أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء نايف الجبارين - الانتصار ليس الان














المزيد.....


الانتصار ليس الان


علاء نايف الجبارين

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


تنفس العالم الصعداء اثر وقف المجازر والجرائم الاسرائيلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واخذ المواطنين يبحثون بين الركام عن ذكريات شوهتها قذائف الاحتلال، فهناك من فقد عزيز وآخرين دمرت بيوتهم.

على الجانب الأخر بدأت المناكفات السياسية وتوزيع التهم وصكوك الغفران على المهتمين، وكان أخرها خطاب الانتصار لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في دمشق، وتناول مجموعة من القضايا وعلى رأسها موضوع الانتصار الذي حققته حماس في الحرب الأخيرة الذي أرجعه لفشل قوات الاحتلال في القضاء على حماس وعدم تحقيقها أهداف هجمتها البشعة على غزة .

هنا لا نريد الانتقاص من احد ولا إحباط الجماهير المحبطة أصلا من شدة القتل والدمار الذي لاقته غزة، بموازاة حالة التشرذم العربي والهروب من المسؤولية، ومحاولة البعض التسلق على حساب دماء الشهداء ودموع الثكلى، ولكن الأمر يحتاج إلى الإمعان والتدقيق في التصريحات، فالنصر ليس كلمة تقال جزافا للهروب من الواقع المرير وان كنا نحتاج ما يخرجنا من حالة الذهول التي نعيشها.

فالحديث عن النصر أو الاقتراب منه ليس ألان وإنما على المدى البعيد، أي استراتيجيا، فإذا فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها ألان فما الذي حققناه نحن الشعب الفلسطيني ؟

نعم على مر التاريخ لم نسمع شعبا رضخ للاحتلال ودائما ما يكون النصر لصالح الشعوب ولكن السيد خالد مشعل اعتبر أن بقاء حماس في السلطة هو الانتصار، وإسرائيل أعلنت على لسان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بأنها لا تريد القضاء على حماس، بالطبع ليس حبا بها وإنما وحسب التقارير الاسرائيلة خوفا من المستقبل والجهة التي يمكن أن يفرزها غياب حماس لتتسلم القيادة هناك والمقصود هنا تنظيم القاعدة، خاصة في ظل رفض السلطة الوطنية العودة إلى غزة من خلال الركام الذي خلفه العدوان، ولا ننسى هنا أن غياب حماس يعني وجود سلطة فلسطينية واحدة وبالتالي إنهاء الانقسام وهذا ما لا تريده إسرائيل، ولكن بقاء حماس في السلطة ضعيفة ومكبلة من خلال التعهدات الدولية بوقف التهريب هو أفضل الخيارات لتحقيق أهدافها ببقاء الانقسام الفلسطيني وحفظ امن إسرائيل من خلال الوقف الدائم لإطلاق النار الذي سيعمل باراك اوباما على تحقيقه كما صرح بذلك.

هنا لا انفي انتصار الدم الفلسطيني على الهمجية الإسرائيلية، فالعالم كله وقف مع قضيتنا وأعاد إليها بريقها وألزم النظام الدولي إعادة النظر في سياساته، ولكن اختصار مشعل الانتصار في حماس خطأ.

أما ما يتعلق بوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل والذي اعتبره مشعل دليلا أخر على فشلها، يبدو انه لم يشاهد ليفني توقع الاتفاقية الأمنية مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس الذي تتعهد من خلاله الولايات المتحدة الأمريكية بوقف تهريب الأسلحة إلى حماس، ولم يسمع باستعداد العديد من الدول الأوروبية المساهمة في هذا الأمر ، فإسرائيل للأسف لم تكتفي بالقتل والتدمير بل تريد وقف التهريب وبضمانات دولية ولنا في حزب الله وقوات اليونيفل خير دليل، والأمر المهم أيضا في هذا الجانب أن إسرائيل بإعلانها وقف إطلاق النار من جانبها أرادت حرمان حماس من أي اعتراف حتى في وقف إطلاق النار، وتعاملت بهذا الخصوص مع الدول وخاصة مصر
أردت مما سبق أن يستفيق البعض من نشوة انتصار البقاء وان ينتظروا القادم ويراقبوه ومن ثم نحكم هل انتصرنا أم لا؟

إسرائيل خسرت سمعتها عالميا وفضح المستور لديها وادعائها الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولكن للأسف هذا العالم نفسه سيضمن وقف تدفق الأسلحة للمقاومة .

