أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلرسول ٱلبشر يخشى ٱلناس فيخطئ















المزيد.....

ٱلرسول ٱلبشر يخشى ٱلناس فيخطئ


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى مقال "زواج ٱلنبىّ من مطلقة زيد" قلت "لقد أخفى ٱلرسول فى نفسه ما عليه بلاغه وبذلك أخطأ". وعلى ٱلرّغم من توريد ٱلشاهد من ٱلكتاب وفيه أنّ ٱلرسول يذنب كما يذنب ٱلبشر فقد كان قولى عنه "أخطأ" سببا لاعتراض ٱلبعض. وكان ٱلاعتراض ٱلأوّل مِمَّن يظنّ أنّ ٱلرّسول كتاب لا يخطئ. وكان ٱلاعتراض ٱلثانى ممّن رأى فى خطإ ٱلرّسول خطأً للّه.
وهناك ٱعتراض ثالث يرى فيما قلته عن لحم ٱلخنزير (أنّه أىّ لحم خبث بٱلتراب بفعل ٱلعمر أو ٱلمرض فقسى وصلب وأنّ ٱلبغآء تجارة متعة وليس زنى) أنّه يخالف ما تعارف عليه مليار مسلم منذ 1400 عاما.
ولما كان ٱلاعتراض ٱلأول وٱلثالث قد حدثا على مواقع لآ أكتب عليها. وكان ٱلاعتراض ٱلثانى قد جآء على موقع لآ أستطيع ٱلكتابة مباشرة عليه بسبب منعه فى بلادى فقد كتبت هذا ٱلمقال كردّ على ٱلمعترضين فى هذه ٱلمواقع.
ٱلذنب هو ٱلأثر ٱلذى تركه خطأ بشر ورآءه. ومَن يكون عليه ذنب من ٱلبشر يكون قد عمل عملا خطأً. فعندما يقول ٱللّه للرسول ٱلبشر "فٱستغفر لذنبك" يبيّن قوله أنّ ٱلرسول ٱلبشر كان قد عمل خطأً.
قد يتساءل ٱلبعض كيف يخطئ ٱلرّسول وهو شخص موحىۤ إليه؟
ٱلرسول هو حامل لرسالة من مُرسِلٍ وهو هنا ٱللّه وٱلرسول رسوله. وما على ٱلرسول هو توصيل ٱلرسالة إلى ٱلمرسَلِ إليه. ورسول ٱللّه للناس إمآ أن يكون مَلَكا مهديًّا (روبوتا) يفعل ما يؤمر ولا يخشىۤ أحدا فلا يُخفِى من ٱلأمر شيئا وبذلك لا يخطئ. وإما يكون من ٱلبشر وله فؤاد يُبدى به خشية من ٱلناس فيُخفى فى نفسه مآ أوحىَ إليه وبذلك يخطئ ويبقى خطأه قآئم حتى يأتيه ٱلرّبط على قلبه من ٱلمرسِلِ فيُبدى ما كان يخفيه. وهذا ٱلمفهوم هو ما تبيّنه ٱلرّسالة في قول منها:
"وأصبح فؤادُ أُمِّ موسى فٰرغًا إِن كادت لَتُبدى به لولاۤ أن ربطنا على قَلبِها لِتَكونَ منَ ٱلمؤمنين" 10 ٱلقصص.
فعل وحى ٱللّه إلى بشر لا يلغى بشريته وٱللّه يعلم بفعل ٱلخشية لفؤاد ٱلمُوحَىۤ إليه. فعندما يخشى ٱلرسول ٱلبشر بما يتعلّق بمآ أوحىَ إليه يَربط ٱللّه على قلبه فتزول خشية ٱلرسول ويبلّغ ٱلرسالة. وقد بيّنت ٱلرسالة أنّ ٱللّه يعصم ٱلرسول من ٱلناس وعليه ألا يخشى منهم:
يَٰۤأَيُّها ٱلرَّسُولُ بَلِّغ مَآ أُنزِلَ إليكَ مِن رَّبَّكَ وإن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسالتَهُ وٱللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إنَّ ٱللَّهَ لا يَهدِى ٱلقومَ ٱلكَٰفِرِينَ" 67 ٱلمآئدة.
وبيّنت أنّ كلا من ٱلرسول وٱلنّبىّ يتمنّى ويُلقى ٱلشيطان فىۤ أُمنيته:
"وماۤ أرسلنا من قَبلِكَ من رَسُولٍ ولا نبىٍّ إلاۤ إذا تمنَّىٰۤ أَلقى ٱلشَّيطٰن فىۤ أُمنيَّتهِ فينسخُ ٱللّهُ ما يُلقى ٱلشّيطـٰنُ ثُمَّ يُحكِمُ ٱللّهُ ءايِـٰته وٱللّهُ عليم حكيم" 52 ٱلحج.
فما يقوله ٱلمعترض ٱلأول من أنّ ٱلرّسول لا يخطئ هو بفعل ما يقوله وهو يظّنُّ أنّ ٱلرّسالة هى ٱلرّسول وأنّ ٱلرّسول كتاب وليس بشرا ليخطئ.
فما عليه أن يعلم به هو أنّ هذا ٱلرّسول بشر وليس كتابا. وأنّه لم يرد فى كتاب ٱللّه أنّ ٱلكتاب هو ٱلرسول. فما جآء في كتاب ٱللّه يبيّن أنّ ٱلكتاب هو معلومات مسطورة مُودَعة فى بيتِ أىِّ شىء أوۤ أمر:
"وما من غآئبةٍ فى ٱلسَّمآء وٱلأرض إلا فى كتٰبٍ مُّبين" 75 ٱلنّمل.
"ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا فى كتٰبٍ مُّبينٍ" 59 ٱلأنعام.
"لا يَعزُبُ عنه مِثقالُ ذَرَّةٍ فى ٱلسّمٰوٰتِ ولا فى ٱلأرضِ ولآ أصغرُ من ذٰلك ولآ أكبرُ إلا فى كتٰبٍ مُّبين" 3 سبأ.
"وما يُعَمَّرُ من مُّعَمَّرٍ ولا يُنقَصُ من عُمُرِهِ إلا فى كتٰبٍ" 11 فاطر.
"وما كان لنفسٍ أن تَمُوتَ إلا بإذن ٱللّه كتٰبًا مؤجَّلا" 145 ءال عمرٰن.
"وكلَّ شىءٍ أحصينٰه كتٰبا" 29 ٱلنّبإ.
وعليه أن يعلم أنّ ٱلنفس وموتها وحياتها من ٱلأشيآء. فٱلكتاب ٱلشىء هو مقدار من ٱلمعلومات تجعله يتشيّىء بها. وهو رسالة ٱلحقِّ للناس وفيها معلومات تهديهم فى ٱلحقِّ وهم أحيآء. ومَن يمت منهم ليس له من بعد ٱلموت هداية.
وفيهآ أنّ من ٱلبشر أنبيآء وأنبيآء رسل يتمنون ويلقى ٱلشيطٰن فىۤ أمنياتهم ويخشون ٱلناس وهم يبلّغون رسالات ٱللّه فيخفون فىۤ أنفسهم ما عليهم بلاغه فيخطئون. ومحمّد نبىّ ورسول بشر يجعله فؤاده يخشى ٱلناس فيُخفِى فى نفسه ما عليه بلاغه فيخطئ ويبقى خطأه قآئما حتى يربط ٱللّه على قلبه ليبدى ما يخفيه فى نفسه من وحى.
لقد تعلمت من رسالة ٱللّه كيف أعود وأصوّب ما غفلت فيه وعنه. ولوۤ أنِّى رأيت خطأ بقولى "أخطأ ٱلرسول" لكنت عدّت عنه وأعلنت عودتى. فأنا بشر ويحدث لى ما يحدث للبشر فأغفل كما يغفلون وأتمنّى ويلقى ٱلشيطان فىۤ أمنيتى وأخطئ فأذنب وأستغفر لذنبى. فقد بيّنت مسئوليتى عمّا كتبته وأكتبه فى ٱلسياسة وفى ٱلدين. ولم أكتب تحت أسمآء مجهولة هنا وهناك كما يفعل غيرى ليظهر وكأنّ منهاجه له أتباع وموالون. فما قلته فى كتاب ٱللّه وما قلته فى ٱلسياسة هو قولى ومسئوليتى وحدى. وهناك ما كان علىّ قوله وبفعل فؤادى خشيت ٱلناس فخفيته فى نفسى ومنه ٱلكثير ما زلت أخفيه خشية ٱلناس.
أما ما يقوله ٱلمعترض ٱلثانى عن خطإ ٱللّه بفعل خطإ ٱلرسول ٱلبشر فيظهر أنّه يتصيّد قولا لم يسعَ لفهمه ليقول ما يطعن بٱلرسالة ويبعد ٱلناس عن هدايتها. فهذا لا ينفع معه حوار بفعل ما بأذنيه من وقر يمنعه من ٱلسمع وٱلحوار. وبذلك سأتركه يتصيّد ما يشآء ويقول بما يهوى.
لكن ٱلمعترض ٱلثالث فإنّ ما يعترض عليه هو جميع مآ أكتبه من رأى وفهم يتعلق بكتاب ٱللّه بفعل مخالفتى لمليار مسلم فيما يتبعون. وهذا ٱلمعترض هو من ٱلذين يحملون ٱسم "أهل القرآن" ٱلأَخذين بتحريف ٱلمحرّفين لكلمة "قرءان" بكلمة "قرآن" وٱلظآنّين أنهم بهذا ٱلاسم ٱلمحرّف يفرّقون أنفسهم عن قول كتاب ٱللّه عن أمثالهم "أهل ٱلكتاب". فٱلكتاب يسكن معهم حيث يسكنون فهم أهل له بسكنهم معه. وفى ٱلكتاب ما يبيّن للسّاكن معه أنّ "كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة" وليس عليها بما يتبعه مليار مسلم منذ 1400 عام. فلو كان يؤمن بقول ٱلكتاب ما كان ليعترض على قول مسئول بما يتبع مليار مسلم لدمغة مأمور ٱلنفوس من دون مسئوليّة شخصيّة لأىٍّ منهم. وهذا ٱلمعترض وجماعته من "أهل القرآن" يقولون عن لسان ٱلقرءان أنّه "لغة" وأن ما تعارف عليه ٱلناس من دليل كلام لغو وتحريف كافرين هو دليل كلامه.
ما قاله "ٱلقرءان" وليس "القرآن" عن مسئولية ٱلإنسان كفرد لا يطابق ما يظنّه هؤلآء بٱلعدد مليار. فٱلفرد هو ٱلمسئول وليس هذا ٱلعدد من ٱلأنعام:
"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من ٱلجنّ وٱلإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بهاۤ أولٰئك كٱلأنعٰم بل هم أضلُّ أولٰئك هم ٱلغٰفلون" 179 ٱلأعراف.
فهل أتبع ما تعارف عليه هذا ٱلعدد ٱلكبير وأترك مسئوليتى ٱلمبيّنة في كتاب ٱللّه؟
وممآ أعلم به من كتاب ٱللّه أنّه موجّه لأفراد "يتفكّرون فى خلق ٱلسَّمٰوٰت وٱلأرض" وعلى كلٍّ منهم مسئوليته عمّا يتفكر وعمّا يقول وسيحاسبه ٱللّه. فهل أترك مآ أعلم به من كتاب ٱللّه وأتبع ما يتبعه ٱلمليار مسلم لدمغة مأمور ٱلنفوس؟
ألم يقل ٱللّه فى كتابه أنّه سيحشر ٱلوحوش حشرا؟:
"وإِذَا ٱلوُحُوشُ حُشِرَت" 5 ٱلتكوير.
ٱسم "وحش" ضد ٱسم "ءَادم". وٱسم "أنعام" من أسمآء ٱلوحوش وهى ٱلتى تحشر من دون حساب لها لأنها لا روح فيها ولا مسئولية عليها بما تفعل. فهل أترك مسئوليتى عن علمى وأتبع مليار مسلم لدمغة مأمور ٱلنفوس وهم سيحشرون حشرًا ولا حساب لهم؟
هذا ٱلمليار يأجّهم يأجوج واحد. فهم لا يعبدون ٱللّه فىۤ أمر ولا يتفكرون ولا ينظرون ولا يعلمون وقد أعرضوا عن ذكره وٱمتنعوا عن ٱلتفكير فى خلق ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض. وبذلك فهم أضلّ من ٱلأنعام وسوف يحشرون من بعد عيش ذليل فى ٱلحياة ٱلدنيا:
"ومن أعرَضَ عن ذكرِى فإنَّ لهُ معيشةً ضَنكًا ونحشُرُهُ يومَ ٱلقيٰمةِ أعمىٰ(123) قال ربِّ لِمَ حَشَرتَنىۤ أَعمى وقد كُنتُ بصيرًا(124) قال كذٰلك أَتَتكَ ءَايٰتُنا فَنَسيتَها وكذٰلك ٱليوم تُنسىٰ(125)" طه.
لقد بيّن ٱلقرءان أنّ ٱلبداية فيزيآئيّة ينطلق فعلها وربوّها من "فجر" يتدفق بٱلعدّة ٱلشهرية ومنها تُصنع ٱلسمٰوٰت وٱلأرض. وهو ما على ٱلعابد للّه ٱلنظر فيه وٱلعلم به:
"وَٱلفجرِ(1) وليالٍ عشرٍ(2) وَٱلشَّفعِ وٱلوَترِ(3) وَٱلَّيلِ إذا يَسرِ(4)" ٱلفجر.
وهذا ما يقول فيه ٱلرّبانيّون (ٱلفيزيآئيّون) قولهم وهم ينظرون. أما "أهل ٱلقرآن" فيقولون بما تعارف عليه مليار مسلم لدمغة مأمور ٱلنفوس منذ 1400 عام وفى قولهم أنّ كتاب ٱللّه لا فيزيآء فيه ولا من يحزنون وما هو إلا كتاب هداية على ما كان قد تعارف عليه ٱلأبآء منذ 1400 عام.
وبقولهم هذا يبيّنوۤا أنّهم لا يعلمون أنّ ٱلفيزيآء هى من أفعال ٱلرب ٱلتى يربو بها كلّ شىء وٱلتى يعلم بها ٱلرّبّانيّون ٱلعابدون لأمر ٱللّه "إقرأ بٱسم ربِّك ٱلذى خلق".
لقد بيّن ٱلقرءان سبيل ٱلفيزيآء إلى نهايته وبيّن عودة ٱلفعل ٱلرّبّانىّ:
"يَومَ نَطوِى ٱلسَّمآءَ كَطَىِّ ٱلسِّجلِّ لِلكُتُبِ كَمَا بَدَأنَآ أَوَّلَ خَلقٍ نُعِيدهُ" 204 ٱلأنبيآء.
وهذا ما وصل إليه ٱلرّبّانيّون بنظرهم وإدراكهم وقولهم عن ٱلانفجار ٱلأعظم وعن ٱلتوسّع ٱلجارى. وهو ما بيّنه ٱلقرءان لهم لعلّم يعقلون فيتذكّرون:
"وٱلسَّمآء بنينَـٰها بأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" 47 ٱلذَّاريات.
فمآ أقوله عن علم ٱلفيزيآء فى كتاب ٱللّه هو مسئوليتى وحدى وبها سيكون حسابى. وسوف أبقى عابدًا للأمر:
"فٱتبعها ولا تتبع أهوآء ٱلذين لا يعلمون" 18 ٱلجاثية.
فما يتبعه مليار مسلم لدمغة مأمور ٱلنفوس هو أهوآء ٱلذين لا يعلمون. وسأبقى أنا مع ٱلذين يحملون مسئولية شخصيّة فيما يكتسبون فيكتبون وينشرون تذكيرا للناس بٱلرسالة. وهؤلآء قليلون ٱليوم كما يبيّن كتاب ٱللّه:
"ثلّة مِّنَ ٱلأوَّلينَ(13) وقليل مِّنَ ٱلأخِرِينَ(14)" ٱلواقعة.
ولهؤلآء ٱلقليل أعمال يظهر منهآ أنّهم يجهدون أنفسهم فيفكرون ويعقلون ويتدبرون كتاب ٱللّه فيتشابه لهم فهم قوله بما ٱكتسبوا من علم. وهم يحملون مسئولية شخصيّة عما يقولون من فهم ولا يتبعون مَن لا يفكر ولا يعلم. ولم يزعم أحد من هذا ٱلقليل أنّه يسعى لتأسيس منهاج هداية للناس ليتبعوه ويعبدوه ويكون لبعضهم أبا ويكون منهم له أبنآء. وهذا ٱلقليل يغفل ويخطئ فيذنب ومَن يدرك منهم ما وقع فيه يتوب ويعود ويستغفر لذنبه.
فيآ "أهل القرآن" ٱعلموۤا أنِّى ما زلت على فهم ما قلته أنّ "لحم خنزير" هو لحم "جلف" وهو ما يأكله ٱلمليار مسلم لدمغة مأمور ٱلنفوس وهم لا يعلمون ولا يذكرون ٱسم ٱللّه على ما يأكلون.
لقد جعلكم تعارفكم مع ٱلمليار مسلم لا تعلمون مثلهم بما فى كتاب ٱللّه وأنتم معه تسكنون:
"ٱليومَ أُحِلَّ لكُمُ ٱلطَّيِّبٰتُ وطَعَامُ ٱلَّذين أُوتُواْ ٱلكتٰب حِلّ لَّكُم وطعامُكُم حِلّ لَّهُم" 5 ٱلماۤئدة.
فكيف يكون طعام ٱلذين أوتوا ٱلكتاب حلّ للمؤمنين ولحم ٱلحزير ٱلطيِّب (ٱلذى يظنّ مليار مسلم وأنتم منهم أنّه لحم خنزير) من طعامهم؟
كذلك فإنِّى ما زلت على فهم ما قلته أنّ ٱلبغآء تجارة متعة وليس زنى وأنّ على ٱلمؤمنين أن يستعففوا عنه حتى يجدوا نكاحا يغنيهم. فهو ليس حراما وكذلك تجارته.
وٱعلموۤا أنّ جميع ما تعارفتم عليه وما شرّعتم منذ 1400 عام هو تعارف وشرع مَن نزع عنه ٱلشيطان لباسه وجلب عليه بخيله.
لقد ظنّ أمثالكم أنّ إبراهيم يهوديًّا ونصرانيًّا. فبيّن ٱللّه ظنّهم بقوله:
"ما كان إبرٰهيمُ يَهُودِيًّا ولا نَصرَانِيًّا ولٰكن كان حَنيفًا مُّسلمًا وما كان مِنَ ٱلمشركينَ" 67 ءَال عمرٰن.
وهآ أنتم ٱليوم تظنون أنّ مليار مسلم لما تعارف عليه سلفهم من لغو فى ٱلكتاب هم ٱلمسلمون وترمون ٱلرّبّانيّون من أهل ٱلغرب ٱلذين يعبدون ٱللّه بٱلكفر بسبب ٱتباعهم لعيسى ٱبن مريم وأنتم تسكنون مع ٱلكتاب وفيه ٱلقول:
"وجاعِلُ ٱلَّذينَ ٱتَّبَعُوكَ فوقَ ٱلَّذينَ كَفَرُوۤاْ إلى يومِ ٱلقِيٰمةِ" 55 ءال عمران.
فهل تعلمون أنّ ٱلإتبـاع لا يكـون إلاّ لمنهاج وأنّ ما يتبعه ٱلرّبانيّون فى ٱلغرب من منهاج كان قد جاۤء عنه فى ٱلكتاب ٱلذى تسكنون معه ٱلقول ٱلتـالى:
"أَنّى قد جِئتُكُم بأَيةٍ من رَبّكُم أَنِّىۤ أخلُقُ لَكُم مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيئَةِ ٱلطَّيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طيرًا بإذن ٱللَّه وأُبرئُ ٱلأَكمَهَ وٱلأَبرصَ وأُحِى ٱلمَوتَى بإِذن ٱللَّه وأُنَبِّئُكُم بما تَأكُلُونَ وما تَدَّخِرُونَ فى بُيُوتِكُم إِنَّ فى ذلِكَ لأيةً لَّكُم إن كُنتُم مُؤمِنِين/49/ وَمُصَدّقًا لِّما بينَ يَدَىَّ مِنَ ٱلتَّورـٰةِ ولأُحِلَّ لكُم بَعضَ ٱلَّذى حُرّم عَليكم وجِئتُكُم بأَيَةٍ مِّن رَّبّكُم فَاتَّقُواْ ٱللَّه وأَطِيعُونِ/50/" ءال عمران.
وفيه منهاج ٱلرّبانيين ٱلذين يخلقون (أو كما تعارفتم "يصممون") ويسوّون (أو كما تعارفتم ينفذون) ويشفون من ٱلأمراض ويخرجون موتى من جينوم عظام ويعلمون بما ينفع ٱلناس من طعام وما يضرّ بهم كلحم ٱلخنزير ٱلذى تأكلون.
أمّا ٱلمليار مسلم لدمغة مأمور ٱلنفوس وأنتم منهم فيتبعون منهاج سلف موتى ولذلك فهم لا يخلقون ولا يسوّون ولا يعلمون بما يشفى من مرض ولا بما ينفع من طعام. وهم من ٱلذين كفروا بمنهاج عيسى وقد قال ٱللّه عنهم فى ٱلكتاب:
"فأَمَّا ٱلَّذينَ كَفَرواْ فأعذّبُهُم عذابًا شديدًا فى ٱلدُّنيا وٱلأَخِرَةِ وما لهم من نَـٰصرينَ" 56 ءال عمران.
فما يلقون من عذاب فى ٱلحياة ٱلدنيا يصعب إحصآؤه. ويحدث لهم ٱلعذاب بفعل نزع لباسهم عنهم وجعلهم من ٱلجاهلين ٱلكافرين فيتفوّق عليهم ٱلذين ٱتبعوا منهاج عيسى وما لهم من ناصرين.





#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج ٱلنّبىّ من مطلّقة زيد
- لسانُ ٱلقرءانِ عَربىّ مُّبين يَهدِى ولسانُ ٱللغة ...
- ٱلقول (ناسخ ومنسوخ في القرآن) هو تحريف للكلم عن مواضعه ...
- ٱلذكرى ٱلسابعة لتأسيس ٱلحوار ٱلمتمدن
- ٱلدين The law
- حول ٱلانتخابات فى ٱلعراق
- ٱلدين وٱلدولة
- مَن هم ٱلذين يَعلُونَ فى ٱلأرض ولا يُمسَخُونَ؟
- ٱلتعليم ٱلدينىّ يبعد ٱلناس عن سبيل ٱ ...
- جآئزة نوبل يستحقّها ٱلناظر فى ٱلدين!
- شرعُ ٱللّه وصيّة لعيش ديمقراطىّ
- ٱبنىۤ ءادم (تعقيب على مقال -حقّ ٱلحياة..-)
- ٱلقتل بزعم ٱلشرف هو قتل لنفسٍ بغير نفسٍ
- مصيبة؟!! عطّلت موقع -الإنسان هو الحلّ-
- ٱلحياة حقّ أول من حقوق ٱلإنسان فى جميع ٱلأ ...
- -إسرآءيل- شخص ودولة
- ٱلكفر حال وموقف أكثريّة قوم ٱلرّسول!!
- مَن هو ٱلذى يُقتل فى سبيلِ ٱللّه؟
- هل ٱلإسلام هو ٱلحلّ؟
- ٱلإسلاميّون وٱلديمقراطية!!


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلرسول ٱلبشر يخشى ٱلناس فيخطئ