أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار السواد - البكاء على الجدران














المزيد.....

البكاء على الجدران


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استهلك اصحاب الشعارات، وذوو الطلات البهية، والثوريون الكبار، والواعدون ببلد سعيد، شعبا عاش طيلة حياته راكضاً وراء الشعارات ومتأثرا بأصحاب المهابة، وباحثا عن ثورات تخلصه من ماض اليم وتعده برفاهية واستقلال وسعادة بقي يحلم بها ولم يحقق منها شيئا.. مرت عقود طويلة وهذا الشعب يعيش الوعود، الوعود نفسها، حتى قال الجواهري مخاطبا اياه (نامي جياع الشعب نامي..... نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكلام)، وعندما ذهب نظام صدام، قلنا وقال الكثيرون ان عصرا جديدا قد بدأ، وان عقود خضوع الشعب ولت بلا رجعة، وان المجتمع الذي كان آخر من يعلم، سيكون هو صاحب القرار.. ومرت انتخابات واخرى مثلها، وقلنا حينها ان خيارات الناس موجهة بحسب تلك الظروف، وانتخب من انتخب.. وانتهت تلك الحقبة، وخف وهج الطائفية، وظهرت صحوة الانبار لتضرب القاعدة وما لف حولها، واجتازت الحكومة عقبة الطائفية التي اتهمت بها سابقا، وتصدت للجماعات المسلحة، وبات الامن متوفرا اكثر من السابق، وما عادت عصابات القتل قادرة على القتل بنفس المستوى الذي مارسته في السابق، وما عادت السيارات المفخخة بنفس القوة التي كانت عليها.
امام كل هذه التحولات والفروق الكبيرة بين مرحلة الانتخابات السابقة والانتخابات الحالية بات الخيار متروكا بالكامل للناس، الناس الذين يتكون منهم الشعب الذي نتغنى به جميعا ونصفق لتاريخه المجيد، ونعتقد، جازمين، بانه شعب المفاجآت الحلوة.. فاغلب الامور التي حالت دون تمييزه بين الاشياء والاشخاص لم تعد موجودة، والصور باتت اكثر وضوحا، وامامه اختبار ليثبت انه فعلا شعب المفاجآت الجميلة، وانه يحمل وعيا يؤهله لأن يبني دولة مدنية بأسس حديثة تطوي عقود الظلم والاستهتار والاستبداد والفقر....
انتخابات مجالس المحافظات هي اكبر اختبار لخيارات الناس واولوياتهم وبشكل اساس لوعيهم.. وامامهم عدة خيارات، فيها الجيد وفيها السيء، هناك عدد كبير من المرشحين ينتمون الى احزاب وقوى مشاركة في مجالس المحافظات، وهناك مرشحون هم من اعضاء مجالس المحافظات الحالية، وهناك قوى سبق وان جربها العراقيون في الحكومات الاتحادية خلال فترات مجلس الحكم والحكومة المؤقتة والحكومة الانتقالية والحكومة الحالية، وبين كل هؤلاء الجيد والسيء. وهناك جهات تستخدم في الانتخابات اساليب سليمة وهناك من يخلط معها اساليب غير مشروعة، وتوجد برامج مطروحة، وتوجد احزاب لم تطرح برامج واضحة. هناك شخصيات مصرة على القيام بشيء من خلال عملها الدؤوب في العراق لتصحيح الاخطاء حتى وان كانت خارج السلطة، وهناك من يقضي اغلب اوقاته في خارج العراق لا يذكره الا عندما تلوح كعكة على الطاولة..... واذا لم يتمكن الناس من تحديد خياراتهم بشكل سليم رغم الكثير من الوضوح الموجود في وضع الاحزاب والمرشحين المنتمين اليها، فمتى سيتمكنون من تحديد خياراتهم بشكل سليم..
وكيف نتوقع من المقصرين ان يعالجوا تقصيرهم اذا جازاهم الشعب بانتخابهم رغم تقصيرهم؟
وكيف يتشجع العاملون لان يطوروا من عملهم اذا ما اهملوا من قبل الناس؟
وكيف نتوقع من الاحزاب ان تعمل على اسس البرامج الانتخابية اذا لم يعتمد عليها الناخب في تحديد خياراته؟
وكيف يتخلص الشعب من الاحزاب التي لا تذكر العراقيين الا في الانتخابات؟ ....
عشرات الاسئلة ستطرح ان بقيت خيارات الناس كما كانت.
واذا كنا في محيط تتسلط على رقاب شعوبه حكومات لا تحظى بأي استفتاء شعبي، فان الوضع في العراق مختلف، والخيار بيد الناس، وعلينا ان لا نلقي باللائمة على المسؤول والسياسي فقط، فهذا الشعب هو من سيحدد مصير قياداته، اتمنى ان يمتلك الوعي الكافي لتحديد اولوياته التي يحدد الخيارات وفقها، وان كان هذا مجرد تمن.



#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الشعائرالمؤجلة
- من ينصر الله؟
- عراقي شريف!!
- ديدان الارض
- ايران المدنية
- -لا تغيبوا الله-.. انها دموع التماسيح!!!
- بدائل الخرافة.. عقلنة اللامعقول
- بدائل الخرافة.. علاجات اضحت مأزقا
- الصحوة في العراق..نجاح وخطر
- فصل الديك !
- حوار متمدن.. وليس مؤدلجا
- فتاة القطيف.. دعوة للوقوف بوجه القضاء السعودي
- تشيّؤ الوعي
- الخوف من التحلج
- غربتنا في العراق
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثالثة: عندما تكون الطاعة استعبا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثانية: دفن الذات.. عندما يكون ا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ ح1
- اخشى ان نكون متطرفين على كل حال
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار السواد - البكاء على الجدران