أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم حمو - خدام يعارض من ؟ يعارض رأس النظام أم فكره؟















المزيد.....

خدام يعارض من ؟ يعارض رأس النظام أم فكره؟


إبراهيم حمو

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 05:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ الخطوات الأولى للإنقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع السوري حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني لعام 1970 والذي سموه بالحركة التصحيحية في حينه، وخدام يلازم قائد الإنقلاب في حله وترحاله،ِ بل كان الرجل المعوَّل عليه في المهام الصعبة، ولم يسمع أحد خلال ثلاثين عاماً من السنين العجاف (وهي فترة حكم حافظ الأسد) أن خداماً تأفف ولو لمرة واحدة حيال سياساته التي اكتوت بنارها الأغلبية الساحقة من السوريين ومن كافة الأطياف، وكلنا نعلم أن السيد خدام كان يشغل منصب نائب الرئيس عندما وافت المنية حافظاً عام ألفين، نستنتج من ذلك ان خداماً يتحمل جزءاً كبيراً من تبعات سياسات حافظ الأسد في الداخل والخارج، ولايمكنه القول أنني كنت مسيراً ولم أكن على اختيار من أمري، فالشريك شريك في المغنم والمغرم معاً.
إذاً خدام كان عوناً ومساعداً وأمين أسرار حافظ الأسد على طول تلك الفترة، فما الذي استجد في الأمر كي ينقلب على تركة ولي نعمته، ثم يهاجر البلد ويصطف مع الجبهة المناهضة للنظام القائم، والذي يعتبر استمراراً لنظام حافظ الأسد.
هل كان أسد الأب ديمقراطياً؟ فانقلب الوريث على الإنجازات الديمقراطية الرائعة التي تحققت على يدي أبيه، فشعر خدام أن ماكان شريكاً فعالاً في بنائه يتعرض للدمار فآثر التنحي جانباً، حتى لايتهم من قبل الشعب بالتخاذل في مجابهة الأيدي العابثة بالمقدرات والمكتسبات الوطنية الرائعة التي تحققت بعرق جبينهم في ثلاثة عقود من الزمن، أم أن الإبن باع جزءاً غالياً من أرض الوطن؟! على خلاف الأب الذي حرر ولم يبع شيئاً، أم أن الأب قضى على الطائفية البغيضة في البلاد فلم يؤسس لجيش عقائدي طائفي لايتدخل في السياسة ولايحارب إلا العدو الخارجي؟!، فجاء الإبن على خلاف أبيه ليجعل من الجيش دمية في يديه لايستخدمه إلا لحماية قصره الجمهوري وحماية بطانته وفئته ومصالح عائلته عكس ماكان يفعله أباه، أم أن الأب حقق العدل والمساواة بين مواطنيه فلم يظلم الكرد مثلاً ولم يبن المستوطنات في أرضهم ولم يجلب عرب منطقة الغمر إليها، على خلاف الإبن الذي أشعل نار الفتنة في الجزيرة وصب جام غضبه على الكرد الآمنين فقتل منهم العديد في الإنتفاضة الآذارية المباركة لعام 2004 فلم يتحمل السيد عبدالحليم خدام كل هذه السياسات المريبة فقرر الخروج عن صمته الطويل، ويدعو إلى وضع حد لهذا الإستهتار من جهة هذا المراهق الأرعن الذي لايحفظ وداً، ولايحترم كبيراً ولايرحم صغيراً، وليصطف مع الشعب في مقارعة الإستبداد والديكتاتورية.
فلايمكن للإنسان إلا ان يكون نتاج وحصيلة عمره، والتغيير الذي يأتي متأخراً لايمكن ان يكتسب المصداقية بتلك السهولة،
هناك مثل كردي مشهور يقول بما في معناه ( العود اليابس لا يستقيم ) والمثل العربي يقول ( من شبَّ على شيء شاب عليه).
في الحقيقة أن السيد خدام كان يحلم في طوايا نفسه أن يكون هو الوريث الشرعي للرئيس الراحل حافظ الأسد، ولم لا!! وهو الأكثر تجربة والأبعد نظراً والأصلب عوداً وهو الرجل الذي لازم الأسد في مسيرة حياته كلها، فماذا يشكل بشار امامه سوى مراهق كان يقضي معظم أوقاته في حياة البزخ والمتعة في شوارع لندن وباريس، قبل ان يأتوا به، ويضعوا التاج على رأسه، فهيهات هيهات !!! ماكل مايتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لاتشتهي السفن.
ولم يكتف بشاربما سلبه من حقوق الآخرين دون اي عناء بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أطلق بدعاً من القول وهمز وهمس في آذان بطانته المقربة سراً ان الحرس القديم غدى عبئاً ثقيلاً على كاهله لابد من التخلص منهم واحداً تلو الآخر، وباشر فعلاً بتنفيذ ما أطلقه على أرض الواقع، وبدأت حبات مسبحة الحرس القديم تتناثر تباعاً، وقبل أن يقع الفأس بالرأس تدارك خدام أمره ونجى بروحه وخرج من البلاد متوارياً عن أعين زبائنة بشار مخافة أن يلحقه بقريبه المرحوم رفيق الحريري، والتجأ إلى أحضان القوى الإمبريالية التي نصب لها العداء عقوداً من الزمن،حيث كان يدعو جنباً إلى جنب مع حافظ الأسد إلى الوحدة والحرية والإشتراكية ومناهضة الإمبريالية علىالطريقة السوفيتية.
وبعد ان تنفس الصعداء وشعر بالسكينة وبدأت الطمأنينة لأول مرة تسري في جوانحه والحياة تدب في عروقه مجدداً، وهو في كنف العالم الديمقراطي الحر، هاجت الذكرى والحنية به إلى الأوطان وإلى الأيام الخوالي - أيام العز والسلطة والجاه - لكن أنى يتحقق له ذلك وهو الآن طريد رفاقه القدامى، والخارج على القانون حسب عقيدتهم، فلم ير بداً من التقرب إلى المعارضة التي بدأت تحبو رويداً رويداً، عساه يستعيد من خلالها مجده الغابر التليد، وفعلاً وبدون عناء ودون طول بحث عثر على ضالته المنشودة في أحضان حماة حمى الإسلام والمسلمين والمدافعين عن ثغورهم(جماعة إخوان المسلمين )بزعامة الشيخ الفاضل المناضل علي صدر الدين البيانوني، وليس غريباً أن يلتقي الخصمان اللدودان وينقلبا إلى صديقين حميمين، مادامت الأهداف الإستراتيجية البعيدة المدى لفكريهما تلتقي عند الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، فهذا يدعو إلى الوحدة العربية تحت راية القومية، وذاك يدعوهم إلى الوحدة تحت راية الإسلام، وبالتالي فالقاسم المشترك واحد هو توحيد العرب مجدداً، ليقودوا ويسودوا العالم كما كانوا في العهد الأموي والعباسي وغيرهما.
وقد أكد السيد البيانوني على هذه الحقيقة بالخطوة العملية عندما أعلن حزبه في الآونة الأخيرة وقف نشاطاته ضد النظام السوري كي يتفرغ لإسرائيل ويقتص منها على جرائمها التي ارتكبتها بحق شعب غزة.
أية مأساة تعيشها الشعوب العربية في ظل أنظمة كالنظام السوري، وفي ظل معارضة كهذه المعارضة الكلاسيكية التي تستغبي الناس وتستهين بعقولهم، وماهي إلا نعامة تخفي رأسها في الرمال وجسمها الزرافي بادٍ للعيان بشكل مفدوح.
قبيل رأس السنة الميلادية اتصل بي أحد العاملين في قناة زنوبيا مقترحاًعلي إجراء مقابلة تلفزيونية حول مايجري اليوم في سوريا وفي المنطقة، فقلت وهل تستطيع قناتكم هذه ان تهضم الآراء الحرة وأن تذيعها على الملأ كما هي، قال بالطبع ولكن شريطة عدم توجيه الشتائم والمسبات لأحد، قلت وماالفائدة من الشتائم نحن معارضون حقيقيون لانصرِّح إلا بما نؤمن به، وبما هي حقيقة على أرض الواقع، وبالتالي حددنا موعداً للمقابلة وشارطته على أن تنشر المقابلة دون زيادة أو نقصان، وفعلاً أجريت مقابلتان في حوارين منفصلين، ومع محاورين أحدهما الأستاذ غسان المفلح في برنامجه حيث أجرى الحوار معي ومع الأستاذ أنس العبدي رئيس حركة التنمية والعدالة في سوريا في جلسة مشتركة، وأثناء التعريف بشخصيتي (التي كنت قد عرفتها ب- عضو المجلس الرئاسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا) فغالط الأمر أكثر من مرة وأنا أصحح له في الفاصل بين أجزاء الحلقة، ومع ذلك حرَّفوا التسمية عند نشر المقابلة، ليقدمني الأستاذ غسان ب(معارض سوري) لقد أكد لي هذا التصرف التحويري من جهة موظف لدى خدام وابنه جهاد صحة الإدعاء الذي جاءني على لسان أحدهم أن السيد جهاد خدام لايستطيع أن يقرأ مقالاً ورد فيه اسم كردستان وبالتالي يرميه جانباً، وجهاد هذا هو المديرالتنفيذي لمحطة زنوبيا الخدامية، كما أن السيد جهاد والقول لأحد كتاب الكرد أبدى موافقته على عرض برامج باللغة الكردية على شاشة قناته الفضائية شرط عدم التطرق إلى المواضيع السياسية، وخدام يدعو إلى منح حق المواطنة للأكراد دون ذكر الشعب الكردي باسمه الحقيقي وإلى بعض الحقوق الثقافية في برنامج جبهة الخلاص التي أسسها مع إخوان المسلمين.
إذاً ماهي مصلحة الشعب الكردي في عملية التغيير التي يدعو إليها المناضلان الكبيران خدام وبيانوني، فإذا كان هذا هورأيهما حول حقوق شعب يناهز تعداده في سوريا أربعة ملايين نسمة قبل عملية التغيير، فمابالك ياترى بعد أن يعود خدام إلى سابق عهده من القوة والمنعة وتصبح زمام الأمور طوع بنانه ورهن إشارته، فأي حقوق ياترى سيتكرم بها على شعب عانى من الويلات على يد حزب -لايزال خدام يروج له إلى اليوم – الكثير الكثير، وطبق بحقه العديد من المشاريع العنصرية البغيضة. هل يظن خدام وشريكه بيانوني أن الكرد هم أولئك السذج والبسطاء الذين عهدهم في أواسط القرن المنصرم سينخدعون بشعارات براقة وكلمات منمقة تستهوي مشاعرهم ويجعلان منهم حطباً لانقلابهما وسلماً يرتقيان عليه إلى سدة الحكم ثم يلفظانه جانباً.
الشعب السوري بسواده الأعظم ياأستاذ خدام لم يعد ذلك الذي تتصوره في مخيلتك، إنه غدى على مقدرة من التمييز بين الغث والسمين بين الجاد والمناور، بين المُؤثِرِ والمستأثر، بين المضحي بنفسه كشمعة تحترق لتضيء الدرب أمام الأجيال المقبلة، وبين من يضحي بالآخرين حتى يرتقي، إذا أردت حقاً محو آثار بصماتك المطبوعة في ذاكرة كل سوري نالته شظية من شظايا قذائف النظام الأسدي البعثي الفئوي، وأنت كنت ركناً أساسياً من أركانه، فلا بد لك من المصارحة معه أولاً والإعتذار منه ثانياً والتعهد له على أن تكون مناضلاً حقيقياً في سبيل انتزاع حقوقه المشروعة ثالثاً - حتى تحظى بمصالحته وربما بمسامحته، ولابد لك أن تكون واقعياً، ترى الحقائق على أرض الواقع كما هي عليها، لاكما تحبها وترضاها، إن شعبنا الكردي وأنت أعلم به من غيرك يعيش على أرضه التاريخية في سوريا قبل وصول الآخرين إليها - غزاة محتلين أو فاتحين سمِّها ماشئت فالنتيجة واحدة - بآلاف السنين وهو لاينتظر الصدقات لامنك ولامن بيانوني ولامن أي كائن آخر، إنه يعرف حق المعرفة أن الحقوق لاتمنح هباتٍ وإنما تنتزع انتزاعاً، رغم انوف المغتصبين، وذلك من خلال رس الصفوف وتوحيد الكلمة وإيجاد الأصدقاء من أحرار العالم، وفضح عورات المستبدين والقتلة والمأجورين والمتسترين عليهم.



#إبراهيم_حمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم حمو - خدام يعارض من ؟ يعارض رأس النظام أم فكره؟