أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - شه مال عادل سليم - اطفالنا بين مرارة الواقع و . . الوعود الانتخابية ! الجزء الاول















المزيد.....


اطفالنا بين مرارة الواقع و . . الوعود الانتخابية ! الجزء الاول


شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 06:41
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


ان المزاج النفسي الاجتماعي الذي خلفته الحروب على الاطفال تحديدا في العراق ، شكّل ارضية خصبة للانحراف نحو الجريمة ..فالمزاج متهور , حاد وقاسي جدا حتى في اللعب واختيار الالعاب ... الكل متدرب على السلاح ...لايهم ان كان السلاح بلاستيكي ام حديدي ام كاتم حقيقي .....! ...المهم ان السلاح في متناول الكل والحصول عليه اسهل بكثير من الحصول على قطعة خبز او علبة شكولاتة ...
انظروا الى اطفال العراق وتمعنوا في وجوههم جيدا ...انها لكارثة حقيقية ... فاجعة اليمة ...سلوك قاسي لايوصف ...اطفال في عمر الزهور يقلدون الوحوش في ممارسة النهب والسطو والقتل والاختطاف .... نعم انهم اطفالنا في العراق ....جيل الغد ..
انهم القسم الأكثر حيوية في المجتمع ، يستشري فيهم الشعور بالضياع ... لا ... بل ضاعوا و يضيعون في وطنهم الذي اصبح فيه القتل والتهديد وجزالرؤوس والنهب والفرهود والجريمة سيد الموقف ..... ان هذا المنظر المؤلم حقا هو مظهر اخر من مظاهر ازمتنا المتفاقمة في عراقنا الجديد ...عراق ما بعد الدكتاتورية ...
فاطفالنا مايزالون يعيشون في ظروف ماساوية يحاصرهم الارهاب والمفخخات والقتل الذي ابتدأ و لم يتوقف منذ شباط الاسود 1963 . . وتصاعد حتى يومنا هذا . فهؤلاء الابرياء عاشوا تحت اكثر من ثلاثة عقود من القمع البعثي الذي سرق طفولتهم في سوق العمل الذي ادخلوا فيه قسرا وهم في عمر الزهور , ناهيك عن التسول والتشرد وفقد اولياء الامور بسبب الحروب والقادسيات الخائبة وام المهازل والمهالك وحماقات كثيرة اخرى لاتعد ولاتحصى .....
فحتى بعد السقوط النظام البعثي الذي جثم على صدورنا كما مرّ ، لم يتغيّر وللاسف شيء , فمازالت السرقة مستمرة ـ اقصد تحديدا وفي هذه المقالة ـ سرقة وفرهود طفولة اطفالنا ذاتهم ...حيث لا تعليم ولا صحة ولا ترفيه ولا ثقافة ....لاماء ولا كهرباء ولا ساحات لعب ولا حدائق .. ولا ولا ....الخ .......
نعم ...ان اطفالنا اليوم هم نتاج قيم فرضها النظام البعثي الفاشي ويفرضها اليوم الارهاب الاسود في نفوسهم ، فحتى العابهم اصبحت مسدسات و سيوف بلاستيكية وهم يقلدون ما يروه يوميا من القتل , السرقة , السطو , الاغتصاب , الخطف والانفجارات والمفخخات و التي انطبعت في اذهانهم وتركت تاثيرها السلبي عليهم كشريحة اكثر تضرراً من كل مايجري في عراقنا اليوم ……
لايكاد يمر يوم دون ان نسمع اخباراً جديدة يذهب ضحيتها العشرات من اطفالنا الذين يركضون وراء لقمة عيش عوائلهم ....نعم جرائم ترتكب في عز النهار وامام انظار الناس في الاسواق الشعبية والشوارع والاحياء الفقيرة والمطاعم وفي الاعياد والمناسبات تحديدا ....
ان اطفالنا في عراق اليوم ...يعيشون منعزلين , خائفين , لايثقون حتى باقرب الاقربين , فهم محرومون من كل سمات الطفولة ... تقول وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية حسب تقاريرها في عامي 2007 ـ 2008 بان هناك 4.5 مليون طفل في البلاد فقدوا والديهم او احدهما منهم 500 الف تُركوا ليعيشوا في الشوارع ، ولايقيم في دور الايتام الحكومية سوى 459 يتيما فقط .....!!
وحسب ماجاء في تقرير لليونيسيف UNICEF في ديسمبر 2007 والتي حذرت ان ما يقرب من ( 500000 ) ـ نصف مليون ـ طفل عراقي حاليا في حاجة للعلاج النفسي العاجل بسبب صدماتهم العصبية ومعاناتهم , فان الاضطرابات العقلية المرئية في الاطفال العراقيين تتضمن القلق والاكتئاب والاضطرابات السلوكية , بالاضافة الى الكوابيس والبكاء , اضافة الى امراض الوسواس القهري والفصام ... وقد تستمر مع الاطفال مدى الحياة , اذا لم يتم التع
امل معها طبيا ........
و ذكرت المنظمة في تقاريرها أن أطفال العراق هم الأكثر حرماناً في الشرق الأوسط , وركزت على ان " في دول مثل جيبوتي، العراق، السودان واليمن . . تقترب وفيات الأطفال كثيراً من المستويات العالية لسوء التغذية، الأفتقار الى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية ونقص التعليم لدى الأم. و ان التكاليف الباهضة للحروب والصراعات بالترابط مع سقوط الضحايا والتهجير، الهروب من السكن وتراجع عملية التنمية، كلها تكون في مستوياتها العالية، كما هي واضحة في العراق ، (الأراضي الفلسطينية المحتلة) والسودان." ( راجع تقارير المنظمة لعام 2007ـ 2008 , و التقارير والاخبار الصوتية في موقع اذاعة الامم المتحدة ومركزانباء الامم المتحدة) ........
التي اوردت فيها مايقوله السيد فولفيانغ فريدل ( Wolfyang Fridl ) الموظف المسؤول عن ارتباط اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا : " ان الصراع، الفقر الشديد وقلة الاستثمارات في مجالات الخدمات الاجتماعية - المتضمنة : الصحة، التعليم، المياه الصالحة للشرب - هي عدد من المسببات الرئيسة لارتفاع معدلات وفيات الأطفال في الدول المتورطة بصراع عميق و/ أو تخلف التنمية." و يضيف : " أن الفقر، الأمية، سوء التغذية والأمراض، تُشكل الحلقة المفرغة vicious circle والتي تؤذي الأطفال وتسبب هلاكهم ." وقد جاء التقرير بصفحاته ألـ 160 بعنوان : " حالة أطفال العالم عام 2007 " حيث صُنّف العراق ضمن الأسوأ بين 33 دولة في هذا المجال، وذلك في سياق مسح دولي لـ( 190) بلداً.........
كما حذرت السيدة ( فاتن عبدالقادر الناصري ) رئيسة " منظمة الطفولة " في محافظة صلاح الدين من الاثار السلبية للاحداث الامنية على نفسية الطفل العراقي ومستقبله , مشيرة الى ان لدى منظمتها ارقاما مخيفة عن المشكلات النفسية وانحرافات السلوك التي يعانيها الاطفال العراقيون جراء العنف ... وقالت ايضا بان الطفل العراقي محروم من ابسط الحقوق و ارجعت الاسباب الى ماعاناه العراق من حروب ونزاعات ....( راجع التقرير في موقع جمعية المراة العراقية والبيت الثقافي العراقي في السويد )....
كما يكشف تقرير دولي صادر عن الشبكة الموحدة للاعلام الاقليمي حول الشؤون الانسانية التي تعمل مع الامم المتحدة عن ظاهرة الإستغلال الجنسي للاطفال في ظل انسداد الافاق وتردي الوضع الامني وفقاً لتقرير أصدرته الشبكة بالتعاون مع الأمم المتحدة جاء فيه " يعاني أطفال الشوارع في العاصمة العراقية، بغداد، الجوع كما يتعرضون للاستغلال الجنسي خلال سعيهم الدؤوب لتحصيل لقمة العيش، ويعزى ذلك إلى انتشار الفقر المدقع وارتفاع معدلات البطالة. وكشف تقرير الشبكة عن مئات العائلات التي وجدت في تجارة الشذوذ الجنسي لدى الأطفال مورد معيشة لها ، في ظلّ انسداد الآفاق وتردي الوضع الأمني بالعراق ، على حد وصف التقرير . (راجع تقرير الشبكة الموحدة للاعلام الاقليمي حول الشؤون الانسانية لعام 2007 ) .
من ناحية اخرى اعلنت المنظمة الدولية لمراقبة تهريب المخدرات في 12 / ايار الماضي في مقر الامم المتحدة في (فيينا )بان العراق على وشك ان يصبح محطة انتقالية (ترانزيت) لنقل الهيرويين المصنع في افغانستان الي اوروبا عبر ايران . ماعدا الفساد الإداري والنهب منظم .......

نعم اتفق مع كل الذين يقولون بان النظام البائد اتلف كل ما هو انساني وشوّه كل القيم وقتل كل شيء جميل في بلادنا . . فحتى رمال الصحراء لطخت بدم الابرياء واصبح العراق يطفوا على المقابر الجماعية وان 35 عاما من الارهاب والقتل شوهت جيلا وخلفت امراضا وعقدا نفسية مزمنة لكل ذلك ولاسباب كثيرة متنوعة اخرى نحتاج لسنوات وسنوات لاعادة تاهيل الفرد العراقي ، لان من جرد من طفولته وذبل اجمل ايام عمره في محارق الموت والمعسكرات التدريبية وعاش في العزلة القاتلة . . بحاجة الى وقت طويل ضروري لاعادة التاهيل بكل معنى الكلمة ...
كما لا يمكن ان ننسى دور النظام البائد في المتاجرة بدماء الاطفال ونتذكر المشاهد الاستعراضية الجنائزية في شوارع العاصمة ناسيا دوره هو في تحطيم كيان الاسرة العراقية ماديا ومعنويا من خلال حروبه وحماقاته وغزواته وانفالاته الداخلية والخارجية وسياسة الاستبداد الدموية واضطهاده الشوفيني .....بالاضافة الى الحصارالدولي الذي دام اكثر من 13 سنة . .



#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم كذبنا حين قلنا : نحن استثناء .... ! *
- مجالس الاسناد... والمادة التاسعة من الدستور العراقي !
- افواج الدفاع الوطني ( الجحوش ) ودورهم في تدمير كوردستان - 3 ...
- افواج الدفاع الوطني ( الجحوش ) ودورهم في تدمير كوردستان 2
- افواج الدفاع الوطني ( الجحوش ) ودورهم في تدمير كوردستان 1
- كان عادلآ وسليمأ . .
- الانفال ...هل طواها النسيان ...ام ماذا ؟!
- تتلألأ اسماؤهم فخرأ وتشع ضياءاً .... شهداء حركة الانصار ...
- دور المرأة العراقية في ثورة 14 تموز ....
- حين يعطينا الخطأ درسأ قاسيأ... مادة 140 نموذجأ
- قطعة مختارة من ذكريات البيشمركة 4
- قطعة مختارة من ذكريات البيشمركة-3
- قطعة مختارة من ذكريات البيشمركة ...
- قطعة مختارة من ذكريات البيشمركة
- 74 سنة عامرة بالكفاح والتضحيات …
- حلبجة ...في ذكراها العشرين
- هربجي . . كرد وعرب رمز النضال *
- القاعدة ... وحملاتها المسعورة لتجنيد اطفالنا في العراق
- هل لأطفالنا حقوق ...؟!
- الذكرى العشرين لجرائم الابادة ، ما المطلوب اليوم ؟ !


المزيد.....




- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - شه مال عادل سليم - اطفالنا بين مرارة الواقع و . . الوعود الانتخابية ! الجزء الاول