|
الى الدكتور الفاضل عبد العالي الحراك مع التحية
عبد الحسن حسين يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 07:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إلى الدكتور الفاضل عبدالعالي الحراك مع التحية . عبد الحسن حسين يوسف لقد طرحت لجنة تنسيق القوى الشيوعية والماركسية العراقية برنامجها بعنوان (مشروع البرنامج السياسي للجنة تنسيق عمل القوى الشيوعية والماركسية العراقية) وقد أثار هذا المشروع الكثير من ردود الأفعال والنقد من كتاب اليسار العراقي والعربي ومن شيوعيين معروفين بمبدئيتهم العالية ولابد لأصحاب هذا المشروع من دراسة هذه الردود للاستفادة منها لان كتابها ومن خلال ملاحظاتهم يدفعهم الحرص لاغتناء هذه الوثيقة لتكون فعلاً وثيقة برنامجية لكل القوى الشيوعية والماركسية العراقية وسأقوم بمناقشة هؤلاء الأساتذة الحريصين في وقت لاحق . ولكن هناك ردود تفسر من أول سطر فيها إن كتابها لم يكن هدفهم تقويم الوثيقة او اغناؤها بل الاستهانة بها والتقليل من شأن القوى صاحبت الوثيقة رغم إن هؤلاء الكتاب من دعاة وحدة الحركة الشيوعية والماركسية وبناء حزبها وكان رد الدكتور الفاضل عبدالعال الحراك احد النماذج لهؤلاء الكتاب فقد بدأ رده على الوثيقة ومن بدايتها بكلمات تهكمية فقال ( لقد طال الانتظار وهان الصبر وأذابها ثمانية او تسعة نقاط متفارقة فيما بينها متباعدة في معانيها وأهدافها تتقدمها ديباجة كلاسيكية مكررة وغير مقيدة ترتكز على الماضي دون رؤية المستقبل في مشروع سياسي مقتضب لقوى شيوعية ويسارية ماركسية عراقية ) ثم يقول الدكتور الفاضل إن كتاب الديباجة لم يرقوا إلى مستوى العمل الوطني يتوجهوا لكل القوى الوطنية العراقية ليكون برنامجهم أوسع ما يطلب الدكتور الحراك إن يكون نقد الوثيقة للحزب الشيوعي العراقي نقداً بدون تجريح ( دعوة الكوادر المثقفة الواعية فيه وقواعده للعمل سوية واعتبارها طرفاً اساسياً مؤسساً في اليسار العراقي دون استثناءها واعتبارها في خانة الخونة والعملاء ) .ثم يتهم الدكتور الفاضل بعض كتاب الوثيقة بأنهم لم يكونوا من دعاة وحدة اليسار فكيف تحولوا إلى دعاة له ثم يقول السيد الحراك (هناك دعوة للشخصيات والتنظيمات للانضمام للجنة التنسيق هذه ولكن هل اعترفتم بهذه الشخصيات والتنظيمات وهل ناقشتموها وهل سمحتم لها بالمشاركة او عرضتم عليها نتائج اجتماعاتكم او نشرتموها عبر وسائل الأعلام للإطلاع عليها ) ثم يقول (إن القوى المشاركة في لجنة التنسيق المذكورة غير معروفة على المستوى العملي ثم إن كتلة تصحيح المسار لم ينضج بعد فكرها وصيرورتها التنظيمية ) ثم يطالب الدكتور الحراك بنسيان الماضي والنظر بتفاؤل للحاضر والمستقبل ثم يتساءل ( لماذا اقتصر عدد أعضاء اللجنة كما مذكورين في ذيل ورقة المشروع ) ثم يختم الدكتور الفاضل ملاحظاته بان الوقت الكثير الذي صرف على هذه الورقة لم تكن نتائجه بمستواه . أتمنى إن لا أكون قد أخللت بعرض ملاحظات الدكتور الفاضل كما أتمنى أيضاً إن لا أثقل على الدكتور في ملاحظاتي عن مقالته وان يتحمل رد عامل لا زالت يده خشنة من استعمال المطرقة والسندان وان هذه اليد لم تتعود على القلم ولكن التجني على هذه الخطوة الصغيرة والتي اعتقد إنها صحيحة هي التي أجبرتني الرد على الدكتور مثل الحراك له باع طويل في التنظير وتوجيه النصائح فارجوا المعذرة مقدماً . عنوان الوثيقة هي ( مشروع ...... الخ ) وكلمة مشروع تعني إن الوثيقة مطروحة للنقاش وهي ليست نهائية وان نشرها هو دعوة للجميع لتصويبها وتصحيح