|
يوم تأسيس الجيش العراقي والدروس المستنبطه من حرب الاحتلال
عربي الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:15
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
القسم الاول الحديث عن الجيش العراقي يثير المتاعب والغيض ايضا بنفوس إؤلئك البعض الذي لا يرى العالم ، الا من خلال منظاره العاجي الخاص، وزاويته الضيقه ، بعيدا عن قول الحقيقه ومغايرا تماما للواقع المادي وشهادات ذوي الاختصاص وتجارب الماضي القريب التي لا تقبل الطعن ، وحين اطرح هذا الموضوع ، من خلال المواقف ومعطيات الوقائع المتعاقبه للحدث دون مغالاة او مكابره او تسويف ، او تزمت ، اريد به خدمة الحقيقه والتأريخ وطرح العبر لمن يعتبر ....!
وبمناسبة مرور ذكرى يوم الجيش العراقي المصادف 6 / ك2 / 2009 اقدم للقارئ الكريم موضوعا غاية في الاهميه ، مستلا من كتاب ( العراق – الاحتلال – المقاومه ) شهادات من خارج الوطن العربي .. اصدره ( مركز دراسات الوحده العربيه.. وهو من سلسلة كتاب المستقبل العربي – 27 ) ، كاتب التقرير ( أنتوني كوردسمان ) (استاذ كرسي آلي أ – بيرك للأستراتيجيا في مركز الدراسات الأستراتيجيه والدوليه) والذي يضع فيه النقاط على الحروف ، لما جرت من احداث ومعارك يوم 9 / مايس سنة 2003 يوم بدأ الاحتلال الامريكي للعراق وما بعده ، مستنبطا منها الدروس والعبر ، كاشفا سير القتال بين الطرفين ، وتحركات ومناورات الوحدات العسكريه المقاتله في ميدان المعركه ، وكل ما يخص القطعات ، ابتداء من تقدير الموقف الذي عادة يسبق القتال ، الى وضع الخطط السوقيه والتعبويه ، ومن ثم امور السيطره والقياده ، والاستطلاع ، والاستخبارات ،والاتصالات ، وتوزيع الواجبات، والاعاشه والتموين ، وادامة المعركة ، وقتال المدن ، واستعمال القوه الجويه بكفائه والاسلحه الاخرى وغيرها ، جالبا عناية القارئ الكريم صوب معلومة ، ارى من الضروري التوكيد عليها من خلال اهميتها لحسم الموقف العسكري ، في الحروب الحديثه سواء بهذه المعركه اوفي معارك المستقبل ، الا وهي توظيف علوم التكنولوجيا وتقنينها في خدمة المعركه ، والتي كان لها الاثر الفاعل لحسم هذه الحرب بوقت قياسي اذا ما قورن هذا الاستخدام باستخدام الاسلحه التقليديه ، هذا وامور اخرى كثيره تثير الجدل وردت بالتقرير ، تاركا للقارئ اللبيب وخاصة القاده العسكريين منهم التمعن جيدا للخروج بهذه الدروس المستنبطه ، ومحاولة توظيفها لحالات الجيش العراقي الجديد الذي هو بدور التأسيس ، ويفترض به ان يكون جيشا حديثا ومتطورا ، يضاهي احدث جيوش العالم او جيوش بلدان الجوار على اقل تقدير ..! إن كانت حقا هناك ضروره لوجوده ؟ وإذن ما هو شكل ذلك الجيش الذي نريده ؟
جاء بالصفحه 42 من الكتاب المذكور العنوان التالي :---
( دروس امريكيه وبريطانيه في ما يتعلق بحرب العراق بصوره اكثر تحديدا .... ) لا يوجد ابدا انفصال تام بين الدروس التي برزت من حرب طرواده وعند ليوسديويس وصن تزو ، والدروس المحدده التي تستنبط من اي صراع ، مع ذلك فان بعض جوانب حرب العراق تفرض فيما يبدو دروسا محدده ..!
