خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:19
المحور:
القضية الفلسطينية
مساء 21-1-2009 القى السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس , كلمة متلفزة كانت الاولى منذ وقف اطلاق النار في غزة , والاولى التي يلقيها بعد كلمته في مؤتمر القمة القطري في الدوحة , حيث شطب اسم فلسطين والمقاومة الفلسطينية ووضع اسمه الشخصي بدلا منهما , وفي كلمته المشار اليها ركز السيد مشعل على ثلاث مواضيع رئيسية تتعلق بالوضع الراهن : وهي اولا التاكيد على انتصار المقاومة , وثانيا مسالة مسئولية المال المتعلق باعادة اعمار غزة , وثالثا شروط حركة ( حماس المثبت شرعيتها ) في مسالة الحوار الوطني . وبعيدا عن التعليق عن مستوى ( الكرامة الوطنية والدينية ) الذي خاطب به السيد مشعل اسياد المال , وهو اسلوب اقرب الى التسول منه الى ادراك حاجتهم للنضال الوطني الفلسطيني , وبعيدا عن عزة الانتصار المفقودة في الخطاب , الامر الذي قلب امعاءنا واجبرنا على تذكر المرحوم عرفات , لكن الادهى والامر من كل ذلك ما يقراءه المرء من ان السيد خالد مشعل بات يقف على مفترق طرق , ان اوان الاختيار عنده بين نهج المقاومة الوطني ونهج المافيا العصابة الاجرامية المعروفة عالميا والتي للاسف هي ايضا تطور سلبي لحركة وطنية صقلية مجيدة ضد الاستعمار الايطالي . حقا لقداصدرت كلمة السيد مشعل حكمها على حوار الهزيمة والانتصار وادانت حركة حماس وقيادتها بالسقوط الوطني الى مستوى قذارة المال والتكالب عليه , دون مبرر لذلك ؟
ربما كان لدينا قبل كلمة السيد خالد مشعل شكا حول مسالة الفساد كتهمة موجهة لرجال السلطة , لكن السلطة لم تطرح يوما موضوع المال كمسالة خلافية مع حركة حماس , لكنه يبدو ان المحاصصة في مفهوم حركة حماس النضالي لا يخرج عن اطار قرار السيطرة على العائدات المالية في القضية الفلسطينية والتي هي ليست في اضطرارنا الوطني اليها سوى حاجة للصمود وتطوير النضال , في حين ان السلطة طول الخلاف مع حركة حماس كانت تطرح مسالة وحدة الشرعية الفلسطينية كجوهر للخلاف لا كشكل له , وهي نادت دائما بضرورة الشراكة في كل المسئولية الوطنية , في الوقت الذي كشفت به كلمة مشعل الاخيرة الوجه القبيح لمحاولة تمزيق وحدة الشرعية الفلسطينية بمقولة ان حماس اثبتت شرعيتها , والمقصود هنا ( المستقلة) عن منظمة التحرير الفلسطينة , ان المسالة اذن في رؤية السيد مشعل هي اقتسام الشعب حيث التشويه لرام الله والعائدات المالية لحركة حماس , وحتى الخلاف على معبر رفح في حقيقته لم يكن حول تحريره من اتفاقية 2005 بل كان حول سيطرة حركة حماس على عائداته المالية .
رحم الله شاعرنا محمود درويش حين قال عابرون في كلام عابر , وكان جوهر قصيدته ان العابرون لن ياخذوا ارادة القومية الفلسطينية في الوجود والاستمرار بل سياخذوا فحسب مكاسب مادية من السهل على القومية الفلسطينية تعويضها , ويبدوا ان السيد مشعل هو من العابرين فحسب , لقد كانت كلمة السيد مشعل اعترافا لا اراديا بالهزيمة , هذه الهزيمة التي لا تلتصق صفتها بشعبنا بل برؤية ونهج حركة حماس فحسب
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