كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السيد وزير الداخلية جواد بولاني المحترم / وزارة الداخلية العراقية - بغداد
تحية طيبة
وجهت إلى وزارتكم وباسمكم شخصياً في أوائل كانون الثاني / يناير 2008 رسالة خاصة بينت لكم فيها مقتل ثلاثة من افراد عائلتي في بغداد. مرّ على هذه الرسالة سنة كاملة ولم أحصل من مكتبكم أو وزارتكم أي جواب يشير إلى تسلم وزارتكم رسالتي , في حين أنتم أدرى بأن من واجب وزير الداخلية دستورياً أن يجيب على رسائل المواطنين , اياً كان هذا المواطن.
استفسرت في ربيع العام 2008 من أحد وكلاء وزارتكم عن القضية , فأجاب صادقاً بأن لا بد وأن السيد الوزير قد أحال الرسالة إلى أحد وكلائه لإجراء اللازم ثم حولت إلى مدير عام ومنه إلى مدير في الوزارة ثم لا شك أنها دخلت في أحد أدراح الوزارة لتستقر فيه!
في عهد دكتاتورية البعث الصدامي الساقط قتل البعثيون ابن أختي الدكتور عبد الصاحب هادي مهدي , بعد ان اختطف من عيادته في مدينة الحلة , ولم يعد إلى عائلته ثانية منذ العام 1980 , ولا شك في أن عظامه موجودة في إحدى المقابر الجماعية. ثم تسبب نظام البعث بموت أخي الدكتور مهدي حبيب بعد ملاحقته ودخوله مدينة الطب للمعالجة ثم منها إلى مستشفى أخرى حيث مات فيها. ولم يكن في مقدور أحد أفراد العائلة أن يطالب بإقامة الدعاوى على القتلة في ظل النظام الدكتاتوري. كما أني كنت في حينها في إقليم كردستان العراق ضمن مناضلي حركة الأنصار – البيشمركة.
وفي 25/12/2007 ذبح ابن اختي المهندس السيد أحمد جواد هاشم الهاشمي , كما ذبحت زوجته نسرين كاظم الصافي وابنته زينب الهاشمي ذات ال 15 ربيعاً في دارهم في الطالبية ببغداد , وهي منطقة كان يسيطر عليه الصدريون. جاء القتلة إلى بيت الشهداء وهم يرتدون ملابس الشرطة العراقية ويقودون سيارة شرطة عراقية ويحملون أسلحة الشرطة العراقية. وقد أعطى الشاب الذي كان ضيفاً على العائلة والذي ضرب في البيت وتصور القتلة أنهم قد أجهزوا عليه ومات في مكانه , استطاع أن ينهض بعد خروج القتلة وقدم شهادته حول القتلة. حتى الآن لم تتسلم عائلة الشهيد أي خبر من وزارة الداخلية عن مجرى التحقيق بشأن الحادث البشع وعن متابعة وملاحقة القتلة المجرمين.
منذ فترة قتل أحد أتباع الصدريين وعضو البرلمان العراقي , وقد تمكنت الشرطة وبسرعة فائقة إلقاء القبض على القتلة , وهو أمر جيد وأنا سعيد لاعقتال المتهمين. ولكن , وقبل ذاك بفترة قصيرة , قتل الكاتب والمثقف العراقي ومستشار وزارة الثقافة الأستاذ كامل عبد الله شياع في وضح النهار وفي واحد من أكثر شوارع بغداد حركة , ولكن لم تظهر أي نتيجة بشأن التحقيق أو إلقاء القبض على القتلة المجرمين. ومن حقي أن أتساءل عن أسباب السرعة في اكتشاف المتهمين بقتل النائب الصدري وعدم الكشف عن قتلة آخرين وعدم إعطاء ذوي الشهداء معلومات عن مجرى التحقيق.
أنني كمواطن عراقي أطالبكم بتشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن قتلة أفراد عائلتي الثلاثة , وكذلك عن قتلة الصديق والكاتب والصحفي اللامع الأستاذ كامل عبد الله شياع .
سأبقى أتابع هذه القضايا لأنها من صميم واجبي كمواطن مثل هذه المطالية , إذ لا يمكن أن يضيع حق وراءه مطالب أولاً , ولأن من واجبكم كوزير للداخلية أن تعملوا على اعتقال المجرمين القتلة وتقديمهم للمحاكمة لينالوا الجزاء العادل لجرائمهم البشعة ثانياً . ولأن ذلك يعزز ثقة الناس بدور أجهزة وزارة الداخلية وتبعد شك التمييز في ملاحقة القتلة ثالثاً.
مع خالص الود والتقدير.
د. كاطم حبيب
ملحق 1 : مقال نشر حول الجريمة
قتل الناس الأبرياء يعني النهاية القريبة التي تنتظر كل الإرهابيين القتلة في العراق!
كاظم حبيب
[email protected]
الحوار المتمدن - العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30
في إحدى أمسيات بغداد الهادئة والحزينة , حيث يعود الناس إلى بيوتهم للراحة من عناء العمل وضغط المعيشة وبعيداً عن الخشية من تفجير إرهابي هنا وانتحار إرهابي جاهل هناك يأخذ معه إلى عالم الأموات المزيد من البشر الأبرياء والمحرومين من نعيم السعادة والهناء والعيش الكريم , في إحدى هذه الأمسيات طرق مجهولون دار المهندس المتقاعد قبل أوانه السيد أحمد جواد هاشم الهاشمي. لم يكن الطرق شديداً , كان عادياً لم يدر بخلد من في الدار ومن فتح الباب أنهم يقتربون من نهايتهم في هذه الحياة. فتح لهم قريب لزوجة صاحب الدار الباب , فتلقى ضربة قاسية موجعة أسقطته أرضاً فسالت دماء الشاب على أرض الحوش وغاب عن الوعي لفترة. تصور القتلة أنهم أجهزوا عليه تماماً. دخل هؤلاء وهم يرتدون البزّات الرسمية للشرطة العراقية الجديدة ويحملون بنادقهم الرشاشة إلى الدار وأغلقوا الباب خلفهم.
وضعوا أسلحتهم الرشاشة في حوش الدار , لم يستخدمونها لإنجاز ما كلفوا به خشية سماع صوت إطلاق الرصاص. توجهوا إلى الغرف وهم يحملون السلاح الأبيض. طلبوا هويات العائلة , تسلموها. ثم بدأوا بالاعتداء على أفراد العائلة بدءاً بالوالد ومروراً بالسيدة نسرين كريمة السيد وهاب كاظم الصافي وانتهاء بابنتهما الصبية زينب ذات الخمسة عشر ربيعاً. قدم لهم الوالد كل ما لديهم من مصوغات ذهبية وفضية وكل ما لديه من نقود في الدار. لم يأبهوا بها ولم تكن غايتهم. لقد جاءوا لغاية واحدة هي القتل وإشاعة الرعب والفوضى في البلاد , محاولة تأكيد أن الوضع في بغداد في أيدي القتلة الإرهابيين من مختلف الأصناف وليس في أيدي الحكومة أو تحت سيطرتها. السؤال الذي يعذب الجميع هو : لماذا هذا القتل العشوائي والهمجي؟ ما ذنب هؤلاء الناس يقتلون يومياً على أيدي قتلة محترفين ومؤمنين جهلة لا يعرفون من دينهم غير القتل بأمل دخول الجنة؟ وأي جنة موعودة تلك التي تقبل قتلة مجرمين لا يملكون ذرة من ضمير أو إحساس بالإنسانية!
ذبحوا البنت أمام أعين الأبوين المقيدين , ثم ذبحوا الأم أمام أعين زوجها وبطريقة مريعة بشعة , ثم ذبحوا الوالد الذي لا بد وأنه قد مات أكثر من مرة وكذا الزوجة وهم يرون كيف تذبح ابنتهم الغالية والوحيدة , وكيف تذبح الزوجة وما ينتظر الزوج! إنها لمأساة مريعة هذه التي وقعت في بغداد في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني / يناير 2008 في حي الطالبية / أور حين انطفأت شمعات ثلاث لعائلة نبيلة وطيبة , وهي واحدة من الكثير من الحوادث المماثلة التي تقع في أنحاء مختلفة من العراق؟ إنه التعبير الصارخ للكراهية والحقد الأعمى , للطائفية الذميمة والقاتلة , للاستبداد الفكري والسياسي , للجهل وزيف الوعي الديني وغياب القيم والمعايير الإنسانية لدى القتلة أياً كانت هويتهم وجنسيتهم , فهم ليسوا من البشر , ولا حتى من الحيوانات.
ولكن لماذا ؟ لا أحد يدري من هم , ماذا كانوا يريدون من العائلة وهل هم المستهدفون , ولماذا ؟ لقد تركوا الضحايا تسبح في دمائها الزكية , رجل في الخمسين من عمره وزوجته في منتصف العقد الخامس من عمرها وابنتهما ذات الخمسة عشر ربيعاً.
إنها لجريمة مفزعة , حياة ثلاثة أفراد من هذا المجتمع يذبحون عبثاً ولا يعرفون سبباً لذلك؟ حين وصل رجال الشرطة إلى الدار لم يجدوا سوى الجريح والضحايا المذبوحة الغارقة في دمائها , إذ كان الشاب لا يزال على قيد الحياة. أما القتلة فقد كانوا قد تركوا الدار بكل اطمئنان وهدوء وكأنهم لم يرتكبوا هذه الجريمة البشعة لقد تعودا عليها ومارسوها باستمرار في زمن صدام حسين وما بعده , سواء أكانوا من أتباعه أم أتباع غيره من بعد أم من العرب القادمين من وراء الحدود , فهم كانوا يرتدون الزي الرسمي للشرطة العراقية وقادمون بسيارات الشرطة ويحملون أسلحة تستخدم من قبل الشرطة العراقية! فلماذا الخوف والحيطة والعجلة. لقد استقروا في الدار فترة غير قصيرة إذ كانوا مطمئنين! فمن هم هؤلاء القتلة ؟ من يستطيع أن يساعد التحقيق ويرشد القضاء العراقي إلى هؤلاء القتلة المجرمين الذين سيقتلون عائلات أخرى أن لم يتم الكشف عن هويتهم واعتقالهم واعتقال من كلفهم بذلك ؟ هل سيتم الكشف عنهم , أم سيضيع دمهم كما ضاعت دماء الآلاف المؤلفة من بنات وأبناء الشعب العراقي.
إن هذه الهمجية في قتل النساء الرجال والصبايا والصبيان والأطفال في أنحاء مختلفة من العراق , كما حصل في الموصل أخيراً , ليس سوى الدليل القاطع على الإحباط الذي يعيش فيه هؤلاء القتلة ومن يقف خلفهم , إنه الفشل بعينه في تحقيق ما كانوا يصبون إليه من تدمير لهذا العراق ومن إغراق الشعب كل الشعب بالدم والخراب. أن الجواب الرادع لهؤلاء القتلة هو التعاون والتحالف والتنسيق في ما بين جميع القوى الوطنية العراقية , وهو الكف عن الطائفية اللعينة وليست المذهبية السمحة , هو تشديد النضال ضد قوى الإرهاب وحل المليشيات الطائفية وتنظيف أجهزة الدول , وخاصة العسكرية , من المندسين الذي يمارسون دعم القتلة بصيغ شتى.
لجميع شهداء العراق الذكر الطيب . ولكل القتلة المجرمين بئس المصير وسوء العاقبة.
ملحق رقم 2 : الرسالة التي وجهت إلى السيد وزير الداخلية في العراق
Prof. Dr. sc. K. A. Habib, PSF: 170104, 10203 Berlin, Germany
Tel.: 004930 54 14 150, e.mail: [email protected]
جريمة بشعة ارتكبت في منطقة يسيطر عليها المسلحون الصدريون في بغداد
السيد وزير الداخلية جواد البولاني المحترم / بغداد- الجمهورية العراقية
تحية طيبة وبعد ,
مساء يوم 25/1/2008 جاءت جماعة مكونة من ثلاثة أشخاص يرتدون الزي الرسمي لجهاز الشرطة العراقية بعربة تابعة لجهاز الشرطة العراقية ودخلوا بيت السيد أحمد جواد هاشم الهاشمي في حي الطالبية ببغداد بعد أن طرقوا الباب وادعوا وجود إرهابيين يريدون اعتقالهم. فتحت لهم الباب. قاموا بتعذيب وذبح عائلة كاملة تشمل الأب (السيد أحمد ) وزوجته (السيدة نسرين كاظم الصافي) وابنته (الآنسة زينب) ذات الخمسة عشر ربيعاً , ثم ضربوا ابن أخت الزوجة , الذي كان ضيفاً عند العائلة , واعتقدوا بموته , ولكنه نجا من الموت. قبل ذاك تيقنوا من هوية السيد أحمد باعتباره كان مديراً عاماً متقاعداً في أمانة العاصمة ببغداد. وكان السيد أحمد قد حول قبل تقاعده بعض المعاملات إلى لجنة النزاهة وفق طلب اللجنة. واستفسروا عن ابنه الطبيب , الذي كان قد عاد لتوه من الأردن للعمل ببغداد.
إن السيد أحمد جواد هاشم الهاشمي هو ابن أختي وقد قتل في منطقة يسيطر عليها المسلحون الصدريون , كما يؤكد سكان المنطقة التي لا يمكن أن تحصل فيها جريمة دون علمهم , خاصة وانهم كانوا يرتدون الزي الرسمي للشرطة العراقية.
أعرف أن عمليات قتل كثيرة تمارس في العراق وأن مواطنات ومواطنين كثرة يموتون يومياً في الوطن بهذه الطريقة لأسباب سياسية أو انتقامية أو لأهداف السرقة أو أخذ الحلي الذهبية والنقود من الضحايا , كما حصل مع عائلة السيد أحمد قبل قتلهم , والتي يمكن أن تكون للتغطية على جريمة بشعة.
إني كمواطن عراقي وكخال للشهيد الراحل أطالب الحكومة العراقية ووزارة الداخلية العراقية بإجراء التحقيق والكشف عن هوية القتلة المجرمين.
أملي أن أحصل على جواب من السيد وزير الداخلية ومعلومات عن المجرمين وعن أسباب الجريمة.
مع خالص التقدير.
كاظم حبيب
أستاذ جامعي سابق , كاتب وناشر وسياسي عراقي , ناشط في مجال حقق الإنسان ,
عضو في منظمة العفو الدولية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان والمنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان في ألمانيا.
عضو في العديد من معاهد البحث العلمي في ألمانيا.
رئيس الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق ,
ورئيس الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