الهجوم على غزة أعلنت حماس انتصارها العسكري بإحباط الأهداف الإسرائيلية، وبدء المعركة السياسية كمرحلة أخيرة من الحرب التي لم تنتهي، ولكننا لم نرى أي تحرك لحماس على المستوى الدولي فيما يتعلق بنتائج الحرب مع إسرائيل، سوى بعض التصريحات التي جاءت كرد فعل على التحركات الإسرائيلية التي جاءت لتحقيق ما لم تحققه في الحرب، ولتعويض هذا الغياب اتجهت حماس للساحة الفلسطينية لاستثمار انتصارها، وكانت البداية بخطاب الانتصار لخالد مشعل الذي وضع شرط لأي اتفاق فلسطيني أن يتوافق ورؤية حماس لأنها تمثل المقاومة وقد تحدثنا في هذا الأمر بمقال سابق.

أما الخطوة الحمساوية الأشد خطورة فتتمثل في المفاجئة المرعبة التي وعدنا بها السيد مشعل بإنشاء مرجعية فلسطينية تكون بديلا لمنظمة التحرير. فيبدو أن سياسة التخوين والعمالة ومن ثم الحديث عن عدم شرعية الرئيس أبو مازن والشروط الموضوعة من قبل حماس على أي حوار فلسطيني، لم تجدي نفعا للحصول على مكاسب سياسية والاعتراف بشرعيتهم في غزة، وبتأثير سكرة البقاء رأت أن المنظمة هي المكان الموجع والحساس الذي يمكن التصويب إليه، وبالتالي القضاء على أخر ما تبقى من حواجز أمام أهدافهم، دون أي مراعاة لمشاعر الملايين من الفلسطينيين .

لا احد ينكر أن منظمة التحرير تعيش حالة من الضعف والوهن وتحتاج لعملية إصلاح جذرية لتضم إليها كافة الأطر والفصائل الفلسطينية، ولكن هذا لا يعني القفز على تاريخها والتضحيات والدماء التي قدمت لبقائها، وكلنا نتذكر الجهود والخصومات والمعارك التي خاضها الرئيس الراحل ياسر عرفات ورفاقه في سبيل الحفاظ على استقلالية المنظمة وحياديتها عن كافة التجاذبات سواء الإقليمية أم الدولية، والعمل على بقاء القرار الفلسطيني بيد أبناءه في ظل محاولة العديد من الدول احتواءه، وعلى رأسها تلك المشرفة على مشروع المرجعية البديلة.

نقاشات كثيرة دارت حول المفاجئة التي وعد بها السيد مشعل، التي أثارت العديد من التساؤلات حول ماهية المرجعية الجديدة وعلى ماذا تستند ومصلحة من تتحقق من خلالها، ونتائجها السلبية وايجابياتها وكل طرف يحاول أن يجد مبرراته ولكن في النهاية لن تكون اشمل وأوضح من منظمة التحرير وتاريخها.

كل ما أتمناه أن تكون تصريحات السيد مشعل ضمن وسائل الضغط المستخدمة في أي مفاوضات دون اللجوء لتنفيذها، لأنه بذلك يدوس بقدميه على دماء الشهداء والجرحى، وسيقطع الطريق على أي وحدة يتمناها كل فلسطيني، ويتحقق حلم صغار الحالمين بالسيطرة على القرار الفلسطيني لتحقيق أهدافهم على حسابنا
وأخيرا نقول للسيد خالد مشعل لا تستثمر انتصارك على حساب تاريخ ومستقبل الشعب الفلسطيني ولا تنظر للأمور بعيون الآخرين، وضع يدك بيد إخوانك لتعود للقضية الفلسطينية عافيتها.

#علاء_نايف_الجبارين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات