أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - نفاق النظام السوري : السجادة الحمراء للبر زاني و الرصاص لمن يرفع صورته في القامشلي !















المزيد.....

نفاق النظام السوري : السجادة الحمراء للبر زاني و الرصاص لمن يرفع صورته في القامشلي !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 778 - 2004 / 3 / 19 - 09:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أحداث العنف الخطيرة والمحزنة التي اندلعت في شمال شرق سوريا وفي المدن التي تقيم فيها جالية كردية كشفت النقاب عن الكثير من مساوئ الأنظمة الاستبدادية المشابهة لنظام الطاغية صدام حسين . فالنظام البعثي في سوريا والذي لا يزال يمارس سياسات شمولية مفضوحة حاول أن يتذرع بالهدوء المجتمعي والاستقرار الأمني ليقول للمطالبين بالتغيير والإصلاح أن الأمور على ما يرام وليس ثمة حاجة لتجريب " الأفكار المستوردة " والعبارة الأخيرة تعني التعددية والحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان ومبادئ المواطنة الحديثة التي غدت صرخة عالمية للإنسان المعاصر بوجه أنظمة الحكم الدكتاتورية والشمولية من كل نوع . وفي الحقيقة فإن الهدوء السائد في سوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط كالسعودية وإيران وتركيا هو أشبه بهدوء المقابر لا بهدوء البلدان الحية والتي تعيش في القرن الواحد والعشرين .
لقد قتل العشرات من المواطنين الكرد العزل في اليوم الأول للأحداث وجرح العشرات ، وقد خرج رسميو النظام ليعلنوا خطابهم السقيم والمكرر عن أن الأحداث كان مخطط لها من الخارج ،وإنها كانت مبيتة ،وأن الكرد الذين دخلوا إلى الملعب الرياضي كانوا مسلحين ويرفعون الأعلام الأمريكية والكردية و بعض الصور لزعماء أكراد ..الخ . غير أن أي غرٍّ صغير بوسعه أن يكشف حقيقة ما جرى ويكشف كذبة النظام : فإذا كان الكرد فعلا مسلحين وقد خططوا مسبقا للأحداث فلماذا سقط العشرات من القتلى والجرحى منهم ولم يسقط من المواطنين العرب قتيل واحد في الأيام الأولى ؟ ثم مَن قال ، ومَن يملك الدليل على أن بعض الأفراد الذين رفعوا العلم الأمريكي هم من الكرد الذين يستهدفهم الرصاص وليسوا من رجال الأمن الذين يريدون تلويثهم بالعمالة للأمريكان ؟ ولماذا يكون العلم الكردي ورفع صور الزعماء الأكراد والذين طالما احتفظوا بعلاقات طيبة جدا مع نظام الأسد جريمة ومخالفة جنائية في حين يستقبل هذا النظامُ زعماءَ الأكراد العراقيين استقبال الرؤساء في دمشق وتفرش لهم السجادة الحمراء حتى بعد أن تحالفوا مع الاحتلال الأمريكي ؟ لقد فاق نفاق النظام الحاكم في سوريا كل الحدود : فهو من جهة يستقبل زعماء الأحزاب الكردية العراقية المتحالفة مع الأمريكان استقبال الرؤساء ، ولكنه يجابه مواطنيه الأكراد بالرصاص لأنهم كما قيل في الإعلام يرفعون صورا لأولئك الزعماء ولأمريكا . وفي اليوم الثالث على الأحداث وبعد أن سقط ضحايا جدد واستعرت نيران الحقد العنصري والتي زاد من شدتها القمع الحكومي الطويل والأحقاد المتراكمة ، في اليوم الثالث يبدو أن مفبركي الأكاذيب في إعلام النظام الشمولي البعثي انتبهوا إلى ضعف كذبتهم السالفة فزعموا أن من بين القتلى وهم بالعشرات وبلغوا ثلاثين قتيلا باعتراف الحكومة هناك خمسة قتلى من العرب . غير أن الكذبة تظل ثقيلة ومفضوحة وهي أن ما حدث هو قمع همجي لنظام شمولي فات أوانه وينبغي أن يسلم السلطة سلما إلى الشعب عبر صندوق الانتخابات أو أن يرحل عن صدر الشعب السوري بطريقة أو أخرى . ثم إن هذا النظام لم يكن رحيما مع عرب سوريا ذاتهم يوم سحق مدينة حماة بالمدفعية والدبابات في صراعه الدموي مع المنظمة المسلحة للسلفيين الإسلاميين في حركة الأخوان المسلمين في بداية الثمانينات من القرن الماضي ، فلماذا العجب والدهشة إزاء ما يحدث اليوم إذن ؟
نعم إن الأحداث العنيفة والاعتداءات الإجرامية على المدنيين العزل وخصوصا من الكرد السوريين ستدفع بعملاء الإدارة الأمريكية في صفوف بعض الأحزاب الكردية إلى الاستفادة من هذه الأوضاع خدمة لأسيادهم ، ومن الضروري أن تنتبه القوى السياسية الكردية الحية والشريفة وغير الملوثة بالعمالة للأجنبي إلى هذه الثغرة . و يجب على التقدميين والاستقلاليين الكرد أن يكشفوا ويفضحوا عملاء أمريكا و يحذرونهم من اللعب بدماء الناس و إلا فإن عزلهم جماهيريا هو الحل . غير أن المهمة الأولى ستكون اليوم هي مواجهة النظام الشمولي مواجهة وطنية شاملة يجب أن تنخرط فيها كل قوى الشعب السوري ومن جميع الفئات والطبقات لتدفع بالنظام إلى الزاوية الحرجة بدلا من أن يدفع هو بالمواطنين الكرد إلى تلك الزاوية ويستفرد بقواهم السياسية ، وحين سيوضع النظام في تلك الزاوية فإنه سيبدأ عندها بالتسليم بمطالب الشعب السوري ككل في الديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة الحديثة وهكذا ستكون الديموقراطية هي الطريق نحو إقرار الحقوق المشروعة للكرد السوريين وغيرهم عبر الديموقراطية ، و سوف يتفادى الجميع التجربة العراقية المرة التي انتهت إلى احتلال البلد والهيمنة على مقدراته لزمن طويل قادم .
إن على المخلصين من الأكراد السوريين أن يفهموا ويستوعبوا الدرس العراقي فحين اعتبرت أغلب الأحزاب الكردية العراقية أن الطريق إلى تحصيل الحقوق المشروعة يمر عبر التحالف والتعامل غير المشروع مع أعداء العرب والكرد وكل شعوب العالم الثالث أي الهمج الأمريكان وحلفائهم الغربيين ربحت هذه الأحزاب بعض النجاحات المؤقتة والهشة ولكنها خسرت المستقبل ودمرت علاقة التآخي مع عرب العراق وباقي مكونات المجتمع العراقي وها هي تعاند وتواصل السير نحو الهاوية الأكيدة في محاولة لأن تجعل من الأمة الكردية العظيمة مجرد مليشيا مأجورة للمحتلين ضد جميع شعوب الشرق .. إن على الكرد المخلصين لأمتهم ولعلاقات التآخي مع شعوب المنطقة أن يفشلوا هذه المحاولة لبعض الأحزاب الانتهازية وينقذوا شرف أمتهم ومستقبلها وحقوقها المشروعة .
سؤال أخير :
ترى لماذا يصمت المثقفون العرب اليوم عن قمع النظام الحاكم للمواطنين السوريين عموما والكرد خصوصا كما صمتوا أيام مجازر نظام صدام ضد الشعب العراقي وما الفرق بينهم اليوم وبين مَن صمت من سوريين وعرب في تلك الأيام ؟
ولماذا يصمت في سوريا نفسها الديموقراطيون واليساريون إلا القلة القليلة ولا يعلنون تضامنهم مع المواطنين السوريين من الأقلية الكردية ؟
ولماذا يصمت – خصوصا – أصدقاء حزبي البرزاني والطالباني العميلين للاحتلال الأمريكي من المثقفين العراقيين ، والذين صدعوا رؤوسنا بخطابات الدفاع عن حزبين أضرا شديد الضرر بالشعب الكردي ؟ هل تحولت تقاليد التضامن الأممي والإنساني إلى تقاليد للتضامن بين المليشيات المأجورة والعصابات الحزبية العميلة للمحتلين الأجانب تحديدا ؟ سؤال موجهة إلى مثقفي مجلس الحكم من العراقيين الذين يواصلون الصراخ :
- إنها عنـزة ، نعم عنـزة ، ولو طارت في سماء الحسكة أو القامشلي !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الدستور المؤقت لثورة 14 تموز 1958 ! - الجزء الثالث ...
- قراءة في الدستور المؤقت لثورة 14 تموز 1958 : - الجزء الثاني ...
- قراءة في الدستور المؤقت لثورة 14 تموز 1958 ! - الجزء الأول - ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس التاسع والثلاثون : المنصوب عل ...
- وثيقة مجلس الحكم الدستورية : باطلٌ كلُّ ما بُنيَ على باطل !
- دستور -بريمر - ولد فاطساً ، والفيتو الكردي سيواجه فيتو في مث ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والثلاثون : المنصوب عل ...
- تحالف الأمر الواقع بين الاحتلال الأمريكي والإرهاب السلفي يحص ...
- المبسط في النحو والإملاء .الدرس السابع والثلاثون : المفعول ف ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السادس والثلاثون : الم ...
- العراق - الأمريكي - يزحف نحو النموذج الطائفي اللبناني !
- بين الانتخابات الفورية والحكومة العميلة : نعم للمؤتمر التأسي ...
- بين الانتخابات الفورية والحكومة العميلة : نعم للمؤتمر التأسي ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس الخامس والثلاثون : الم ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الرابع والثلاثون : المفعول لأ ...
- العبقرية هي الصبر !عبارة قالها بودلير وكابدها عبد الرحمن مني ...
- تنظيم القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وتحديات المرحلة ...
- تنظيم -القيادة المركزية- للحزب شيوعي العراقي وتحديات المرحلة ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثالث والثلاثون : المفعول به
- اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بين عارين :الجزء الثان ...


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - نفاق النظام السوري : السجادة الحمراء للبر زاني و الرصاص لمن يرفع صورته في القامشلي !