|
في سبيل تعزيز المقاومة الكردية السلمية ضمن برنامج التغيير الديموقراطي في سورية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 777 - 2004 / 3 / 18 - 10:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
طرحت احداث الايام الاخيره في القامشلي والمدن والبلدات والمناطق الكردية وفي العاصمة دمشق وحلب مهام جديدة أمام الحركة القومية الكردية وجماهير الشعب الكردي عامة . هذه الاحداث التي بدأت وتفاعلت بهذه السرعة وبتلك القوة والاندفاعة كانت مخططه في البداية من جانب السلطات الحاكمة لاهداف عنصرية لاتخلو من الفتنه ومحاولة الايقاع بين العرب والكرد اللذين يتشاركون في الاضطهاد والقمع في ظل النظام الدكتاتوري الشوفيني الحاكم ، وقد سعت السلطة في مخططها هذا انسجامأً مع نظرتها وموقفها من الوجود الكردي المبني على التجاهل ورفض الواقع وتحقيق مصالح خاصة بها بعد عزلة النظام الخانقه على المستويات الداخلية والاقليمية والدولية وتردي الوضع الاقتصادي وتلقي الضغوطات الخارجيه ومساءلتها دولياً حول تورطها في العلاقات الامنية والعسكرية والماليه مع نظام البعث الدكتاتوري المقبور في العراق . ومن سوء حظ اصحاب القرار في بلادنا أن مخططهم تحول وبالا عليهم وجلب لهم المزيد من السخط الشعبي والادانه العالميه والضغوطات من جانب الرأي العام العالمي في كل مكان ومن المتوقع أن تجسد الاحداث الجاريه في المناطق الكردية في سورية والمواجهات المستمره بين جماهير الكرد من جهه واجهزة القمع والجيش وذئاب المرتزقه الى ساحة مركزية تنطلق منها شرارة حركة التغيير الديموقراطي في البلاد الكفيلة بانقاذ سورية ووضع الحلول لازمتها بما فيها ايجاد الحل الديموقراطي للقضية الكردية وانطلاقاً من هذه الحقيقه واستجابة لمتطلبات الظروف الدقيقة والحاسمة في حياة الشعب السوري عامة والشعب الكردي على وجه الخصوص والتزاماً بواجب المساهمة في بلورة البرنامج السياسي الكفيل بتجسيد مهام المرحلة الراهنة وصياغتها وطرحها أمام جماهير الشعب الكردي والقوى الوطنية والديموقراطية العربية وبالخصوص أمام الحركة السياسية الكردية حتى تتمكن من قيادة النضال والمقاومة السلمية بنجاح وتجنب الوقوع في – افخاخ – السلطه ومحاولاتها في افراغ ارادة المواجهه القوميه والوطنيه الكرديه من محتواها السياسي النضالي وحرف مقاومة الكرد عن مسارها السلمي الديموقراطي وتحويل المطالبه المشروعة بالحقوق وحل المسألة القومية الكردية في سورية عبر الحوار وعلى أساس المبادئ الديموقراطية الى امور محلية ومناطقيه وقانونيه وتنفيذ مآربها في تحقيق مزيد من التفكك والانقسام بين صفوف الحركة السياسيه الكرديه التي مازالت تعاني من شرورها حتى الآن خاصة التيار الانهزامي المساوم الذي لن يكف عن العبث بمقدرات شعبنا لقاء مصالح – حزبيه وشخصيه – ضيقه .
