أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - انما للصبر حدود !














المزيد.....

انما للصبر حدود !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 03:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرجعية الشعبية تجسد تطلعات الاغلبية ورغباتها المعروفة والتي تتشرب بها رموز وحركات وتيارات وافراد وتجتهد لتحقيقها ، ومن الطبيعي ان تمارس دورها التنافسي عبر الاقتراع الانتخابي ان توفرت الفرصة ، وان لم تتوفر فهي تجتهد وباساليب اخرى نضالية لتحقيق اهدافها !
تبرز احيانا التباسات عفوية او متعمدة احيانا للخلط بين انواع المرجعيات رغم الفروق الجوهرية التي تفصلها عن بعضها !
المرجعية الدينية قد تكون جزءا من المرجعية الشعبية ولكنها لايمكن وباي حال من الاحوال ان تحل محلها ، وهنا سنحاول تسليط الاضواء على دور المرجعية الدينية في عراق اليوم ومقارنة دورها مع دور المرجعية في ايران !
يكاد ان ينعدم الفرق من حيث الاصل السلالي بين فكرة المرجعية الدينية في عراق اليوم وبين فكرة ولاية الفقيه او مرشد الثورة في ايران ، رغم ان مرجعية العراق ليست مستفزة في احيان كثيرة وخاصة عندما تسير المراكب حسبما تشتهي رياح النفوذ الطائفي للنظام الاسلامي القائم على الطريقة الشيعية ، نعم هناك فوارق اخراجية ، فالمرجعية العليا في العراق لا يؤطرها الدستور ، اي ليس لها اي دور سياسي او وصاية مكتوبة ومعترف بها تحت اي بند من بنود مؤسسات الدولة وقواعد عملها ، لكنها اكتسبت او اكسبت هذا الدور بطريقة العرف على الاقل في القضايا المفصلية ، اما نظام ولاية الفقيه فهو سلطة مؤطرة دستوريا وهو من حيث الصلاحيات والنفوذ فوق السلطات ويقف على قمة هرمها ، التشريعي والقضائي والتنفيذي ، اي لافصل للسلطات عندما يصل الامر بين يديه ، فدكة مرشد الدولة هي اختزال لكل دكات الدولة وخط سيرها ، وحتى لا يصير الحديث ملتبسا يجب ان نفرق بين مرشد الجماعة ـ جماعة الاخوان ـ وبين مرشد دولة ولاية الفقيه رغم انهما من حيث اصل الدور لا يختلفان لكن الفرق ينحصر فقط في تفاصيل وتأويلات مذهب كل واحد منهما بحيث تدخل كل شياطين الفرقة والبدعة والفتنة ، المهم نذكر هنا المسكين ابو الحسن بني صدر اول رئيس ايراني منتخب ، وقيل وقتها انه حاز على اعلى نسبة بين المرشحين لمنصب الرئاسة الايرانية ، ما بين 8 ـ 10 مليون صوت ، ومعروف انه لم يكن ربيب المدرسة القمية او اي مدرسة فقهية اخرى ، لكنه كان اسلاميا ليبراليا ، وبين هذا وذاك كان يحاول التوفيق بين الممكنات والطموحات ، المهم كان مصير هذا الرئيس هو الهروب بليلة ظلماء بعد ان عرف ان لا صلاحية حقيقية لديه وان المرشد قد اعطى الضوء الاخضر لازاحته ! !
وضح ابريمر بتصريحاته وكتابه " عامي في العراق " الدور المركزي للمرجعية والتفاهمات التي على اساسها تم رسم ملامح العراق الجديد او العراق الامريكي ، دعت المرجعية للتوافق مع الامريكان لا للتصادم معهم ، ووضعت او وضع لها ما يؤدي للحالة التحاصصية مذهبيا واثنيا ، لا يستطيع احد ان يبرر تدخل المرجعية وتصريحاتها بكل ماهو مهم وسياسي ودورها التشاوري مع كل القوى الفاعلة في السلطة ومحيطها ، على انه رعاية روحية ليس لها دور سياسي !
اكثر الاحزاب الحالية نفوذا وطائفية ومن اكثر القوى تواطئا مع الامريكان والايرانيين ، حزب المجلس الاسلامي الاعلى ، يتخذ من المرجعية رافعة له ، ويرفع صوره في كل مناسبة ودونها ، ويوظف نفوذه داخل مكتب وبيت المرجع الاعلى ـ علي السستاني ـ ويردد في فضاءيته واعلامه وتثقيفه ان لا صوت يعلو فوق صوت المرجعية ، وانها هي من يقود المسيرة ، وعليه فان هذا الحزب يخرج على الناس بمنطق تمثيله للمرجعية وبالاستعاضة العملية عنها وكانه ناطق باسمها !

ان نظام ولاية الفقيه في ايران ، والوصاية العرفية للمرجعية في العراق هي اشكال مستحدثة للالتفاف على الارادة الحرة للناس ، فلا نظام ولاية الفقيه قد نجح في اطلاق طاقات الناس للتعبير عن انفسهم بل بالعكس هو ساطور مبرمج ، وصناديق الاقتراع في ظله مجرد سباحة بروتوكولية في حوض لايسمح بتجاوزه ، ولا للمرجعية في العراق اي حق ديني اوطائفي لفرض وصايتها بصورة مباشرة او غير مباشرة ، لانه لا صوت يعلو على صوت الشعب ، حتى لوكان هذا الصوت هو صوت المرجعية !

ان انكفاء المرجعية الموقرة على تخصصها الروحي سيريحها ويريح كل الذين يحترمون مكانتها ، ولان الاجتهاد حمال اوجه فانه وفي حالات المنافسة على السلطة وطرح الرؤى والبرامج الحزبية فمن الاوجب ان تكون المراجع الروحية محايدة حتى لا تسيس هي ولا تحزب وبالتالي لا تفقد سمعتها ودورها !






#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تياسر كاريكتيري !
- انتخابات المجالس المحلية هم عراقي جديد !
- البديل الديمقراطي الوطني عن المشروع الامريكي في العراق !
- عالم لا يخجل من عاره !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند النازيين الجدد !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند المحتلين واتباعهم !
- ابشروا لقد وصلت المواكب الى السويد !
- عراق اللطم والنذور والتوريث وفدراليات الفجور !
- تواطوء حكام الاعتدال العربي يطلق عنان العربدة الصهيونية !
- لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !
- جرد نوعي في حوار 2008 !
- اتفق معك يا صديقي الحراك على اهمية الدفع باتجاه البديل !
- بوش يفي بوعده !
- لا يصح الا الصحيح يا عبد العال !
- صدام الحضارات قاعدة لصناعة الارهاب النوعي !
- من الاكثر تحضرا هتلر ام بوش - المقندر- ؟
- - القنادر- العراقية في وداع الامبراطور الاخير !
- من يخلط الارهاب بالكباب في شمال العراق ؟
- الشرق الاوسط نزوع متصاعد نحو -الأمم النووية- !
- أسمه بالانتخابات وصوته مجروح !


المزيد.....




- قتلت وجرحت العديد منهم.. شاحنة صغيرة تصطدم بعربة خيول على مت ...
- فرنسا: ماكرون يقبل استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال ويكلفه ...
- انفجار ضخم.. الحوثيون يعرضون مشاهد استهداف سفينة نفطية بزورق ...
- قتلى وجرحى في هجوم على مسجد للشيعة في عمان
- محاولة اغتيال ترامب تكسبه ترشيح الجمهوريين بلا منازع
- شارع فيصل.. عرض صور منتقدة للرئيس السيسي على لوحة إعلانات با ...
- المغرب والجزائر.. ما حقيقة بناء سياج جديد بالقرب من منطقة - ...
- ما أسباب الانهيارات الأرضية وكيف يمكن الحماية منها؟
- انتشار القمل.. أسبابه وكيفية التخلص منه
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الظروف نضجت لاتمام صفقة تبادل الرهائ ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - انما للصبر حدود !