أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني والسياسي (25) ؟














المزيد.....


أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني والسياسي (25) ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الأسس العقائدية والإيديولوجية التي صاغها المودودي كإطار ثابت للدولة الإسلامية ونظام الحكم فيها وكذا طبيعة التشريعات التي تنظم الحكم وعلاقة المواطنين بالدولة وبالحاكم ، ووضعية غير المسلمين أو أهل الديانات السماوية والأرضية ، إن هذه الأسس تتعارض ، من حيث المبدأ والغاية ، مع قيم وثقافة حقوق الإنسان ، كما تتنافى ونظم الحكم التي طورتها التجارب البشرية من أجل القطع مع عهود الاستبداد أيا كانت مرجعياتها . والدعوة إلى الحاكمية هي العودة بالمسلمين إلى اللحظة الأولى لانفجار الصراع السياسي على السلطة عقب الإعلان عن وفاة الرسول محمد (ص) والسعي إلى إيجاد من يخلفه في إدارة أمر المسلمين ، ومن ثم الانقلاب على كل المكتسبات الثقافية والحضارية التي حققتها البشرية . والمدخل السليم لمعالجة هذا الإشكال ينبغي أن ينطلق من سؤال مركزي هو : هل الإسلام يقدم نظرية واضحة في الحكم ؟ أكيد أن الفقر الفقهي الذي تعاني منه إنتاجات المسلمين على مستوى نظام الحكم ومهام الحاكم ، وكذا ارتباك المسلمين الأوائل في صياغة مفهوم الحاكم ، يؤكدان أن الإسلام لا يتضمن نظرية واضحة ومتكاملة في الحكم وإدارة الدولة . ويظهر هذا من طبيعة المفاهيم التي تداولها المسلمون ولا زالوا . إذ أوجدوا مفاهيم سياسية ذات حمولة دينية ،مثل "الخلافة" و "الإمارة" ؛ وأخرى دينية ذات حمولة سياسية مثل "الإمامة" . ويمكن تناول هذه المفاهيم كالتالي :
1 ـ مفهوم "الخليفة" : دل ، بداية الأمر ، على الذي يخلف الرسول (ص) في إدارة شؤون الدولة فقط ، ولا يخلفه في النبوة والسلطة الدينية . فكان أبو بكر أول خليفة لرسول الله . والقرآن الكريم لا يتضمن مفهوم "خلافة" بدلالته السياسية . وإنما يتضمن مفاهيم مثل "خليفة" ، "خلائف" "خلفاء" . هكذا نجد :
ـ خليفة بمعنى نبي كما في الآية الكريمة ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) .
ـ خلفاء ، خلائف ، ليستخلفنكم ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ) . والمقصود هنا عمارة الأرض وضمان استمرارية الجنس البشري .
أما مفهوم "خلفية" بدلالته السياسية ، فقد صيغ بشكل اعتباطي . إذ يحكي الجاحظ عن الحوار الذي دار بين عمر بن الخطاب وبين المغيرة بن شبعة كالتالي :
قال المغيرة لعمر : يا خليفة الله !
فقال عمر : ذاك نبي الله داود !
قال : يا خليفة رسول الله .
فقال : ذاك صاحبكم المفقود ! ( أي أبو بكر ) .
قال : يا خليفةَ خليفةِ رسول الله !
فقال : ذاك أمر يطول !
قال : يا عمر !
قال : لا تبخس مكاني شرفه ! أنتم المؤمنون وأنا أميركم !
قال المغيرة: يا أمير المؤمنين . ) .
2 ـ مفهوم "الإمامة" : مفهوم ارتبط أساسا بالصراع السياسي حول السلطة والحكم . وسيتخذه الشيعة مفهوما مركزيا بعد أن قاسوه على مفهوم النبوة . وهكذا جعلوا سلط الإمام دينية لا مدنية ، أي جعلوها شأنا من شؤون السماء ولا دخل للأمة فيها . إنها شأن إلهي ، فالله يوصي نبيه بمن يكون إماما بعده ، والنبي يوصي بدوره وهكذا . أما الأمة فلا شأن لها في تعيين الإمام لأنها تضِل وتُخطئ . وما يجوز على الفرد من ضلال وخطأ يجوز على الأمة . من هنا جعل الشيعة ـ خاصة الإسماعيلية والإثنى عشرية ـ "الإمامة" واجبة لحفظ الدين وهي ركن من أركانه الخمسة كما حددها الشيعة ( الصلاة ، الزكاة ، الصوم ،الحج ، الولاية ) . ومن ثم جعلوا الإمام معصوما بالضرورة . فهو كالنبي في عصمته وصفاته وعلمه . ومادامت الإمامة استمرارا للنبوة ، فإن الإمام يحكم بالحق الإلهي . والشيعة لا زالوا على عقيدة الإمامة ، وأنتجوا عقيدة "المهدي المنظر" الذي هو الإمام الغائب وإن اختلفوا في شخصه ، لكنهم جميعا ينتظرون عودته "ليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا" . وفي انتظار عودة " المهدي المنتظر" ، أنتج الشيعة نظرية "ولاية الفقيه" التي تنصب نائبا عن "المهدي المنتظر" يتولى جزءا من مهامه السياسية والدينية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحكومة تستعجل الانفجار الاجتماعي .
- ثقافة تبضيع المرأة ونخاستها .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الثورة الهادئة وجرأة التغيير السلس .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- المرأة أولى ضحايا ثقافة الأزمة والبدونة(2) .
- المرأة أولى ضحايا ثقافة الأزمة والبدونة (1).
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحوار مع شيوخ السلفية الجهادية والرهانات الممكنة .
- هل بتنا بحاجة إلى حكومة أجنبية لتدبير شأننا العام ؟
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- هل تتقاطع رهانات الأحزاب مع إستراتيجية الملك ؟
- إستراتيجية الملك ورهانات الأحزاب .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني والسياسي (25) ؟