فهمي كاكه يي
الحوار المتمدن-العدد: 780 - 2004 / 3 / 21 - 07:46
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تعودنا أن نقرأ في مقالات العديد من الكتاب و نسمع في تصريحات الكثيرين من السياسيين عن أرقام و إحصائيات لا تمت إلى الواقع بصلة، و إذا جمعنا النسب التي تدعيه كل قومية في العراق لوجدنا بأن مجموع هذه النسب تتجاوز الـ (150%) من نسبة الشعب العراقي. فمثلا لو أخذنا إدعاء العرب الشيعة من أنهم يمثلون (60%) من شعب العراق و إدعاء الأكراد بنسبة (25%) و التركمان بنسبة (15%) نرى بأن نسبة الـ (100%) قد إكتملت دون أن نحتاج إلى العرب السنة و الكلدان و الاشوريين و الأرمن. (اليزيدييون محسوبون على الأكراد). إذن يجب أن يكون هناك خلل في مكان ما، فإما أن طرفا أو أطرافا عدة لا تقول الحقيقة أو أن داء الإفتقار الى المصداقية قد أصاب الجميع.
هل لنا أن نخطط للعيش في عراق يكون فيه المواطن المنتمي إلى القومية الاولى مواطن درجة أولى، و الذي ينتمي إلى القومية الخامسة مواطن درجة خامسة و هكذا تقسّم الحقوق و الواجبات؟ أما حان الوقت إلى إلغاء مفهوم الأقلية و الأكثرية؟ أما حان الوقت لكي يعيش الإنسان العراقي سوية و دون تمييز بغض النظر عن إنتمائه القومي و الديني و المذهبي؟ فإذا كان الأكراد و حسب قول الزعيم الكوردي السيد مسعود البارزاني لا يقبلون أن يعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية (و هذا من حقهم) أفلا يعطي هذا الكلام نفس الحق للمواطنين من القوميات الاخرى؟ إذن لماذا يلهث البعض إلى إشغال مرتبة القومية الثالثة؟ و من أين يأتينا البعض بالأرقام و النسب الخيالية و التي هي بعيدة عن الواقع؟ فمثلا يدعي بعض الكتاب و الساسة التركمان بأن عدد نفوس التركمان في العراق هو ثلاثة ملايين نسمة، و هناك من يدعي بأن نسبة التركمان في أربيل هي (60%) فكيف يكون الحال في كركوك إذن؟
ألكل يعرف بأن صراع النسب تخص العراق عموما و إقليم كوردستان خصوصا، و بالأخص مدينة كركوك النفطية و الواقعة في هذا الإقليم تاريخيا و جغرافيا، و للبت في موضوع إقليم كوردستان لا بد من الرجوع إلى التاريخ و الجغرافيا. إن خير تاريخ نرجع إليه في هذا المجال هو بداية تأسيس الدولة العراقية و خير جغرافية هي جغرافية ولاية الموصل، مع إن هناك بعض المدن و القصبات ذات أغلبية كوردية و تقع خارج هذه الولاية.
طلب مني صديق عزيز و هو مؤرخ يعيش في دولة اوروبية، أن احقق له في أي من الكتابين اللذين كتبهما الدبلوماسي السويدي (Einar Wirsén) جاءت الفصول الأربعة المتعلقة بلجنة الموصل (كومسيون الموصل)، و بعد أن إستعرت الكتابين المنشورين باللغة السويدية وجدت بأن الفصول المتعلقة بولاية الموصل منشورة في كتاب ( من البلقان الى برلين) فأخبرته بذلك ثم تصفحت الكتاب فوجدت:
الكاتب (Einar Wirsén) كان رئيسا للجنة الموصل و التي تشكلت من قبل عصبة الأمم من أجل تقديم إقتراح لرسم الحدود بين تركيا و العراق و تقرير مصير ولاية الموصل و كان للكاتب دور هام في كتابة التقرير الذي أصبح أساسا لقرار عصبة الأمم في هذه القضية، و كان قد اتخذ قرار تشكيل اللجنة المذكورة من قبل عصبة الأمم في 30 من سبتمبر 1924 حسبما جاء في الصفحة 107 من الكتاب المذكور.
وجدت في الفصل الرابع و هو بعنوان (جنيف) بعض الإحصائيات التي قد تكون مفيدة للذين لا يعلمون بها، اوردها هنا لدحض ما يدعيه بعض الكتاب الذين ما زالوا يعيشون في الوهم.
يقول الكاتب في الصفحة 156 و هو يتحدث عن ولاية الموصل ما يلي:
(كنا قد لاحظنا بأن الأكراد يشكلون أكثرية السكان، و في الواقع نصف مليون من 800،000)
و بهذا يكون الأكراد في بداية العقد الثالث من القرن العشرين قد شكلوا أكثر من 60% من سكان الولاية. و يأتي الكاتب بعد ذلك ليقدم إحصائية دقيقة بعدد سكان القوميات المختلفة في كل لواء من الوية ولاية الموصل لوحده، فهو يقول عن لواء السليمانية ما يلي:
(اللواء مسكون بصورة تامة تقريبا من قبل الأكراد، و في الحقيقة ما يقارب (190،000) نسمة، بينما 75 عربيا و (1،550 ) يهوديا كانوا يعيشون هناك.)
و بهذا فإننا نرى بأن نسبة الأكراد في ذلك الوقت كان (99،15%) و اليهود (0.80%)
و عن لواء كركوك يقول الكاتب:
(كان السكان هنا متعدد الألوان. ما يقارب 37،000 من العرب، أكثر من 47،000 من الأكراد، أكثر من 26،000 من الأتراك ـ و هو يقصد التركمان ـ و أخيرا ما يقارب 2،500 من المسيحيين.)
و بهذا تكون النسب كالاتي:
الأكراد 41،77%
العرب 32،88%
التركمان 23،11%
المسيحيين 2،22 %
و عن لواء أربيل يقول:
(في لواء أربيل كان الأكراد هم الأكثرية الغالبة. تألف السكان من حوالي 12،000 من العرب، أكثر من 170،000 من الكورد، أقل من 3،000 من الترك، حوالي 4،000 مسيحي و أقل من 3،000 يهودي.)
نستلخص مما ورد أعلاه هذه النسب:
الأكراد 88،54%
العرب 6،25 %
المسيحيين 2،08 %
التركمان 1،56 %
اليهود 1،56 %
و عن لواء الموصل يقول الكاتب:
(كان التكوين القومي في لواء الموصل اكثر إختلاطا من بقية الألوية. كانت المنطقة تحتوي على 120،000 من العرب و من هذا العدد ما لا يقل عن 74،000 يعيشون في المدينة، كذلك 80،000 من الأكراد، تقريبا 10،000 من الأتراك، 55،000 مسيحي، و من هذا العدد أكثر من 19،000 يعيشون في المدينة، أكثر من 26،000 من عبدة الشيطان (و يقصد الأخوة اليزيديين)، و كذلك ما يقارب 80،000 يهودي يعيشون في المدينة.)
و إستنادا إلى ما أعلاه فإننا نحصل على النسب التالية:
العرب 32،34%
الأكراد 21،56%
اليهود 21،56%
المسيحيين 14،82%
اليزيديون 7،08 %
التركمان 2،69 %
المحصلة النهائية حسب الإحصائيات الواردة في الكتاب:
مجموع سكان الولاية 867،125 نسمة، يشكل منهم:
الأكراد 513،000 بنسبة 59،16%
العرب 169،075 بنسبة 19،49%
اليهود 84،550 بنسبة 9،75 %
المسيحيين 61،500 بنسبة 7،09 %
التركمان 39،000 بنسبة 4،49 %
أما إذا طرحنا اليهود من المعادلة فستكون النسب كالأتي:
الأكراد 65،55%
العرب 21،51%
المسيحيين 7،85 %
التركمان 4،98 %
و بهذا يحتل الإخوة المسيحييون المرتبة الثالثة في ولاية الموصل حسب الترتيب القومي.
للمزيد من المعلومات راجعوا المصدر:
Från Balkan till Berlin, Einar af Wirsén, 1943 Stockholm, Albert Bonniers Förlag
#فهمي_كاكه_يي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