ترشيح النجيفي خروج عن شعارات القائمة العراقية

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 03:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تتبجح القائمة العراقية بشعارها الذي تردده دائما وهو أنها تقف ضد المحاصصة الطائفية والعرقية التي بنيت عليها المرحلة السياسية بالعراق بعد سقوط النظام الصدامي وتعدها السبب في خراب العراق .
في مقالة سابقة نوهنا الى أن هذه القائمة قد خرجت عن هذا الشعار بشكل مفضوح من خلال منحها مقعد النائب غازي الياور ، الذي قدم طلبا للتقاعد نتيجة مرضه ، الى شقيقه أنور الياور وفق مبدأ المحاصصة ، ذلك المبدأ الذي طالما أوجعت القائمة العراقية رأسنا به قبل وبعد الانتخابات البرلمانية .
اليوم تعود القائمة لتخرج وبشكل مفضوح عن المبدأ نفسه من خلال ترشيحها النائب أسامة النجيفي ( السني ) لمنصب رئيس البرلمان الشاغر بعد اقالة أو استقالة محمود المشهداني .
قبل أن نخوض في خروج القائمة العراقية عن هذا الشعار لابد لنا من التنويه الى أن الأحزاب السياسية الرئيسة ، نعني التي حصلت على أعلى النسب في الانتخابات البرلمانية وهي كتلة الائتلاف ( شيعية ) ، والتحالف الكردستاني ( كردية ) ، وجبهة التوافق ( سنية ) اتفقت على توزيع المناصب الرئاسية على أساس التنوع الطائفي والعرقي وبذلك فقد أصبح رئيس الجمهورية كرديا ( جلال الطالباني ) ، ورئيس البرلمان سنيا ( محمود المشهداني ) ، ورئيس الوزراء شيعيا ( نوري المالكي ) .
وبما أن جبهة التوافق التي كانت تضم أغلب الأحزاب السنية فقد أصبح هذا المنصب من حصتها حيث جرت انتخابات داخلية ، أي داخل أحزاب الجبهة ، وتم اختيار محمود المشهداني رئيسا للبرلمان .
كان من السهل اختيار بديلا عن المشهداني من طرف جبهة التوافق ، لكن الانشقاقات التي حصلت في داخل الجبهة بعد خروج المشهداني من رئاسة البرلمان أدت الى صعوبة الاتفاق على مرشح ، إذ أن الحزب الاسلامي ( طارق الهاشمي ) ، ومؤتمر أهل العراق ( عدنان الدليمي ) قد رشحوا النائب أياد السامرائي لهذا المنصب في حين قدم مجلس الحوار ( خلف العليان ) لهذا المنصب ، كذلك رشح طه اللهيبي نفسه كمرشح لهذا المنصب عن التجمع الديمقراطي .
هذا الأمر ، نعني الترشيحات التي خرجت من أطراف جبهة التوافق ليس مستغربا ، إذ أنها تدخل في الاطار العام للسياسة العراقية التي أناطت مهمة رئاسة البرلمان للطائفة السنية التي كان ممثلها الأحزاب السنية المنظوية تحت خيمة جبهة التوافق ، لكن أن تخرج القائمة العراقية ، تلك القائمة التي أوجعت رأسنا بشعاراتها العلمانية ووقوفها ضد المحاصصة الطائفية والعرقية بمرشح سني هو أسامة النجيفي فهذا هو المستغرب .
السؤال الآن هو : لماذا رشحت القائمة العراقية عضوا سنيا من أعضائها لهذا المنصب ولم ترشح عضوا شيعيا ، أو كرديا ، أو تركمانيا ، أو مسيحيا ؟
الاجابة ببساطة لأنها تعلم جيدا أن هذا المنصب هو من حصة الطائفة السنية حسب المنهج السياسي الطائفي والعراقي المتفق عليه بالعراق بعد الانتخابات البرلمانية ؟
المفارقة الكبيرة في ترشيح النجيفي من طرف القائمة العراقية هي أن القائمة تعلم تماما أن النجيفي يعد من الشخصيات المرفوضة جدا من طرف القائمتين الرئيستين في البرلمان العراقي ( الائتلاف الشيعي ) و ( التحالف الكردستاني ) نتيجة مواقفه العنصرية والطائفية ، فضلا عن مواقفه المعروفة بمساندة الارهابيين بحجة المقاومة .
خلاصة القول : ان ترشيح أسامة النجيفي لن يحظى بأي تأييد في البرلمان العراقي للأسباب التي ذكرناها وهو الأمر الذي تعرفه القائمة العراقية قبل غيرها من القوائم ، لكنه محاولة لتكريس المنهج الطائفي ، لذا نرجو أن لا توجع القائمة العراقية رأسنا بشعارات لا تطبقها على واقع الأرض .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات