|
حول مقترح تشكيل اتحاد كتاب الحوار
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 09:34
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
ارسل لي الاخ خالد صبيح نسخة من مقاله للرد على منتقديه حول اقتراح تشكيل اتحاد لكتاب الحوار المتمدن وطلب مني ابداء رايي فيه. وفي الحقيقة لم اكن قد قرات المقال الاصلي الذي جاء فيه اقتراح تشكيل هذا الاتحاد فكان على ان ارجع الى الاصل وقرات المقال السابق الذي يقترح به الاخ خالد تشكيل الاتحاد. في المقالين كان الغرض المعلن من تشكيل الاتحاد هو " وان جوهر فكرة تشكيل الاتحاد جاءت لتعزيز أجواء حرية النشر والتفكير داخل الموقع منعا لأي ثغرة قد تقع في مسار عمل الحوار المتمدن طالما انه في حال من التوسع والانتشار والتأثير. فمهمة الاتحاد المقترح اذن هي سد اية ثغرة قد تقع في مسار عمل الحوار المتمدن. فهل يكفي هذا الهدف لاقناع كتاب الحوار المتمدن بان يقوموا بعملية معقدة كتشكيل اتحاد لهم بكل ما يتضمنه من تعقيدات وصعوبات؟ لا اود هنا ان ادخل في تفاصيل عملية تحقيق الاتحاد من الناحية الفنية. فعملية توحيد الاف الكتاب المنتشرين في ارجاء العالم وتشكيل اللجان اللازمة لذلك وكيفية انتخابها وكيفية الاتصال فيما بينها وكيفية اجراء اجتماعاتها بالمراسلة تبدو لي عملية معقدة صعبة التحقيق وقد يرجع ذلك الى جهلي لمواضيع كهذه. ان ما اود الحديث عنه هو حقوق ادارة الحوار المتمدن وحقوق كتابه وقرائه والعلاقة بين اتحاد الكتاب اذا تحقق انشاؤه وبين ادارة الحوار المتمدن. وقد يكون ذلك امرا معقدا ولكني احاول ان ابدي رايا فيه. ان موقع الحوار المتمدن موقع انشأته ادارة الحوار المتمدن بعمل تطوعي غير ربحي بذلت جهودا كبيرة في تحقيقه ونجحت نجاحا باهرا في تطويره وجعله من المواقع المتقدمة في النطاق الالكتروني. ولادارة الحوار المتمدن خط سياسي او خط اداري اثبت نجاحه ولابد ان الادارة متمسكة بخطها الذي ترى فيه اسباب نجاحها. ان دور ادارة الحوار المتمدن الرئيسي هو انها منحت الفرصة لكتاب الحوار المتمدن للاتصال بقراء الحوار المتمدن وكانت سياسة هذه الادارة في افساح المجال لهذا الاتصال سر نجاح موقع الحوار المتمدن. ان علاقة كتاب الحوار المتمدن ليست مع ادارة الحوار المتمدن وانما هي العلاقة بينهم وبين قراء الحوار المتمدن. وليس لكتاب الحوار المتمدن او لقراء الحوار المتمدن سلطة ادارية على ادارة الحوار المتمدن. ولكن هذه العلاقة بين الكتاب والقراء قد تتاثر بسياسة ادارة الحوار المتمدن. ما هو الهدف الذي يهدف اليه الاتحاد اذا تحقق؟ انه سد اية ثغرة في مسار عمل الحوار. وما هي الثغرة التي يمكن ان تحدث في هذا المسار؟ قد تقرر ادارة الحوار تجاهل مقال او كتابات كاتب معين يعتبره الاتحاد ظلما او غمطا لحقوق الكاتب. وقد اورد الاخ خالد كتابات سعدي يوسف مثالا على ذلك. هل من حق ادارة الحوار ان تمتنع عن نشر كتابات احد الكتاب؟ اعتقد ان لها كل الحق في ذلك. وهل لاي كاتب الحق في الامتناع عن ارسال كتاباته للنشر في الحوار المتمدن؟ اعتقد ان له كل الحق في ذلك. فاذا كان لدى ادارة الحوار خط سياسي او ادبي او اعلامي او ثقافي فهذا شانها ولا يستطيع احد ان يتدخل في ذلك. يحق لاي انسان ان ينتقد هذا الخط او يقترح خطا اخر ولكن لا يحق له تغيير الخط. ان الخط الذي تقرره ادارة الحوار في ادارة مشروعها هو من شأنها وحدها. ولكن لخط الادارة او لتغيير خط الادارة تداعيات قد تكون سلبية او ايجابية والادارة هي التي تتحمل تبعات ذلك. اعلنت ادارة الحوار المتمدن ان موقع الحوار هو موقع علماني يساري. وهذا يعني ان من حق ادارة الحوار ان تمتنع عن نشر اي مقال ترى فيه خرقا لخطها العلماني اليساري وتعتبره مقالا يمينيا غير علماني. هذا رغم ان الواقع الملحوظ والواضح في الكتابات المنشورة في الحوار المتمدن تتضمن في الواقع اقصى اليمين واقصى اليسار. ان قرار نشر او عدم نشر مقال معين او كتابات كاتب معين هو من حقوق ادارة الحوار المتمدن ولا اعتقد ان من حق اي انسان ان يعارض هذه الحقوق. وكل ما يحق لقارئ او لكاتب ان يفعله هو انتقاد ادارة الحوار المتمدن على طريقة تطبيق هذه الحقوق. اود هنا ان اشير الى تجربة شخصية تتعلق بنشر او عدم نشر كتاباتي في الحوار المتمدن. انا اعتبر نشر الكثير من مقالاتي في الحوار المتمدن فضلا من ادارة الحوار المتمدن علي. فقد وفرت لي فرصة الاتصال بقراء لم اكن احلم يوما بوصول كتاباتي اليهم. اضف الى ذلك انا اشكر لادارة الحوار المتمدن فضلها علي بان نشرت حتى مقالاتي التي كتبتها قبل ظهور الحوار المتمدن بعشرين عاما ولم استطع نشرها او ايصالها الى قرائي. وحين جرى تقدير موقع الحوار المتمدن في احدى السنوات كتبت تقديري الحقيقي للموقع مع بعض الانتقادات لخط ادارة الحوار المتمدن. وقد رات ادارة الحوار المتمدن عدم نشر هذا المقال في الجريدة اليومية والاكتفاء باضافته الى موقعي الخاص. فلم يغضبني ذلك ولم يؤثر على علاقتي بموقع الحوار المتمدن. وقد اعتبرت ان عدم نشر هذا المقال حقا من حقوق الادارة. وفعلا استمرت علاقتي بالموقع كما كانت سابقا ولم يحدث ان امتنعت ادارة الحوار المتمدن حتى اليوم عن نشر اي مقال من مقالاتي. وكان رد فعلي على هذا الحادث انني لم اشترك بعد ذلك في الكتابة عن رايي بالحوار المتمدن وبسياسة ادارته وهذا ما يلاحظ حتى في ذكرى مرور ست سنوات على تاسيسه. ولكن كان لي حادث اخر مع ادارة الحوار المتمدن. فقد نشر في الحوار المتمدن مقال لشخص اطلق على نفسه اسم دحام التكريتي لانه لم يشأ ذكر اسمه الحقيقي هاجمني هجوما شديدا. وقد كتبت ردا قصيرا على هذا المقال من اربعة او خمسة سطور لاني لم ار ان المقال يستحق اكثر من ذلك. ولاحظت ان الرد لم ينشر في الجريدة. في هذه الحالة شعرت ان في ذلك غمط لحقي في الرد على هذا المقال. فاتصلت شخصيا بالاخ رزكار وسالته عن سبب عدم نشر الرد فاجابني بان الرد كان قصيرا ولذلك نشر في الاخبار وليس في الجريدة اليومية. فاجبته بان المقال ضدي نشر في الجريدة اليومية وارى من حقي ان ينشر الرد عليه في نفس الموقع وقلت له لن ارسل اي مقال قبل نشر الرد في الجريدة اليومية. فرجاني الاخ رزكار بان اطيل المقال لكي يصلح لنشره في الجريدة. فاطلته بان اعدت نشر الرد الاصلي واضفت بعض الثرثرة التي لم تضف شيئا الى محتوى الرد الاصلي وانتقدت في المقال ادارة الحوار المتمدن على نشر مقال دحام التكريتي. لم انتقد الادارة لانها نشرت مقالا يهاجمني وقد نشرت كل المقالات التي تهاجمني فاعتبرت ذلك من حق الادارة وكتبت ردودا على كل المقالات التي نشرت ضدي ونشرت ردودي على تلك المقالات. ولكني انتقدت ادارة الحوار المتمدن على نشر مقال دحام التكريتي لان المقال لم يكن حوارا متمدنا. لنفرض الان ان الاقتراح قد لاقى قبولا من العديد من كتاب الحوار وجرى تشكيل الاتحاد بناء على ذلك. فما هي صلاحية الاتحاد فيما يخص الثغرات في مسار الحوار؟ لو فرضنا ان ادارة الحوار المتمدن قررت التوقف عن نشر كتابات حسقيل قوجمان مثلا واخفاء موقعه الخاص عن القراء. فما الذي يستطيع الاتحاد فعله اذا اعتبر ذلك ثغرة في مسار الحوار المتمدن؟ يستطيع الاتحاد انتقاد ادارة الحوار وطلب اعادة نشر كتابات حسقيل قوجمان. وهذا ما يستطيع ان يفعله اي كاتب منفرد واي قارئ من قراء الحوار يحب قراءة كتابات حسقيل قوجمان. ولا فرق بين الكاتب او القارئ الشخصي وبين الاتحاد سوى ان طلب الاتحاد يعبر ممثلا لعدد اكبر من الاصوات. وكل التأثير على مسار الحوار المتمدن اذا اصرت على الامتناع عن نشر كتابات حسقيل قوجمان هو ان قراء حسقيل قوجمان قد يبحثون عن كتاباته التي يرغبون في قراءتها في مواقع اخرى تنشر كتاباته. ولكن المشكلة الحقيقية تنشأ حين ينشأ خلاف بين راي ادارة الحوار وبين راي الاتحاد. فاذا رأت ادارة الحوار ان كتابات حسقيل قوجمان مثلا لا تتفق وخطها السياسي او الاعلامي او الثقافي واصرت على عدم نشر كتاباته ما الذي يستطيع الاتحاد عمله في مثل هذه الحالة؟ جل ما يستطيع الاتحاد فعله ان يطلب من الادارة الغاء قرارها واعادة نشر كتابات حسقيل قوجمان وهو ما يستطيع كل كاتب وكل قارئ ان يفعله. هل يكون من حق الاتحاد ان يقيل او يطرد او يغير ادارة الحوار وان يعين ادارة جديدة بدلا منها؟ لا اعتقد ان اي اتحاد يستطيع او يحق له ذلك. ولذلك لا اعتقد ان الاتحاد يكون منظمة فاعلة قادرة على سد الثغرة اذا لم تجد ادارة الحوار فيها اية ثغرة. قد تؤدي هذه الثغرة الى زيادة او نقصان عدد قراء الحوار او حتى عدد كتابه وقد تعلو مكانة موقع الحوار او تنخفض. ولكن ليس هناك قوة تستطيع ان تجبر الادارة على تغيير خطها. يلاحظ الاخ خالد انني لم اعبر عن رفضي او تاييدي لاقتراح تشكيل الاتحاد. وان تشكيل الاتحاد وعدم تشكيله يعتمد على موقف كتاب الاتحاد من الاقتراح. ولكن ابديت رأيي في جدوى تشكيل الاتحاد وقدرته على سد الثغرة اذا حصلت في مسيرة وتطور موقع الحوار المتمدن. تبقى ملاحظة واحدة في اقتراح الاخ خالد اود الاشارة اليها. اقترح الاخ خالد ثلاثة اسماء كي يكون احدهم رئيسا للاتحاد. وكان الاسم الاول هو اسم شيخ كتاب الحوار حسقيل قوجمان. صحيح اني شيخ كتاب الحوار المتمدن اذ لا اظن ان بين كتاب الحوار من هو اشيخ مني. ورئاسة الاتحاد او رئاسة اية منظمة هي مسؤولية وشيخوختي لا تسمح لي ان اتقبل مسؤولية اعجز عن تحملها وادائها. لذا ان اقتراح الاخ خالد مرفوض اصلا. ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو هل يجري تشكيل رئاسة الاتحاد ولجانه بالتعيين ام بالانتخاب؟ ان انتخاب رئيس الاتحاد يجب ان يجري حسب اعتقادي عن طريق الانتخاب وليس عن طريق التعيين. ان الاخ خالد ذكر ان حسقيل شيخ الكتاب ولكنه نسي ان حسقيل هو شيخ ستاليني "قح" وهذا يعني ان العديد من كتاب الحوار قد يرفضون الانتماء الى منظمة يرأسها شيخ ستاليني. لذلك اعتقد ان اختيار الاخ خالد ولو انه يشرفني فهو اختيار غير ناجح بخصوص تشكيل الاتحاد. مع عاطر تحياتي الى الاخ خالد صبيح حسقيل قوجمان
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خرافة دولة القانون
-
ملاحظات حول لجنة تنسيق القوى الشيوعية واليسار الماركسي
-
من هو اليسار 2-2
-
من هو اليسار
-
حذاء منتظر والكرم العراقي
-
ملاحظات حول مقال -فهد والحزب الشيوعي العراقي-
-
حوار حول انتقادات موجهة الى مقالات سابقة 2-2
-
حوار حول انتقادات موجهة الى مقالات سابقة 1-2
-
ثورة اكتوبر والاممية
-
ثورة اكتوبر وراسمالة الدولة
-
قانون انخفاض نسبة الربح في النظام الراسمالي
-
الاحتلال يحمي العراق من الاحتلال
-
هل الانهيار المالي الحالي نهاية الراسمالية؟
-
ماركسية لينينية ام ماركسية لينينية ماوية؟ 2-2
-
ماركسية لينينية ام ماركسية لينينية ماوية؟ 1-2
-
الارباح الحقيقية والارباح الوهمية للطبقة الراسمالية
-
دور المثقفين في نضال الطبقة العاملة وفي قيادتها 2-2
-
دور المثقفين في نشأة الطبقة العاملة وفي قيادتها 1-2
-
شرح مبسط لقانون فائض القيمة
-
لماذا لا يمكن اعتبار العولمة مرحلة تاريخية؟
المزيد.....
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|