أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمزة رستناوي - المرجعيات : صراع ...أم طرائق تشكُّل















المزيد.....

المرجعيات : صراع ...أم طرائق تشكُّل


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 01:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعود السبق في وضع مصطلحي "مرجعية العقد الفئوي" و" مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني" لرائق النقري"1" مؤسس مدرسة دمشق للمنطق الحيوي."2"
و بداية : يمكن النظر إلى الكينونة كشكل / طريقة تشكُّل , حيث تتماثل الكينونات في كونها أشكالا ً , و تختلف في طرائق تشكلها بدلالة الكلية الاجتماعية المعاشة "3"
و بالوقوف عند طرائق تشكل المرجعيات التي يعتمدها البشر , يمكن التمييز بين نوعين من المرجعيات.
أولا ً: مرجعية البداهة الكلية والمنطق البرهاني: و هي مرجعية مشتركة بين البشر بصفتهم بشرا عقلاء فقط.
فمرجعية العلوم "بالخاصة " كلها هي مرجعية بداهة كلية و منطق برهاني
فمثلا ً: 1+1=2
هي قضية لا خلاف عليها بين البشر العقلاء بغض النظر عن المرجعيات اللغوية و الأثنية و الدينية و الطبقية ..الخ وذلك عند البحث في قضايا علمية أخرى في علوم الطب و الفيزياء و الكيمياء و الجيولوجيا و علم التاريخ ..الخ
و كذلك نحن كبشر نعتمد مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني, عندما نتحاور مع بشر آخرين لا يشاركوننا نفس القناعات و التوجهات , و بغض النظر عن نجاحنا أو فشلنا في هذا الحوار
لنفرض حوار بين مسلم و مسيحي مثلا ً, كل واحد منهما يحاول إقناع صاحبة بمعتقداته, هل سيستدل المسلم في حواره مع المسيحي بآيات قرآنية أم أحاديث نبوية أم بأقول الأئمة الإثنى عشر ؟ أم أنه سيحاوره و يسعى لإقناعه بالاسلام خارج إطار مرجعية الدينية الإسلامية , فهو سوف يناقش قضايا تتعلق بطبيعة الإلوهية و فكرة الثالوث و منطقيتها و انسجامها مع التوحيد , و كذلك سوف يناقشه في قضايا الخلاف بين الأناجيل و التوثيق التاريخي لها..الخ
و بالمقابل المسيحي لن يناقش المسلم اعتمادا على الكتاب المقدس"العهد القديم و العهد الجديد" فلكل منهما مرجعيته الخاصة , و لكنهما كبشريين عاقلين يتحاوران في حيز متقاطع مشترك بينهما, هو مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني,
و حتى الذين يسوِّقون مرجعيتهم العقدية الفئوية الدينية أو الاجتماعية يعرضونها و يسوِّقونها بناء على مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني.
- إن الدفاع عن العدالة وفض الظلم هو قضية تعتمد إلى مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني ,فلا أحد يقبل الظلم مختارا و يقبل التمييز ضده و بالتالي سيكون العدل مطلبه , ولا يختلف البشر كثيرا حول بداهة ضرورة العدالة وبناء مجتمع العدالة مثلا ً
و إن كانت قيم العدالة تسوِّق نفسها عبر مصالح عقدية فئوية,فالمسلم سيقول أن الإسلام دين العدل و يدعو إلى نبذ الظلم .. و سيحذو حذوه المسيحي و اليهودي و الملحد و الماركسي..الخ فكلهم يتبنّون قضية العدالة و لكنهم يختلفون في التفاصيل و الطرق التي تحقق العدالة ..الخ
و كذلك لنأخذ قضية مثل رفض الاستبداد , و رفض الاحتلال, و رفض التعذيب , و ضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية , و كذلك ضرورة أن يتحلى الإنسان بالرحمة و كذلك , حق الإنسان في الحياة, و حقه في العمل , و السكن و حقه في العلاج الطبي و حقه في التعبير عن آراءه ..الخ
و سأضرب نماذج متعددة حول قضايا نسلم بها كبشر اعتمادا على البداهة الكلية و المنطق البرهاني:
- نحن البشر نتكلم لغات مختلفة
- نحن البشر ندين بأديان مختلفة
- الأرض كروية و تدور حول الشمس
- استطاع الإنسان الهبوط على سطح القمر
- قامت معركة اليرموك بين العرب المسلمين و الروم
- من تسيء إليه سوف يبادلك الاساءة
- الأم تحب أبناءها بالفطرة
- البشر لديهم غريزة و دافع جنسي
- يميل البشر إلى الزواج و تشكيل أسرة و إنجاب أبناء " و إذا وجد بشر لا يتزوجون و لا يرغبون ببناء أسرة فهم استثناءات قليلة لأسباب مختلفة
- لا تقتل , لا تسرق
- الخيانة الزوجية أمر ضار كونها خيانة و كونها تقوض بناء الأسرة
- الكذب غير الصدق
- الأحمر ليس أبيض
- نظرية فيثاغورث في الهندسة الاقليدية
- هرمون الأدرينالين تفرزه غدة الكظر و يسرع ضربات القلب و يرفع ضغط الدم
- لا يجوز للشيء أن يكون موجودا و غير موجود, الكتاب هو الكتاب و ليس شيء آخر
ثانيا ً: مرجعية العقد الفئوي
و هي مرجعية مشتركة بين فئة من البشر و ليس كل البشر , وهي ملزمة لمن يواليها فقط.
و يمكن الحديث عن مرجعيات عقدية فئوية على مستويات عدة :
اللغة : مرجعية عقدية فئوية لغوية عربية –مرجعية عقدية فئوية لغوية فرنسية
الدين : مرجعية عقدية فئوية إسلامية – مرجعية عقدية فئوية مسيحية –مرجعية عقدية فئوية بوذية – مرجعية عقدية فئوية ماركسية – مرجعية عقدية فئوية ماسونية ..الخ ,و ضمن إطار المرجعية الواحدة قد توجد مرجعيات فئوية متعددة
ففي إطار المرجعية العقدية الفئوية الإسلامية
هناك مرجعية عقدية فئوية سنية مثلا , و مرجعية عقدية فئوية شيعية مثلا , و مرجعية عقدية فئوية إسماعيلية ..الخ
فأي إنسان مسلم ,أي بلغة المنطق الحيوي يوالي العقد الفئوي الإسلامي , سيكون "القرآن الكريم" مرجعية معتمده عنده, و يستوي في ذلك السني"العقد الفئوي السني" أو الشيعي" العقد الفئوي الشيعي" أو الاسماعيلي "العقد الفئوي الاسماعيلي"
و لكن أقول الصحابة مثلا ً تنتمي لمرجعية العقد الفئوي السني, فهي غير معتمدة من قبل مرجعية العقد الفئوي الشيعي على سبيل المثال.
و كذلك أقول الأئمة من نسل علي بن أبي طالب , تنتمي لمرجعية العقد الفئوي الشيعي فهي غير معتمدة من قبل مرجعية العقد الفئوي السني
أما على مستوى القومية فهناك : مرجعة فئوية قومية عربية – مرجعية فئوية قومية سورية –مرجعية فئوية أوربية
و لنأخذ ضمن المرجعية القومية الواحدة , هناك مرجعيات فئوية فرعية ,فضمن مرجعية العقد الفئوي القومي العربي هناك مرجعية عقدية فئوية ناصرية و مرجعية قومية بعثية , و ضمن هذه الأخيرة هناك مرجعيات عقدية فئوية مختلفة ..الخ
إن التمييز بين نوعين من المرجعيات , مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني من جهة ,و مرجعيات العقد الفئوي ,هو أمر إجرائي و توصيفي لا يحمل أي قيمة ايجابية أو سلبية في حد ذاته, و لكنه كما ذكرت إجراء ضروري و مفيد عند قراءتنا للمصالح الاجتماعية و السياسية و العقائدية المختلفة و تحديد مرجعياتها
- ليس بالضرورة أن تكون مرجعية العقد الفئوي معارضة لمرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني, هي في الواقع قد تتفق معها أو تختلف بدرجات مختلفة
و ليست مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني ببديل عن المرجعيات الفئوية
كلاهما ضروريات و لهما شرعيتهما كطرائق تشكل للكينونة الاجتماعية
و لكن عندما تتعارض مرجعية العقد الفئوي مع مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني كيف ننظر للأمر؟
أقول : على مرجعية العقد الفئوي ألا تقدم ما هو منافي للبرهان أو يتحوَّى ازدواجية المعايير.
لنتصور مرجعية عقد فئوي تبرِّر قتل أو قمع كل إنسان خارج هذه المرجعية ؟
إنه ازدواجية معايير يجب العمل على كشفها و إدانتها لكون هذا يتنافى مع مرجعية البداهة الكلية و يبرر ازدواجية معايير فهذا السلوك يضر بها قبل أن يضر بالآخرين؟ هناك أمثلة "نازية –فاشية –صهيونية ..الخ"
