أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عباس عبد الرزاق الصباغ - الاعلام العربي بين بغداد وغزة















المزيد.....

الاعلام العربي بين بغداد وغزة


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 03:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


ليس ثمة جديد القول ان الاعلام العربي ـ العروبي لم يكن منصفا او حياديا او يتمتع بالحد المقبول من الشفافية والنزاهة والمهنية في تعاطيه مع الشأن العراقي وتداعياته ومآلاته في السنين العجاف التي تلت سقوط (اسقاط) الديكتاتورية ولكن الجديد والمثير في الامر هو ذلك التركيز المباشر والنقل الحي "اول بأول" لاحداث الحرب الاسرائيلية الهمجية الشرسة على قطاع غزة الذي هو في الاساس في حالة حرب شبه مستديمة مع اسرائيل (ضمن الارث المتراكم للقضية الفلسطينية) وحرب استنزاف نوعي مع غريمتها "فتح" (ضمن التنافس على السلطة والنفوذ ) وهو في كل الاحوال شأن فلسطيني داخلي وان كانت له ابعاد محلية فلسطينيا او ابعاد اقليمية لها علاقة مباشر بمسيرة السلام (التسوية) بصورة مباشرة ولها علاقة ايضا بالمسار العام للقضية الفلسطينية الذي اتخذت بوصلة اتجاهاته مناحي عدة ...
فلم يحظ الشأن العراقي بكل تداعياته الكوارثية المحزنة والمأساوية والخطيرة على مستوى المنطقة والعالم بمثل هذا التركيز الاعلامي والتغطية المباشرة او شبه المباشرة وحتى المتقطعة وبمثل هذا الاهتمام عالي التركيز الى حد الهوس وهو ـ اي الشأن العراقي ـ اكبر واهم في الكثير من جوانبه من الشأن الفلسطيني ومن قضية غزة نفسها التي هي احدى مفاصل القضية الفلسطينية وضمن تداعياتها الداخلية والخارجية التي ادت بمجملها الى هذه النتيجة التي هي بالتأكيد مأساوية ومن كل النواحي الانسانية والاخلاقية وبكل المعايير والاعراف الدولية..ولامجال للمقارنة بين وضعين مأساويين ( العراق وفلسطين) لاختلاف الاسباب والنتائج بينهما وتباين الظروف الذاتية والموضوعية التي يختلف بها توصيف كل مشهد عن المشهد الاخر ..فلا تصح المقارنة اطلاقا فيما يحاول البعض ان يربط بين المشهدين باسباب مقاربة ونتائج مشابهة وبقاسم (الاحتلال) مشترك الذي استحال الى القربة المثقوبة ذاتها التي مازال البعض ينفخ فيها لغرض الاستهلاك الايدولوجي كنتيجة للافلاس السياسي المستوحى من المنظومة الشعاراتية التي يعتاش عليها المزايدون على القضايا الوطنية وعلى جراح وآهات الابرياء..
ولكن الإعلام العربي (كما الموقف العربي ـ العروبي) من الخليج الذي لم يعد ثائرا الى المحيط الذي لم يكن هادرا عدا فوران المظاهرات الصاخبة وهدير التنديدات التي لم تمثل حتى الحد الادنى من الموقف الاخلاقي المطلوب لدعم "قضية" العرب المركزية وجرح غزة الدامي ..هذا الاعلام ادار ظهره كليا للشأن العراقي واشاح بوجهه عنه كأن العراق بلد نشاز عن المنظومة العربية اقليميا وقوميا وانثروبولوجيا وجغرافيا وتاريخيا او هو نسيج وحده في محيط يتكلم العربية لسانا وهوية ووجودا ...الاعلام العربي لم يتخذ موقفا منصفا تجاه الشعب العراقي وقضاياه ومآسيه واحزانه وجراحاته ولم يتخذ موقفا على الاقل يكون محايدا تجاه الاحداث الجسام التي عصفت به في السنين المنصرمة من عمره المديد عبر الغبش الاول من ضياء التاريخ او بما يناسب حجمه ودوره ومكانته وامكاناته وثقله وستراتيجية حضوره على كل الساحات ؟..