مقترحات للمناقشة : ان من اولى المهام العاجلة تحقيق ارقى انواع الوحدة الميدانية بين التنظيمات والمجموعات السياسية والفعاليات والشخصيات الوطنية والثقافية والناشطين في صفوف الجماهير الشعبية ، والتوصل الى سيطرة كاملة عبر ادارة سياسيه ديموقراطيه شفافه على مستوى المحافظات والمدن والمناطق الكرديه وفي دمشق العاصمة وحلب ، ومن الواجب على ممثلي الاحزاب والمجموعات الكرديه بكافة اطرها ان تقرأ التطورات الاخيره بواقعيه وان نتقبل نتائج التحرك الجماهيري في المواجهة السلمية كونه أفرز بداية اصطفاف جديد في موازين القوى في الحركة القومية الكردية بحيث يمكن لفعاليات جديدة – افرزتها – الاحداث المشاركه في اللجان وفي القرار السياسي بشأن الازمة والمطالب والاهداف .
من المفيد أن يحمل ممثلو الشعب الكردي برنامجاً سياسياً واضحاً وان يمارسوا تكتيكاً موحداً اينما كانوا وان يخاطبوا محاوريهم بلغة واحده ومضمون واحد وان يلتزموا بذلك البرنامج وإلا لالزوم للادعاء بتمثيل الشعب الكردي أو الدفاع عن حقوقه .
كما انه على هؤلاء ( -لجانا- أو افراداً أو هيئات ) أن يبادروا على الفور الى تشكيل لجان فرعيه في جميع مناطق التوتر تقوم بالمفاوضات مع ممثلي السلطة الامنيين حيث أن الجانب الحكومي وحتى الآن لم يكلف سوى ضباطا من اجهزة أمن الدولة والامن السياسي والامن العسكري للتعاطي مع الازمة والاجتماع مع الجانب الكردي وهذا أمر مسيء للحكومة أولا وللحركة القومية الكردية تالياً وهو ينم عن اصرار اوساط النظام على كون القضية الكردية مسألة أمنية
ويجب ادارتها عبر الاجهزة الامنية ، في حين ان القضية سياسيه ولن تحل بالعقليه الامنيه لذلك على الجانب الكردي التوقف عن اللقاءات مع – جنرالات – الامن والمطالبه بالتحاور مع رئيس الحكومة السورية والوزراء المعنيين .
أما بشأن البرنامج السياسي فمن الضروري أن يتضمن مطالب واهداف الشعب الكردي التي تتلخص في : حل سياسي يضمن الاعتراف بالوجود الكردي كقوميه ثانيه في البلاد وتثبيت ذلك في دستور البلاد والاعتراف بحقوقه القومية والسياسيه والديموقراطية بالشكل الذي يرتضيه الكرد عبر استفتاء نزيه ليقرر مصيره في صيغة واضحة في اطار سوريه ديموقراطية متحده . ولاشك أن هذا الحل هو السبيل الوحيد لوقف كافة الاعمال والصراعات وتأمين الاستقرار والسلم والتعايش ومن شأنه ترسيخ وشائج الوحده الوطنية بين سائر القوميات في سورية .
ان هذا الحل المنشود يجب أن يسبق كل شيء وهو المفتاح لاستتاب الامن ووضع حد للمناوشات . وتوفير للوقت والجهود وضمانة وحيدة لمستقبل الكرد وتطمينهم واعادة الثقة الى نفوسهم وهو الدليل الوحيد على مصداقية أية حكومة في مدى جديتها وحرصها على سلامة الوطن والشعب والوحده الوطنية . ويجب أن يرافق الحوار السياسي من اجل تحقيق هذا الحل المنشود وكخطوة حسن نية من جانب السلطات اتخاذ التدابير اللازمة في تحديد مسؤولية التفجير الذي حصل في القامشلي والاماكن الاخرى والتي تتحملها اجهزة الامن والشرطه وازلامها وقطعانها الشوفينية المسلحة وتقديم الجميع الى المحاكم بعد أن تقوم لجنه تحقيق مشتركه من الحركة الكردية وممثلي السلطة والقوى الديموقراطية السورية وكذلك التعويض على الاهالي وضحاياهم واطلاق سراح الموقوفين الاكراد بالسرعه الممكنه والاعتذار للشعب الكردي واهالي تلك المناطق المنكوبه بما حل بهم بعد انسحاب كل اجهزة الامن والجيش من المنطقة .
