غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 08:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يرتفع رصيد المواطن في فترة الانتخابات، عند القوى السياسية المتصارعة على السلطة، فعند صناديق الاقتراع، يتحول المواطن من مفعول به إلى فاعل، بالطبع هذا مرهون بدرجة وعي المواطنين، وقدرتهم على إدراك مصلحتهم، وحقوقهم الانتخابية التي يكفلها دستور البلاد.
* * *
أول ما يتبادر إلى ذهني يوم الانتخاب، شعور بالزهو والاعتزاز، وخاصة عندما أقف وراء ذلك الحاجز الكارتوني، الذي املأ وراءه ورقة الاقتراع، على الرغم من إننا في المراحل الأولى للديمقراطية، التي تسير باتجاه صحيح، حتى الآن، رغما عن السلبيات التي تصاحبها، وخاصة تلك التخندقات الدينية والطائفية، لأنها مرحلية، وستنتهي مع مرور الوقت.
* * *
الديمقراطية ليست صندوق وورقة اقتراع فقط، بل إمكانية المواطن اختيار الأفضل، ذلك الأفضل الذي يحقق مصالحه، وقدرته على تجاوز عاطفته (الساذجة) التي تشكلت في فترة اللا ديمقراطية.
* * *
الوقت كفيل بجعل المواطن يميز بين مصلحته المرتبطة بالقوى السياسية، التي تقوم على أساس برامجي، وتمتلك رؤية سياسية، لتحويل البلد من حالة الانحطاط إلى حالة من التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
* * *
التقدم لن ينجز ما لم ينضج المشروع السياسي، والذي لن يكتمل ان لم يدرك المواطن بأنه الهدف الأول والأخير في هذا المشروع. وهنا يقع الدور على جميع الفعاليات داخل البلد، سياسية ، إعلامية وصحافية، منظمات مجتمع مدني، ومناهج تربوية، تكون قادرة على بناء مواطن يتجاوز التأثير العاطفي لانتمائه الديني والمذهبي، وحتى المناطقي، لتخرج بعدها أجيال تتجاوز تقوقعها.
* * *
على السياسيين أن يؤمنوا بان الوطن، حاضن يحقق أهداف مواطنيه، وليس وطن يتحول فيه المواطنون لمشاريع أيدلوجية تحقق أهداف سياسية مريضة، فالوطن مؤسسة يجب أن تحقق فرص الرخاء لمواطنيها، وليس العكس.
الوطن منظومة تفقد معنى وجودها ما لم تتحقق هذه النتيجة.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