أبو مسلم الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 780 - 2004 / 3 / 21 - 07:19
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
العمليات التي يقوم بتنفيذها الأرهابيون في العراق ليست عمليات عفوية. هي عمليات (نوعية) مخطط لها بأحكام. الغايات من هذه العمليات الأرهابية متعددة. فهي أولا لأقلاق المجتمع العراقي ولسلب إحساسه بالأمان والأستقرار. وثانياً لضمان إستمرار عدم الأستقرار السياسي. ثالثاً لوضع العراقيل أمام عمليات إعادة الأعمار ومنع الشركات العالمية (بل وحتى المحلية) من القيام بذلك. رابعاً للتغطية على الفضائع والجرائم التي تفوق التصور البشري والتي قام بها النضام الأرهابي المقبور وذلك بجعل الأنظار متوجهة الى هذه العمليات الأرهابية وليس الى ما يتم إكتشافه من مقابر جماعية وسجون ومعتقلات ووسائل تعذيب وقتل. خامساً لأضهار إن العراق كان على حال أكثر استقرارا تحت حكم الأرهاب الدموي العفلقي- الصدامي. سادساً لألقاء اللوم على قوات التحالف في عدم مقدرتها على ضبط الأمن بل وإتهامها بقتل العراقيين.
إن ما أوردناه اعلاه يحتاج الى توفر ثلاث عناصر مهمة لأخراجه بالصورة التي يرغبها الأرهابيون:
العنصر الأول: تنفيذ العملية الأرهابية.
العنصر الثاني: الدعاية الأعلامية الآنية (اي وجود هيئات اعلامية تنقل الحدث مباشرة وعلى الهواء).
العنصر الثالث: وجود أشخاص (يظهرون بمظهر المواطن العادي) يلقون اللوم على مجلس الحكم وقوى الشرطة العراقية وقوات التحالف بل ويدّعون بان التفجيرات قد حصلت بإستخدام مقذوفات أمريكية.
إن هذا السيناريو هو الملاحظ في كل العمليات الأجرامية الكبيرة.
عجيب لهذه المصادفات!!!
مراسلوا الفضائيات العربية (الجزيرة، العالمية، العالم، المنار، ...وغيرها) حاضرين وبألات تصويرهم الجاهزة لألتقاط لحظة التنفبذ.
بعدها تتوجه الكاميرات الى أشخاص (بالتأكيد قد أٌعدوا وأٌحضروا ودٌربوا سلفاً) لألقاء الأتهام على القوات المتحالفة في العراق بتنفيذ هذه الجريمة أو تلك أو لأتهامهم بعدم تحملهم المسؤولية وعدم مقدرتهم على حفظ امن الناس وسلامتهم( في أفضل الأحوال).
المتابع لتكرار هذا السيناريو سوف لن يخفى عليه الأعداد الجيد لمثل هذا وسوف يستدل من تكرار مثل هذه الصورة لمرات متعددة على وجود تنسيق وترتيب بين الأطراف المشتركة في التنفيذ والدعاية والتضليل.
إن السلطات الوطنية العراقية (مجلس الحكم وأجهزته) والجهات المسئولة عن التحقيق في هذه الجرائم مدعوة لأن تأخذ إحتمالات كهذه مأخذ الجد وأن توسع دائرة تحقيقاتها لتشمل كل الأطراف المشتركة في هذه الجرائم.
#أبو_مسلم_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