|
اموت كل لحظة
راندا جمال
الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:36
المحور:
حقوق الانسان
لماذا لا ينتبه الجنس البشريّ ويفيق من سبات الغفلة؟
لماذا لايزال البشر يفكّرون في الخلاف والنّزاع والجدال وحشد الجيوش لتصول وتجول في ميادين النّزال والقتال.؟
يموت الناس هنا وهناك مرة تموت غرقا في عبارة أو دفنا تحت صخرة أو أن يكون الموت ثمنا للحرية والعدل، تعددت الاسباب والموت واحد ،ومهما اختلفت الطرق الالم واحد.
متى اصبح الموت سمه رئيسية فى حياتنا اليومية .؟
متى اصبح ثمن للحرية والخلاص والعيش فى امان؟
هل انقلبت الموازين واختلط الحابل بالنابل؟
انا اموت كل يوم اموت في كل لحظة اشاهد اطفال فى عمر الزهورقتلى في احضان أمهاتهم بدلا من ان ارهم نائمين فى احضانهم امنين هذا الحضن الدافئ
اموت فى كل لحظة ارى فيها نساء تغتصب وتذبح بإسم الدين والارض والعرض
اموت فى كل لحظة ارى فيها حوامل تركل بالأحذية لتجهض وتموت اطفالها فى ارحامها من قبل ان تخرج للنور
اموت فى كل لحظة ارى فيها اطفالا تضطهد وتصادر ابسط حقوقها فى الحياة
اموت فى كل لحظة ارى فيها طفلا لا يعيش طفولته وتموت داخله ويستغل بإسم المادة
اموت فى كل لحظة عندما ارى أطفال يقتلون على مقاعد المدارس التى من المفروض ان يتعلموا ويلعبوا بفنائها
اموت فى كل لحظة ارى شباب تقتل احلامه ليحول نفسه الى قنبلة موقوته وكابوس مفزع وغضب عارم يأخذ معه كل الابرياء
اموت اموت فى كل لحظة ينتحر فيها شباب لمجرد يأسهم من الحياة ومن ان غدا يحمل معه المستقبل المشرق الذى طالما حلموا به
اموت فى كل لحظة ارى شباب يغرق في البحرهاربا من الفقر والأسى
اموت فى كل لحظة ارى رجالا تهدر كرامتهم ويقهرون ويذلوا بإبشع الوسائل اللاانسانية
اموت فى كل لحظة ارى رجال يحرقون أحياء امام عائلاتهم واطفالهم
امم تباد ....وشعوب تفنى .... وحروب فى كل مكان .... وكوارث ومصائب فى كل بقعة من بقاع العالم
اقف واشاهد العالم اجمع لا يتحرك نحو مساعى السلام بل كلا يغنى على ليلاه لا احد يريد السلام وكأنه ابن غير شرعى وكأنه فعلا مشين سيوصم به من يتبعه ويقوم على ترويجه .
لا أحد يستطيع أن يقف في خط النار ويقول بعلو الصوت كفانا تناحر وحروب وتعصب متى سنتذوق طعم السلام والحياة فى امان
كفانا كره متى متى سنتذوق طعم الحب
كفانا فرقة واختلاف متى سنتذوق طعم الاتحاد والوحدة
كفانا اختلافات متى سنعرف انها سبب لتقريبنا من بعضنا البعض متى سنتذوق حلاوة العالم الواحد والانسانية الواحدة المتحدة تحت لواء وشعار المحبة والسلام لعموم سكان الكرة الارضية
انا فى زمن كشفت فيه الأقنعة عن وجه الانسانية لاجدها امراة مشوهه ومتعبه من ويلات الحروب والخلافات اجد جسدها النحيل تعتريه الامراض والتقيحات ولازالت تحارب حتى الممات لعلها تجد فينا من يشعر بألامها ويبدأ فى تصليح ما يمكن اصلاحه قبل قوات الاوان ويوم لا ينفع الندم.
إنّ العالم في حرب وجدال. والنّوع الإنسانيّ في غاية الخصومة والوبال. إذ أنشبت جميع ملل العالم مخالبها الحادّة في رقاب بعضها البعض، وما زالت تتنازع وتتقاتل، بحيث تزعزع بنيان البشريّة وتزلزل.
فكم من نفوس باتت شريدة بلا مأوى ولا وطن. وآلاف مؤلّفة من الرّجال يسقطون- كلّ عام- على الغبراء صرعى في ميادين الحرب والقتال مضرّجين بدمائهم، حتّى لقد طويت خيمة السّعادة والحياة وما زال القادة يتزعّمون ويقودون ويفتخرون بسفك الدّماء ويتباهون بإثارة الفتن.
يقول قائل منهم: لقد حكّمت السّيف في رقاب هذه الأمة. ويقول ثانٍ: لقد سوّيت بالتّراب هذه المملكة. ويقول ثالث: لقد اقتطعت تلك الدّولة من أساسها. ذلك مدار فخرهم ومباهاتهم بين الجنس البشريّ.
لقد أصبح الصّدق والصّداقة –في جميع الجهات- مذمومين، وأصبح الأمن وعبادة الحقّ مقدوحين.
وتحضرنى كلمة حضرة بهاء الله وتطن فى اذنى وتقول
" فيا أحبّاء الله! اعلموا إنّ الحياة في هذا العالم الفاني تنتهي في مدّة قصيرة، وتفنى العزّة والثّروة، وتزول الرّاحة والسّرور التّرابيّان. فنادوا الخلق إلى الخالق، وادعوا النّاس إلى سلوك الملأ الأعلى.
كونوا للأيتام أبًا عطوفًا، وللمساكين ملجأً وملاذًا، وللفقراء كنز الغنى وللمرضى الدّواء والشّفاء. كونوا معين كلّ مظلوم، ومجير كلّ محروم. واحصروا فكركم في تقديم الخدمة لكلّ إنسان. ولا تلقوا بالاً إلى الإعراض ولا الإنكار ولا الاستكبار؛ ولا تأبهوا للظّلم ولا العدوان.
بل على النّقيض! عاملوا النّاس وكونوا عطوفين عطفًا حقيقيًّا لا صوريًّا ولا ظاهريًّا. ويجب على كلّ فرد من أحبّاء الله أن يحصر فكره في أن يكون رحمة الرّﺤﻤن وموهبة المنّان، فما اتّصل بأحد إلاّ قدّم له الخير والمنفعة، وكان سببًا لتحسين الأخلاق وتعديل الأفكار حتّى يشعّ نور الهداية وتحيط بالعالم موهبة الرّحمن. المحبّة نور يضيء في كلّ منزل، والعداوة ظلمة تأوي إلى كلّ كهف!
فيا أحبّاء الله ابذلوا الهمّة عسى أن تزول هذه الظّلمة تمامًا فينكشف السّرّ المستور وتبدو حقائق الأشياء وتتجلّى للعيان حتّى تصبح الدّنيا غير الدّنيا، ويستنير العالم الظّلماني، وتسري في جسد الخلق الميت روح حياة جديدة وتلتمس كلّ نفس لأختها الحياة الأبديّة وتتحوّل إلى نفس رحمانيّة".
ايها السادة الافاضل اقولها بعلو الصوت " كفانا موت فالموت يفنينا ويمحوا من عالمنا كل معانى الحياة ومن يرحب به ويسمح بحدوثه فقد حكم على الكون بالفناء والاندثار وليتبواء مقعده من النار"
كفانا نفاقا كفانا خداعا كفانا من تكرار اخطاؤنا التى لم نتعلم منها شيئا غير تكرارها كفانا مذابح كفانا جرحى وجثث بلا نهاية.
ولو سرتم في الأرض ومشيتم في مناكبها وجدتم أنّ كلّ ما هو معمور سببه الألفة والمحبّة، وأنّ كلّ ما هو مطمور ناتج عن العداوة والبغضاء.
ولنزرع المحبة فى كل بقاع الوجود فالمحبّة هی سبب الوجود والترقّی لکلّ انسان وهی وسيلة السعادة الکبری فی العالم الروحانی و الجسمانی .
المحبة هی روح الحياة لجسد الانسانية المتهالك وسبب تمدّن الأمم فی هذه الحياة الفانیة
المحبة هى الشرف الأعلی لکلّ شعب واذا خلت قلوب الشعوب من هذه المحبّة سقطوا فی أسفل درك من الهلاك و تاهوا فی بيداء الضلال ووقعوا فی وهدة الخيبة ولنضع فى الاعتبار اننا كلنا اثمار شجرة واحدة واوراق غصن واحد
كذلك عالم الوجود شجرة واحدة، وجميع النّاس كالأوراق والأزهار والأثمار.ولهذا وجب أن يكون الجميع من الغصن إلى الورق إلى البراعم إلى الثّمرفي غاية الطّراوة واللّطف ،وحصول هذه الطّراوة وهذا اللّطف منوط بالألفة والارتباط.
لهذا يجب أن يحافظ بعضكم على بعض بغاية القوّة، ويدعو بعضكم لبعض بالحياة الأبديّة، ومن ثم وجب علينا أن نكون في عالم الوجود مثالاً لرحمة الرّبّ الودود، وموهبة مليك الغيب والشّهود،
وينبغي لنا أن لا نلتفت إلى العصيان ولا الطّغيان، ولا ننظروا إلى الظّلم ولا العدوان، وأن ننزّه أبصارنا لنرى الجنس البشريّ أوراقًا وبراعم وثمارًا لشجر الوجود، وأن نحصرفكرنا دائمًا في تقديم الخير وإبداء المحبّة والرّعاية والمودّة والعون لغيرنا
ولا نرى في أحد عدوًّا، ولا نفترض في أحد سوءًا بل نعتبر جميع من على الأرض أصدقاء و الغرباء أحبّاء، والمجهولين معروفين.
إنّ المقرّب اليوم لدى باب الله ذي الكبرياء لهو الشّخص الّذي يقدّم للأعداء كأس الوفاء، ويبذل لهم العطاء، ويعين العاجز المظلوم، ويحوّل الخصم اللّدود إلى وليّ ودود.
#راندا_جمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العالم اليوم جزيزة من الاغنياء تحيط بها بحار من الفقراء
المزيد.....
-
نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلو
...
-
زاخاروفا تعلق بسخرية على تهديد أمريكي للجنائية الدولية بشأن
...
-
ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
-
كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول
...
-
إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين
...
-
بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات
...
-
عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن
...
-
2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و
...
-
خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا
...
-
القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|