أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق















المزيد.....

رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 780 - 2004 / 3 / 21 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم الأحد الموافق 14 مارس 2004 .. سيظل – على الأرجح – يوماً مشهوداً ليس فقط بالنسبة للشعب الأسباني .. وإنما للعديد من البلدان الأخرى التى تفصلها عن أسبانيا بحار ومحيطات .
ففى هذا اليوم كان لملايين الناخبين رأى آخر غير الذى تنبأت به اغلب الاستطلاعات . ذلك ان استطلاعات الرأى كانت ترشح حزب الشعب اليمينى "الحاكم" لفوز مريح يضمن بقاءه فى السلطة .. ان قادة هذا الحزب كانوا قد رتبوا أوراقهم فعلاً داخل أدراج مكاتب الحكومة استعداداً للاستمرار أربع سنوات أخرى على الأقل فى سدة الحكم .
لكن إرادة ملايين الناخبين فاجأت الجميع بوضع مختلف تماماً يتضمن تحولاً دراماتيكياً لصالح الحزب الاشتراكي الذى يتزعمه شاب لا يزيد عمره عن 43 عاماً ولم يكن له وجود على الساحة السياسية إلا منذ أربع سنوات فقط هو خوسيه رودريجز ثاباتيرو ، الذى اصبح لزاماً على كل المحللين والمراقبين السياسيين فى سائر أنحاء العالم ان يحفظوا اسمه عن ظهر قلب وان يتابعوا حركاته وسكناته منذ الآن فصاعداً .
دمـــــوع النــــــدم !
هذا التحول الدراماتيكى فى المعادلة السياسية الأسبانية لم يكن مجرد أرقام صماء فى صناديق الاقتراع الزجاجية الشفافة ، وإنما جاء مصحوباً بحركة شعبية كاسحة تمثلت – ضمن ما تمثلت – فى تدفق الناخبين على مراكز الاقتراع بمعدلات كبيرة لم تحدث من قبل ، وهذه الجحافل من الناخبين المتحمسين عبرت بأعلى الصوت وبشتى الوسائل عن غضبها من الحكومة " اليمينية " السابقة ورئيسها صاحب المزاج العكر – حسب رأى إحدى الناخبات –خوسيه ماريا أثنار ، حتى انه لم يستطع ان يكمل الأداء بتصريح سياسى أمام هذه الجموع الغاضبة التى قاطعته بالهتافات المعادية وقرع أواني الطهى .
وكان هذا المشهد قبيل ظهور النتائج النهاية للانتخابات بمثابة النهاية التعسة لحياة " أثنار " السياسية ، وهو فى أوج شبابه بالمعايير الشرقية طبعاً ، مما دفع زوجته إلى ان تجهش بالبكاء أمام كاميرات التليفزيون وعيون الملايين من المواطنين الأسبان الذين انقلبوا على زوجها وحكومته اليمينية .
وهذا التحول الدراماتيكى ، فيما يشبه الانتفاضة الشعبية ، جاء لأسباب متعددة ، لكن أبرزها كان أداء حكومة أثنار فى التعامل مع تفجيرات مطارات مدريد قبيل الانتخابات بأيام حيث رأى الأسبان فى هذا الأداء نوعاً من التضارب والتشويش بل والكذب أيضا ، خاصة فيما يتعلق بإلقاء مسئولية هذه التفجيرات على منظمة " إيتا" الانفصالية تارة ثم تنظيم " القاعدة " تارة أخرى . وعززت فرضية تورط "القاعدة" من سخط قطاع واسع من الناخبين الأسبان الذين اعتبروا ان تحالف أسبانيا مع الولايات المتحدة وبريطانيا فى حرب العراق كان سببا وضع بلادهم فى مرمى نيران حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل .
لعنـــــة العــــراق
وبطبيعة الحال فان هذا التحول الدراماتيكى ، الذى نقل الحكم من أيدي حزب الشعب اليمينى إلى الحزب الاشتراكي ، ستكون له تداعياته المؤكدة فى السياسة الداخلية الأسبانية .
بيد ان أهميته لا تتوقف عند هذا الحد بل تتجاوزه الى آفاق إقليمية وعالمية ارحب واعظم .
أول هذه التداعيات هو اعتزام الحكومة الاشتراكية الجديدة سحب القوات الأسبانية من العراق .