1- دراسة العدو: - كانت الولايات المتحده قد استخدمت قدراتها المخابراتيه الفضائيه وغيرها لدراسة واستهداف العراق لأكثر من 12 سنة من صيف عام 1990 الى بداية عام 2003 ، وكان عليها ان تستعد للحرب عدة مرات بعد عام 1998 ، وقد قامت بغارات كبرى في عملية ثعلب الصحراء في عام 1998 ، ووفر هذا درجة فريدة من الدرايه بالوضع قبل ان تبدأ الحرب . 2- الهيمنه الجويه : - حققت القدره على شل السلاح الجوي العراقي والقمع المنظم للدفاعات الجويه العراقيه هيمنة جوية شبه كلية ، وهو مستوى من التفوق الجوي لم تتمتع به الولايات المتحده ابدا في حرب كبيره سابقه . 3- تقانة المخابرات والاستطلاع والمعالجه ، والتكامل وتدقق معلومات الزمن شبه الفعلي والاستهداف : - عند النقطه الحاليه ، ليس هناك من سبق لتحليل الدور النسبي للفضاء ،وطائرات الاستطلاع بلا طيار والطائرات الثابته الاجنحه ، والمخابرات الاشاريه، والمخابرات الالكترونيه ، والتصوير، والقوات الخاصه ، والمخابرات البشريه ، مع ذلك فانه من الواضح ان تنويعات المخابرات والمعلومات العليا كانت افضل بكثير مما كانت في حرب الخليج السابقه ، وقد عولجت وانتشرت على نحو اسرع . ومما يدعو للسخريه ان فرقة المشاة الرابعه – وهي الوحده الافضل تجهيزا لأستخدام هذه القدرات – لم تشرك في العمليات ، كذلك ليس واضحا الى اي حد كانت الولايات المتحده قادرة على حل مشكلات التنسيق والمعالجه وتوجيه المعلومات والربط ، وهي المشكلات التي ظهرت في افغانستان، او الى اي حد كانت قادرة على التعامل مع القدرات الجديده لأعادة الاستهداف بينما الطائرات محلقه في الجو ... 4 - الدقه والتركيز : - لم يكن الامر بمجرد الصدفه والذهول ، إنما كانت هناك قدرات جديده في المخابرات ، والاستطلاع ، واسلحه جديده دقيقه التصويب ، وتقنيات الملاحه الجويه ، افضل كثيرا أتاحت عمليات إغاره دقيقة التصويب في كافة الاحوال الجويه ، مع استهداف ممتاز وتأكيد الغارات على القواعد المؤثره ، وعناية بالحد من الخسائر المدنيه . ان الولايات لم تقتصر على استخدام اسلحه موجهة دقيقه التصويب بمعدالات قاربت عشرة امثال استخدامها للاسلحه غير الموجهة ، انما كانت قادرة ايضا على توجهها نحو اهدافها بتركيز اكبر كثيرا. 5 - القوه البريه عززت القوه الجويه وبالعكس : - اجبرت القوات البريه العراقيه على كشف نفسها عن طريق سرعة العمليات البريه ، ثم ضربت بشده من الجو ، الامر الذي خفض بدوره – تخفيضا شديدا – التهديد العراقي للقوات البريه الامريكيه والبريطانيه . لقد اكتسبت المشاركه معنى عمليا جديدا . 6 - حرب المدن البريه ليس من الضروري خوضها باساليب تقليديه : - يتوقف كثير من القلق بشأن حرب المدن على القتال من بين بيت الى بيت او شارع الى شارع . وقد اظهرت الولايات المتحده ان من الممكن استخدام درجه من الدرايه بالوضع توفرها قدرات المخابرات والاستطلاع للمساعده في التغلب على معرفة العدو المتفوقه بالارض ، ولتفتح مناطق من مدن حديثه لتسيير دوريات مدرعه مع دعم مروحيات ودعم جوي . لقد أظهرت الولايات المتحده ان باستطاعتها ان تقسم المدن مستخدمة الطرق الرئيسيه ومناطق الكثافه بدلا من السعي الى احتلال مناطق واسعه و ( الاستيلاء على مدينه ) ، بالتركيز على الاستيلاء على رموز ومراكز رئيسه لسلطة النظام الحاكم ، ويمكن ان تكون التجربه الامريكيه في ( الحله ) وفي ( الناصريه ) اقل تاثيرا بكثر ضد دفاعات افضل تنظيما ، إنما فقط اذا كان اعداء المستقبل اكثر تماسكا وكان لديهم الوقت الكافي للتنظيم . 7 - إجبار المدافع على أن يناور والتحرك الى خارج المدن : - كذلك يمكن ان يكون احد الدروس اجبار العدو على التحرك للامام والاشتباك خارج مناطق المدن ، وقد ساعدت حقيقة ان الحرس الجمهوري قد أجبِر على مواجهة الاشتباكات على تأمين ان لا يتوفر الدفاع بصوره فعاله عن بغداد ، وفي الحقيقه ان تمنع اية دفاعات ثابته من اي نوع ، فانها تزيد بدرجه كبيره فاعلية كل عنصر من عناصر الحرب المشتركه . 8 - الدعم الجوي القريب من المدن اصبح واقعا : - برهنت الولايات المتحده بصوره قاطعه على ان القوه الجويه الحديثه يمكن ان تستهدف وان تضرب حتى في مدن محدثة تاثيرا كبيرا وحدا ادنى من الخسائر المدنيه . 