أكثر من نخشاه في هذه المرحلة، أن الانتصار سيؤدي إلى تعميق الانقسام في الصف الفلسطيني، فمشعل في خطابه أراد اتفاق تكون مرجعيته وأساسه المقاومة، ومن يمثل المقاومة باعتقاده ؟ إنها حماس، وبالتالي يريد فرض شروطه على أي اتفاق قادم.

ما أثار استيائي في خطاب مشعل ذلك الجزء المتعلق بالتبرعات التي جمعت لصالح أهالي غزة، فرئيس المكتب السياسي لحماس طالب باعتماد حكومة أخيه إسماعيل هنية للتصرف بها لأن الآخرين فاسدون ، أو قيام الدول نفسها بالإشراف على هذه المساعدات طبعا في ظل حكومة حماس، والصحف الفلسطينية تحدثت عن تقارير تؤكد أن أكثر من 89% من أهالي غزة لم يتسلموا أي مساعدات، ناهيك عن اختطاف العديد من الشاحنات المحملة بالمساعدات من الدول العربية وكانت البداية مع المملكة الأردنية.

هذا التصريح سابق لأوانه ونتائجه السلبية أكثر من الايجابية، وكان الأجدى به الحديث عن التوافق الوطني الذي سيساعد في إعادة اعمار غزة، والحصول على ثقة العالم بأن الأموال التي تدفع ستذهب في الاتجاه الصحيح، وان كان لنا تجارب قاسية مع الفساد في السلطة والذي أعلن عنه الرئيس محمود عباس عندما صرح بأن هناك 700 مليون دولار قد سرقت، أيضا لنا تجارب مع حركة حماس في التعامل مع أموال المساعدات واحتكارها لعناصرها تحت مبدأ والعاملين عليها .

تصريح مشعل بهذا الخصوص يؤكد لي بعد النظر لدى جدتي، تلك المرأة المسنة، فأثناء جمعي للتبرعات لأهلنا في غزة قالت لي " أمانة عليك يبني ما تعطي هالمصاري للزهار" .

الانتصار الحقيقي يكون بالوحدة الوطنية ، التي لو كانت لما استطاع المحتل ضرب غزة، ونتمنى على قياداتنا أن تصنع من دماء الشهداء جسورا للتواصل، ونسد الطريق على الصغار الذين يتسلقوا معاناتنا ليصبحوا بين الكبار، ونبني وطن حر لشعب من الأحرار



#علاء_نايف_الجبارين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة ثالثة في الافق
- قراءة في المبادرة العربية
- رحل أبو الوليد أين اليسار الفلسطيني؟
- وثيقة الاستقلال الإستراتيجية الضائعة
- إمارة غزة ترحب بضيوفها الكرام
- هوس اوباما
- دروس رياضية للسياسة الفلسطينية
- حوار القاهرة من سينتصر
- الدولة ثنائية القومية خيار فلسطيني
- وثيقة الاستقلال وصية درويش
- نصر الله انتصار بطعم الهزيمة
- رصاصة رابين برأس اولمرت؟
- أي استفتاء أيها السادة
- المناورات الاسرائيلة بين العصا والجزرة
- انتصر الجميع وهزمت غزة
- حريه الراي في فلسطين الى اين
- الصراع على السلطة
- من سيحكم غزة
- غزستان
- مناضلو فلسطين الشيوعين


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء نايف الجبارين - الانتصار ليس الان