أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صالح سليمان عبدالعظيم - صورة أميركا في العالم العربي














المزيد.....

صورة أميركا في العالم العربي


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 07:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



مما لاشك فيه أن صورة أميركا في المنطقة قد ازدادت سوءا وتدهورا في العالم العربي في إطار المذابح الهائلة التي تحدث في فلسطين الآن. ويمكن القول بأن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تقدم أي شيء حقيقي للمنطقة منذ عقود طويلة، على الرغم من مطالباتها الدائمة والمتواصلة بالمساعدات العربية المختلفة، وبشكل خاص في مسار التحالفات والاتفاقيات الأمنية المختلفة. ومن اللافت للنظر أن الكثير من الدول العربية لم يعر علاقاته بالإتحاد السوفييتي سابقا وبروسيا حاليا أي أهمية من أجل سواد عيون الولايات المتحدة الأميركية. فعلى الرغم من الرغبة الحقيقية لدى روسيا من أجل إقامة علاقات جيدة مع العالم العربي فإن الأخير غالبا ما يولي وجهه شطر البيت الأبيض، متجاهلا روسيا أو منتقصا من حجم تأثيراتها.
وكما ذاق الكثير من مناطق العالم المختلفة وعلى رأسها أميركا اللاتينية وآسيا الكثير من ويلات الحروب بسبب من التدخلات المفرطة والدموية للولايات المتحدة الأميركية ذاق العالم العربي بنسب متفاوتة من التدخلات غير المحايدة لأميركا في المنطقة، وعلى رأسها انحيازها الدائم لإسرائيل وإمداداتها المتواصلة بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الأميركية من أسلحة الدمار المشروعة والمحرمة على السواء.
ومما لا شك فيه أن صورة أميركا لم تتحسن في أي وقت من الأوقات في عالمنا العربي، بل إنها تنتقل من أسوأ إلى أسوأ. فلم تتعامل أميركا مع دول وشعوب المنطقة بدرجة عالية من الشفافية والوضوح. وغلب على طبيعة هذه العلاقات عبر عقودها الطويلة درجة كبيرة من البراجماتية التي أحالت المنطقة إلى مجرد مستودع للطاقة الأميركية من ناحية، ومجرد كم سكاني يجب ترويضه وتدجينه من أجل صالح إسرائيل وخدمة لمشروعها الاستيطاني.
ويمكن القول أن ظهور الكثير من المشروعات الأيديولوجية في المنطقة جاء كرد فعل ضد الهيمنة الأميركية في المنطقة وانحيازها الكامل لإسرائيل. وأصبح التلازم واضحا في العقلية العربية المعاصرة بين كلا الدولتين. فحينما يتذكر العرب مآسيهم المختلفة في العقود المنصرمة لا يمكنهم الفصل بأي حال من الأحوال بين كل من إسرائيل وأميركا. وعلى الرغم من وجود أطراف غربية أخرى لعبت أدوارا هامة في تأسيس وتكريس المشروع الصهيوني في المنطقة وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا إلا أن هذه الأطراف لم تكن بمثل هذا الثبات والإصرار الأميركي من ناحية مساعدة الدولة العبرية والرغبة غير المبررة في تدعيمها على حساب مجمل الدول العربية بأكملها. ولعل هذا هو ما ميز أدوار بعض الدول الأوروبية بدرجة أكبر نسبيا من المناورة والحركة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وأدى إلى بروز بعض الآراء الأوروبية التي اتسمت بقدر ما من النزاهة تجاه هذا الصراع.
وفي هذا الإطار تفتقر الولايات المتحدة في توجهاتها السياسية الخارجية، ليس فقط تجاه العالم العربي وقضاياه المصيرية المختلفة، بل تجاه الكثير من مناطق وبؤر العالم الأخرى المتوترة، بفقدان هذا القدر من النزاهة والصدق. فلقد اصطبغت السياسات الأميركية الخارجية لعقود طويلة بدرجة كبيرة من البراجماتية والانتهازية، وهو الأمر الذي ساعد على خلق التوترات والحروب في أية منطقة تطأها أميركا وتعتبرها منطقة نفوذ سياسي خارجي لها. وربما يمكن الإشارة هنا إلى القارة اللاتينية التي دفعت أثمانا هائلة بسبب التدخل الأميركي سواء على مستوى حكم العسكر والقمع السياسي لسنين طويلة أو على مستوى النهب الاقتصادي المنظم الذي استفادت منه الولايات المتحدة لعقود طويلة، وهو الأمر الذي انتبهت له الكثير من دول أميركا اللاتينية من حيث تحولاتها الديمقراطية والاقتصادية على السواء والتي جاءت بصورة مضادة للتدخل الأميركي في القارة.
يكشف لنا تاريخ الولايات المتحدة منذ ظهورها وحتى اليوم بأنه تاريخ دموي ومدمر. ورغم ما قدمته أميركا للعالم من اكتشافات مادية فإن ذلك لم يشفع لها ممارساتها القمعية والدموية عبر الكثير من مناطق التوتر في العالم. ولم يكن التدخل الأميركي من أجل قيم الحرية والعدالة والديمقراطية كما يتشدق الساسة الأميركيون وكما تمطرنا وسائل الإعلام الأميركي الكاذبة في معظمها، بقدر ما كان من أجل مصالحها المادية المباشرة، والاستغلال الاقتصادي المباشر والعلني للكثير من مناطق العالم المختلفة.
ورغم المحاولات الأميركية من أجل تحسين صورتها في العالم العربي، فإنه من الواضح أن سمعة أميركا قد وصلت إلى الحضيض بين شعوب المنطقة. فقد أصبح المواطن العربي البسيط على دراية ووعى كافيين يمكنانه من الربط المباشر بين ما تقوم به إسرائيل من قتل وتدمير في غزة وبين التواطؤ الأميركي معها سواء عبر مجلس الأمن أو عبر المساعدات العسكرية التي لا تنقطع للدولة العبرية. ولعل هذا ما يؤدي بالتبعية إلى ارتفاع معدلات الكراهية المتواصلة بين الشعوب العربية لكل ما يرتبط بأميركا حتى لو ارتبط بدعوات الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان. فمن غير المتصور أن يأتينا أي خير أو مصلحة من الولايات المتحدة الأميركية وهو ما يستدعي من المثقفين والشرفاء العرب العمل على تصعيد الكراهية ضدها عبر الأجيال الجديدة القادمة مع الحفاظ على زخم الكراهية الحالي.



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود أمين العالم: مناضل من الزمن الجميل
- البلطجي والضحية والمتآمرون!
- استهجان المقاومة في غزة!!
- لماذا لن يحدث سلام مع إسرائيل؟
- تجسير الفجوة بين المثقفين!!
- هل لدينا أجيال جديدة؟!
- ثقافة -الإيمو-
- -عايزة أتجوز-
- عبء التاريخ
- صورة الذات
- المعنى العميق للثقافة
- المعارك الصحفية في عالمنا العربي
- حالة القوات العسكرية الأمريكية اليوم
- آليات العزل وحكايات الكلب الأجرب!!
- سيناريو انهيار الأقصى
- التمييز العنصري ضد المسلمين في أمريكا
- بنية التواطؤ
- الاتساق الفكري
- أحوال مصرية
- عالم بدون إسلام


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صالح سليمان عبدالعظيم - صورة أميركا في العالم العربي