9 - مشاة البحريه( المارينز) هي قوات ( ما بعد البرمائيه ) و(ما بعد الساحليه ) : - اثبت مشاة البحريه انهم يظلون قوات مهام عاجله حقا يمكنها القيام بعمليات قتاليه بمدرعات قتاليه ثقيله على مسافات بعيده من البحر . 10 - الحد من الخسائر ومن الاضرار المدنيه : - حتى اذا اخذنا بالمزاعم العراقيه ( قتل 1252 وجرح 5103 افراد حتى 3 نيسان / ابريل ) ، فان هذا يشير الى ان الولايات المتحده وبريطانيا الحقتا خسائر مدنيه والحقتا اضرارأ بالمدنين لا تَذكر بالمعايير التاريخيه ، ولا تستطيع الولايات المتحده في الواقع ان تقدر العسكريين العراقيين ، كل ما قالته هو أنهم كانوا اكثر من 2320 قتيلا حتى 8 نيسان / ابريل . اما الاصابات الامريكيه فاقتصرت على 105 قتلى ( 82 قتلوا في العمليات ) و 7 اسرى و 8 مفقودين حتى 10 نيسان / ابريل ، وبلغ مجموع الاصابات بين البريطانين 30 قتيلا ، واذا كان من الصعب التعميم ، فان عنصرالسخريه الرئيسي وراء قدرة الاسلحه والتكتيكات الحديثه على الفتك هي انها يمكن ان تستخدم لألحاق الهزيمه بالعدو بنفقات ثانويه اقل كثيرا . 11 - حاملات الطائرات : - برهنت حاملات الطائرات الامريكيه مرة اخرى على انها بديل حيوي للقواعد الجويه القويه ويمكن تزويدها بالصواريخ الجواله ( كروز )- في الوقت نفسه فان الحاجه الى نشر خمس حاملات طائرات لمهمة طوارئ اقليميه كبيره واحده تبرر تاكيد البحريه الامريكيه على التصميمات الجديده للحاملات التي يمكنها ان تحمل مزيدا من الطائرات وان تعزز معدلات اعلى من الطلعات . 12 - الصواريخ الجواله ( كروز ) : - ومرة اخرى برهن الصاروخ الجوال ( كروز ) على تزايد مطرد في قدرته الفتاكه ، في الوقت نفسه فان تكلفة نحو 750 صاروخا تصل الى مليار دولار ، وقد انحرف بعض هذه الصواريخ مرة اخرى عن مساره على نحو سبب احراجا سياسيا . وتبقى الحاجه الى خفض نفقات الصواريخ كروز الى ما هو اقل كثيرا وايجاد شكل ما من اشكال التدمير الذاتي له واحدا من دروس هذه الحرب ، كما كان في كل حرب منذ حرب الخليج السابقه . 13 - حرب الالغام والغارات البحريه : - أخفق العراقيون في استخدام الالغام والزوارق الانتحاريه استخداما فعالا ، ولكن من الواضح ان الحمايه المضاده للالغام وحماية المدن تبقى حيويه . 14 - التعرف السريع والمعول عليه على الوسائل الكيماويه والبيولوجيه وانظمة الحمايه المناسبه : - ان حقيقة كون العراق لم يستخدم اسلحه كيماويه او بيولوجيه لم تمنع ظهور احتجاجات متكرره الى استخدام الحمايه ، وفي كثير من الحالات كان يمكن لأجهزة الكشف المتطوره ذات رد الفعل السريع ان تخفض ضغط التوتر على القوات الامريكيه والبريطانيه . له تابع
#عربي_الخميسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من مذكرات الراحل طيب الذكر المحامي داوود حبيب يلدو سيبا
-
ابناء الاقليات الدينية في العراق واشكاليات ممارسة حلف اليمين
...
-
تحركات القنصليه الامريكيه بالبصره بعد ثورة 14 / تموز مباشرة
...
-
القسم الثاني ....... تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد
...
-
تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ثورة 14 / تموز مباشر
...
-
العراقيون المندائيون بخير ! بس عايزهم الحام والطعام
-
الى / الكاتب السيد مصطفى القره داغي وعلى هامش مقالته ( مجزرة
...
-
وقائع قصر الرحاب يوم 14 / تموز
-
ليلة القبض على العقيد الركن عبد الغني الراوي
-
المرأة المندائيه حررها الدين المندائي وظلمها المجتمع
-
انا والقائد الكردي الخالد المرحوم ملا مصطفى البارزاني
-
يخت صدام حسين ويخت الملك فيصل الثاني
-
ايها المندائيون ناصروا المظلوميين .. ! ويقينا سيناصرونكم غدا
-
ايها المندائيزن وقعوا
-
هل للاقليات مصلحة قي تقسيم ا لعراق ؟
-
خذوا الجنة ... خذوها ... ودعونا نعيش ....!
-
اطلقوا حرية المرأة لتبدع ..!!
-
يوم المثقف العراقي .. والمواقف الخجوله
-
ردة الثامن من شباط /1963 ومذكرات السياسي التقدمي المحامي الق
...
-
الصابئة المندائيون ومنجل اصويحب
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|