على الجانب الكردي المحاور اطلاع الجماهير على كل ما يحصل بشكل يومي وعبر لجنة اعلاميه موحده وكذلك العودة اليها بين الحين والآخر لاستمزاج آراء الناس المعنيين وشهاداتهم حول الاجراءات التي ستتخذ وكذلك حول حقائق الاحداث على الارض .
من جهة اخرى يجب تحريم الصلات الجانبية تحت اية ذريعة كانت وابعاد كل من يخترق الاجماع القومي والبرنامج السياسي الموضوع من كل اللجان والهيئات في جميع المناطق . والتزام الجميع بموقف واحد تجاه الحوار مع الحكومة والمطالب الكردية وترك النشاط الاعلامي للجنة المختصه الممثله للجميع . وبسبب اهمية العمل الخارجي من المفيد أن يسري مفعول هذه المقترحات في جميع الساحات الخارجيه دون استثناء .
على ممثلي الشعب الكردي تجنب الوقوع في – مصيدة –السلطه واجهزتها البارعه في المناورات والتلاعب واساليبها التي تتراوح بين – الترغيب والترهيب – وان لايسمحوا بأن يحاصروا في زاوية ضيقه حسب مآرب الجانب الامني وتكتيكاته .
من الواضح أن هذه المقترحات لن تتحقق بالشكل المطلوب إلا في ظل استمرارية المقاومة السلمية وادامة المواجهة بالوسائل الديموقراطية من جانب جماهير الشعب الكردي وحركته السياسيه في الداخل والخارج وهذا هو الطريق الوحيد أمام الكرد في هذه المرحلة لتحقيق اهدافه المشروعة وتكريم شهدائه وجرحاه ومناضليه ، كما ان ذلك هو السبيل لتحقيق التواصل بين التحرك الكردي القومي السلمي من جهه وبين قوى التغيير الديموقراطي على الصعيد العربي في سورية والتوصل معاً الى برنامج وطني ديموقراطي سوري يشكل البرنامج القومي الكردي جزء اساسياً منه ومواصلة النضال المشترك حتى تحقيق الاهداف التي تناضل من اجلها كافة القوى والاطياف والتيارات ، وبالاخير لتعميق التضامن العالمي مع الشعب السوري التواق الى الخلاص من الدكتاتورية وتحقيق الديموقراطية والاصلاح ومع الشعب الكردي الذي يتعرض الى التحديات والمخاطر ويصر على الدفاع عن وجوده وحقوقه .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تعني احداث قامشلو ومحيطها هل هي الشرارة الاولى لعملية ا
...
-
قراءة سياسية - قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالي
...
-
الشوفينية أو آيديولوجيا انظمة الاستبداد
-
مساهمة في معالجة ازمة الحركة القومية الكردية في سورية
-
الفدرالية المنشودة كردستانية وليست -عرقية-
-
الكورد والعرب وكارثة اربيل نحو فهم جديد لعلاقات الصداقة
-
الكورد في مواجهة الارهاب او المعركة القومية الكبرى
-
لا تأخذوا -الحكمة-من افـواه الشوفينيين
-
وفاء لذكرى القائد القومي ادريس البارزاني
-
نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي اولا - 5
-
امام تصعيد الحملة السورية الرسمية هل استعداء الكرد يفيد القض
...
-
الصحافة النسوية الكردية .. والواقع والآفاق
-
من رفض ارادة ربع الشعب الى مصادرة حقوق نصف المجتمع
-
الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 2 – 2
-
الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 1-2
-
عندما يتوحد الخطاب الشوفيني – بين السلطة الاستبدادية ومثقفيي
...
-
توضيح من رئيس رابطة كاوا للثقافة الكردية
-
على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصير وتحديات
...
-
على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصيروتحديات
...
-
على طريق الفدرالية : وداعاً لتسلط القومية السائده اهلاً بتقا
...
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|