إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 777 - 2004 / 3 / 18 - 09:57
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الواقعية كانت تعني القبول بالواقع القائم والتسليم به، وبهذا المنظور تكون الواقعية نوع من أنواع المحافظة على القائم دون التفكير في تغييره.
ولقد ميز الفيلسوف الألماني هيكل بين ظاهرة الواقع وباطنه، وذهب إلى أن ظاهرة الواقع هو مجرد شكل يتجلى به جوهر الواقع أو محتواه الداخلي، أي أنه ممكن من الممكنات اللامتناهية وبالتالي فإن الواقع القائم والبادي للعيان حاليا لا يعبر إلا عن ممكن فقط من ممكنات هي أغنى وأحسن وبذلك ميز هيكل بين الواقعية المبتذلة والواقعية العقلانية فالأولى تعبر عن قشور الواقع أما الثانية فتعبر عن جوهره.
فهذه تدعو للاستسلام وتلك ترفض القشور وتسعى لتحقيق الجوهر.
ومن هذا المنطلق فإن المستسلمين العرب للواقع العربي القائم والراهن، يدعون إلى واقعية القشور أي القبول بواقع التجزئة والاحتلال الصهيوني والتبعية الاقتصادية والتخلف اجتماعي فما هو واقع اليوم في الوطن العربي هو واقعية مبتذلة، أما الدعوة إلى تغير هذا الواقع تمهيدا لبناء واقع ممكن بديل على أسس الوحدة والتحرير الوطني والتطور الاجتماعي هي الواقعية العقلانية التي تعبر عن إمكانيات الواقع العربي غير المنظور حاليا، أي واقع يصير منظورا بفعل انتشال العرب من موقع المنفعل بما يفعله الآخرون سياسيا واقتصاديا وثقافيا ليضعهم في موقع الفعل الحقيقي، هذه هي الواقعية العقلانية.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