فإن كان الاعلام في ابسط تعاريفه وادنى اهدافه انه احد المعايير التي تعرف من خلالها اتجاهات الرأي العام والتوجهات السياسية العامة للدول حكومات وشعوبا وانماطا في الثقافة والتفكير ، فإن الاعلام العربي بانحيازه التام لقضايا عربية اخرى لم يسجل مثل هكذا موقف مع الشأن العراقي في ابسط صوره التي كان بعضها اكثر دموية من احداث غزة ولاسباب سياسية غير خافية فيكون هذا الاعلام قد اضاف بهذا الموقف سلبية مؤسفة اخرى لإرشيفه المليء حد التخمة من سلبيات اثارت استهجان العراقي البسيط الذي كان يتعاطف مع القضايا العربية الى حد الاستعداد "الفعلي" للتضحية في سبيلها ..وان كان من الايجابي والاخلاقي والانساني والمهني ايضا هذا التعاطي بالغ الحفاوة مع قضية غزة (وليس قضية حماس ) ومع القضية الفلسطينية بصورة عامة اي قضية الشعب الفلسطيني والابرياء العزل ، فإنه من السلبي جدا ومن قلة اللياقة المهنية وشحة التوجه الانساني والاخلاقي عدم التعاطي وبنفس الاهتمام مع الشأن العراقي ذي الفاعلية المستمرة والاكثر خطورة سيما بعد تداعيات نشوب الحرب الاهلية في شباط 2006 تلك التي اراد لها لاعبون محليون واقليميون وضمن اجندات محلية واخرى اقليمية مشبوهة ان تحدث الحرب الاهلية تسونامي جامحة تغرق المنطقة كلها بالفوضى العارمة وذلك بعد ان يتلاشى العراق كدولة محورية وكشعب متلاحم اصيل وكوجود طبع بصمة اولياته الحضارية بامتياز ..
وبعد ان ارست الديمقراطية اولى دعائمها في هذا البلد حاولت بعض القوى اجهاض العملية السياسية التي قامت على تلك الدعائم وارجاع العراق الى ما قبل نيسان 2003 ومن ثم الضياع في غياهب الديكتاتورية مرة اخرى ... وما جرى من احداث جسام احترق فيها الحرث والنسل فان الاعلام العربي برمته اصم اذنيه واشاح بوجهه وغض بصره ولم يذكرها الا من باب التغطية الاعلامية (الإخبارية ) التي لا بد منها لتنويع مصادر الخبر اليومي التقليدي وللمرور على الشأن العراقي المضطرب والمحترق آنذاك مرور الكرام اجمالا كاحداث عابرة حالها حال اخبار تقل عنها في الاهمية مليارات المرات ومنها اخبار غزة والقضية الفلسطينية وحتى في تلك الايام التي تحولت بغداد( عاصمة العرب وقلبها النابض) الى مدينة اشباح وبعد ان تم تهجير (اوهجرة) ملايين العراقيين داخل او خارج وطنهم ويوم كانت مراكز الطب العدلي في عموم البلاد تمتلئ بآلاف الجثث مجهولة ومعلومة الهوية يوميا فضلا عن اعداد هائلة من الرؤوس المقطوعة والاشلاء التي كانت تتناثر بشكل "روتيني" على خارطة الوطن الجريح وغيرها مما يجل القلم عن وصفها من مآس ٍ حفرت ندوبها في جسد الوطن وذاكرة الاجيال اذا تم احتساب مآسي وكوارث العهود السابقة..ومع هذا ومازال الاعلام العربي من محيطه الى خليجه وعن قصد وسوء نية يتحاشى التعاطي مع هذه الاحداث بالاستحقاق ذاته في تعامله مع احداث غزة وان كانت قلوبنا وعواطفنا ـ نحن العراقيين الشرفاء ـ مع الابرياء في غزة وكان الله في عوننا وفي عون غزة الجريحة ...



#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما ...
- -معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
- الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
- بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن ...
- مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف ...
- مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا ...
- هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
- -الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال ...
- ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس ...
- بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عباس عبد الرزاق الصباغ - الاعلام العربي بين بغداد وغزة