سليم الحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 776 - 2004 / 3 / 17 - 09:27
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لا أتذكر المناسبة التي قِيل َ فيها هذا الحديث و لكن المعنى واضح و يخلو من شروط محددة و القصد بكلمة الرجل تضمين العام قي الخاص و المقصود أي إنسان، واقع في مأزق، من دون توصيف لدينه أو عقيدته أو رأيه.
لقد قرأت أولا ً مقالا بعنوان "يا سيادة وزير الثقافة العراقي...الخ " على صفحة "الطريق" (1)؛ ثم دلني كاتبها الى مقال؛ بعنوان "كفى صمتا .. أغيثونا" قرأته على صفحة " طريق الشعب"(2)؛ و ها أني أضم صوتي اليهما؛ و يعلم العزيز وزير الثقافة ؛ أن صوتا واحدا يمكنه ترجيح الكفة؛ في إنتخابات دمقراطية فكيف بثلاثة أصوات.
يُروى أن "جَحا " ذهبَ؛ من ثقل الأيام وشجونها الى البرية وحيدا؛ فأصابته وحشة الطريق بأضطراب شديد؛ جعله يعتقد بأنه ميت ؛وحتى يواجه ربا رحيما تمدد على الأرض بأنتظار صديق قد يغيثه؛ فيحمل جثمانه؛و بعد إنقطاع أمله من ظهور صديق؛ فكيف بغريب ؛ عزم و قام من مطرحه؛ و ذهب الى بيته فأخبر زوجته قائلا:
أنا ميت و ملقى في البرية في المكان الفلاني ؛فإذا لم يأت أحد لحمل جثماني فستأكله الذ ئاب.
ثم عاد فورا الى المكان الذي كان ميتا فيه!! في البرية . أما زوجته فأشرقت بالبكاء والعويل؛ ولم تترك بابا لجار؛ صديق أوعدو؛ لم تطرقه متوسلة:أن"جَحا" مات و جثمانه ملقى في البرية...إلخ.
فسألها الجيران من أخبرك بذلك؟ فأجابت زوجة "جحا ": من غير زوجي المسكين الغريب ؛ الذي لا صديق و لا مغيث ؛ هو جاء بنفسه!!! ليخبرني.
فحتى لا يتكرر ما حصل ل"جَحا" فيخبر أحدٌ آخر، حتى عن موته بنفسه؛ أقول إن الفنانين و المبدعين هم ضمائر هذا الشعب ؛مثلهم كمثل الأمثال؛ فيها حسن الكلام أو دونيه ؛و لكن في الأخير هي ثقافة الشعب غير المكتوبة و ُتضرب كما هي مهما تغيرالزمان و المكان. و حتى تتحرك تلك الضمائر بالإتجاه الصحيح الدمقراطي يتطلب الأمر الى الحدس، والحس المرهف الذي لا أشك لحظة في أن وزير الثقافة ؛ يملكهما؛ و لكن لا ضرر من التذكير .
فندائي !! لتمتلئ أيام الناس بالفرح؛ ولتكن حفلاتٌ للتكريم؛ بدل الواحدة؛ لكل الذين يجلبون الأفراح و يعيدون الإبتسامة الى شعبنا الذي أنهكه الحزن و المقابر.
سليم الحكيم
2004-03-16
[email protected]
(1) مقالة "حسين كركوش "
(2) مقالة الفنان "حسين نعمة"
#سليم_الحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