وقد يقول قائل ان القوات الأسبانية الموجودة فى العراق ليست لها قيمة كبيرة فى "قوات التحالف" لان عددها لا يزيد عن 1300 شخصاً . لكن العبرة ليست بهذا العدد من الجنود والضباط وانما بالتأثير السياسى والاستراتيجي لقرار انسحابها وبالحيثيات التى أعلنها رئيس الوزراء الأسباني الجديد ثاباتيرو ، حيث قال بصريح العبارة ان "حروبا مثل حروب العراق لا تولد إلا الحقد والعنف والرعب" . ومضى ابعد من ذلك ليطالب الرئيس الأمريكي جورج بوش وحليفه الإنجليزي تونى بلير بتقديم " نقد ذاتى " لشنهما الحرب على العراق قائلاً " لا يمكن قصف شعب .. وعلى بوش وبلير ان يفكرا فى تقديم نقد ذاتى حتى لا يتكرر ذلك ،فلا يمكن القيام بأعمال من هذا النوع .. ولا يمكن ان تشن حرباً استناداً الى الكذب" .
بهذا الموقف الذى يتناقض جذرياً مع تبريرات رئيس الوزراء " المهزوم " اثنار لتحالفه مع بوش وبلير وجر أسبانيا الى المستنقع العراقى يتوقع المراقبون ان تنشأ حركة " دومينو معكوس " ، داخل " التحالف " . اى ان يكون التمرد الأسباني بداية بتصدع للتحالف الذى استماتت إدارة بوش فى بنائه بالترهيب والترغيب من قبل . بل لا يستبعد بعض المحللين ان يكون التمرد الاسبانى – المبنى على أغلبية شعبية – بداية نهاية هذا التحالف ، خاصة مع تصاعد الحركات المعارضة داخل البلدان القائدة لهذا التحالف ذاتها واتهامها لواشنطن ولندن بالكذب والخداع . وقد أظهرت احدث استطلاعات الرأى فى إيطاليا – مثلاً – ان ثلثى الإيطاليين يطالبون بسحب القوات الإيطالية من العراق والانسحاب كلياً من "تحالف الحرب" .
أوروبا جــديـــدة
وإذا كان هذا التحول الدراماتيكى يمثل هزيمة قاسية لسياسة اثنار الخارجية ، وهى هزيمة يحب البعض ان يسميها " لعنة العراق " فان تأثيراته لن تتوقف على خلق مصاعب " لتحالف الحرب " فى الطريق وانما ستمتد الى التوازنات الاستراتيجية فى القارة الأوروبية أيضاً .
وربما ستكون التداعيات الأكبر للزلزال الأسباني الانتخابي فى هذا المجال الأوروبي .
ومن يتشكك فى ذلك فان عليه ان يعيد قراءة تصريحات ثاباتيرو التى قال فيها بالنص " أريد ان تعتبرنا أوروبا مرة اخرى موالين لأوروبا وشعورى هو ان نتيجة الانتخابات سببت مفاجأة ، ولكن الكثير من الرضى فى أوروبا .. وستسعى حكومتى منذ اليوم الأول الى استعادة العلاقات الرائعة مع فرنسا ومع ألمانيا ومع كل دول الاتحاد الأوروبي ".
وتعهد بالعمل على كسر الجمود الدبلوماسى المخيم على إقرار دستور اوروبى جديد.
والأهمية الاستثنائية لهذا التحول الدراماتيكى يمكن إدراكها بشكل افضل اذا تذكرنا ان رئيس الوزراء الأسباني " السابق " ، اثنار ، لعب دوراً كبيرا ً فى شق صفوف الاتحاد الأوروبي ، ربما لا يقل عن دور رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير. وكان اثنار – اكثر من بلير – هو الذى قاد التمرد " الاطلسى " الامريكى على المحور " الاوروبى " بقيادة ألمانيا وفرنسا . وبهزيمة اثنار وتطلعات ثاباتيرو لاستعادة الوجه الاوروبى لاسبانيا سيشهد الصراع الاستراتيجى الاوروبى – الامريكى مرحلة جديدة ومعادلات جديدة ربما يكون لها انعكاساتها على الأوضاع فى قمة النظام العالمى المزعزع ، ونقطة البدء فى هذا كله هى إرادة الناخب الأسباني التى طالبت – ضمناً – بوضع حد لعلاقات التبعية التى انتهجها "اثنار" تجاه البيت الأبيض .

تداعيات أمريكيــــة
بل يذهب بعض المحللين ابعد من ذلك ليتنبأوا بتأثيرات لهذا الزلزال الانتخابى الاسبانى على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة . وهو ما يرصده جوزف سماحة – مثلاً – بقوله ان " الاتهامات الموجهة الى حكومة اثنار هى غيض من فيض الاتهامات الموجهة الى إدارة بوش . غير ان الرأى العام الامريكى لا ولن يقلد الرأى العام الاسبانى الا بشروط صعبة وغير متوفرة حالياً .ولكن يبقى البحث فى الآثار التى سيتركها هذا التحول فى مدريد على " الصوت الاسبانى " فى "الولايات المتحدة " .
ويلفت " سماحة " النظر – فى هذا المجال - الى المقال الأخير لصموئيل هنتجبتون بعنوان " التحدى الاسبانى " الذى يحذر فيه من انتقال " صدام الحضارات " الى داخل الولايات المتحدة ويطلق صيحة تحذير من الهجرة الكثيرة لـ " اللاتينوس " الى " القيم الانجلوبروتستنتية التى بنت الحكم الامريكى " ، ومن احتمال تحويلهم أمريكا الى " امتين " .. وإذا حصل ذلك – وهو مرهون طبعا بما يجرى ميدانياً فى العراق – نكون أمام احتمال " دومينو معكوس " بحيث يتحول السقوط الى عقاب لجريمة كذب تشوه الديمقراطية باسم تصديرها " .
العـــدوى العــربيـــــة !
واذا كان الزلزال الاسبانى له كل هذه التداعيات المتوقعة اوروبياً وامريكياً وعالمياً .. فهل تقف تأثيراته الحميدة خلف حدود عالمنا العربى ولا تعبرها باى صورة من الصور ؟!
على الأرجح سيكون هناك تأثيرات لافكاك من التعامل معها .
التأثير الأول هو نتائج الانسحاب الاسبانى من " التحالف " المحتل للعراق .. وما سيترتب عليه من تفاعلات سياسية واستراتيجية واقتصادية .
أما التأثير الثانى الذى لا يقل أهمية فهو المثل الذى ضربته لنا الانتخابات الأسبانية فى الديمقراطية والتداول السلمى للسلطة والتصحيح الذاتى للسياسات الداخلية والخارجية الخاطئة من خلال الاحتكام الى صناديق الاقتراع وعدم ادعاء طرف من الأطراف لاحكتار الحكمة او الحقيقة .. ولعل أهمية هذا التأثير غير المباشر تكتسب وزناً اكبر لدينا حالياً ، فى الوقت الذى يقدم فيه النقاش الداخلى برامج الإصلاح التى يحتاجها عالمنا العربى .
ولا نهاية للدرس ! .
الزعيم الصاعد :
ثاباتيرو .. رئيس حكومة فى الثالثة والأربعين
رشح خوسيه لويس ثاباتيرو لمنصب رئاسة الحكومة الإسبانية بعد أن قاد حزبه لنصر انتخابي غير متوقع.
وقد انضم ثاباتيرو، وهو حفيد ضابط في الجيش من العهد الجمهوري قتل أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، للحزب الاشتراكي وهو بعد شاب يافع في عام 1979.
وقد تدرج إلى المراتب العليا في الحزب بسرعة وأصبح في عام 1986 أصغر أعضاء البرلمان الإسباني سنا.
كان الحزب الاشتراكي في تلك الأيام في السلطة موحدا بزعامة فيليبي جونزاليس. غير أنه عندما أصبح خوسيه لويس ثاباتيرو زعيما في عام 2000 كان الحزب الاشتراكي يعاني من الانقسام والفوضى القائمة.
كان الحزب الشعبي ذو الاتجاه المحافظ قد فاز لتوه بولاية انتخابية جديدة، وكان الاشتراكيون لايزالون يعانون من وصمة فضائح الفساد ونسب البطالة المرتفعة أثناء حكمهم لإسبانيا.
هل يملك ثاباتيرو الحنكة اللازمة
يعتبر زعيم الحزب الاشتراكي الإسباني على نطاق واسع رجلا محنكا وطيب المعشر في آن واحد، بيد أن هناك من يشكك في قدراته على إنعاش الحظوظ السياسية للحزب.
ففي الانتخابات الإقليمية، العام الماضي أخفق الاشتراكيون في استغلال مشاعر الاستياء في إسبانيا من سوء تصرف حكومة خوسيه ماريا أثنار في التصدي لمضاعفات كارثة بقعة النفط الناجمة عن حادث ناقلة النفط "بريستيج" ، وكذلك الاستياء من دعم مدريد للحرب على العراق.
وقد فاز الحزب الاشتراكي في الانتخابات الإقليمية بالفعل بعدد من الأصوات فاق ما فاز به الحزب الشعبي الذي كانت شعبيته قد تراجعت كثيرا، لكن الاشتراكيين لم يحققوا الفوز الانتخابي الذي كان يطمح إليه الكثير من أنصار الحزب .
ولعل الأسوأ من نتائج الانتخابات الإقليمية أن الحزب الاشتراكي خسر أغلبية المقاعد التي كان يهيمن بها على المجلس الإقليمي للعاصمة مدريد بعد الفضيحة التي دفعت ببعض الناخبين إلى الشك في أن الحزب ربما عاد لأساليب الفساد القديمة.
وقد اتهم ثاباتيرو بسوء التصرف عند معالجة أزمة مجلس مدريد الإقليمي، وظل منذئذ يسعى جاهدا لفرض الوحدة على أجنحة الحزب المنقسمة على بعضها في الرأي.
وقد انتقد أحد كبار أعضاء الحزب قرار خوسيه ثاباتيرو بدعم القوميين الحاكمين في إقليم كاتالونيا، الذين يطالبون بإعادة النظر في الوضع القانوني للإقليم.
مسيرة ثاباتيرو السياسية
1979-انضم للحزب الاشتراكي
1986-أصغر نائب في البرلمان
2000-انتخب زعيما للحزب
2004-فوز الحزب بزعامته في الانتخابات العامة
وعندما تراجعت مسألة الحرب العراقية من قائمة اهتمامات الناخبين الإسبان، بينما كان الحزب الشعبي يحاول استمالتهم بالإشارة إلى إنجازاته الاقتصادية على مدى السنوات السبع الماضية، كان ثاباتيرو يقترح برامج إسكان رخيصة التكاليف، والتوسع في قطاع التعليم، وزيادة الإعانات الاجتماعية لكبح جماح البطالة، كما تبنى أسلوبا من الاستماع بآذان صاغية للتيارات السياسية القومية في مختلف أقاليم إسبانيا.
غير أنه بعد كارثة تفجيرات قطارات ساعة الذروة الصباحية في مدريد التي قتل فيها مائتا شخص، وبعد ما تواتر من أنباء عن شريط فيديو قيل إن القاعدة أعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجمات، انقلب الناخبون الإسبان على الحزب الشعبي الذي اتخذ قرار دخول حرب العراق دون الحصول على تأييد الشعب.
ولربما كانت الانتقادات التي وجهت للوزراء في حكومة خوسيه ماريا أثنار في شأن الأساليب التي اتبعتها في التحقيقات التمهيدية في التفجيرات، السبب في خسارة المحافظين للانتخابات العامة في إسبانيا.
النجم الآفل
أثنار .. انتحار سياسى فى الحادية والخمسين َ!
"البعض يفضلون أن يولوا وجوههم الجانب الآخر حينما يجدون أنفسهم بمواجهة الإرهاب"، هكذا قال رئيس الوزراء الأسباني خوسيه ماريا أثنار للصحفيين خلال زيارة للندن في نوفمبر الماضي.
غير أن أثنار بالتأكيد ليس واحدا من هؤلاء البعض، فخلال اجتماعه بنظيره البريطاني توني بلير خلال الخريف الماضي قال أثنار "إذا كان العراق هاما في المعركة ضد الإرهاب وإذا لم تسر الأمور كما ينبغي هناك فإن هذا سيؤدي إلى إذكاء الإرهاب".
ولكن الأمور بالتأكيد لم تسر كما ينبغي في مكان أقرب من العراق، فقد لقي مائتا شخص مصرعهم وأصيب نحو 1400 آخرين في انفجارات قطارات مدريد ، التي تعد أضخم عمل إرهابي تشهده أسبانيا في تاريخها الحديث والأضخم في أوروبا منذ تفجير طائرة بان أمريكان للركاب فوق لوكيربي والتي أودت بحياة 270 شخصا عام 1988.
لقد تعين على أثنار أن يمضي الساعات الأخيرة له في المنصب بمواجهة أزمة ضخمة تتطلب منه جهدا كاملا، ووصفت صحيفة " إل موندو "رحيل أثنار عن الساحة السياسية بأنه "وداع مرير بعد حياة لم تسلم من الإرهاب"، فقد نجا أثنار عام 1995 من محاولة دبرتها منظمة إيتا الانفصالية للباسك لاغتياله بسيارة ملغومة.
