أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - أوباما ومسلمين لله يا محسنين














المزيد.....

أوباما ومسلمين لله يا محسنين


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 08:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تم تنصيب باراك حسين أوباما الرئيس الجديد للولايات المتحدة للعالم الجديد أى الأمريكية ، لماذ أقول العالم الجديد ؟ لأن دول العالم كله يعتبرونه رئيسهم الجديد وينتظرون الكثير من باراك أوباما ويتمنون أن يحل مشاكلهم الكثيرة وكل بلد حسب أوضاعه المأساوية التى صنعتها لهم أنظمتهم السياسية ينظر بعيون مترقبة للكيفية التى سيتعامل بها باراك أوباما مع تلك المشاكل المستعصية وكأنه رئيس دولتهم المباشر، ووصل الأمر بالبعض بإقامة الأحتفالات الشعبية فى دولهم أبتهاجاً بالرئيس الجديد لأمريكا .
ما هذا الوضع الخاطئ فى النظر إلى الواقع المجتمعى الذى يعيشه البشر ؟ الوضع الطبيعى أن يفكر المواطنين فى رئيس دولتهم ودوره فى إيجاد الحلول لمشاكلهم ومواجهة الصعاب التى تقابلهم فى حياتهم اليومية ، لكن ما نراه منذ أنتخاب وتنصيب صاحب السمو رئيس العالم الحالى والكثير من الأفراد يتحدثون عن أمانيهم الذين ينتظرون من الرئيس الجديد تحقيقها لهم .
على سبيل المثال :
هناك من الصحفيين والمثقفين من تواضعوا فى أمانيهم بقولهم " لا نريد من الرئيس الجديد أن يقف إلى جانب قضايانا لأن هذه امنية كبيرة لكن يريدون أن يستمع إليهم ويحترم حقوقهم " وآخرين ذهبوا إلى القول بأن على الرئيس الجديد أن يدرك " بذكائه أن أمريكا لم تعد القوة العظمى فى العالم الآن " وهذه هى الخباثة ودس السم فى العسل كما يقولون ، فهذه أفضل الألعاب التى يجيدها العقل العربى المسلم ، بالرغم من أنهم يتضرعون إليه ولا ينتظرون منه أكثر من الأستماع !! عجيب هو أمر العرب المسلمين !
قطاع آخر يتمنى من الرئيس الجديد أن تكون أولى أهتماماته مشاكل الشرق الأوسط أى قضية فلسطين ولا يكتفون بذلك فى أمانيهم بل يطلبون من باراك أوباما الذى وقع من " القفة " الأنسحاب " الفورى " من العراق وأفغانستان وكأنه يعمل لديهم !
لم يقتصر الأمر عند ذلك الحد بل تعداه إلى أن كثير من النخبة العربية الإسلامية بدأت بتوجيه النصائح والتوصيات والأرشادات إلى رئيس أمريكا الجديد ، ولم تقتصر نصائحهم على بلادهم ، لا بل كانت تجاه الدول الأخرى وما يجب فعله فى العراق وأفغانستان وبلاد الواق الواق وإلا " وإلا " ستلحقه الهزيمة والفشل وكما يعرف القاصى قبل الدانى أن العرب المسلمين ذو فطنة وذكاء لا يسبقهم فيها أحد والدليل على ذلك ما نراه من مظاهر التقدم والأبداعات الإسلامية والتى يسرق منها الكثير والكثير أولاد الكفار الأبالسة !!
يقول المثل المصرى " إللى إختشوا ماتوا " لكن العرب المسلمين لا يختشون من فضائحهم ولا من جهلهم وتخلفهم ويطالبون الرئيس الجديد بالأعتذار عما يسمونه بجرائم الرئيس السابق بوش ، ولا يمكننا التعليق على ذلك بأكثر من الدعاء بأن يشفيهم الله من أمراضهم المزمنة التى لم يخترع لها الكفار دواء ناجع حتى اليوم.
حالة شعب اليمن هى نوع آخر من التناقض العربى الإسلامى حيث أستقبلوا الرئيس الجديد لأمريكا بتنظيم المظاهرات للتضامن مع أهل غزة والمطالبة بمقاطعة المنتجات الأمريكية ، بينما طالب قيادات الأخوان المسلمين باليمن باراك أوباما بالأفراج عن بعض زملائهم الأرهابيين الذين تعتقلهم أمريكا .
لديكم الأمنيات وتريدون أن تفرضوا نصائحكم على الغير فى الوقت الذى تحتقرونهم وتكرهونهم فى أعماق قلوبكم وعقولكم التى تؤمن بثقافة القطيع والعويل ثقافة تكفير من لا يؤمن بدينكم أو من لا يؤمن بأفكاركم وتحويله فوراً إلى عدو لدود لكم ، كيف تطلبون من بشر مثل رئيس أمريكا الجديد الذى يحترم إنسانيته وإنسانية الآخرين ، الذى يحترم حقوقه وحقوق الآخرين أن يستمع إلى خرافاتكم وإلى نصائحكم التى رائحتها كأنها خارجة من ركام التاريخ وعفن السنين !
من يسمعكم تسترسلون فى قول النصائح والأرشادات يتذكر رسول الإسلام وما قيل عنه من أحاديث كما لو كان يقول حديث كل خمس دقائق من حياته ورغم ذلك لا تريدون أن تتأملوا بعقولكم فيما تقرأون وتنظروا إلى تقدم العالم وتأخركم المعجبين به لأنه واجب مقدس حسب شريعة الله المؤمنين به !
لماذا يتفاخرون بشرف وكرامة الموروثات الدينية التاريخية التى تنافقهم وتقول لهم أنهم أحسن الأمم ويرفضون التعامل بالعقل والمنطق مثل بقية البشر الأسوياء ؟
إنه يوم تاريخى للشعب الأمريكى ولشعوب العالم كله الذين يريدون أن يعيشوا أحرار فى عالم يحترم كل إنسان حقوق الآخر ، سيكون يومى تاريخى فى حياة كل إنسان متى أقتنع بشعار باراك أوباما الأنتخابى القائل " نعم نستطيع " وبدأ فى تطبيقه فى حياته اليومية.



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تريد حماس من حربها الخاسرة ؟
- المساجد فى يوم النصرة والغضب
- متاجرة الإرهابيون بأطفال غزة
- هل يُحاكم الأسد بتهمة الإبادة الجماعية؟
- صكوك الغفران الإسلامية
- حزب الله عميل الشيطان
- الإسلام والعنصرية الإلهية
- الجهاد بالأحذية يا خلفاء صدام
- هل من يعتذر عن الأكاذيب ياعرب ؟
- الإعجاز القرآنى الوهم الزمانى
- متى يتصالح المسلمين مع خلق الله ؟
- حماس الوجه الحقيقى للإسلام
- رضاعة الكبير والعقل المستنير
- أسطورة آدم
- الحرية للفتاة القبطية


المزيد.....




- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - أوباما ومسلمين لله يا محسنين