ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 03:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لكل دولة عربية الحق في أن تبدي رأيها بالتطورات الجارية في المنطقة ، وهذا الحق يكفل لها عد م الخضوع لرأي دولة أخرى أكبر حجماً وأقدم تاريخاً ، فلم يقل أحد أو يبرر خضوع هذا البلد لقرارات البلد الآخر ، لكن ثمة خلل ومن دون شك في منظومة عمل الجامعة العربية العتيدة.
فعندما دعت دولة قطر إلى عقد قمة عربية طارئة ، لرفع الصوت عالياً نجدةً لأهل غزة ، تباين الرأي العام العربي حيال هذه الدعوة ، فالجواب كان على الدوام ، لا فائدة ترجى من عقد قمة طارئة ، وبالتالي ما الفائدة من الدعوة القطرية ، لا يفهم منها سوى الدعوة إلى اللطم والنواح وجلد الذات ، بينما إسرائيل مستمرة في حربها ، غير آبهة سواء اجتمع العرب أم لم يجتمعوا .
يدرك الشارع العربي أن القمم العربية ، لا تحرك في قضاياه الشيء الكثير، غالباً ما تكون قمم للإدانة والشجب والاستنكار ، أو قمم لإحراج العرب أنفسهم ممن حضر أو لم يحضر ، أو لنقل قمم التحايل والمزايدة على رصيد هذه الدولة أو تلك ، ولا نريد أن ندخل في التسميات حرصاً منا على صون ما تبقى من إجماع عربي في حدوده الدنيا .
إذن ، القضية الأساسية ، أن كل دولة تريد أن تسجل نقاط على دولة أخرى ، ولو أجرينا استفتاء لرأي الشارع العربي حول جدوى الدعوة لعقد قمة طارئة ، لتبين أن القمم لا تعنيه كثيراً ، لأنها حتى الآن لم تحل واحدة من قضاياه العالقة ، أو تتخذ قرارات ، من شأنها إلزام دول الجوار غير العربية واستجابتها للمطالب العربية .
والسؤال ، لماذا الدعوة إلى قمة طارئة في الدوحة ، وثمة قمة أخرى ستعقد في الكويت ؟ إذا كنا نريد إيصال رسالة للعالم ، بأننا حريصون على قضايانا المركزية وعلى دماء شهدائنا ، فإن هذا العالم يدرك محدودية دور الجامعة العربية ، بالتالي لا يعول كثيراً على ما يصدر من قرارات ، أما إذا كنا حريصون على كل قطرة دم تراق هنا وهناك ، فعلينا الاستعداد لعقد قمة طارئة في كل يوم ، فبقاعنا ملتهبة في كل شبر ، في العراق والصومال والسودان ولبنان ، وهذا يعني أننا لن نفرغ من عقد قمة حتى ندخل في قمة أخرى أشد تعقيداً .
وما يجعلنا نرفض هذه القمم الطارئة ، ليست لكونها وسيلة من وسائل التحايل على النفس والآخر ، أو أنها ستحيي الأموات وتثأر للأحياء ، بل لكونها أضحت مسرحاً لعرض العضلات ولتبادل الشتائم باللسان العربي ، فأقل ما يمكننا سماعه عقب كل حرب أو قمة ، عنتريات " أنصاف الرجال " وتحايلهم على ما تبقى من " الرجال "
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