وقبل أقل من شهرين قال أثنار إبان حل البرلمان استعدادا للانتخابات العامة، جرت يوم 14 مارس الماضى، إنه يرحل عن المنصب "بضمير خالص" ويعتقد أن أسبانيا أفضل حالا في عام 2004 عنها في 1996 حينما أتى إلى السلطة.
والحقيقة أن السنوات الثماني التي قضاها الحزب الشعبي يمين الوسط الذي يتزعمه أثنار في السلطة شهدت انخفاض معدل البطالة في أسبانيا بمقدار النصف من 22% إلى 11%، في الوقت الذي توافرت لأسبانيا 40% من إجمالي الوظائف الجديدة التي شهدها الاتحاد الأوروبي منذ عام 2000.

وإلى جانب انخفاض البطالة، يعزى لأثنار الفضل في تطوير النظام الضريبي ونظام المزايا الاجتماعية الأسباني بالكامل، فضلا عن الحملة على الفساد مما جعل دافعي الضرائب الأسبان يشعرون أنهم يحصلون على قيمة أفضل لما يدفعونه من ضرائب للدولة.
ومن الناحية السياسية، نجح أثنار في جعل حزبه يهيمن على ساحة الوسط بالسياسات الأسبانية، رغم أن أثنار نفسه ينحدر من أسرة يمينية وقد كان جده صديقا للدكتاتور الأسباني الجنرال فرانكو.
وكثيرا ما امتع رسامو الكاريكاتير الأسبان أقلامهم بالسخرية من قصر قامة أثنار، الذي بدأ حياته كمفتش ضرائب إقليمي غير أنه لم يتجاوز عيد ميلاده الثلاثين إلا وأصبح يشغل مقعدا في البرلمان الأسباني.
ولد أثنار في 25 فبراير 1953 بضاحية راقية بمدريد، وهو كاثوليكي متدين يحضر القداس كل أحد، وأب لثلاثة أطفال. ويخلف أثنار مكانه نائبه ماريانو راخوي الذي سيصبح رئيس الوزراء الجديد لأسبانيا إذا أعيد انتخاب الحزب الشعبي للسلطة.
لقد كان أثنار من أشد مؤيدي الحرب التي قادتها واشنطن في العراق، بينما ينتشر 1300 جندي أسباني في العراق في الوقت الراهن. وربما جعل موقف أثنار أسبانيا أكثر عرضة للاستهداف من جانب القاعدة.
ومع اعتراف مسؤولين بالاستخبارات الأسبانية بوجود خيوط تشير بشكل متزايد إلى "إرهابيين إسلاميين" أكثر من الانفصاليين الباسك، الذين ألقى أثنار اللوم عليهم أول الأمر، فربما يجني حزبه حصادا مرا في انتخابات الأحد.
فقد عارض الرأي العام الأسباني قرار أثنار تأييد الغزو الأمريكي للعراق قبل عام بأغلبية ساحقة. ومع ذلك مضى رئيس وزراء أسبانيا قدما في دعم واشنطن.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- العربى مريض .. فمن يكون - بوش - : الطبيب أم الحانوتى ؟
- صاحبـــة الجــلالة تنهـض من تحـت الأنقــاض
- بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للصحفيين مـصــــر تستـحـ ...
- حــرب - الكــاتشــب - و - النفــط - للفــوز بالبيت الأبيــض
- انتبهوا أيها السادة : تهويد التاريخ بالاحتيال بعد تهويد الجغ ...
- أمريكا فى مواجهة العالم
- صـحفـــى مصــــرى .. بــدرجــة شيـــخ قبيــلة فى العــــراق!
- ســـــنـة ســــوداء للصـحـــافـــة
- مضــاعفــات انتقــال المبـــادرة مـن - المـركـز - إلى -الهام ...
- الحجاب- الفرنسى .. و-النقاب- الأمريكى!
- رحلة طــائــر جميــل.. في غـابــة لا تعـتــرف إلا بالغــربان
- ثقافة الاحتفاء بالصغائر والتفريط فى الكبائر
- تراجيديا ثلاثية المثقف والسلطة والمال كاتب كبير .. مات ثلاث ...
- لماذا تسلل رئيس الدولة الأعظم إلى عاصمة الخلافة العباسية مثل ...
- لا تفكـــروا فى الـذهــاب الى لنـــدن .. يــوم الأربـعــاء !
- الســحابـة الســــوداء .. والكتــاب الأبيــض
- مفارقة - الابراهيمين - .. صنع - الله - وسعد - الدين -
- العولمــــة المتوحشــــة والعولمــة البديلــــة حيرة العرب ب ...


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق