أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - اذا كانت ارادة الله فلماذا الاحتجاج ..؟؟؟















المزيد.....

اذا كانت ارادة الله فلماذا الاحتجاج ..؟؟؟


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في احتفال تضامني مع غزة والمقاومة ولم يكن فيه ما يشير الى التضامن عقد بواشنطن خلال فترة العدوان الصهيوني على غزة، حيث انتشت القاعة بعطر لا ابالغ اذا قلت انه يتراقص بالمشاعر بين النشوة والهيام والالهام، وازياء كان يسترها الفرو البني والاسود عند النزول من السيارات الفاخرة، وما ان انزوت عن اجساد نساء ما فوق الاربعين حتى بانت منتجات شانيل وفندي وايف سان لوران، وكريستيان ديور، وفق معلومات السيدة فاطمة الزهراء المغربية التي جاءت لتتضامن مع غزة، فخرجت مكسورة الخاطر كما قالت لان الاخوة الفلسطينيين في امريكا، مطمئنون بان طائرات العدو الصهيوني لن تقصفهم بواشنطن.
وقف الجميع دقيقة صمت بوقار شديد، وبدون ضجيج جلسوا الى المناضد المزينة بالعلم الفلسطيني وانواع المقبلات، ثم وقفت الشابة الجامعية التي تلف رقبتها بالكوفية الفلسطينية، كمعظم الحضور الذين تزينوا بها بعد ان خلعوا معاطفهم الفاخرة، ورحبت بالحضور قراءة من ورقة كتبت عباراتها بدقة حيث راعى كاتبها المؤثرات النفسية والعاطفية والحماسية. وفي ختامها دعت الدكتور البروفيسور (......) ليلقي كلمة بالمناسبة.
فنهض الدكتور ذو اللحية الانيقة (لحية اخوانية، وهي غير اللحية السلفية) وسار نحو المنصة بهدوء، وتحس المايكرفون وتأكد من صلاحيته ووضع اوراقه في المكان المخصص، ثم رحب بالحضور، وبدا هادئا وهو يؤكد على اهمية هذا الحفل التضامني مع الاهل في غزة التي تواجه اعتى آلة حربية عسكرية في المنطقة وخامس جيش في العالم، وبدا صوته يعلو رويدا رويدا حتى اصبح كالصراخ وهو يتحدث عن مأساة اطفال غزة ونساء غزة وشيوخ غزة، وانين الجرحى والمصابين، والبيوت التي هدمت والمساجد التي دمرت، والمزارع التي جرفت، والحقيقة انه كان بارعا في تقديم صورة ابكت النساء ذوات الازياء الانيقة.
ثم انتقل ليتحدث عن المقاومة فصورها تتصدى للعدو الصهيوني في كل شارع وحارة وزقاق، وان مدافعها تتصدى للطائرات، وصواريخها ما زالت تقصف مستوطنات العدو، وتقض مضاجعه.
وعرج على الصمت العربي بل "التآمر العربي" وشن حملة شعواء على مصر ورئيسها واتهمه بالتامر والتعاون مع العدو الاسرائيلي للقضاء على المقاومة، وانه يشارك العدو بالحصار باغلاقه معبر رفح، ولم ينسى ان يوجه الدكتور الخمسيني نار انتقاده للسعودية والاردن ودول الخليج والمغرب العربي، مذكرا انهم باعو المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وخلال خطابه الذي استغرق نحو 15 دقيقة قرأ نحو 9 ايات قرانية ونحو 5 احاديث نبوية، وختم خطابه بدعاء مؤثر للاهل في غزة الجريحة.
ثم دعا الدكتور الوديع ما عرفه بالعالم الجليل الدكتور (........) الذي كان اكثر وداعة من زميله فنهض بتؤدة، وسار بانة، وحمل الميكرفون بلطف وتعوذ وبسمل واتبع بما تيسر من ايات القران الكريم، ثم اخذ يصف حال الامة الاسلامية، وما الت اليه من ضعف وهوان وتخلف وتردي واستسلام، حيث تكالب عليها الاعداء من كل حدب وصوب، ففتتوا الصومال ودمروا العراق، وحرقوا افغانستان، ويمزقوا السودان، ومكنوا اليهود ابناء القردة والخنازير في فلسطين، واغتصبوا الاوطان وهتكوا الاعراض، ودنسوا المقدسات .
وقال دكتور الشريعة الزائر والذي بدا ان لديه خبرة خطابية عالية، ومتمرس في القاء خطبة الجمعة ان الامة اصبحت بلا كرامة بعد ان باعها زعمائها لاسيادهم في تل ابيب وواشنطن، وذهبت عزتها واصبحت امة مبتذلة مهانة، ولو لم تكن كذلك لما تجرأ العدو الصهيوني سكان غزة العزل الابرياء يقتل اطفالهم ونسائهم ويدمر بيوتهم ومساجدهم.
