أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خسرو بيربال - رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية


خسرو بيربال

الحوار المتمدن-العدد: 778 - 2004 / 3 / 19 - 09:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد التحية و الاحترام ...

أكتب إليكم هذه الرسالة المفتوحة , كي أطلب من سيادتكم التدخل السريع لوقف
المجازر البشعة التي تتم بحق الشعب الكوردي في سوريا ووضع حل جذري لها , هذه
المجازر و الأعمال العنيفة التي ترتكب باسمكم و باسم الشرطة و قوى الأمن في المدن
السورية : عامودا و الحسكة و ديريك و درباسية و رأس العين , سري كاني , و كوباني
و عفرين و قامشلي ( كوردستان سوريا )

في هذه الرسالة المفتوحة و القصيرة , لا أود أن اسرد على سيادتكم التاريخ و الشواهد و
الوثائق التاريخية المعروفة المطبوعة و المنشورة في العالم العربي و الإسلامي , تلك
الوثائق التي تؤكد و تثبت تقسيم كوردستان إلى أربعة أجزاء بعد الحرب العالمية
الثانية و أن هناك حقيقة و هي وجود قسم من كوردستان في الجزء الشمالي الشرقي من
وطنكم دولة سوريا العربية .

أود أن أبين لسيادتكم أنني أعجبت بشخصكم الكريم , و بطريقة تعاملكم و خطابكم في
المؤتمر الأخير أثناء مؤتمر القمة العربية في بيروت , لقد لاحظت أفق التفكير العميق
و الدقة الموضوعية في خطابكم , وتحدثت عن إعجابي هذا للكثير من الأصدقاء المفكرين و
الكتاب في كوردستان , قلت لهم : ( بأن دولة سوريا الجديدة , ستكون دولة ذات سياسة
مضيئة و متجددة و حضارية ديمقراطية و متفتحة على العالم الخارجي و سياسة الرئيس
الجديد السيد بشار الأسد ستكون مختلفة جذرياً و أكثر تفتحاً من الأساليب السابقة
المتبعة من قبل الحكومة العربية السورية وبالتحديد تجاه القضايا المتعلقة بسياسة حكومتكم الداخلية و الخارجية و أقصد هنا تجاه التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق , و بالأخص نظرتكم و تفهمكم للقضية الكردية في كوردستان الغربية كوردستان سوريا )

سيادة الرئيس بشار الأسد ,

أن العالم اليوم هو عالم التفاعل والتفاهم والديمقراطية والانفتاح أمام الآخرين
هؤلاء الذين يعيشون معنا وحولنا رغم الاختلاف في اللغة والجنسية , وهناك في
دولتكم العريقة شعوب وأقليات مختلفة ومن بينهم الشعب الكوردي الذي تمثله بعض
التيارات و الأحزاب الكوردية الوطنية في سوريا .

عالم اليوم عالم صغير جداً , و كما أكدتم أنتم بمؤتمر القمة العربية في بيروت إن
الشعوب تتأثر ببعضها البعض , والحقيقة هنا يا سيادة الرئيس إن الشعب الكوردي في
كوردستان متابع و مطلع عن تطورات و تقدم الأحداث و الأمور وخاصة مجرى و خطى مسيرة
التقدم والنضال الذي يسلكه الشعب الكوردي في كوردستان بأجزائها الأربعة ،الانتفاضة الشعبية في كوردستان العراق و تشكيل حكومة كوردستانية في عام 1992 , و الكورد في شتى أنحاء العالم يتتبعون كيف إن الكورد في كوردستان العراق نجحوا بإعادة بناء بلدهم و أعماره و تطوير الحياة الاجتماعية و الاقتصادية للمواطن الكوردي في كوردستان العراق , منذ البداية لم يرغبوا في بناء دولة مستقلة , لأن البرلمان الكوردستاني تبنى مبدأ الفيدرالية مع الدولة العراقية . و في هذا الإطار القومي للقضية الكردية , فإن المطالب القومية للشعب الكردي في سوريا أثرت و سوف تؤثر كثيراً بالأحداث في العراق عامة و هذه حقيقة جغرافية و قومية و سياسية . يعيش الشعب الكردي في سوريا اليوم حالة من الظلام و الخوف و القهر , و ذلك عبر اقتحام الشرطة السورية للبيوت الآمنة في كل المدن التي يتواجد فيها الكورد و إطلاق الرصاص الحي على الجماهير و هنا أسألكم يا سيادة الرئيس : أين تتوجه هذه الطلقات الحية و ما هي أهدافها ؟

تقتل من ؟ و تجرح من ؟ الضحايا هم من جلدة واحدة , و حضارة واحدة و شعوب عاشت معاً و
سوف يبقون إلى الأبد , و ألتمس منكم التدخل السريع لوقف حمام الدم في المدن الكردية
السورية.




