/ كاتب عراقي مغترب
ألمبتغى من هذا ألمقال هو ألبحث في كيفية أيجاد أطار جديد يوحد
ألعراقيين كافة عوضاً وكبديل لما يجري ألآن من صراعات
طائفية وعرقية ودينية مضرة ليس فقط في أعاقتها لعملية
ألتحول من مجتمع متأخر منقسم خائف مما تركته الدكتاتورية
عبر عقود من حكمها ألجائر بل ومضر أيضاً بنسيج الوحدة
ألوطنية ألى درجة صار ألشعور بألمسؤوليات ألوطنية
ثانوياً أمام ألمشاعر ألقومية وألطائفية ألضيقة وهذه
ألسمة هي من ألخطورة بمكان تجعل أمر نشوء وأنتشار تيارات
متطرفة وعدوانية وحاقدة على ألأخرين سهلاً ويسيراً أمام
تزايد دور رجال ألدين ألطائفيين وألقوى وألأحزاب ألقومية
ذات ألمصلحة بألحصول على مكاسب أضافية على حساب مصالح
ألوطن ألعليا وهذه ألسمة ذاتها تطبع مشاريع وبرامج
ألقوى ألطائفية وألقومية من كافة ألمشارب.
إزاء وضع كهذا يجد ألمواطن ألعراقي ألذي يريد أن يتبنى قضية
ألوطن ككل مثل وحدة ألعراق ألقائمة على توفير ألحريات
لجميع تكويناته بغض ألنظر عن ألمذهب، ألديانة، ألقومية إلخ...
وأقامة علاقات أجتماعية أو سياسية وحتى شخصية مع أبناء
ألوطن ألآخرين ... وأنبثاق دستور دائم وتقدمي للعراق كله
وغيرها من ألقضايا ألمصيرية وألتحولات ألديمقراطية يجد نفسه
أمام حواجز قوية تمنعه أو تعيقه لتبني هكذا مشروع وطني
لهذه ألأسباب:
1 ـ تصاعد وتيرة حملات ألأنفصال.
2 ـ ألصراع ألعنفي أو غير ألمنبئ بألتفاؤل بين قوميات
عراقية تؤججها ألقوى ألقومية.
3 ـ تفاقم ألمد ألطائفى لدى ألعديد من ألمرجعيات وألقوى
ألشيعية وألسنية أضافة للمد ألسلفي وألأصولي ألخارج عن
دائرة سيطرتهما.
4 ـ ألأعمال ألأرهابية وألتفجيرات ألتي تقود بألكثير نحو
ألأستقطابات ألقومية وألطائفية ألحادة الأمر ألذي يخشى
ألوطنيون من أستمراره وتعمقه حينها قد يتعذر تذليل
النعرات وألكراهيات ألمتبادلة، طائفية كانت أم أثنية أو
دينية.
5 ـ أن ألمواطنين ألعرب وألذين أسكنهم صدام في كركوك
بمغريات مالية ووظيفية كثيرة على حساب ألسكان ألأصليين،
بدأوا بألفرار نحو ألجنوب منذ ألأسبوع ألأول للتحرير حيث
يقدر عددهم بألمليون ويمكن ألقول أن عدم أيجاد حل أنساني
لهؤلاء ألمواطنين وتركهم في أوضاع غير مستقرة ومن دون
أعمال ودخول كفيلة بمعيشة عوائلهم ستجعل منهم أداة بيد
ألأرهابيين وكل ألمتربصين بألتحولات ألديمقراطية مما يشكل
ذلك خطراً داهماً على أمن ألمواطن وألأمن ألوطني ألعام.