- تقاس حيوية مرجعية العقد الفئوي بمقدار انسجامها مع مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني و ليس العكس؟
و مشروعية وجود مرجعية العقد الفئوي تعود أنه للقانون الواحد أو الظاهرة الواحدة تعبيرات و تشكيلات متعددة تتحوَّى الأبعاد المختلفة للكينونة الاجتماعية
فلن يتكلم البشر لغة واحدة, و هذا غير مطلوب
و لن يدين البشر بدين واحد, و هذا غير مطلوب
و لن يصبح البشر ذكورا فقط ..الخ
فالعقد الفئوي هو ضرورة و حاجة و بداهة إنه يمنح حيوية بالغة لمرجعية البداهة الكلية الغير مُتَعَيّنة و المجردة إلى حد ما
و السؤال الأخير هل من الضروري أن تكون مرجعيات العقد الفئوي برهانية
الجواب : ليس ذلك بضرورة , بل يجب ألا تنافي مع ما هو برهاني و مؤكد فقط
و هذا مفتاح للإجابة على تساؤل تكرر كثيرا
حول برهانية أداء طقوس تعبدية معينة بهذا الشكل المعين ؟
مثال لماذا أوقات الصلاة عند المسلمين هي خمسة و ليست ستة؟
و لماذا يصوم المسلمون شهر رمضان و ليس شهر رجب؟
و لماذا كان يوم عطلة اليهود يوم السبت و ليس يوم الخميس
و لماذا ينظر الهندوسي للبقرة كحيوان مقدس؟
و لماذا كان عدد حروف اللغة العربية 28 و ليس 100 حرف؟
الخ من هذه التساؤلات التي لا يوجد إجابة برهانية عليها يتقبلها كل البشر بالاعتماد إلى مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني؟
أقول على مرجعية العقد الفئوي ألا تتنافى مع البرهان : و ما سبق لا يتنافى مع البرهان و إن كان في نفس الوقت غير برهاني
و كذلك على مرجعة العقد الفئوي ألا تبرر ازدواجية معايير أو عنصرية: و ما سبق من أمثلة لا يبرر ازدواجية معايير أو عنصرية
أي أن المرجعية العقدية الفئوية هي مرجعية اختيارية ملزمة فقط لمن يؤمن بها و يوالي مصالحها .
و هي ضرورية بداهة بدلالة مشروعية الاختلاف بين البشر
و هي ضرورية كون الكثير من القضايا لا تملك مرجعية البداهة الكلية و المنطق البرهاني حكم برهاني أو بدهي فيها
مثال: ما مصير الإنسان بعد الموت؟
تفاصيل و الحكمة من خلق الإنسان...الخ
__
"1 ": بالإحالة إلى مخطوطة كتاب بعنوان "كعبة المصالح "
"2": مدرسة دمشق للمنطق الحيوي, أسسها الدكتور رائق النقري عام 1967 عقب الهزيمة العربية الشاملة في نكسة حزيران, تقوم على مفهوم الشكل الحيوي كطريقة لتفهم الوجود , و تؤمن بإمكانية تطوير صلاحيات الكائن بالاستناد إلى منطق البداهة الكلية للمصالح المشتركة.
"3" راجع مقال بعنوان "العقيدة شكل العقيدة مصلحة "كلنا شركاء 5/7/2008" و دراسات أخرى على رابط مدرسة دمشق للمنطق الحيوي
http://www.damascusschool.com/page/hamza.htm



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و لكن أكثرهم غاضبون؟ قراءة في خيار للاعنف و الحرب على غزة
- مهرجان رقمي
- النص الشعري الفعال
- على عتبات السيدة زينب
- قصة الساعة
- أما آن لهذه المقاومة أن تترجل؟
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج3/3
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج2/3
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج1/3
- كيف نفهم الدين خارج الايديلوجيا؟
- عمر كوجري و شاعرية الأم الحنون؟
- من شيم الرجال إلى شيم الكلام
- دمشق خارج التغطية؟
- من الايديلوجيا إلى المعرفة؟
- العقيدة شكل , العقيدة مصلحة
- إعجاز علمي: أم كلام عجائز؟ -قراءة نقدية في كتاب موسوعة الإعج ...
- القرآن و بلاغة الخروج من العصر
- تشريح الايديلوجيا
- و لم تنكسر مرتديلا الشعوب؟؟
- شخصية أبو الهدى الصيادي


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمزة رستناوي - المرجعيات : صراع ...أم طرائق تشكُّل