مؤتمرات وورش إعمار العراق خارج العراق!

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2540 - 2009 / 1 / 28 - 00:44
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

قالت صحيفة سياتل تايمز الاميركية ان وزارة النفط العراقية ستعقد ورشة عمل في شباط المقبل في تركيا بحضور شركات النفط الدولية التي تأهلت لخوض الجولة الاولى من العطاءات النفطية في العراق منذ العام 2003.
عجيب أمر المؤتمرات والورش المتعلقة بتطوير الاقتصاد العراقي وإعادة إعمار البلد فالكثير منها إذا لم نقل معظمها يعقد في دول أخرى مجاورة او حتى تلك التي تفصلنا عنها آلاف الاميال. فما السر وراء اختيار تلك الأماكن البعيدة لعقد المؤتمرات بعيدا ً عن ذوي الشأن ونعني بهم شعب العراق وارضه.
ان تساؤلنا يحمل مسوغاته خصوصا ً بعد التغيرات الامنية الكبيرة التي حصلت في الواقع العراقي وانخفاض معدلات العنف الى أدنى مستوياتها في المدة الاخيرة كما ان مناطق كثيرة من العراق يسود فيها الأمن منذ سنوات طويلة ومنها مناطق الشمال في كردستان العراق والتي تكاد تنعدم فيها العمليات المسلحة بدوافع سياسية. ما السر في اصرار المسؤولين لدينا على تكرار عقد مؤتمرات وورش الاقتصاد العراقي خارج العراق؟ كان من الواجب في الاقل استغلال التحسن الامني لتشجيع المؤتمرين الاجانب على القدوم الى العراق وتحريك عجلة الاقتصاد العراقي من الداخل ومد المواطن بأسباب اضافية للتفاؤل ذلك المواطن الحساس الذي عرف بنباهته وفطنته فالكثير من العراقيين يفسرون الأمر وكأن بعض المسؤولين العراقيين يدعون الى مؤتمرات الاقتصاد العراقي في الدول الاخرى طمعا ً في الايفادات ومزاياها وتهربا ً من الواقع المؤلم والمسؤولية المباشرة الملقاة عليهم تجاه مواطنيهم وبلدهم إذ لم تفلح خمسة أعوام بقضها وقضيضها في نقل الحالة العراقية الى مرحلة التفاعل مع الأمن المتحقق ومع حاجات المواطن فعاودوا الكرّة بالبحث عن اماكن مريحة نعقد فيها مؤتمراتنا بدلا من أهوار الناصرية التي بدأ ماؤها يجف من جديد وعن فنادق ابي نواس والكرادة التي يطيب لنا التحدث عن الامن المستتب فيها من دون ان نفعل هذا الأمن بما يخدم اقتصادنا وسياحتنا بل سحبنا الفعل المأزوم حتى الى كردستان العراق الآمنة فلم ندعو الاجانب لعقد المؤتمرات فيها وإحداث التواصل المطلوب بين وضع العراق وحاجات ابنائه.
وهنا يحق لنا ان نتساءل أيضا ً هل ان بعض المسؤولين لدينا خصوصا في مجال الاقتصاد يفكرون بمنطق المدة الانتخابية التي سنشهد نهايتها مع نهاية هذا العام ويقرنون مسؤولياتهم بها على اعتبار ان الانتخابات العامة المقبلة ستفرز وضعاً جديداً يتحمله أناس آخرون؟! ان التفكير على هذا المنوال هو تفكير قاصر ولا ينسجم مع متطلبات السياسة والاقتصاد التي تستوجب حسا ً وطنيا ً ينتج أفعالا ايجابية تدوم بتأثيراتها على أجيال عراقية مقبلة وان عظم المسؤولية الآنية والمستقبلية تلزم السياسيين و (تكنوقراط) الدولة برسم الخطط القصيرة والطويلة الكفيلة بإحياء الاقتصاد العراقي بجميع مفاصلة وتوفير مستلزمات ذلك الإحياء ومن ضمنها السعي لعقد مؤتمرات وورش الاعمار داخل الارض العراقية وليس خارجها.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات