أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جابر احمد - غزة : حكام ايران و تناقض التصريحات















المزيد.....

غزة : حكام ايران و تناقض التصريحات


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 08:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تملأ الطغمة الحاكمة في طهران الكرة الارضية ضجيجا وصياحا وتحريضا وهي تدعو باستمرار الى محاربة ما تسميه" بالاستكبار العالمي" ، كما هو الحال في دعوتها بالامس في العراق وافغانستان ومن ثم لبنان واليوم فلسطين ، في حين نراها في الواقع تسعى الى تنمية علاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع هذا " الاستكبار " باضطراد .
واذا كان من الصعب على المرء ان يتتبع المواقف المتسارعة والمتناقضة لحكام ايران ازاء ما يجري في عزة من احداث دامية جراء الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة عليها , الا اننا سنحاول تتبع بعض من هذه المواقف باختصار لتحليلها والوقوف على مضامينها .
في الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي و الرأي العام العالمي جهودا حثيثة من اجل ايقاف هذه المجزرة عبر ايجاد حل سياسي لها، يطالعنا حسين شريعتمداري معاون مرشد الثورة علي خامنه اي المعروف بتشدده في مقال افتتاحي نشرته جريدة كيهان الصادرة في 5|1|2009 قائلا : "الراي العام كله جهز نفسه اكثر ، فانظروا الى التقارير المصورة و للمظاهرات الشعبية التي عمت كافة انحاء العالم استنكارا لجرائم الصهاينة . من هنا فان اي حديث عن مسعى لوقف اطلاق النار لا يعني الا اعطاء الفرصة للصهاينة من اجل ارتكاب الكثير من الجرائم مستقبلا . لقد حفر الصهاينة قبورهم بايديهم واقتربوا بارجلهم الى مقبرتهم ليس في غزة وحسب وانما في جميع انحاء العالم ".
ان هذا التصريح ان دل على شيء انما يدل عن تدخل سافر في شؤون القضية الفلسطنية ، فمن وجهة نظرنا لا يحق لحكام ايران ان يدعو مثل هذه الدعوة في حين القابضين على الزناد في غزة اعلنوا عن ترحيبهم باي مبادرة سلام تؤدي الى وقف لاطلاق النار وسحب القوات الاسرائيلية وفتح المعابر الخ . الا ان رجال الدين في ايران استمروا بقرع طبول الحرب ، فلو كان وقود هذه الحرب رجال الدين في ايران انفسهم ،ترى هل استمروا بالقتال؟ وهل" فوتوا الفرصة على العدو الصهيوني من اجل ان يعيد التقاط انفاسه لارتكاب جرائم اخرى" ، ثم اذا هم يريدون الانتقام من" جرثومة الفساد " لماذ يراهنون على الرأي العام و على الفلسطنيين ويضحون بالاطفال ولا ينفذون اقوالهم بمسح اسرائيل من الخارطة على حد تعبير احمدي نجاد الى افعال ؟ اذا ،حديث رجال الدين في ايران وعلى رأسهم خامنه اي ومساعده شريعتمداري الذين يذرفون دموع التماسيح على القضية الفلسطينية ، ليس لها الا معني واحد وهو يا مناضلي الشعب الفلسطيني ويا حماس استمروا بالحرب حتى تبعدوا عنى نحن رجال الدين الحاكمين في ايران شبح الحرب . كما هو معلوم اذا انشغل الغرب وحلفائه بحروب اقليمية سوف يهمل الملف النووي الايراني وتقل الضغوط الاقتصادية واحتمال الضربة العسكرية على ايران . الا يعني دعوة ايران لحث حلفائها على رفض وقف اطلاق النار متطابق مع رفض المرت لدعوة ساركوزي الداعية الى وقف اطلاق النار؟ فقد اشارت وكالات الانباء ان اولمرت رئيس وزراء اسرائيل قد رفض جملة وتفصيلا عرض السيد ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية القاضي بايجاد وقف سريع لاطلاق النار في غزة .
كل ما يسعى اليه الحكام في ايران في هذه المرحلة الحرجة هو ابعاد شبح الحرب عنهم عبر ضخ الاموال وتصدير الارهاب و لايهمهم اذا الشعوب الايرانية جاعت ام عطشت ، ثم الا يعني دعم واحتضان جناح واحد من اجنحة المقاومة واعتباره يمثل "الاسلام الخالص" وما سواه غير ذلك ، تدخلا سافرا في الاوضاع الداخلية للشعب الفلسطيني قيادة وشعبا؟ .
الا يحق لنا ان نسأل رجال الدين المتربعين على دفة الحكم في ايران و الذين يوصون الشعب الفلسطيني برفض عروض السلام ، لماذا لم يطلقوا حتى الآن طلقة واحد ة على ما يسمونه" بالكيان الصهيوني" لا بل الانكى من ذلك وفي ظل هذا الضجيج الاعلامي ومسلسل القتل والدمار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة ، تتحدث وكالات الانباء عن ارسال معاون رئيس جمهوريتهم اسفنديار رحيم مشايي الى واشنطن ليستمر باكمال المباحثات مع الرئيس الامريكي الجديد اوباما التي بدؤها مع المنتهية ولايته جورج بوش ، خاصة وان احمدي نجاد صاحب التصريحات الرنانة تجاه الغرب يسعى الى تطبيع العلاقات مع امريكا استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة وذلك بغية سحب البساط من تحت منافسيه الذين لا يريدون وفي ظل الازمات المتتالية التي تعاني منها ايران اي توتير للعلاقات بين ايران والغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية بالتحديد .
ان حماس واقعة بين مطرقة الدول العربية الراغبة الى وقف اطلاق النار الفوري في غزة وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق خطة الامير عبد الله من جهة وسندان ايران و المنظمات الراديكالية الاسلامية من جهة اخرى، فلا الاخوة العرب نفعوها في توفير الحماية ولا الدعم الايراني الذي لا يساوي قطرة دم تسيل من طفل فلسطيني حتى و ان كان هذه الدعم 100 مليون دولار شهريا .
من الدعوة الى مواصلة الحرب الى القبول بما تقبل به حماس :
خلافا للموقف التركي المتزن والذي لا يريد ان يكون بديلا للموقف العربي وانما داعما له، قالوا الاتراك للعرب و المنظمات الاسلامية الفلسطينة وغيرها اعطونا ما لديكم من مقترحات ونحن تحت امرتكم سوف نستخدم ثقلنا السياسي وعلاقتنا المتميزة مع كل الاطراف بما فيها اسرائيل للعمل بكل ما نستطيع من اجل وقف اطلاق النار وانقاذ الشعب الفلسطيني من نار المحرقة الاسرائيلية . باختصار الموقف التركي يستمد توجهاته من الموقف العربي ، اما ايران في الوقت الذي اعتبرت فيه اي حديث عن مسعى لوقف اطلاق النار كونه " لا يعني الا اعطاء الفرصة للصهاينة من اجل ارتكاب الكثير من الجرائم مستقبلا وان الصهاينة قد حفروا قبورهم بايديهم ، واقتربوا بارجلهم الى مقبرتهم ليس في غزة وانما في جميع انحاء العالم ". فقد قال الايرانيون اي مبادرة تدعوا لوقف اطلاق النار، اذا وافقت عليها حماس سوف يتكررمع الحركة الاسلامية في القطاع الفلسطيني نفس ماحدث في لبنان حيث فشل الاسرائيليين في تدمير حزب الله عام 2006 في حين الجميع يعلم بالكارثة الاقتصادية والانسانية التي حلت بالشعب اللبناني جراء مغامرات حزب الله غير المحسوبة العواقب .
ولكي نوضح الصورة اكثر دعوني انقل لكم مقتطفات مما قاله احمدي نجاد في مقابلة اجرته معه قناة المنار ، ماذا قال : " نحن لا نتوقع ان تحل القضية الفلسطينية بخطوة فورية ، نحن نريد وقف الهجمات ورفع الحصار عن غزة "، بالله عليكم ماهو الفرق بين هذا الموقف و الموقف المصري الذي خصصت ايران لاغتيال رئيسها جائزة مقدارها مليون دولار ، واين تصريحه هذا من تصريحاته الغوغائية السابقة الداعية الى محو اسرائيل من الخارطة ؟ و ما معنى تصريحات مساعد خامنه اي الانفة الذكر التي اعتبرت فيه ان "اي مسعى لوقف اطلاق النار لا يعني الا اعطاء الفرصة للصهاينة من اجل ارتكاب الكثير من الجرائم مستقبلا ".
ولكي نكشف المزيد من العلاقات الخفية والعلنية بين اسرائيل وايران الاسلامية دعونا ننقل عن جرية الوطن الكويتية في مقال مترجم نشرته نقلا الهيرلاد تربيون بتاريخ 2 ابريل 2007 للكاتب الأمريكي (اليهودي) فايس عن العلاقة بين ايران واسرائيل جاء فيه " انه " في السنة الاولى من ولاية الرئيس محمد خاتمي كان المسؤولون الاسرائيليون يبحثون عن كيفية تسديد الديون الاسرائيلية لايران ازاء كميات النفط التي استلموها في عهد الشاه ، كما ان صادرات اسرائيل الى ايران عبر الدول الاوروبية كطرف ثالث قد تجاوزت 300 مليون دولار . ويضيف فايس انه في حالة نشوب حرب اقليمية واسعة بين السنة والشيعة ستجد ايران واسرائيل انهما اصبحتا في مواجهة عدو مشترك ويضيف ايضا تحتاج اسرائيل الى ايران من اجل ضبط حركة حزب الله والجهاد الاسلامي وستحتاج ايران الى اسرائيل ولوبيها القوي من اجل العقوبات الاقتصادية الامريكية ويقول ايضا يتمتع مواطنوا اسرائيل من اصل يهودي ايراني والذين يبلغ عدد هم مائتي الف تسمة بفرصة طيبة لاقامة علاقات تجارية وثقافية مع الارض التي انحدر منها اجداهم ، خصوصا وان بينهم قائد عسكريا و نائبا لرئيس الوزراء و رئيس دولة يتكلم الفارسية . لقد قال بنجامين دز رائيلي قولته المشهورة " ليس لدى الدول اعداء دائمون او اصدقاء دائمون وانما مصالح دائمة وحسب " وعلى الرغم من صعوبة تصور الامر تحت تأثير الظروف السائدة اليوم ، فان المصالح الدائمة بين ايران الاسلامية واسرائيل اليهودية ستحول هذين العدوين الى صديقين دائمين ".
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تستطيع ايران التي تقمع شعوبها ومن بينها الشعب العربي الاهوازي ان تدعم النضالات الوطنية الفلسطينية ؟،في الحقيقة انها لم تدفع حتى "تومانا " واحدا لولا لم ترجوا من وراء خدمة لامنها القومي و لاهدافها الآنية والمستقبلية في المنطقة .
انتهى



#جابر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن ...
- تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن ...
- تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن ...
- تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن ...
- تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن ...
- تاريخ الأهواز -عربستان- منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة ...
- تاريخ الأهواز - عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن ...
- تاريخ الأهواز عربستان؛ منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة ...
- صفحات منسية من تاريخ مناضلي الشعب العربي الاهوازي ،الموجز في ...
- بيان جبهة المشاركة الانتخابي يتجاهل معاناة الشعب العربي الاه ...
- الاستيطان في اقليم الاهواز مشروع قومي ام لغرض تغيير النسيج ا ...
- اجتماع هام في بيت متواضع تضامنا مع عمادالدين باقي
- محنة المفكر الاهوازي الاستاذ يوسف عزيزي ام محنة الحرية في اي ...
- معمموا النظام الايراني وافنديته وجهان لعملة واحدة
- استمرار سياسة التطهير العرقي في اقليم الاهواز
- اقليم الاهواز كثرة الخيرات وكثرة المعاناة
- مجزرة الأربعاء السوداء الدامية 28 عاما ونضال الشعب العربي ال ...
- بمناسبة اليوم العالمي للطفولة النظام الايراني يستعد لتنفيذ ح ...
- النظام الايراني ، تبريد المناطق الساخنة لصالح الشيطان الاكبر ...
- العواقب الوخيمة لتلوث البيئة في اقليم الاهواز


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جابر احمد - غزة : حكام ايران و تناقض التصريحات