سيادة الرئيس
أنني ككاتب كوردي أود أن أحيطكم علماً بأن اليوم كل الشعب الكردي في كوردستان
والخارج يتألمون ويشتكون الألم والعنف والقوة المستخدمة من الشرطة في سوريا .
أؤكد لكم بأن الشعب الكردي قبل السلطات الأمنية في سوريا , مطالبه لا تقل ولا تزيد
عن مطالبة أي إنسان فوق هذه الأرض وهي الحياة البسيطة وضمان حقوقه في اللغة الأم و
حق حيازة هوية تثبت شخصيته القومية و احترام النفس و احترام ثقافته و حق تقرير
مصيره , و هذا كله تضمنه سياسة جديدة متبعة من قبل سيادتكم و الحكومة السورية
للجلوس على طاولة المفاوضات و إيجاد الحل العادل للقضية الكردية في سوريا و إقرار
مبدأ الفدرالية أو الحكم الذاتي للمنطقة الكردية و إتباع سياسة جديدة في التنمية و
التقدم و العمل لازدهار البلد بصورة عامة و تنمية المجتمع السوري عامة .

نحن الكورد نؤكد على التآخي القومي بين الكورد من جهة و بين بقية الشعوب من كافة
البلدان و ثقافاتها و خاصة دول الجوار وعلى تعايشهم السلمي معاً , ونأمل أن تدعوا
سيادتكم إلى نبذ العنف و القوة في حل المشكلات حيث ثبت في كوردستان العراق أن العنف
لا يولد إلا العنف و هو غير مقبول في العلاقات بين الثقافات و الحضارات .
أنكم تستطيعون الدخول إلى التاريخ الجديد من أوسع أبوابه , و سوف تشكركم الشعوب
القاطنة في المنطقة إذا سارعتم اليوم في هذه اللحظات التاريخية بفتح الملف الكوردي
و لا خوف من قول الآخرين أن الكورد يريدون دولة كوردية , أن هذه الاتهامات ينشرها
بعض الأفراد لغرض التشويش و استمرار دوامة العنف و عدم الاستقرار في المنطقة .
الكورد اليوم يريدون ضمانا لحقوقهم الثقافية و القومية و الاجتماعية , أنكم قادرون
للدخول إلى قلوب كل شعوب المنطقة عبر إعفائكم للمسجونين السياسيين الكورد و فتح
مائدة مستديرة للأحزاب الكردية في سوريا .

عالم اليوم هو عالم التفاعل و الاتصال و التشابك و التعاون الثقافي و الاقتصادي نحن
جميعاً ندرك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها بلدكم و هو بلد الكل , هناك
مقولة لكاتب عربي : ( أن لكل إنسان بلدين , الأول بلد الولادة و الثاني هو سوريا) .

اليوم و بعد تحرير العراق من أبشع الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط يشارك الكورد و
العرب و كل شعوب العراق في بناء عراق جديد و متقدم . وسوريا العزيزة دولة جارة ,
بمقدوركم يا سيادة الرئيس , تغيير وجه المنطقة و بناء جسر على فيش خابور و تطوير
المنطقة اقتصادياً و ثقافياً و اجتماعياً ... , إنكم تدركون يا سيادة الرئيس كيف
أن الاقتصاد التركي تطور بشكل ملحوظ بتحرير كوردستان في عام 1991 , و أن الحدود مع
تركيا كانت و ما زالت معبراً حيوياً لهم و كذلك استفادت الشعوب العراقية .. , لماذا
لا تبنون أنتم أيضاً جسراً على دجلة للتواصل و الاستفادة من خيرات بلدكم الثاني
العراق عبر التجارة ؟

سيادة الرئيس إنكم الآن تعيشون لحظات تاريخية حاسمة , لحظات تنتظرها شعوب المنطقة
كاملة , و الشعب الكردي خاصة , اليوم ينتظر الإنسان الكردي منكم الجلوس إلى طاولة
المفاوضات و إتباع سياسة واقعية و بناء أسس التعاون و نشر المحبة و السلام بين الشعب الكردي و شعوب المنطقة .

إن الأحداث و التطورات و السياق الزمني للقضية الكردية لا ترجع إلى الوراء , اليوم
لا رجعة عن أحقية حقوق الشعب الكردي في العيش و امتلاكه لحقوقه الثقافية و

القومية و حقه في العيش بشرف و أمان تحت أجنحة الاستقرار و السلام ...
و لكم مني يا سيادة الرئيس كل الاحترام و التقدير

خسرو بيربال / كاتب من كوردستان العراق



#خسرو_بيربال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تأسيس اجندة كوردستانية


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خسرو بيربال - رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية