أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسرين وصفي طاهر - في معركة انتخابية قبل أربعة عقود














المزيد.....

في معركة انتخابية قبل أربعة عقود


نسرين وصفي طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زحمة النشاطات الانتخابية الراهنة اليوم، في العراق الجديد، مع كل ما عليها، وحولها من ملاحظات وانتقاصات وانتقادات، عادت بي الذاكرة إلى أربعة عقود سالفة، وإلى خريف العام 1969 تحديداً، حين جرت الانتخابات الطلابية في كليات ومعاهد وثانويات البلاد، في أول تحدٍ جماهيري مباشر، وصريح، لسلطة حزب البعث الثانية، وأجهزتها التي سميت زوراً باتحادات ونقابات وما إلى ذلك من تعابير...
... قيادة اتحاد الطلبة العام، بدعم من تنظيمات سياسية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي، تقرر خوض الانتخابات برغم اجتهادات بالمقاطعة لانتشار العنف والعسف، المغلفين إلى حدود كبيرة، إذ لم يكشر الحاكمون عن أنيابهم بعد... وقد كان الهدف الرئيس من خوض المعركة الانتخابية: زج الجماهير الطلابية في ممارسة حقوقها، وتحدي جلاوزة وموظفي وأرباب وأنصار النظام... وهكذا اذن يبدأ التحضير، وتنطلق الترتيبات المحددة، أو المقترحة، بل وحتى التلقائية غير المبرمجة: جهود للتثقيف بجدوى المشاركة، وأخرى لمناقشة المعترضين من أعضاء الاتحاد عليها، وثالثة لكسب الطلبة غير المسيسين او المترددين، بل وحتى الخائفين من السلطة الحاكمة، المجربة في قمعها ودمويتها، خاصة ولم يكن قد مرّ على عهد البعث الأول سوى ما يزيد قليلاً على ستة أعوام، بعد انقلاب الثامن من شباط 1963 الفاشي، الأسود.
... تجري اختيارات أولية للمرشحين، بل وحتى شبه استفتاءات داخلية، في تنظيمنا الطلابي، الحزبي، والديمقراطي... ثم يغدو الأمر قراراً، وأدخل قائمة مرشحي الاتحاد، وأنصاره، والمتحالفين معه، لانتخابات اللجنة الطلابية لمعهد الهندسة في جامعة بغداد، إلى جانب خمسة مرشحين آخرين من بينهم حماد الخطيب وجاسم هداد، لنصبح ستة، اثنين عن كل مرحلة دراسية... ويبدأ العد التنازلي لموعد الانتخابات، فيزداد العمل: لقاءات واجتماعات وتحضيرات وندوات، علنية وسرية وما بينهما... ثم لافتات، وحلوى مغلفة بالشعارات، وبيانات ومنشورات دعائية، وغيرها، إلى جانب النشاطات ذات الصلة بفضح الانتهاكات، ومحاولات الاستئثار، والتهديد والوعيد التي يمارسها أنصار السلطة واتحادها "الوطني"... وتأتي المفاجئة:
ناظم كزار، الجلاد الأبرز، عضو القيادة البعثية، مدير الأمن العام، اللواء في الجيش، يتردد على معهدنا بشكل مكثف باعتباره طالباً!! بل ويشاع بأنه سيدخل "مرشحاً" في القائمة المنافسة، قائمة السلطة، ولكم أن تقدروا كيف سيكون تأثير ذلك على طالبات وطلاب المعهد، قبيل موعد الانتخابات، وأثناءها، وما بعدها...
... على أية حال تستمر النشاطات، بل وتحتدم، فالتحدي قادم، وبات أحلى مع اقتراب التاريخ المحدد، وازدياد أعمال التهديد والوعيد والضرب والاعتداء والاعتقالات وغيرها من ممارسات "ديمقراطية" بعثية معروفة... ومع كل ذلك، ومواجهة له، يشارك جمهور غير قليل في التصويت لقائمة الاتحاد والشيوعيين، في معهدنا والمعاهد الأخرى، والكليات والثانويات... ويفوز أنصار السلطة كما هو متوقع عبر التزوير والقمع والملاحقة، وترفض قيادة اتحاد الطلاب العالمي الاعتراف بالنتائج بعد مجيء لجنة لتقصي الحقائق من براغ إلى بغداد، والاطلاع بشكل مباشر حتى على ضحايا "الأجواء الديمقراطية" الاستثنائية لسلطة بعث العراق.
... ولكن، وكما كان مرجواً، ومطلوباً، تحققت العديد من الأهداف التي لم يكن هدف الفوز بالانتخابات محسوماً فيها، ومنها: التثقيف والتعريف بأهمية الممارسات الانتخابية، التحريض على مجابهة ومواجهة المزورين، توسيع القاعدة الشعبية لتشكيلات وتنظيمات الاتحاد وتمرينها لمعارك ديمقراطية لاحقة، زيادة الوعي بأهمية دور الجماهير، رفض القبول بالأمر الواقع والمساومة والاذعان... ترى ما أحوج شعبنا وتنظيماته وقواه الوطنية لمثل تلكم الأهداف في هذه الأيام، ونحن على أعتاب جولة جديدة وشيكة من جولات امتحان الجماهير لقدراتها...





#نسرين_وصفي_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري يؤرخ لثورة تموز
- الجواهري عن الاول من ايار
- من وصايا الجواهري لمؤتمر اتحاد الطلبة العام سنة 1959
- حين احتفى الجواهري بيوم المرأة العالمي قبل نصف قرن


المزيد.....




- مصرية توثق جانبًا مختلفًا لدبي عبر صور عفوية لعمال منطقة الر ...
- وصفتها بـ -لحظات تاريخية-.. هكذا تفاعلت أحلام مع وصول طائرات ...
- ارتفاع حصيلة قتلى عواصف أوروبا.. شاهد جهود البحث والإنقاذ وس ...
- خلال اتصال هاتفي.. الملك عبدالله والسيسي يحذران من تصفية الق ...
- هل فعلا سكر الفواكه أقل ضررا من غيره؟
- الحكومة الإسرائيلية تضيف هدفاً جديداً إلى أهدافها المعلنة من ...
- الناتو يترك للدول الأعضاء حرية اتخاذ القرار حول استخدام أوكر ...
- دراسة: بعض المأكولات الصحية تزيد احتمالات إصابة الأطفال بالس ...
- السيسي وعبد الله الثاني يحذران من خطورة استمرار الحرب في غزة ...
- -كانت غزة تموت ببطء-.. مشعل يؤكد تغيّر موقف بايدن حول بقاء - ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسرين وصفي طاهر - في معركة انتخابية قبل أربعة عقود