أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد نبيل الشيمي - العالم الثالث والتقدم إلى الامام














المزيد.....

العالم الثالث والتقدم إلى الامام


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أن انتقال العالم الثالث من عالم مهمش يعاني من اختلالات بنيوية إلي مجتمع متقدم قادر علي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وللخروج من دائرة التهميش والتخلف رهن بتحقيق الديمقراطية والحرية غير المجزأه ... بما يعمل على اطلاق طاقات الانسان ورفع كل القيود التي توقف حركته نحو التطور ... ولا شك ان العالم الثالث في مأزق لا يمكن الافلات منه الا باعادة صياغة العلاقات البينية في المجتمع بين الحكومة والمواطنين .. ومن المواطن والمواطن وبين الثروة والسلطة .. بالقدر الذي يحيي في المواطن ويوقظ فيه روح المثابرة والرغبة إلى التغيير والانتقال إلى أفاق جديدة تعمل في النهاية إلى تغيير الواقع الحالي الذي يشهد خنقاً للديمقراطية من خلال التوسع في السياسات القمعية المدعومة بقوى خارجية تحافظ على مكاسبها في هذه الدول بدءاً من خلق حكومات او نظم عميلة تكريساً للتبعية من خلال تحالف بين فئات تحتكر الثروة وعلى علاقة عضوية بهذه القوى بما يمثل استمرارية الاستغلال الرأسمالي لمصادر الثروة .. انتهاء بأن تظل هذه البلدان سوقاً واسعة لمنتجاتها ..
لقد أثمر القمع المنظم المعادي للديمقراطية في دول العالم الثالث إلى فقدان مواطني هذه البلدان ثقافة المبادرة لصالح الاتكالية والتي هي لا تعدو عن كونها عمل سلبي يعطل المواهب ويقتل الاستعداد . والانسان المتواكل بطبيعتة انسان واهن وغير قادر على اتخاذ اي قرار او مبادرة ... فهو فاقد للذات الوثابة القادرة على الابتكار والتفكير السليم .والاتكالية تقتل الابداع وقد تؤدي الى اغتراب المواطن ومن ثم الانكفاءعلى الذات وقد يصل الامر الى الانسحاب وفقدان الثقة في المجتمع لدرجة فقد الانتماء .. فشعوب دول العالم الثالث تعيش دائماً في حالة احساس بالقهر نتيجة للممارسات التي تقوم بها السلطات المستبدة في هذه الدول ومن ثم ينأى المواطنون عن المشاركة السياسية .
ولعل من الاهمية ان لا يقف الامر في تفسير التخلف وحصره في بطء حركة التصنيع أو ضعف النواتج القومية أو زيادة معدلات الفقر والمرض وزيادة نسبة الامية وانتشار الفساد وانخفاض نصيب الفرد من الخدمات ... ألخ
ولكن يجب النظر الى التخلف الى كونه حالة خلل بنياني يعود لعوامل متعددة لا تقتصر فقط على العامل الاقتصادي بل أن الكثير منها يعود لعوامل سياسية لا تقل أهمية عن العامل الاقتصادي وتعاني دول العالم الثالث من ازمة مشاركة تعود جزئياً إلى ما يعتري البناء السياسي من تشوهات ونقائص فبعض هذه الدول ليس لها دستور حتى في حالة وجود دستور فهناك فجوة بين ما يحويه من نصوص واحكام وبين الممارسة الفعلية من جانب السلطة فضلاً عما يقول الاستاذ الدكتور كمال المنوفي في كتابه اصول النظم السياسية المقارنة" ان الوصول الى سده الحكم لا يكون من خلال ارادة شعبية بل عن طريق انقلابات عسكرية او توريث الحكم ويتم هذا حالياً بشكل متكرر في النظم الجمهورية ... والبرلمانات في غالبية دول العالم الثالث شكلية دورها يقتصر على تمرير ما يطلبه الحاكم منها وقد تشرع في غير صالح السواد الاعظم من الشعب .. ناهيك من التضييق على الاحزاب ومحاصرة اعضائها والوقيعة بين قيادا تها . وذلك بخلاف الاحزاب الديكورية من خلال احزاب تسير في فلك الحزب الحاكم ... وهكذا يبقى مفهوم التعدد الحزبي مجرد اجراء شكلي هو في الحقيقية حزب واحد يملك كل شيء ويفعل كل شيء لهدف واحد هو التاكيد للنظام الحاكم .. كما ان دول العالم الثالث عادة ما يكون الاعلام والثقافة موجهين وخاضعين لرقا بةصارمةومن ثم تكون قدرتها علي الارتقاء بفكر المواطن وبث روح القيم والدفع الى المشاركةمحدوده ولا شك ان الاستبداد الطغيان من اهم الاسباب التي تحد من تطور المجتمعات وبفعل الخوف والقمع والحرمان والشعوربالاهمال تظل ارادة المواطن غائبه ومكنوناته مدفونة بل ورغبته في التغيير تكاد تنعدم ان تغييرهذا الواقع رهن بتطبيق الديمقراطية التي تعيد المواطن بل وتدفعه الى ممارسة دورة في المجتمع من خلال المشاركة السياسية باعتبارها سيبلاً لتعميق روح المبادرة والمثابرة ورفض الاتكالية وهو يعمل على الخروج من دائرة التخلف والتبعية والاقصاء والاستلاب لاعادة تركيب البني الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بما يتواءم والتحديات التي تقابلها دول العالم الثالث .. ولكن هل هناك مشاركة سياسة بغير ديمقراطية ؟ ... لا يمكن التسليم بأن شعباً من الشعوب خاض تجربة المشاركة السياسية وهو مقيد تحت نظم يكتاتورية .
... فالديمقراطية هي المدخل الطبيعي للمشاركة السياسية التي تعد المحدد الرئيسي لاخراج دول العالم الثالث مما هي عليه الان (حالة اللا شيء) الى ان يكون شيئاً .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في العدوان على غزة
- الفرص التصديرية وكيف يمكن تقديرها
- امتنا بين الملهاة والمأساة
- اشكالية الدين عند مونتسكيو وفولتير
- الظلم أحد مظاهر القهر الاجتماعى
- الحرية عند ستيوارت ميل
- رؤية للمشكلة السودانية بين تحديات الابقاء علي الوحدة في مواج ...
- الاغتراب في العالم العربي
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- التفاوض فى مجالات الاتفاقيات التجارية المفهوم والدوافع والعو ...
- أهمية خلق مشروعات صغيرة ومتوسطة فى الريف
- محنة لغتنا الجميلة
- حرية التجارة وتحرير التجارة والازمة المالية
- ميكيافللي هل مازال حيا؟
- الابداع في العالم العربي شهيد الانظمة الحاكمة
- حول مفهوم الدعم والاغراق والوقاية وكيفية الحد منها حماية للص ...
- منظمة التجارة العالمية النشأة والاهداف
- ظاهرة غسل الاموال قضية أجتماعية - جريمة اقتصادية
- القرصنه ملاحظات في حاجه الي دراسه
- السياسة الاقتصادية في مصر والركود الاقتصادي


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد نبيل الشيمي - العالم الثالث والتقدم إلى الامام