وينبغى ألأشارة ألى ألظروف ألهامة ألتالية:
1 ـ أن ألبلاد خاضعة للأحتلال ولكن ألشعب منقسم بصدد
التعامل مع هذه الحالة لاسيما أذا وضعنا في ألحسبان تعهد
سلطة ألأحتلال مراراً بتسليم ألسلطة لأدارة عراقية ذات
سيادة وصلاحيات شبه كاملة في 1/7/2004
2 ـ أن يعض ألعرب ألسنة وعلى وجه ألعموم يقفون بحزم ضد بل
يشنون هجمات مدمرة على جنود ومواقع قوات ألتحالف وأدارات
وأجهزة ألنظام ألعراقي ألجديد وألهدف من ذلك كله ليس تحرير
ألعراق كما يقول خطباؤهم وألعديد من قادتهم فألسلطات
ستنتقل بموجب ألمعاهدة ألمبرمة في 15 تشرين ألأول 2003 ألى
ألعراقيين قريباً ، بل أن جوهرألصراع وديمويته تكمن في
فقدان ألسنة لمقاليد ألحكم في ألعراق منذ ألتغلغل ألأسلامي
لبلاد ألرافدين وحتى يوم أسقاط ألطاغية ألصدامي في 9 نيسان
2003 وكل ما يريدون هو موقع فعال في أدارة ألدولة إن لم يكن
أدارتها بشكل شبه أحتكاري كما في ألسابق لكنه يجب فهم حقيقة
هي حقاً صعبة على ألتجاوز ألا وهي أن ألعراق ألجديد سوف يحكم
بشكل غير دكتاتوري ولا أحتكاري بل ستكون لصناديق ألأقتراع
ألدور ألأول يمكن لكافة المواطنين ألمساهمة في تحديد طبيعة
وبرامج ألنظام ألقادم حيث مع وجود قوات ألتحالف أنتهى وولى
عهد ألأنقلابات وألثورات وألدساتير ألمؤقتة ألتي لا
يحترم نصوصها حتى ألأنقلابيون ألذين تجشموا عناء كتابتها
سوى لتمزقها أجهزة ألأمن وألحرس ألخاص ألموجهة من قبلهم
وتجعل من ألشعب ضحية دائمة وشعب في هجرة قاسية تختلف عن
هجرة ألطيور بأستمرارها وعدم فصوليتها وأختيار ألأخيرة
للسفر في سماوات ألعالم وأنهاره وغاباته بكل حرية ومن
دون إزعاج فهل سمعت عزيزي ألقارئ عن أصابة ألعصافير
بألجوع!؟
3 ـ أن سعي بعض ألأحزاب ألكردية لضم كركوك ومناطق أخرى
يرعب بقية العراقيين كون كركوك مدينة غنية بألنفط وبذلك
تشكل ألعامل ألحاسم وألشرط ألضروري لأقامة دولة
أنفصالية لا يمكن أن يكتب لها ألنجاح بسبب ألعوامل
الجيوسياسية أي أن ألبلدان ألعربية وأيران وتركيا يمكنها في
ظل غياب منفذ بحري لدولة كردية مستقلة خنقها أقتصادياً في
غضون شهور حينها يظل نفط كركوك أسير ألأرض ألعميقة حيث لا
تقبل أي دولة مجاورة بنقله عبر أراضيها ومن هنا تأتي
ألتصريحات ألصائبة للسيدين جلال ألطلباني ومسعود ألبرزاني
وغيرهما من قادة ألأكراد من أن لا مستقبل للأكراد ألا في
أطار ألعائلة ألعراقية وكل عملية تثقيف تهدف لأشعال روح
ووهج ألأستقلال ألكردي أنما يضر بألأكراد بألقدر نفسه
ألذي يضر بألعراق وأزدواجية فكرية ملغومة بألعديد من
ألأحباطات ألمستقبلية.
4 ـ ألأمر ألآخر ألذي يرعب بقية ألعراقيين هو سعي رجال ألدين
ألشيعة وألمرجعيات ألشيعية ـ حيث تتسم ألعلاقة بين بعضها
بألتناحر ـ للهيمنة على ألسلطة ألمركزية وفي ألحقيقة أذا
كان ألشيعة هم ألأكثرية في ألعراق فمن ألطبيعي أن ينعكس ذلك
على تركيبة ألسلطة ألمركزية ناهيك عن ألمناطق ذات ألأغلبية
ألشيعية كما هو ألحال مع ألمناطق ألتي تسكنها أغلبية كردية
غير أن ألفرق بين ألفئتين هو عدم سعي ألأكراد للهيمنة على
ألسلطة ألمركزية بل عوضاً عن ذلك يعملون للتوسع
ألجغرافي ـ ألسياسي ضمن ألعراق في حين يسعى رجال ألدين ألشيعة
ألى ألتسلق نحو ألسيطرة شبه ألكاملة على ألسلطة ألمركزية
ولكن يجب أن يترك هذا ألأمر ألى ألناخبين وهذا أيضاً يرعب
بقية ألعراقيين لسببين على ألأقل وهما:
أ ـ فرض ألنزعة ألدينية ـ ألمذهبية في ألعراق عبر سلطة
ألمركز وما أصرار هؤلاء ألقادة على أجراء أنتخابات عاجلة
ومن دون معرفة حتى عدد ألناخبين وغياب قانون ينظم ألعملية
ألأنتخابية، أهمال مواطني ألمهاجر بعد أن كان ألجميع يتباكى
على غربتهم ألقسرية عن ألوطن وألأهل وظروفهم ألحياتية
شبه ألمستحيلة وغير ألأنسانية لما لاقوه هؤلاء ألملايين
ألمغتربين وألمهجرون ألمساكين من أضطهاد وقمع وتنكيل مما
أضطرهم للهجرة خارج ألوطن ونحو ألمجهول ، كل ذلك ليلاقي
ألأهمال بسبب ألتعجل ومحاولة مبكرة للهيمنة ضمن خطاب
وبرنامج عمل رجعي لا تقل تأثيراته ألكبيرة في هدم ألنسيج
ألعراقي ألمخرب أصلاً بسبب سياسات فاشية صدام وأرهاب
نظامة عما تسبب به هذا ألأخير وأليكم ألبرهان...
ب ـ قرار 137 : وهذا ألقرار ألذي مررته ألقيادات ألشيعية في
مجلس ألحكم يوم 29 ديسمبر 2003 ومن دون ألحصول على أغلبية
أصوات اعضاء ألمجلس كما هو معمول به لا يمكن وصفه بأي
وصف حتى مع ألألتزام بألحدود ألدبلوماسية الا بكونه قرار
يفاقم في تمزيق ألوطن وأشعال فتيل ألصراعات ألمذهبية
وألدينية لكونه أحال ألتقاضي في كافة ألخلافات ألأجتماعية
من زوجية وشخصية وعائلية وغيرها من ألدعاوى وألخلافات ألى
محاكم لا يضبطها قانون قضائي واحد ولا حتى أكثر من واحد بل
ترك مسألة حل ألنزاعات كافة بين مواطنين يتنوعون في
خلفياتهم ألدينية وألمذهبية وألطائفية ألى شيوخ ألمذاهب
ألمختلفة ورؤساء ألقبائل ومحاكم دينية ومذهبية عائدة في
مفاهيم عملها ألى مرجعيات متخانقة وألى أئمة مجتهدين في
ألتفسير حسب ألمذاهب وألتصورات وبأختصار تشكل فكرة طرح
قرار بهذه ألفحوى لوحدها وطريقة تفكير ألقائمين بها امراً
من ألخطورة بمكان أن ألمتابع لا يدري أو لا يستطيع أن
يستشرف ما ألذي تخبأه مخيلة هؤلاء ألرجال من قرارات لا يمكن
للعراقي ألمومن بألوطن وبحقوق ألمرأة ألبسيطة
وألمساواة بين كافة ألعراقيين ألا أن يتوجس حذراً وولعاً
خشية منه على عدم نسف ألأرضية ألصغيرة لوحدانية ألنسيج
ألوطني وغرق كامل للمشاعر ألوطنية أمام أنطلاق عنان
ألمدود ألدينية ألمختلفة من جهة وألتوسع ألقومي من جهة
يقابله من ألجهة ألمقابلة ألأرهاب ألمنظم ألذي يصيب ألجميع
في ألصميم ولا سيما ألطرفين ألمذكورين دونما ألألتفات
ألجدي لفكرة أنقاذ ألوطن وألشعب عبر تحولها ألى أحزاب
وجماعات عراقية وطنية لتخرج عبر ذلك من شرانقها ألمتكورة
نحو رحاب ألفضاء ألعراقي ألوطني ألديمقراطي ألجميل وألذي
يحقن جرعات ضرورية في ذراع ألمواطن لآنقاذه هو ألآخر من
تلاطم ألأمواج ألضيقة وألعنيفة وألتي لا تروي غليلا ولا
تدفع دخيلا.
إن ألعراق بلد واحد وليدَعوا ألشعب ينتخب رئيسه كل 4 أعوام
وليكن للرئيس نواب من كافة مكونات ألبلد ألعرقية وألدينية
وألطائفية ويجب أن تكون ألنزاهة وألوطنية وألكفاءة
ألشروط ألعليا في ألأنتخاب في كافة ألصعد من ألرئاسة
مروراً بألبرلمان ومدراء ألمحافظات وأنتهاء بألمجالس
ألبلدية فألمهم هو أن تتحقق للشعب كافة حقوقه على ألأرض
ويمارس ألجميع خصوصياتهم ألأدارية وألدينية وأللغوية
وألأجتماعية بنفس ألحرية وألأحترام حينئذ تنتفي ألحاجة
لنظام ألحصص وهذا يتطلب حملة كبرى للتوعية بحقوق ألأنسان
ومحاربة ألتعصب وألغاء ألآخر وضمان حياة معيشية وأنسانية
كريمة لجميع ألمواطنين وعملية أعمار عظمى لم يشهدها ألعراق
من قبل وذلك من أجل مصلحة ألشعب من جهة ولتغيير أولويات
ألصراع من جهة أخرى بحيث تزيح ألهموم وألأحاسيس ألجديدة
بألتصدي ألمشترك للأرهاب ومطالب ألعمال وألموظفين وبقية
شغيلة أليد وألفكر بظروف عمل أفضل وتخفيض مستوى
ألأستغلال من قبل ألشركات ألرأسمالية ألعملاقة ودخول
ألمرأة لمعترك ألنضال ألسلمي لأول مرة منذ عقود أضافة
ألى ألبدء بمحاكمة صدام وأعوانه ألذين دمروا ألعراق
شعباً وأرضاً وغيرها من ألأمور ألتي تمكن ألعراقيين من
كل ألأنتماءات ألمتنوعة على ألتكاتف وألتضامن وألوحدة
لتزيح ألأولوليات ألقائمة في ألوقت ألحالي كألأستقطابات
ألطائفية وألعرقية ألتي تنذر بعواقب وخيمة وأحوال سقيمة
وفواجع كبيرة وأليمة وأستمرار أمتلاك ألأرهابيين من
ألصداميين ألسابقين وتنظيمات ألقاعدة وغيرها من حركات
ألأرهاب ألعاملة في ألعراق أليد ألأعلى وحرية ألقدرة على
أمتلاك ألمبادرة ألأولى في توجيه ألضربات ألقاصمة في
ألوقت ألذي يعمل ألفرقاء على كسب أكبر ألمطالب ألفئوية
بينما يوجه ألأعداء ومن ضمنهم بعض ألدوائر ألحاكمة في دول
ألجوار ضربات تلو ألضربات لتفتيت ألوحدة ألوطنية
وأشعال نيران ألحرب ألفئوية كي لا تصل وهجة ألحريات ورياح
ألتغيير ألكاسحة أليهم فيظلون في سدة ألحكم وألشعب مكمم
ألأفواه ولا يفوتنا طبعاً ألتذكير بشعارات ألأمبريالية
وألصهيونية وألرجعية ألتي لا يخلو منبر واحد من ألصياح ألى حد
ألنباح بها لعقود وعقود بينما تتمثل مآزق وأزمات ألوطن
في ألطبيعة أللا ديمقراطية وألقمعية للعديد من ألأحزاب
ألقومية وغيرها ولم يكن حزب ألبعث وقائده ألفذ صدام حسين
أستثناءً من ألقاعدة بل يمكن وصف جل ألساحة ألسياسية بتلك
ألمقاييس لولا ألضغط ألفكري وألميداني لقوى ألتحالف
ودولها ألعريقة في ألديمقراطية ولكن في عصر ألعولمة هذا
وتنقل ألمعرفة وألمعلومات بثواني في كافة أرجاء ألعالم
وأستمرارهم بنهج سلوك أساليب ألقمع وألأرهاب ضد شعوبهم
لا تنطلي هذه ألتضليلات ألا على رهط صغير ومتحجر فغالبية
ألشعب تدرك من هي قوى ألرجعية وألأستبداد بحكم وضعها
ألكئيب وألمكبل حيث ألمعاناة اليومية بألجوع وألخوف من
أجهزة ألسلطات ألقمعية وسجون ألتعذيب وألأختفاء ألدائم
وألظلم ألدائم ولذلك نرى أن تحرك ألشعبين ألأيراني
وألسوري لأسترداد حقوقهما ألديمقراطية وألأنسانية
ألمستباحة وألذي تتصدر عناوينها بسؤالي متى وكيف يمكن أن
تبعدعن شعبنا وقضاياه ألكبرى بألتوحد وألتقدم وألأعمار
ألشامل وألتحرر من عقد ألخوف وألخرافات وتجاوز تلك
ألتجاذبات وألنعرات ألطائفية وألعرقية ألخطيرة جداً وما
شابه، أن تبعد ألكثير من ألمخاطر ألمتمثلة بتسلل
ألأرهابيين عبر ألحدود لتنفيذ جرائمهم ألقذرة ألتي تستهدف
وحدة شعبنا ونظامه ألجديد وألسائر في طريق أحداث تغيرات
ديمقراطية جذرية وجوهرية حقيقية لأول مرة منذ عقود طويلة من
أنظمة ألقمع وألأفراد وألمقابر ألجماعية وألأرهاب
ألجرثومي وألكيمياوي وأعانة دوائر رجعية وأرهابية فيهما
للمنظمات وألعناصر ألأرهابية لوقف مسيرة ألتأريخ وزحف
ألشعوب ألقريب للتخلص من جرائمها ألداخلية بحقه حيث أثبتت
ألوقائع أن تلك ألدوائر هي من ألوحشية وفاقدة للضمير
وألأخلاق بمكان أنها لا تبالي أبداً بما أقترفه وسوف
يقترفه ألأرهابيون بل وتعينهم بغض ألطرف عن ضبط حدودها
لمنع دخولهم ألى بلادنا في ألوقت ألذي يمر به بمرحلة أنتقال
تأريخية وعسيرة من كوابيس وتركات ألدكتاتورية ألى ألنظام
ألديمقراطي ولنا من تجربة ما يسمى بحركة أنصار ألأسلام
وألتي تضم خليطاً من ألعناصر ألمتكالبة على ألأنسانية
عامة وألنساء خاصة أنها أضطرت ألى ألتخلي عن مواقعها في
مدينة حلبجة وألمناطق ألأخرى وألفرار ألى داخل أيران بسبب
ألقصف ألجوي للتحالف لمواقعها سوى لتعود ألى ألعراق وهي
أفضل تنظيماً وأكثر أعداداً وتسليحاً حيث لم تقم ألسلطات
ألأيرانية بأي أجراء ضد هذه ألعصابات ألتي ما فتأت بترويع
ألناس في حلبجة وألقرى ألمجاورة فسكب عناصرها ألمشعوذون
ألتيزاب على ألأناث في ألأماكن ألعامة لعدم أرتدائهن
ألحجاب ومنعوا ألغناء وألموسيقى وأرغموا أصحاب ألمخازن
غلق أبوابها كل يوم جمعة وفرضوا عليهم ألصلاة لخمس مرات
في أليوم ومنعوا ألفتيات عن ألدراسة وغيرها من ألأجراءات
ألشاذة عن خلق بني آدم ثم عاقبوا ألناس بألموت أو ألسجن
أو بضرب ألفلقات حسب درجة ألمخالفة حسب أيدلوجيتهم ألهمجية،
ولم يكن ما ذكرناه ألا نموذجاً واحداً فهناك ثبوتات أخرى
بضلوع دوائر متنفذة في ألنظامين بأعانة ألأرهابيين، بغض
ألنظر عن دخولهم للعراق وعدم ألمبالاة تجاه تحريض ألكثير
من رجالات أديانهم في خطبهم بوجوب ألتوجه الى ألعراق
لتحريره من ألكفار؟، واستمرار وسائل ألأعلام ألرسمية
ألتابعة لهما وللغير بألتحريض على ألعنف ضد ألأمبريالية؟
ألقريبة من حياض ألوطن محاولين بذلك أثارة ألمشاعر
ألقومية وألدينية ألمتطرفة ولصرف ألأنظار عن ألكارثة
ألحقيقية وألتي كما قلنا لم تعد تنطلي على ألشعوب حيث تعلم أن
ليس هناك أبداً أمبريالية أو أستعمار جديد بل دول متقدمة
تعمل على دحر ألأرهاب ألدولي وألتي ضربها في عقر دارها بأسم
ألدين وألآن حدث تبدل جذري في سياسة ألولايات ألمتحدة في أعقاب
وبسبب مجازر 9/11/2001 والمتمثل بعمل كل ما هو من شانه عدم
تكرار تلك ألمجزرة عن طريق القضاء على كافة ألأنظمة
وألمنظمات ألأرهابية أو ألمساندة للأرهاب عالمياً ومن
ألنتائج ألسارة لتلك ألسياسة هو تحرير شعبنا من نير
عبودية ألفرد ألدكتاتور وألقمع أليومي ألمستمر وخلاصة
ألقول أن أحتلال بلادنا سينتهي كما هو متفق عليه في 1/7/2004
مع ضمانات بعدم نشوء دكتاتورية ثانية وأحترام ألدولة
وسلطاتها للأنسان ومنع ألتحريض الديني أياً كان شكله
ومكانه ويبدو أن ألأنظمة ألأرهابية أو ألداعمة للأرهاب
تعلم خير ألمعرفة بأن مصيرها سوف لن يكن بأفضل من مصير صدام
حسين أذا لم تتغير ضمن ألأطر ألأنسانية ألمذكورة أعلاه
ومن هنا يمكن فهم ألدوافع وألأسباب للأرهاب ألأعمى
ومحاولة وأد ألتجربة ألديمقراطية في ألعراق مهما كلف
ألثمن ومهما كانت ألنتائج كل ذلك رغم ألتباكي ألكاذب على
ألأسلام وألعروبة وغيرها فمنذ 11 سبتمر وضعت كل
ألأنظمة ألتي تفرخ ألأرهابيين تحت ألأنذار ومن لا يتعظ بما
حل بنظامي طالبان وصدام عليه مواجهة شعبه وألتحالف
ألعالمي ألذي أعلنها بصراحة ومن دون غدر أو طعن في ألظهور
بأنها حرب شاملة لا تتوقف الا بأستئصال ألأرهاب مهما
كان مصدره وقوته وليعلم ألجميع بأن ألعراق ألجديد سيكون
عضواً فاعلاً في عائلة ألدول ألمتحضرة وألمناهضة
للأرهاب ألذي لم ولن توصل أصحابه لبلوغ أي من ألأهداف
ألمعلنة بل على ألعكس إذ أن أستهداف ألمدنيين ألعزل
وألغاء ألآخر لن يؤدي ألى أي شئ سوى ألمزيد من ألمآسي
وألهزائم للشعوب وألتي تحمل مسؤولية ألتخلص من
ألأرهابيين وألتبرؤ من وسائلهم وأفكارهم ألحاقدة على كل
ما هو أنساني وألتعايش ألمشترك بين ألأقوام ألمختلفة ولا
بد أن تدرك ذلك للوصول ألى أهدافها في ألتحرر وطموحاتها
بحياة كريمة وذات معايير أنسانية جيدة حيث لا يمكن تحقيق كل ذلك
مع بقاء ألأنظمة ألقمعية وألمنظمات ألأرهابية بل عبر
مكافحة ألأرهاب بكافة أشكاله ودوافعه وألأنضمام ألى
عجلة ألتظور ألحضاري وألذي يصب في مصلحة ألشعوب أولاً
وأخيراً أما ألخائفون على دين ما ـ لغاية في نفس يعقوب ـ
فأنهم يستخدمون كل ألوسائل ألأجرامية بحق ألشعب وألأقليات
في محاولة يائسة وبائسة لوقف عملية ألتطور ألتأريخي هذه
وألنصر حليف ألشعوب ألمستضعفة بأذن ألله.
14/3/2004