|
ماذا يحدث للمواطنين العراقين في السعودية
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:17
المحور:
حقوق الانسان
ماذا يحدث للمواطنين العراقيين في السعودية من يتابع ما يجري من اصدار الاحكام القضائية الراجلة في السعودية بحق المواطنين العراقيين والتي تستند اساسا على السياسة ، و هم لا يستحقون ما يبدر من الغدر و الظلم بحقهم و ليس من جرم يستحق ان يُذبح الانسان جراء اقترافه له ، و انهم حقا يعانون من تعامل السلطات معهم في السجون ايضا ماعدا المحاكمات الشكلية الجائرة . فان كان الارهابيون يتسللون من دول الجوار الى العراق و يدخلون لاهداف القتل و الارهاب و الدمار ومن تخطيط و سبق الاصرار و ينشرون هذه الماسي في هذا البلد ، و وفق كافة القوانين الوضعية والالهية يجب معاملتهم باقسى العقوبات ، و لكن ما نراه ان المطالبات تزداد يوميا للرأفة بهم و بازالة حكم الاعدام من القانون العراقي كما هو المتبع في العديد من دول العالم ، و هذا يشمل الارهابيين ايضا ، فما بال العالم من ما يسمع و يرى ما ينفذ و يرتكب بحق السجناء في غياهب السجون السعودية فقط لكونه عراقيا ، ام وراء الغرض قضية !! فليس الحكم بالاعدام وحده فقط و انما مستوى معاملتهم البائسة من الدولة الاسلامية و بلد المكة و المدينة ، ما اهم النوايا الخفية و الغرض السياسي وراء هذا العمل الشائن غير زرع روح الحقد والكراهية استنادا على التعصب المذهبي ، ام ......؟ هذه ليست قضية اهالي و اصدقاء المسجونين فقط و انما الوضع العراقي الجديد بعد سقوط الدكتاتورية يتطلب بكل تاكيد تغيير نظرة السلطة الى المواطن العراقي استنادا على حقوق المواطنة التي تفرض ان تكون له قيمته الانسانية كاغلى ماموجود من القيم على الارض كما تفعل كافة الدول الحرة المحترمة لحقوق مواطنيها ،و هذه القضية توضح مدى اهتمام السلطة بما يمس الفرد العراقي ، و ليس المسجونين فقط و انما المواطنين جميعا يجب ان يحسوا بقيمتهم و حقوقهم ، و هذا ما ينعكس على قوة الانتماء للوطن و التضحية المطلوبة من اجله ، و ان هُمش او اُهمل المواطن الذي يعيش في ازمة و هو محتاج لمن يساعده كما هو حال المواطنين في السجون السعودية ، فان اهمالهم سيزيد من احباط المواطنين الاخرين في الداخل و اللاجئين في دول العالم ، بعد احساسهم بعدم الاهتمام السلطة بمثل هذه القضية الانسانية الحساسة قبل ان تكون قضية سياسية و تمس كرامة جميع العراقيين ،فكيف تهتم بما يهمهم و هم احرارفي داخل الوطن. اذن قضية السجناء العراقيين في السعودية ليست قضية عدد معلوم من السجناء فقط ،و ليكن سجين واحد فقط ايضا، يستوجب على السلطة العراقية الالتفات اليه مبدئيا كاساس هام و مرتكز رئيسي لبناء العراق الجديد الملم بقضايا المواطن و خصوصياته، و قبل اي شيء كرامته و عزته و قيمه ، و للتصالح مع الذات و اعادة الاعتبار للنفس بعد كل تلك الاهانات و الاهمال و التقزيم للشخصية العراقية طيل سنين من قبل الدكتاتورية البغيضة و كيف تعاملت مع المواطن العراقي كالة من الات الحرب ليس الا و لم يحسب له انه نفس بشرية تستحق كل ما يعزز من قيمه و مكانته ، فان لم نحترم نحن انفسنا يجب ألا ننتظر ان نُحترم من الاخرين . السؤال الهام هنا ، ان لم تهتم السلطة بمواطنيها و لم تدخل في التشاور و التحاور مع حكام البلدان التي تستغل ضعف الوضع العراقي لظروفه المعلومة و لم تستحسن التعامل معهم فكيف تريد السلطة هي بنفسها ان تحترم من قبل مواطنيها قبل الاخرين ، و هل تنتظر المكانة التي تليق بها و بتاريخ العراق من قبل المواطنين . ان كان الاب هاملا و مهمشا لحقوق ابناءه فهل يُطلب من الجيران ان يكونوا مهتمين بهم و ان يحترموهم ، و هل يحترم مثل هذا الاب بين اقرانه . من الواجب الوطني على الحكومة و البرلمان و الرئاسة العراقية ان تحترم المواطن العراقي و تظهر ذلك للملا، و عليه ان يثبت انه ليس هناك اثمن من حياة المواطن بالقول و الفعل ، وهذا امتحان صريح لمدى اهتمام السلطة بشؤون المواطنين لاسيما قضيتهم مرتبطة بدولة اخرى و ليست داخلية ، والحكم في تلك الدولة معلومة للجميع و هي تسيير على اية اسس و كيف تعامل الانسان و وفق اية ايديولوجية ، و ما مستوى حقوق الانسان فيها . كما هو الحال و من واجبات الحكومة ، فان المنظمات المدنية و بالاخص ما تهتم بحقوق الانسان منها مطلوب منها ايضا رفع اصواتها و الضغط الداخلي و العمل على كل وما يمكنها من اجل التخفيف من العقوبات على الاقل ، و من اهم واجبات الاعلام الحقيقية هو توضيح و التركيز على هذه القضية الماساوية التي تصر عليها السلطة السعودية ، و يمكننا ان نصفه بارهاب الدولة وقتل الانفس بدم بارد . و على المواطنين و ابناء الشعب جميعا ان يستنكروا ما يجري في السعودية ، و التعبير عن استيائهم بكل السبل و الضغط على تفعيل القضية من اجل ايجاد الحلول المناسبة لها . ولا يستحق اي من هؤلاء المسجونين ما ينفذ بحقهم عرفا و قانونا و عدالة ، من الواجب تعاون و تكاتف الجميع من اجل هذه القضية و حتما ستكون لاي عمل نتيجة ، و يمكن انقاذ حياة مجموعة من المواطنين و هو ليس بقليل .المؤلم في الامر ان ما يستشف من هذه القضية هو ما تامر به الاحقاد و الضغينة والخلافات في الاراء و المواقف العقيدية الفكرية بما فيها المذهبية فقط وليست احكام القوانين التي تتشدق بها الحكام في السعودية ، و هوالدافع الرئيسي لهذه الجرائم التي لا تغتفر. و الملاحظ ان السكوت المطبق على هذه القضية من قبل السلطة العراقية غريب جدا و لا يمكن تفسيره ، لذا يجب على الحكومة العراقية نجدة من يقبع في السجون السعودية من خلال اثارتها بطرق دبلوماسية صريحة و سريعة و منع ما يقترف بحقهم دون وجه حق لضمان المصداقية و ثقة المواطنين بها، و تجسيد للاهداف و المباديء التي تتمسك بها في العراق الجديد.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيطرة عقلية الثورة وليست عقلية السلطة على القادة الكورد منذ
...
-
اية نظرية فكرية تتوافق مع الواقع في الشرق الاوسط
-
ازدواجية قادة الشرق الاوسط في التعامل مع الاحداث
-
المخاطر التي تواجه علاقة الحكومة العراقية المركزية مع اقليم
...
-
توفير عوامل قوة شخصية المراة في المجتمع
-
ضرورة الحوارات السياسية من عدة ابواب في العراق اليوم
-
وضوح عناصر تعبئة المواطنين مفتاح لاختيار الاصلح في الانتخابا
...
-
كيف و متى تترسخ الثقافات التي يحتاجها العراق الجديد
-
عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!
-
المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب منا الافكار و الحوار
-
حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية ج
...
-
العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
...
-
العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
-
ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
-
كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
-
القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
-
المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و
...
-
عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
-
العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
-
كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|