أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - الدم السوري الرخيص














المزيد.....

الدم السوري الرخيص


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 778 - 2004 / 3 / 19 - 09:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نقد لنظرية استرخاص الدم الشائعة,توأم نظرية المؤامرة
لا تنسوا أبدا أن إنسان نياندرتال, يقف دائما خلف الباب
"بيير داكو"

تجنبا لسوء فهم محتمل: أرفض كل أشكال العنف(الفردي والدولي) وأعتقد أن الطور الحضاري الذي نعيش فيه, ألغى مشروعية استخدام العنف باستسناءات خاصة جدا ومحددة ,تنحصر في مجال الدفاع عن النفس, كذلك أسلوب المطالبة بالحقوق يتحدد بالوسائل اللاعنفية, وهي أكثر جدوى وفاعلية في جميع الأحوال. استخدام العنف يعطل التفكير ويفتح الباب أمام الدوافع والقوى الهمجية, الموجودة داخل كل فرد, يعيش اليوم على هذا الكوكب الجميل, والمنزوي في أقصى الكون المعتم والموحش.
الكردية أحد مكونات الهوية السورية على السواء مع العربية والإسلامية والمسيحية واليهودية وسواها من خيوط النسيج السوري , وتلك المكونات( بتعددها وتوزعها) ملحقات بشخصية الفرد, الذي هو وحدة الوجود الأساسية,وحياته سقف القيم جميعا.سأحاول الكلام بعقلانية وحياد,مع تفهمي لدرجات الانفعال من التعاطف إلى الغضب,وأعترف لو أن أحد أصدقائي:فرزند عمر أو معروف مرسكي أو عبد الحليم يوسف أو سواهم أصيب بأذى لما استطعت المحافظة على هدوئي المستفز للبعض.
عبارة الكيل بمكيالين تصرعنا طوال الوقت, واغلب من يرددونها لا يلتزمون بمكاييل أو معايير,بل يقذفون الكلام بعشوائية تلغي امكانية الفهم بالنسبة لي على الأقل. رأيي المختصر يقول أن الأكراد في سوريا لهم نفس حقوق العرب السنة في العراق والفلسطينيين في أراضي السلطة أو في دولة اسرائيل,إضافة إلى حقوقهم المماثلة لحقوق بقية السوريين, العرب وغيرهم, ولا يوجد أي تبرير للتمييز في الحقوق بين البشر.عرفت متأخرا بوجود مأساة إنسانية حقيقة في سوريا,تتمثل بوجود مئات الألوف محرومين من الجنسية تحت تسمية أكراد, هذه القضية لا تخص الفكر والآراء المختلفة, وليست قضية سياسية, هي حرمان للفرد من حقه الأساسي كإنسان.ووسائل المطالبة بهذه الحقوق ملزمة بالتقيد بالشروط اللاعنفية التي تسري على فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها,وليس لدي أي كلام أضيفه بهذا الخصوص سوى رفض استرخاص الدم الذي أعتبره سقف الإرهاب.
جفاف عاطفي أو الرماد السوري مرة ثانية:أوضحت رأيي عبر كيكا بالشخصية السورية في مقال بنفس العنوان, وهنا سأضيف إلى تصوري للجفاف العاطفي الذي يصيب الفرد والمجتمع على السواء, فكرة جديدة أعتقد من الضروري معالجتها والتوسع بها في الظروف السيئة التي تعيشها سوريا والمنطقة عموما,المفارقة اللفظية على الأقل في الجفاف العاطفي,أنه على عكس ما توحي به التسمية,يتسم بطغيان العاطفة والإنفعال على العقل والعقلانية, وهذا ما يخيفني إلى درجة الذعر,إن أفلتت ضوابط العنف الكامن
لا تترك مكانا لا للفهم ولا للتسوية,بل تسود ثنائية الأخ والعدو, وآخ من كلمة أخ كم تلطخت بالدم والإعتداء في بلادنا المريضة.
ما أن سرت حمية النشامى واسترخاص الدم ,حتى تحولت دير الزور إلى قتلة وسرايا صدامية وبالمقابل تحولت القامشلي وجبل الأكراد في دمشق طلائع التحديث في سوريا, وعند المعسكر الآخر بالعكس غوغاء في القامشلي وشرطة سويسرية وفتية يمتلئون بالحماس الرياضي والوطني على السواء. السوريون لم يهبطوا بالمظلات في عفرين ودير الزور وعامودا والرقة وحلب وبيت ياشوط,هم أهل البلد منهم الشرطي والمفكر والفنان والقاتل واللص والخائف والأكثرية صامتة دائما,والجميع عربا وأكرادا مسلمون ومسيحيون ,للأسف ما زلنا نعيش في القرون الوسطى. أكثر ما أحزنني في كل ما قرأت هذه الأيام,تلك النبرة وإن كانت خفيضة, التي تم نقلها من الفلسطينيين إلى الأكراد, وتختصر بعبارة واحدة :الإنتفاضة حتى آخر طفل فلسطيني,والكل يعرف أن أعلى الأصوات كانت وما زالت أصوات أصحاب كوبونات النفط,لا أتهم المتعاطفين مع الحقوق الكردية فأنا منهم,لكني أشير للتحريض الضمني والمأساة التي يحملها حين يطغى الإنفعال على العقل .لا توجد قضية أهم من حياة فرد أيا كان.
الجفاف العاطفي يحرم المصاب فيه,من إدراك ومعرفة الآخر,وقبل كل شئ من إمكانية التعاطف معه, على العكس يتحول التعاطف المزعوم,وفي حالاته المتطرفة حتى تجاه الإبن الفعلي,إلى التضحية به. أتمنى ألا تجرفنا الغوغائية إلى التعاطف مع الأكراد كما تعاطفنا مع العراقيين ونحن نشجع قتلهم اليومي وكما تعاطفنا من قبلهم مع الفلسطينيين.للأكراد حقوق لا تحتاج مني ومن غيري إلى التفلسف بشأنها,الطرق السلمية هي أقصر الطرق للحصول على الحقوق,والعنف كفيل بالقضاء المبرم عليها.وهذه تحيتي لأصدقائي اسماعيل وفرزند ومعروف وعبد الحليم وصبحي وابراهيم في عفرين ودير الزور والقامشلي وجبل الأكراد وفي الرقة
وسلمى وجبلة كذلك.لا تنسوا أبدا أن إنسان نياندرتال يقف دائما خلف الباب.
عزائي لأهل الضحايا وأصدقائهم ورجائي أن يتوقف الدم السوري الرخيص عن النزف.
اللاذقية_حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة الوطن
- الفرد والحلقة المفقودة في الحوار السوري
- الأكثرية الخرساء من يمثلها!؟
- حلم العيش في الحاضر
- المريض العربي
- جملة إعتراضية
- ملاحظات على مقدمة لن لأنسي الحاج
- المسكوت عنه في سجن (شرق التوسط) رثاء أخرس
- رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان
- الوعي الزائف - الآيديولوجيا
- الوعي قعر الشقاء
- ضرورة الشعر والكلام المفقود
- الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني
- لو كنت أستطيع تبديل الأوطان كالأحذية
- الموقف الايديولوجي يتوسط الواقع والوهم
- حوار
- الآخر السوري
- الكلام
- مات اليوم بسام درويش وبقي شيوعيا إلى آخر لحظة
- الضجيج الذي أثاره أدونيس أو خطبة الوداع لبيروت


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - الدم السوري الرخيص