ثم خفت صوته فجأة وقال "هل تعلموا لماذا حصل كل هذا لأمة الاسلام...".
الحضور بلا استثناء مشدودين بقوة للخطيب الذي على حد قول احد الحضور "يأسر الالباب" واجاب الخطيب الدكتور الشيخ العلامة قائلا "لانهم فضلوا الحياة على الموت".
استفزتني العبارة بقوة وشهقت وقلت بصوت شبه مسموع لفت انظار بعض الحضور "لا اله الا الله" فصاح احد الحضور "تكبييييييييييييير" فرد بعض الحضور "الله اكبر لا اله الا الله".
وقال نعم ايتها الاخوات والاخوة، وهذا قدرا محتوما اخبرنا به رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام حين قال الصادق الامين "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير،ولكنكم كغثاء السيل، ولينزعن المهابة من صدور أعدائكم منكم، وليزرعن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت"
نعم نعم " حب الدنيا وكراهية الموت" هو الذي دمر كيان هذه الامة وما زال ينخر في عظامها حتى اصبحت كغثاء السيل كما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام.ان حب الدنيا هو الذي اضعف الهمة، واغرق الناس بالمفاسد، وسلب المسلمين كرامتهم، وضيع اوطانهم، وهيمن الاعداء على مقدراتهم ونهبوا اموالهم وخيراتهم.
فيا اخوتي واخواتي ان اهل غزة بصمودهم يعيدون للامة امجادها لانهم فضلوا الموت على الحياة، لانهم ارادوا الحياة الاخرة، ونبذوا الحياة الفانية.
صفق الحضور طويلا للشيخ الخطيب المحترف، ثم انشغلوا بتناول طعام العشاء الذي بيعت الذي كلف الشخص الواحد 150 دولارا منها 100 دولار تبرعا لاغاثة غزة والله اعلم.
هذا هو الخطاب التضامني مع اهل غزة، خطاب يرى بالموت وسيلة للعزة والكرامة والنصر، ويرى بالحياة هزيمة واندحار.
لكن فاطمة الزهراء سالت زوجها عبد الحميد الذي يجلس بجانبي "اذا كان ما يحدث للمسلمين مقررا منذ 1400 سنة فلماذا اذا الغضب..؟ ولماذا الاحتجاج ..؟؟ الا يكون الغضب والاحتجاج نوعا من الشرك بالله..؟ وقال وهي توجه نظرها نحوي وفي عينها دهشة واستغراب..؟ اذا كان يا اخ ابراهيم كل شيء مقرر سلفا، فلماذا يدعو الناس الى وقف ماهو مقرر ومقدر من الله.. وهل يجوز ان يعترض احدا على ما اراداة الله..؟
قلت لعبد الحميد يبدو ان مكان زوجتك في غير هذه القاعة، ومن المؤكد انها لا تصلح الا ان تكون في قاعات الدرس بالجامعة، لان عقل الدكتورة فاطمة اصغر من ان يستوعب كيف يتلاعب اتباع التيارات الاسلامية السياسية بالدين كما يشاؤون.
لكن عبد الحميد عنيدا كباقي المغاربة، وكونه اكاديميا زميلا لعدد من الحضور ومن ضمنهم الدكتور الذي كان اول من نفخ في المايكرفون، نهض واستدعى زميله، وما ان جلس على المقعد حتى بادره قائلا، الدكتورة لديها اسئلة وانا كعلماني لا استطيع الاجابة عليها، فهل يمكنك ان تجيبها على تساؤلاتها..؟
كررت الدكتور اسئلتها فابتسم الدكتور الاخواني وقال هذه سنن الله لا جدال فيها.
قالت : ما هي سنن الله ان يقتل في الاسبوع الاخير من شهر ديسمبر 2008 والاسبوعين الاولين من يناير 2009، اكثر من 1300 فلسطيني، ويجرح ستة الاف..؟ ام ان سنن الله ان تنهار امة الاسلام كما تصفوها لتصبح كغثاء السيل كما يقول الرسول..؟
تبرم الدكتور الاخواني وتغير لون وجهه وقال "ان الاجال محفوظة في لوح مكتوب ولا يموت الانسان ناقص يوم او زائد يوم "فلكل اجل كتاب".
قالت : هل تقصد ان ال 100 طفل الذين قتلوا انتهى اجلهم ..؟
قال : نعم بالتاكيد ..
قالت : اذا لماذا انتم غاضبون ومحتجون ومعترضون على ارادة الله ..؟ طالما ان هؤلاء انتهى اجلهم فمن لم يمت بالسيف مات بغيره، ام انكم كنتم ستكونوا فرحين لو قتلوا دهسا او غرقا او بمرض الطاعون.. خلاص انتهى اجلهم حسب ما هو مقرر من عند رب العالمين.
لاحظت ان الدكتور اصابه بعض الحرج وصار يتململ ويتلفت يمينه وخلفه ، لكن الدكتورة عاجلته بسؤال اخر
قالت : ثم كيف تكون هزيمة امة لانها تفضل الحياة على الموت .. المفترض ان من يحب الحياة هو الذي ينتصر، لان الميت لا قيمة له، وليس له اي تاثير على مجريات الحياة.
فالاحياء هم الذين يبنون الدنيا ويعمروها ويطوروها ويرتقوا بالانسان ويحققوا له العزة والكرامة.
الناس الاحياء ومن يحبوا الحياة هم الذين يدافعون عن بيوتهم وارضهم واوطانهم، اما الاموات فلا حيلة لهم، وليس فيهم نفع ولا ضر.
ثم هل تعتقد يا دكتور ان الشعب الامريكي او الياباني او الالماني مثلا يفضلون الموت على الحياة ولذلك بنوا هذه الحضارة العظيمية..؟
ام ان هذه الشعوب بنت كل هذه الحضارة لانها تعشق الحياة وتكره الموت..؟
قال : يا دكتورة انك تجادلين في مسلمات لا يجوز النقاش فيها، فلا يجوز النقاش في كلام الله وفي سنة نبيه .
قالت : يا دكتور انا احب الحياة بل اعشقها، ولو لم اكن كذلك لما حققت كل هذا النجاح، ولما تمكنت من التدريس في ارقى جامعات العالم، وانا اقدم لشعبي وامتي خدمات اعتبرها جليلة في ميدان البحث العلمي والمعرفة، ولو كنت احب الموت لكنت ملقاة على ارصفة احد الرجال العاطلين عن العمل في الرباط.
واضافت الدكتورة التي علا صوتها ليسمعه معظم الحضور في القاعة، فيما وقف الدكتور يهم بالمغادرة ان خطابكم خاطيء يا صديقي، انه من الخطأ الفادح ان تحثوا الناس على الموت، وان يفكروا بالموت، وان يعيشوا من اجل الموت، لان ذلك يثبط الهمم، ويضعف الامل، ويقتل الطموح، وهذا ما يؤدي الى الهزيمة والتراجع والهوان، وخطابكم هذا اعتقد انه احد اسباب حالة البؤس التي تعيشها الامة الاسلامية.
وختمت الدكتور ثورتها بالقول بما يشبه الهمس وهي تصافح الدكتور : ان التضامن مع غزة له طرق اخرى يا دكتور.
ابلغني الدكتور عبد الحميد في اليوم التالي ان زوجته الدكتورة فاطمة الزهراء ابلغته انها لن تذهب الى اي نشاط للعرب بعض اليوم.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة الاخوان المصرية تواجه مأزقا .. ولن تنقذها حماس
- بعض كتاب اليسار الفلسطيني مصابون بالحول السياسي والفكري
- الخطاب الديني للاخوان المسلمين في خدمة اليهود
- كم انت رخيص ايها الفلسطيني في ديانة مشعل
- تظاهرات الاخوان -المسلمين- لنصرة حماس.. وليس دفاعا عن أهل غز ...
- اغتصبوها وقالوا صامدة ..!!
- ولا تلقوا بانفسكم الى التهلكة .. يجب محاكمة حماس
- اهم من اعادة اعمار غزة .. اعمار بعض العقول..
- زعماء الانتصارات الوهمية من صدام الى هنية
- هزيمة منكرة لدول الممانعة في الدوحة
- عنوان واحد فقط للشرعية الفلسطينية
- نحن نموت وغيرنا يرقص على اشلائنا بمظاهرات وخطب رنانة
- امبراطورية قطر الصوتية العظمى ومؤتمر القمة
- لهذه الاسباب نوجه نقدنا الحاد لحركة حماس
- وحشية تسيبي ليفني ..وثقافة القتل والموت
- خالد مشعل يعدكم بالنصر ويطمئنكم أهل غزة بخير
- في كل ركن من بلاد العرب هناك صدام حسين
- حماس ترفض قرار وقف اطلاق النار .. لماذا ..؟
- القوة تحدد الحق والعدالة .. والضعف يصنع الموت
- دعوة السكان العزل الى المقاومة .. هي دعوة الى الموت بصمت.


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - اذا كانت ارادة الله فلماذا الاحتجاج ..؟؟؟