أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب شوقي - الاسلاميون في المغرب وحروبهم ضد السنيما














المزيد.....

الاسلاميون في المغرب وحروبهم ضد السنيما


نجيب شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثار اسلاميوا العدالة و التنمية ضجة حول الفيلم المغربي "حجاب الحب"، لمخرجه عزيز السالمي، الذي شارك مؤخرا في المسابقة الرسمية للأفلام بالمهرجان الوطني السنيمائي بطنجة ، والذي يعرض الان في دور السنيما بالمغرب. وبرر الاسلاميون هذا الهجوم ليس فقط لكونه أول فيلم مغربي يتناول قضية الحجاب، ولكن أيضا لتناوله إقامة البطلة المحجبة علاقة جنسية انتهت بحملها خارج إطار مؤسسة الزواج.

بداية اريد طرح مجموعة من التساؤلات على فقهاء الحزب الاصولي ، اولا متى كان تقييم الاعمال الفنية يعتمد على النظرة العقدية الضيقة لفئة معينة داخل المجتمع؟، و من قال للاخوان في الحزب الاصولي ان كل المحجبات عفيفات؟؟ ، و ممعنى العفة ؟، ولماذا لم يهاجم انصار الحزب افلام عرضت بها علاقات جنسية لفتيت غير محجبات؟، فهل يعتبرون ان كل غير محجبة غير مسلمة؟ و هل الاخلاق مطلقة ؟وهل مصدر الاخلاق هو فقط الدين؟ وهل الانسان قبل ان يعرف الدين لم يكن متخلق؟.

وذهب احد نوابهم الى الدعوة بمنع عرض الفيلم، فمن اعطى الحق لبرلماني ان يقيم عمل فني سنيمائي، حتى ولو كان برلمانيا من حزب غير اسلامي؟، اضافة الى هذا متى كان الاختلاف في الذوق الفني يبرر الدعوة الى الرقابة على فيلم او اي انتاج فني ؟ ، المضحك ان اغلب نواب العدالة و التنمية حاكموا الفيلم قبل ان يشاهدوه و هذا طبعا عشناه مع الحملة التي شنها انصار الحزب الاصولي ضد الكثير من الاعمال السنيمائية التي لم ترقهم.
و ذهبت جريدة الحزب الى الابعد من ذلك و هاجمت المركز السينمائي المغربي حيث وصفه صاحب المقال انه "لا يدعم ولا يشجع إلا الأفلام التي تسيئ لديننا الإسلامي وهويتنا العربية وإلى حضارتنا ولغتنا التي هي لغة القرآن " و استدل على ذالك قائلا:" المركز السنيمائي هو المدعم لحجاب الحب وأفلام أخرى ك: ماروك - لحظة ظلام - فين ماشي يا موشي - وداعا أمهات - ملائكة الشيطان - ياسمين والرجال - سميرة في الضيعة - الراكد –"، من هنا يتضح جليا ان مشكلة الاسلاميين ليست فقط مع فيلم حجاب الحب و انما مشكلتهم مع جميع الافلام التي تخالف نظرتهم للانسان و الكون والاقليات، و هدفهم في العمق هو ان يصبح المركز السنيمائي يدعم انتاج افلام حول انتحاريي مدريد و البيضاء و تمجيدهم، واعمال حول المجاهدين في الشيشان و بطولات طالبان و انتحاريي حماس ،حتى يلبي المركز رغبة الاسلاميين في استعمال السنيما كبوابة للدعاية لخطاب الكراهية و الحقد و ثقافة الموت.

فرغم ان الاسلاميين لم يعترفوا بالسنيما الا في السنوات الاخيرة ،و لازال الخلاف قائم الى الان مابين الاخوان و السلفية الوهابية في تحليل و تحريم السينما، حيث نجد مثلا السلفية الوهابية تحرم السينما الى يومنا هذا في كل من السعودية و الصومال و ابان حكم طالبان لافغانستان ، و يعتبرونها انها تنشر الرذيلة و الفحش في المجتمع الاسلامي الخالص النقي الذي لا يأتيه الباطل لا من قريب و لا بعيد.

اما الجزء من الاسلاميين الذي تقبل السنيما فيرى ان السنيما بوق ايديولوجي فقط من اجل النفخ في الماضي الاسلامي بافلام تاريخية تزور التاريخ من اجل اظهار نبل و عدالة حكام بنو امية وبني العباس، و بوابة للدعوة الى الفكر الاصولي،اما بخصوص الممثلات فيجب ان يرتدين الحجاب اثناء ادوارهن في الافلام و الا فهن فاسقات و ينشرن الفتنة و الفساد في المجتمع، و معلوم ان قائد غزوات تحجيب الفنانات "الملياردير" عمرو خالد ،قام بعمل جبار من اجل تغليف مجموعة من الفنانات في مصر في اطار محاربة الفجور الفني.
اما حسب الشيخ محمد قطب " فالسنيما هي آخر مجال يمكن أن يدخل في نطاق الفن الإسلامي، مبررا ذلك بأنها بصورتها الحالية بعيدة جدا عن الجو الإسلامي".وهنا يتضح ان الاسلاميين يعتبرون ما ينتج الان هو فن حرام وخطر على اخلاق الامة.
.
ان ما لا يستوعبه الاسلاميون هو ان الفن بشكل عام اذا تبوثق في قالب ايديولوجي اوعقدي معين سيموت فيه روح الابداع و الخلق، و ان تقييم السينما له ناسه ايضا و يسمون النقاد السنيمائيين، وهؤلاء هم الذين لهم الحق في تقييم جودة العمل الفني السينميائي و ليس الفقهاء ،ام بخصوص الجمهور فهو حر في ولوج القاعات السينمائية او لا ، لان لا أحد يجبره على ولوجها، و بالتالي فالتقييم سيكون خاص بكل مشاهد للفيلم ،حسب ذوقه الفني ،و لا يمكن ان نأخد أي تبرير ذاتي او رؤية عقدية للمجتمع كمبرر لمنع الافلام السنيمائية.



#نجيب_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيرات الاستعراضية لجماعة الإخوان في المغرب
- كيف تصير الفتوى قانونا موازيا للقانون؟
- حجاب -الاخوانيات- يدخل الجنة في 24 ساعة وبدون معلم
- أطفال الجهاد و الحركة الاصولية في المغرب
- غزة وعودة خطاب الكراهية في المغرب
- زهرة بودكور من داخل سجن بولمهارز : فخورة باعتقالي وبمغربيتي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب شوقي - الاسلاميون في المغرب وحروبهم ضد السنيما