|
القامشلي...وإستمرار الأجرام الشوفيني
أبو مسلم الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 779 - 2004 / 3 / 20 - 06:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
هل هي فعلا أحداث شغب في مباريات لكرة القدم حصلت عفوياً (وهي تحدث كثيراً في الكثير من الملاعب في العالم كما يقول من يغطي رأسه بالرمال كالنعامة)؟ هل هي بفعل تدخل مجاميع وقوى خارجية (كما يدعي أبناء عفلق قادة الحزب والثورة)؟ هل هي للضغط على سوريا (العروبية المناضلة البطلة!!) لقبول الأملاءآت الأسرائيلية الأمريكية (كما يدعي المنظرون والمحللون الشوفينيون)؟
أحداث الواقع تؤكد إن ما حدث في مدينة القامشلي وما تبعه من أحداث في الحسكة والجزيرة عموماً لا يقع تحت أي من التعليلات السابقة. الخطة كانت جاهزة والعملية مبرمجة فصور بطل التحرير القومي كانت حاضرة بل وإن قطعان الحيوانات الهائجة التي يسوقها عبد الله الأحمر ومصطفى طلاس قد وصلت المدينة قبل موعد المبارات بساعات وأخذت تعتدي على الناس الآمنين وتسلب وتضرب وتحرق وتمارس الأرهاب بأبشع صوره. لو إنها كانت أحداث شغب عادية كالتي تحصل في بعض المباريات الرياضية بين المشجعين لما كان جلاوزة البعث الشوفيني قد قدموا الى المدينة الآمنة الوادعة بأسلحتهم النارية والهراوات والسكاكين ولما كانت قوى الأمن البعثية جاهزة وبالمرصاد! ولو هي كانت بفعل تدخل قوى ومجاميع خارجية للاحظ الناس صوراً أخرى غير صور المجرم – الجرذ صدام النذل! ولو هي كانت محاولة أمريكية – اسرائيلية للضغط على سوريا (الصمود والتحدي) لما تدخلت تركيا بعسكرها ودباباتها للمساهمة في المجزرة ومنع الأبرياء من الفرار من الموت (البعثي الشوفيني) وهي الحليفة لأسرائيل والعضو في حلف الأطلسي! إذن هي أعذار لا تصمد أمام الواقع بل وتدعوا الى الضحك. إن ما حدث في العراق من دحر العصابة العفلقية – الصدامية الشوفينية العنصرية المجرمة ومن تسلم أبناء الوطن النجباء لمقاليد أمورهم السياسية والأجتماعية وللخطوات العراقية الحثيثة التي خطاها (ويخطوها) أبناء العراق عربا وكوردا وتركمانا وآشورين وكلدان وسريان لمعالجة وإصلاح ما فعله ذلك النظام المرعب القذر ( والذي أستقي افكاره وممارساته من نفس المرتع النتن الذي تستقي منه قيادة سوريا العروبة) قد أرعب الشوفينيين العنصريين في دمشق وأخافهم. ما إن تحرك الشرفاء من أبناء سوريا للمطالبة بإجراء إصلاحات ديمقراطية وإجتماعية. ولأن البعث السوري كتوئمه البعث العراقي لايعرف ما تعنيه الديمقراطية وليس بإستطاعتهم إجراء إصلاحات (لأن الأصلاح يعني إجتثاث الشوفينية العنصرية المتمثلة بالبعث المجرم) ولأن هذه المطالبة قد جائتهم في عقر دارهم في دمشق وأمام أحدى مؤسساتهم الكارتونية (مايسمى بالبرلمان السوري لصاحبه حزب البعث العربي الأشتراكي) فقد أفقدتهم صوابهم وراحوا يفتشون عن حادثة ما يلقون اللوم فيها على أعداء الأمة العربية(البطلة) وقيادتها(البلطجية) وعملاء الأجنبي وأعداء الله(وبشار الرضيع وكيل الله في أرضه) خصوصاً وإن صوت المعتصمين في دمشق قد عبر الى خارج الحدود وسمعه العالم أجمع كما وإن المحاولات البعثية السورية بتوفير معبر آمن لقوى الضلام والأرهاب اللاديني – الوهابي الى داخل العراق قد باتت مكشوفة ومعروفة للجميع وإن الحدود العراقية قد تم السيطرة عليها (الى حد ما) وإن الوعي الجماهيري الشعبي العراقي قد تطور الى مستوى متقدم من التعاون بين قوى المحافظة على الأمن والنضام في الداخل العراقي من جهة وبين القيادات السياسية والأجتماعية والمواطنين العراقيين من جهة أخرى وإن الخناق بدأ يضيق على تلك العناصر الشوفينية والضلامية في العراق وبدأت خلاياهم ومجاميعهم تتساقط الواحدة تلو الأخرى وإن الأستقرار العراقي السياسي والأجتماعي (بل وحتى الأمني) بدا واضحاً للعيان وواضحاً للجماهير السورية (بالرغم من الأبواق الدعائية التي تحاول جاهدة تشويه هذا الواقع) كل هذا أدى بالقيادة الشوفينية – العفلقية في دمشق الى التخبط. لهذا كانت أحداث القامشلي وما تبعها من أحداث في المدن الأخرى. إن الغاية مما فعلته العصابة الشوفينية في دمشق بالأكراد السوريين وإعتقالها لعدد كبير من المثقفين السوريين عربا وأكرادا ودروز هي خوفها من القادم من الأيام والتي ستكون حالكة السواد عليهم ومشرقة مثمرة لأبناء الأمة السورية. وسيتمكن أبناء الشعب السوري قريباً من الأطاحة بزمرة الأرهاب العفلقي – الأسدي كما أطاح أبناء الأمة العراقية بزمرة الأرهاب االعفلقي – الصدامي. إن احدى أهم الممارسات التي ستجلب الأستقرار الى منطقة الشرق الأوسط هي التجربة الألمانية بإجتثاث النازية من كل ألمانيا والمنطقة ونحن علينا أن نعمل حثيثاً لأجل إجتثاث البعث الشوفيني العنصري ليس من العراق وسوريا فقط بل ومن كل المنطقة.
#أبو_مسلم_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للخروج من مأزق 61-ج
-
لماذا غزو العراق؟
-
لضمان مستقبل الأمة العراقية(7)...رجل الدين...القداسة والسياس
...
-
لضمان مستقبل الأمة العراقية (4) المرأة .... مشيدة الحياة وما
...
-
لضمان مستقبل الأمة العراقية (1) الحد من سوريا - البعث - مركز
...
-
إلى نضال حمد.... من هم بنات آوى؟
المزيد.....
-
-أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
-
لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو
...
-
كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع
...
-
-دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية
...
-
قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون
...
-
حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
-
بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
-
ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا
...
-
مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
-
أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|