أخطاءها حتى تكون مقبولة من كل القوى والأشخاص الذين تهمهم وحدة الحركة الشيوعية العراقية والقضاء على تشرذمها ولكن الدكتور لم يناقشها بل اعتبرها من البداية مخيبة لآماله التي طال انتظارها كما يقول ولكني أسئل الدكتور ماذا كان ينتظر من الماركسيين العراقيين الذين أباد صدام حسين خيرة كوادرهم بحروبه العبثية وإعداماته ومقابره الجماعية . هل كان ينتظر الدكتور عند نهوضه صباحاً في بلده الأوربي إن يفتح المذياع ليسمع ( يك بيان عراقي شقلبان ) وبرقية من قواد الثورة تطلب منه القدوم إلى بغداد ليكون وزيراً للصحة وهل أعلن الدكتور انه مستعداً إن يدفع دولاراً واحداً لشراء طلقة يستعملها هؤلاء الذين يستهين بهم . كنا نتمنى من الدكتور الحراك ومن كل رفاقنا في الخارج إن يقدروا وضعنا في الداخل فحضورنا وتحركنا في بغداد هو تحرك على النار فلم يعرف احدنا في أية لحظة تنفجر تحت قدمه عبوة او تعترضه مجموعة مسلحة تختطفه على الهوية وان أجور نقلنا من مكان إلى أخر نستقطعه من قوت أولادنا . كنا نتمنى من الدكتور الحراك ومن كل الذين طال انتظارهم إن يعرفوا إن النقاط الثمانية او التسعة لم تكتب في منتجعات سويسرا ولا في لندن وليس هي ترف فكري من حالمين بنوره تنتصر بين ليلة وضحاها وان اليسار الذي يتهكم عليه أيضاً احد معارف الدكتور الحراك في الداخل بقوله انه يتحرك بين شارع المتنبي وساحة الفردوس أقول له إن هذا التحرك ليس نزهة أبداً فكم عدد شهداء اليسار الذين قتلوا وهم يبحثون عن كتاب في شارع المتنبي وكم يسارياً فقد حياته إثناء او بعد إلقاء خطابه في ساحة الفردوس . الدكتور الحراك يطالب كتاب الوثيقة بنقد الحزب الشيوعي دون تجريح إنا أسئل الدكتور الفاضل لماذا لا يطبق هذه القاعدة على نفسه عندما يتهكم ويستهين بمحاولة من أفراد يساريين كما يسميهم دفعهم حبهم لشعبهم وحركتهم إن يخطوا خطوة صغيرة باتجاه التوحيد وأين هي الفقرة الموجودة في الوثيقة فيها تجريح بالحزب الشيوعي العراقي . بل العكس إن الوثيقة كانت لينة مع قيادة حزب يمينية لم تقدم للشعب والحركة الشيوعية إلا الانتكاسات المستمرة والتحالفات العقيمة والتي من نتائجها احتلال بلادنا وقتل خيرة شبابنا إن ليونة الوثيقة في نقدها للحزب الشيوعي هو احترام لكوادره المثقفة ودعوة لهم بوضع أياديهم مع كتاب الوثيقة لبناء عراق حر وشعب سعيد وخروج كتلة تصحيح المسار من الحزب هي دليل على إن الكثير من كوادره شيوعية مجربة واجهت الموت في كردستان وواجهت الجوع والاستبداد في السنين العجاف التي كان يحكم فيها البعث الفاشي وكتاب الوثيقة يعتبروهم طرف أساسي في الدعوة للتوحد ولا حاجة لان يذكرهم الدكتور في ذلك . يطالب الدكتور من كتاب الوثيقة بشمول القوى الوطنية العراقية بدعوتهم والبحث عنهم وتوجيه الدعوة لهم . أقول للدكتور هل قرأ حقاً النقاط الثمانية او التسعة في الوثيقة فلو قرأها فعلاً لقرأ النقطة السادسة التي يقول نصها . ( السعي لتكوين جبهة عريضة للقوى اليسارية تكون ضمانة لوحدة القوى الوطنية الديمقراطية لتحقيق الاستقلال التام والسير في طريق التقدم والازدهار الاجتماعي ) ومع هذا نقول للدكتور شكراً غالي وطلب رخيص سنشملهم ببركاتنا. إن الوثيقة التي يطالبنا الدكتور بعرضها على النقاش قبل إعلانها تم عرضها فعلاً وقد صحح كثير مما ورد فيها اعتماداً على رأي القوى والشخصيات الماركسية في الداخل والخارج حتى إن النسخة التي نشرها احدهم في الحوار المتمدن قبل إقرارها من لجنة التنسيق وبطريقة الصعلكة هي النسخة التي ناقشها الدكتور الحراك . إن منظمات لجنة التنسيق جميعها منظمات تعمل في داخل العراق وهم على معرفة بجميع التجمعات والكتل الماركسية والدعوة لا زالت مفتوحة لهم لا للدخول في الخدمة الإلزامية كما يقول الدكتور بل ليكونوا أعضاء فاعلين فيها إما المجموعة السائبة التي تنتحل اسماً تاريخياً عظيماً وتدنسه بتصرفات لا تليق حتى بالإنسان الاعتيادي لايشرف اللجنة ألالتقاء بها رغم إنها المصدر الوحيد لمعلومات الدكتور في الداخل واني متأكد لو إن الدكتور في داخل العراق لكان أول الداعين لنبذها واحتقارها . إما اعتراض الدكتور بان بعض منظمات اللجنة لم تكن سابقاً من دعاة وحدة الحركة الشيوعية وتسائل كيف تغيروا فهذا اعتراض عجيب من الدكتور الحراك . فالدكتور الذي يؤمن بالدايلكتيك الذي احد أركانه التغير المستمر يوقفه على رأسه مع هذه المجموعة التي شعرت بان وحدة اليسار أفضل من شرذمته ؟ ! . من مآخذ الدكتور على منظمات لجنة التنسيق انه غير معروفة . أقول للدكتور الفاضل إن عدم معرفتك بها لايعني إنها غير موجودة بل أطمئنه إن أراد ذلك بأنها موجودة وفاعلة ولكن الدكتور هو الذي لا يعرفها مثله مثل منظمات اللجنة فهي لا تعرف كاتباً عراقياً اسمهُه عبدالعال الحراك لولا أفراد قلائل منهم حالفهم الحظ ولديهم في بيوتهم ( انترنيت ) ومع هذا فعدم معرفتهم به لايعني انه غير موجود . ولأجل تعريف الدكتور الفاضل بأحد هذه المنظمات وهو ( اتحاد الشيوعيين في العراق ) أقول له لقد تأسس هذا التنظيم سنة 1999 وصدرت صحيفته (بلاغ الشيوعية ) العدد الأول في آب من سنة التأسيس من شيوعيين شباب ذاقوا الأمرين في سجون صدام ومن مقاتلين قاوموا الطاغية في ذرى كردستان وقد بدأ عمل هذا التنظيم تحت اسم ( حركة انبثاق حزب العمال الشيوعيين ) وقد عقد ثلاث كونفرنسات قبل سقوط البعث وتم عقد الكونغرس الرابع بعد سنة من سقوط النظام وتم تغيير اسمه إلى اتحاد الشيوعيين في العراق وقد حضر هذا الكونغرس اضافة إلى أعضاءه كثير من الوفود والشخصيات من العراق ومنظمات وشخصيات دولية له معروفة على المستوى العالمي وتم انتخاب قيادته انتخاباً ديمقراطياً إمام الحاضرين وصدر برنامجه السياسي ونظامه الداخلي بعد إقراره من قبل المؤتمرين وبعد المؤتمر صدرت له صحيفة باللغة الكردية اسمها آزادي ( الحرية ) اضافة إلى صحيفة بلاغ الشيوعية وإذا أراد الدكتور مزيداً من المعلومات عنه فموقع الاتحاد على الانترنيت وموقعه الفرعي في الحوار المتحدث يغنيه عن سؤال الآخرين وعندها يعرف إن اتحاد الشيوعيين من أوائل الدعاة لوحدة الحركة الشيوعية في العراق وهو موجود فعلاً وليس وهماً . في الختام أتمنى من الدكتور الفاضل ومن كل من يهمه الشيوعيين ووحدتهم المساهمة في تطوير هذه الخطوة الصغيرة لتتبعها خطوات لاحقة ونرجوا من الدكتور عبدالعال الحراك إن يبحث عن مصدر معلومات موثوقة تنقل له إخبار الداخل بحيادية وليس على شلة تعبانة تحولت إلى أضحوكة شارع المتنبي من خلال السب والشتم بين أفرادها حتى إن احد هؤلاء تحول إلى حطيئة زمانة في الذم الناس يميناً وشمالاً . واعتذر للدكتور الفاضل وليثق إن هدفي توضيح الحقيقة والحقيقة فقط .
#عبد_الحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أصدقاء السوء والشعب العراقي
-
عبد الله بن سبأ وإيران وصندوق النقد الدولي
-
من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق(الماضي وآفاق المستقبل
-
الاسطبل الذي حوله البعثيون الى معتقل
-
الســــــــقــوط
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|