أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مازن لطيف علي - المصطنَع والاصطناع














المزيد.....

المصطنَع والاصطناع


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 09:33
المحور: الصحافة والاعلام
    


كتب بودريار في سبعينيات القرن العشرين العديد من مؤلفاته الفكرية المهمة منها : نظام الاشياء ، نحو نقد الاقتصاد السياسي للرمز ، التبادل الرمزي والموت ، مجتمع الاستهلاك ، والعديد من المؤلفات.. في الكتاب الصادر حديثاً " المصطنع والاصطناع " الصادر عن المنظمة العربية للترجمة ، يقدم بودريار وفي نظرة نقدية لعلاقة المجتمع الحديث بالواقع.. يرى بورديار إن الانتقال من الرموز الى تحجب أمراً ما الى الرموز التي تحجب عدم وجود اي شىء يشكل المنعطف الحاسم ، الرموز الاولى ترد الى لاهوت للحقيقة والسر (وما تزال الايويولوجيات تدخل في عدادها) اما الرموز الثانية فتفتح عصر المصطنعات والاصطناع حيث لايوجد رب ليتعرف إلى جماعته ولاتوجد دنيوية للفصل بين لباطل والحق ، بين الواقع وبعثه الاصطناعي ، لأن كل شىء يكون قد سبق له ان مات وبُعث مسبقاً .. يرى بودريار ان التاريخ سيناريو ماضوي وهو مرجعنا المفقود ، اي اسطورتنا وهو يحتل بهذا العنوان مكان الاساطير على الشاشة ، وعليه فأنه من الوهم ان نرتاح الى مايسمى " وعي السينما للتاريخ " لايعني بورديار ان التاريخ لم يظهر ابداً على الشاشة بوصفه زمن فوران وسيرورة راهنة وانتفاضة ، لابوصفه انبعاثا ، التاريخ يحضر في " الواقع " كما هي الحال في السينما لكنه لم يحضر ابدا فالتاريخ " المُعاد" لنا اليوم لاعلاقة له مع الواقع التاريخي.
يرى بورديار ان الإعلام يلتهم مضامينه بالذات ، وهو يلتهم الاتصال الاجتماعي وذلك لسببين :
1. بدل من يعمل الإعلام على خلق الاتصال فإنه يستنفذ ذاته في اخراج الاتصال .. وبدل من ان يتنج المعنى فإنه يستنفذ ذاته في اخراج المعنى ، انها سيرورة اصطناع هائلة نعرفها جيدا .
2. ان الميديا والإعلام المُلزم يتابعان خلف ها الاخراج المحتدم للاتصال ، تفكيكاً للاجتماعي لايقاوم وهكذا الى نوع من سديم مكرس لامزيد من الابداع ابداً بل بالعكس لخلق القصور الشامل .
يطرح بورديار اسئلته قائلا هل تقف الميديا إلى جانب السلطة في التلاعب بالجماهير ، ام تقف الى جانب الجماهير في القضاء على المعنى وفي العنف الموجه على المعنى وفي الانبهار ؟ ام هل الجماهير هي التي تحول الميديا إلى المشهد ؟ وهكذا يرى المؤلف إنه لمن الخطورة بمكان ان نخطىء في الاستراتيجية ، فجميع الحركات التي تشغل على قضايا التحرير والتحرر وبعث الذات التاريخية والجماعة وعلى الكلام على اكتساب الوعي اي على اكتساب " لاوعي " الذوات والجماهير لاتدرك انها تذهب في اتجاه النظام الذي يقوم متطلبه بالضبط اليوم على فيض إنتاج وعلى إحياء المعنى والكلام.
ان مانعيشه اليوم هو ابتلاع نط الإعلان لكل أنماط التعبير الافتراضية ، فكل الاشكال الثقافية الاصلية وكل الكلمات المحددة مبتلعة في هذا النمط لأنه بلاعمق وفوري وسريع النسيان فيصفه بورديار انه انتصار الشكل السطحي ، الحد الادني المشترك لكل مدلول درجة صفر في المعنى ، انتصار تراجع معنى كل الصور المجازية ، انه ادنى شكل لطاقة الرمز ، ان هذا الشكل عديم المفاصل والفوري وبلاماضٍ ولامستقبل ولاتحول ممكن ، يغلب على كل الاشكال الاخرى ، لأنه اخرها .



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الوردي .. قراءة نقدية في آرائه المنهجية
- النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت
- التحرر من شرنقة الإعلام المركزي
- محطات من فكر هادي العلوي
- ظاهرة قديمة جديدة .. قرصنة الكتاب العراقي والتجاوز على حقوق ...
- مدرسة فرانكفورت.. شخصيات وأفكار
- الادباء العراقيون يستذكرون المفكر هادي العلوي
- الفنان العراقي المغترب فلاح صبار : الاغنية السبعينية ستبقى م ...
- المؤرخ العراقي كمال مظهر أحمد: المؤرخ ينبغي أن يكون دائماً م ...
- نوفل ابو رغيف :علينا اولاً ان نقوم ونشرع بلملمة أوراقنا لإعا ...
- البَيتُ العِراقي .. في بَغدادَ وَمُدُن عراقية أخرَى
- مونلوجات عزيز علي في الذاكرة العراقية
- سحرُ الكِتاب وفِتنَة الصورَة
- هل يتحول شارع المتنبي إلى مدينة ثقافية عراقية
- روائيون وكتاب يتحدثون : ملتقى الرواية في دمشق فعالية اغنت ال ...
- الفنان لطيف صالح : في المنفى تعترض المسرحي عوائق كثيرة و معا ...
- آراء المثقفين العراقيين حول تشكيل المجلس الاعلى للثقافة وإعل ...
- جلال الحنفي ..ذاكرة بغداد التراثية
- صناعة الكتاب والإشكال الثقافي في العراق
- في حضرة كامل شياع .. سيرة الحالمين


المزيد.....




- الخارجية الروسية تستدعي السفيرة الأمريكية في موسكو وتكشف الس ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- بعد موت رئيسي.. الإيرانيون يتجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيا ...
- منطقة الساحل بعد الانقلابات - بين الإحباط والصحوة
- موسكو تحمل واشنطن مسؤولية هجوم دموي بالقرم وتتوعد بـ-عواقب- ...
- Hello world!
- موسكو: ضلوع واشنطن في اعتداء سيفاستوبول واضح ولن نترك هذه ال ...
- مشهد مروع لسقوط مساعدات إنسانية فوق خيمة للنازحين وتسويتها ب ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي في داغستان إلى 20 وإصابة ...
- -فتح- تحمّل -حماس- مسؤولية -إفشال- جميع الحوارات السابقة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مازن لطيف علي - المصطنَع والاصطناع